دُمية لاختبار الملابس!
يستعين خبراء المؤسسة الفدرالية السويسرية للأبحاث والفحوصات على المواد منذ فترة وجيزة، بدمية خارقة للعادة لاختبار الأزياء والملابس.
وتلعب هذه التحفة التكنولوجية دورا حيويا في اختبار الملابس الضرورية لنشاطات معيّنة، كالرياضية الفردية أو الجماعية
يبلغ قوام هذه الدمية العجيبة 180 سنتمترا وتزن 80 كيلوغراما وتستطيع نزف كميات من العرق تصل إلى 5 لترات في الساعة. وقد كلف تصميمها وصنعها أكثر من مليوني فرنك سويسري، بهدف الحصول على وسيلة تكنولوجية متطورة إلى أبعد ما يمكن، لفحص الملابس والأزياء على خاصة تصريف العرق وتبريد الجسم دون إلحاق الضرر بصحة مرتديها.
فالمعروف أن متوسط حرارة الجسم الإنساني يقع بحدود 37 درجة مئوية، وأن الجسم يسعى بجميع الوسائل للحفاظ على هذا المتوسط الحراري العام، ومن ضمنها وسيلة العرق. فجسم الإنسان هو بمثابة المحرك، من حيث أن حرارته تكون على أدنى المستويات عندما يكون ساكنا، وتتصاعد كلما تصاعدت الحركة فيه.
والمعروف أيضا هو أن الإنتاج الحراري لجسم الإنسان يبلغ حوالي 80 “واط” في الساعة إذا كان في حالة الهدوء والاسترخاء، وقد يصل 1000 “واط” عندما يكون في حالة الإجهاد الأقصى، لدى ممارسة هواية من الهوايات الرياضية.
ولمقاومة ارتفاع الحرارة، يأخذ الجسم بالعرق للتخلص من الإنتاج الحراري الفائض عمّا هو ضروري له، وهنا تلعب ظاهرة تبخّر العرق دورا حيويا في تحقيق التبادل بين حرارة الجسم وبيئته المباشرة، لأن تبخر العرق يستنزف حرارة البيئة المحيطة بالجسم لتبريدها وتبريد الجسم بالتالي، كي يبقى على أقرب ما يمكن من حرارته الطبيعية التي تقع بحدود 37 درجة مئوية.
العرق نتيجة الحركة أو التسخين
وقد صمم الخبراء الدمية “سام” بطريقة يجعل العرق يتصبب منها بكميات معيّنة عندما يصل الإنتاج الحراري داخلها بالتسخين درجة معيّنة. وهكذا تنزف الدمية لترا من العرق في الساعة، في حالة تعرضت لإنتاج حراري بحدود 500 “واط” في الساعة، أي ما يعادل الإنتاج الحراري لجسم المتجول في المرتفعات والجبال.
ويتصبب هذا العرق من 120 غدّة إصطناعية معبئة بالماء المقطرة وعلى اتصال بعشرات الأمتار من الكوابل والأنابيب الدقيقة، المرتبطة بنظام إلكتروني متطور وموجّه من بعيد، يتواجد تحت الجلد المصنوع من الدائن لهذه الدمية العجيبة.
وإمكان خبراء المؤسسة السويسرية لاختبار المواد أن يقلدوا مختلف الظروف المناخية داخل المقصورة التي تتواجد فيها الدمية وأن يؤثروا بالنظام الإلكتروني على حرارة “جسمها” كي يحاكي حرارة جسم الإنسان لدى ممارسة هواية من الهوايات الرياضية.
ويستطيعون بهذه الوسيلة اختبار مختلف الملابس، ليس بالنسبة لتمرير بخار العرق المنبعث من الجسم فحسب، وإنما أيضا وفي نفس الوقت، بالنسبة لمزاياها المتعلقة بضمان تبادل الرطوبة بين جسم الدمية وبين البيئة المناخية الاصطناعية داخل المقصورة الإختبارية.
جورج أنضوني – سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.