مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيسة سويسرا تدعو إلى أمم متحدة “أكثر انسجاما”

ميشلين كالمي - ري أثناء إلقاء خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 26 سبتمبر 2007 Keystone

في نيويورك، حثت رئيسة الكنفدرالية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تحمّـل مسؤولياتها السياسية تُـجاه الأزمات الكبرى، التي تعصف بالعالم.

وذكّـرت كالمي – ري في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، باحترام حقوق الإنسان ودولة القانون، وهي قواعد يجب أن تسري على الجميع.

في حديثها مع وسائل الإعلام، أوضحت رئيسة الكنفدرالية للعام الجاري ووزيرة الخارجية في الحكومة الفدرالية، أن “الأمم المتحدة تمثل مِـنصة مهمة لسياستنا الخارجية، فبإمكاننا هنا عرض أولوياتنا أمام العالم، مثل سياسة السِّـلم والتنمية الاجتماعية والمستديمة أو المسائل البيئية”.

من جهة أخرى، تعتقد ميشلين كالمي – ري بأهمية العمل المتعدد الأطراف، وتقول “إننا نعيش في عالم معولم ونحن بحاجة إلى حلول مشتركة”.

فسواء تعلق الأمر بالأمن أو بالإرهاب أو بالبيئة أو بموجات الهجرة، فليس بإمكان أي بلد أن يرفع التحديات بمفرده، لذلك، ومن أجل التوصل إلى حلول مشتركة لهذه المعضلات، فإن العالم يحتاج إلى أمم متحدة قوية، ولهذا السبب، تدعم سويسرا عملية إصلاح المؤسسة، مثلما شددت على ذلك السيدة كاملي – ري.

وفي رد على سؤال طرحته سويس انفو، امتدحت الرئيسة، الأمين العام الجديد بان جي مون، فمن مصلحة سويسرا، التي تحتضن في جنيف المقر الأوروبي للأمم المتحدة، أن تقيم علاقات جيدة معه.

وأكّـدت كالمي – ري، التي بدت حاملة لانطباعات جيدة عن لقاءاتها الأولى مع الكوري الجنوبي، أنه “يحظى بدعمنا الكامل”.

ظلال الأحداث في ميانمار

أعربت سويسرا عن انشغالها بالوضع في بورما سابقا وعبّـرت عن الأمل في إجراء حوار بين الأطراف المتنازعة برعاية الأمم المتحدة، وقالت الرئيسة السويسرية “لقد دعونا ميانمار إلى عدم استعمال العنف ضد السكان المدنيين”.

وكانت ميشلين كالمي – ري قد شددت في الخطاب الذي ألقته يوم 26 سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على احترام حقوق الإنسان ومبادئ دولة القانون، واعتبرت أنها تمثّـل “شروطا للسِّـلم والأمن الدائمين ولبيئة مُـحافظ عليها أيضا”.

وتوجّـهت الرئيسة متسائلة إلى الوفود المشاركة: “في هذه الأزمنة التي يُـستهدف فيها سكان مدنيون بهجمات انتحارية أو بأسلحة متطورة، والتي يُـجنّـد فيها أطفال بالقوة والتي تُـهدد فيها التغيرات المناخية استمرار الحياة فوق كوكبنا، كيف نتحمّـل مسؤولياتنا”؟

الأمن والحوار

لقد اتّـضح أنه لم يعد بالإمكان قصر سياسة الأمن على الإطار المحدود للدول، إذ يجب أن تتركز في المقام الأول على أمن الأشخاص، لأن المدنيين هم الضحايا الأوائل للنزاعات، لذلك، فمن المهم بالنسبة لسويسرا إقناع الدول والمجموعات المسلحة غير الحكومية باحترام بعض القواعد الأساسية، التي تسري على الجميع.

وفي الجهود الرامية إلى تحقيق نتائج، يجب استبدال المواجهة بالحوار والبحث عن حلول، لكن الحوار وحدة لا يكفي، إذ لا مفر من تجاوز العقبات الإقليمية والإيديولوجية والثقافية لصياغة تحالفات تستند إلى قِـيم مشتركة، وهو ما يعني رسم أهداف محدّدة وبلورة مشاريع ملموسة، يمكن للشركاء العمل على إنجازها.

في هذا السياق، أوردت ميشلين كالمي – ري بعض الأمثلة، من بينها المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمعاهدة المتعلقة بالألغام المضادة للأشخاص، منوِّهة إلى أنها إنجازات “حظيت بدعم تحالفات واسعة بين دول انضمّـت إليها بلدان من جميع مناطق العالم”.

كما تجتهد سويسرا في الترويج للحوار وتعزيزه، وهي تقوم بذلك بالخصوص في لبنان، حيث تسعى إلى توفير منتدى للقوى السياسية في البلاد، للبحث عن حلّ في أفّـق التوصّـل إلى الاستقرار على المدى البعيد.

من جهة أخرى، تدعم الكنفدرالية أيضا عدة مبادرات، مثل “تحالف الحضارات” (التي أطلقها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي في موفى التسعينات، وتبنتها الأمم المتحدة في الفترة الأخيرة)، التي تتلاءم تماما مع توجهاتها، والتي يُـمكن أن تقدِّم في إطارها “تجربتها كمشيدة للجسور”.

التغيرات المناخية

في خطابها، تطرقت ميشلين كالمي – ري مطولا إلى مسألة التغيرات المناخية، التي سبق أن أثارها يوم الاثنين 24 سبتمبر زميلها موريتس لوينبرغر، وزير البيئة والاتصالات.

وبعد أن دافع لوينبرغر عن فكرة إقرار ضريبة عالمية لثاني أكسيد الكربون، تُـستخلص عن جميع الطاقات الأحفورية، شددت رئيسة الكنفدرالية على أنه “يجب أن نُـجنّـد نظام الأمم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية بشكل ناجع وبطريقة متناسقة”.

سويس انفو – ريتا إيمش – نيويورك

(ترجمه وعالجه كمال الضيف)

أجرت ميشلين كالمي – ري، وزيرة الخارجية ورئيسة الكنفدرالية العديد من اللقاءات الثنائية على هامش اجتماعات الدورة الـ 62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليا في نيويورك.

وقعت كالمي – ري من نظيرها الصيني اتفاقية تُـحدِّد مبادئ الحوار السياسي بين البلدين.

حضرت كالمي – ري أيضا اجتماع “تحالف الحضارات”، وهو ما سمح لها بمقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية السوري وليد المعلّـم، وقد عبـّرت عن الأمل في أن يُـحقق ملف الشرق الأوسط بعض التقدم خلال المفاوضات القادمة، المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر.

من اللقاءات الأخرى المُـبرمجة للسيدة كالمي – ري، اجتماع مع الرئيس التشيكي فاكلاف كلاوس ومع ممثلي كل من البوسنة والهرسك وكولومبيا ومقدونيا والنيجر.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية