دُويلة نوشاتيل تقرّ الانجليزية كلغة من لغات التدريس
عشية الإحتفالات بالعام الأوروبي للَّغات ، ببادرة مشتركة من جانب المجلس الأوروبي والاتحاد الأوروبي ، أضافت دُويلة سويسرية جديدة حلقة أخرى من حلقات الجدل المتواصل منذ حين في سويسرا حول تعلّم اللغات الأجنبية في المدارس السويسرية ، خاصة الانجليزية.
فقد قررت دُويلة نوشاتيل الرومندية ، ليس إدخال الانجلزية كلُغة من اللغات الأجنبية وحسب ، وانما كلُغة من لغات التدريس أيضا ، لبعض الفروع والمناهج في مدارسها العُليا .
الهدف من العام الأوروبي للّغات هو الترويج للمنوّعات اللغوية ولتعلّم اللغات في أوروبا ، كوسيلة من وسائل الإتصال والتفاهم بين شعوب القارة . فالملاحظ أن سويسرا التي تقع في قلب القارة الأوروبية ، تعرف أربع َ لغات وطنية هي حسب أهمية الجالية السكانية الناطقة بها : الألمانية والفرنسية والإيطالية والريتورومونش المشتقة من الاتينية القديمة . فالتدريس يتمّ في كل دُويلة من الدويلات السويسرية الست والعشرين باللُغة المحلية مع إعطاء الأولية الى لغة أخرى من اللغات الوطنية ، كلُغة أجنبية .
لكن دويلة زيوريخ الناطقة بالألمانية ، إخترقت هذه القاعدة غير المكتوبة أصلا في أوائل العام الماضي ، حينما أعطت الأولوية َ في بعض المدارس للغة الانجليزية ، على واحدة من اللغات الوطنية الثلاث الأخرى . وقد بررت سلطاتُ زوريخ هذا القرار الذي أثار الكثير من الجدل في سويسرا ، بضروريات الإنفتاح والعَولمة وبالرغبة المتزايدة عند التلاميذ والطلبة في تعلّم الانجليزية قبل الفرنسية او الايطالية والرومونش ، وبحقيقة ان الإنجليزية اليوم ، هي لغة الاتصال في عالمنا المعاصر ولغة ُ الحاسوبات والألعاب الالكترونية التي يتعامل بها الأطفال والأحداث كثيرا .
وعلى إثر المحادثات المكثّفة والطويلة التي دارت بين مختلف المسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في مختلف الدُويلات ، تم الاتفاق على ترك هذا الشأن لكل دُويلةٍ على إنفراد ، شريطة َ عدم إهمال اللغات الوطنية التي تلعب دورا حيويا في شد العرى الوطنية بين السويسريين الالمانيين والرومنديين والايطاليين والرومنشيين بالتالي .
الان تضاعف دُويلة نوشاتيل، كأول دويلة رومندية فرانكوفونية، الرهان بإضافة الانجليزية كلغة من لغات التدريس في بعض المدارس العليا ، وليس كلغةٍ أجنبية يتعلمها التلاميذ والطلبة في الصفوف الابتدائية . فقد قررت سلطاتهاأن تسنح الفرصة لطلبة المدارس العليا في عاصمة الدُويلة نوشاتيل وفي إحدى مدنها الرئيسية ، هي مدينة شودوفون ، لإجتياز الامتحانات للباكالوريا أو التوجيهية باللغة الألمانية أو الفرنسية.
ومنذ أيلول سبتمبر القادم ، تتوفر هذه الفرصة أيضا باللغة الانجليزية التي تصبح في هذه الأثناء لغة التدريس لثُلث الفروع او الموادّ المدرسية ، خاصة الرياضيات والجغرافيا والتاريخ. وقد رفضت سلطات نوشاتيل الانتقادات القائلة إنها قد ناقضت نفسها تماما بإتخاذ هذا القرار ، خاصة وأنها كانت من أكثر الدويلات نقدا لسلطات زيوريخ ، عندما قررت هذه الأخيره إعطاء الأولوية لتعلم الانجليزية في بعض المدارس الإبتدائية.
هذا ومن الواضح تماما أن تعليم اللغة الأم ، وهي الفرنسية في دُويلة نوشاتيل ، يبقى أمرا من الأمور الحيوية للغاية . لكن الانجليزية ستُصبح منافسة جادّه للألمانية في مدارس نوشاتيل التي أعطت الراغبين في إجتياز الإمتحانات المدرسية النهائية بالانجليزية ، مهلة حتى السابع من مارس آذار المقبل لإعلان هن هذه الرغبة.
جورج أنضوني
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.