مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رجل في الأخبار -الأسد ذو القبضة الحديدية لم يتمكن قط من قمع المعارضة السورية

reuters_tickers

(رويترز) – استعان الرئيس السوري بشار الأسد بالقوة العسكرية الروسية والإيرانية لصد قوات المعارضة خلال سنوات الحرب الأهلية لكنه لم يتمكن من إلحاق الهزيمة بهم قط، الأمر الذي ترك حكمه هشا أمام تقدمهم المذهل في وقت انشغل فيه حلفاؤه بحروب أخرى.

قال ضابطان كبيران في الجيش السوري لرويترز إن الأسد الذي امتد حكمه لأربعة وعشرين عاما غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد. وأعلنت المعارضة “تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”. وقال ضابط سوري إن قيادة الجيش أبلغت الضباط أن حكم عائلة الأسد، الذي بدأ قبل نحو 50 عاما، انتهى.

وأسقط مقاتلون تماثيل للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار، وأخرى لباسل شقيق بشار في المدن التي سيطرت عليها المعارضة، ومزقوا صور بشار في الشوارع والمباني الحكومية، أو داسوا عليها أو أحرقوها أو ثقبوها بالرصاص.

أصبح الأسد رئيسا عام 2000 بعد وفاة والده ليواصل حكم العائلة الصارم وهيمنة الطائفة العلوية في الدولة ذات الأغلبية السنية مع الحفاظ على وضع سوريا كحليف لإيران معاد لإسرائيل والولايات المتحدة.

تأثر حكم بشار في سنواته الأولى بحرب العراق والأزمة في لبنان قبل أن تشتعل الحرب الأهلية التي اندلعت في أعقاب الربيع العربي عام 2011 عندما خرج السوريون إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية، ليواجهوا قوة غاشمة.

في عام 2018، وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “حيوان” لاستخدامه أسلحة كيميائية – وهو الاتهام الذي نفاه – وصمد الأسد رغم أن العديد من القادة الأجانب اعتقدوا أن نهايته وشيكة في الأيام الأولى من الصراع عندما فقد مساحات شاسعة من سوريا لصالح المعارضة.

وبمساعدة الضربات الجوية الروسية والجماعات المسلحة المدعومة من إيران، تمكن الأسد من استعادة معظم الأراضي خلال سنوات من الهجمات العسكرية بما في ذلك فرض حصار على بعض المناطق شبهه محققو الأمم المتحدة بأنه من أساليب “القرون الوسطى”.

ومع انحصار المعارضة إلى حد كبير في زاوية من شمال غرب سوريا، شهد حكم الأسد هدوءا نسبيا لعدة سنوات إلا أن أجزاء كبيرة من البلاد ظلت خارج سيطرته وعانى الاقتصاد من العقوبات الدولية.

استأنف الأسد العلاقات مع الدول العربية التي تحاشته في السابق لكنه ظل منبوذا بالنسبة لمعظم دول العالم ولم ينجح قط في إحياء الدولة السورية المدمرة التي تقهقر جيشها سريعا أمام تقدم المعارضة.

ولم يدل الأسد بأي تصريحات علنية منذ سيطرة المعارضة على حلب قبل أسبوع، لكنه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني إن التصعيد يهدف إلى إعادة رسم المنطقة من أجل المصالح الغربية، وهو ما يعكس وجهة نظره بشأن الانتفاضة باعتبارها مؤامرة مدعومة من الخارج.

وفي تبريره للتعامل مع المعارضة في المراحل الأولى، شبه الأسد نفسه بالجراح. وقال في عام 2012 “هل نقول له: أيديك ملطخة بالدماء؟ أم نشكره على إنقاذ المريض؟”.

وفي بدايات الصراع مع استيلاء المعارضة على مدينة تلو الأخرى، كان الأسد يتمتع بقدر كبير من الثقة.

وقال للجيش الحكومي بعد استعادة بلدة معلولا عام 2014 “سنضربهم بيد من حديد وستعود سوريا كما كانت”.

وأوفى الأسد بالوعد الأول لكنه لم يف بالوعد الثاني. فرغم مرور سنوات ظلت أجزاء كبيرة من سوريا خارج سيطرة الدولة ودُمرت المدن وتجاوز عدد القتلى 350 ألفا وفر أكثر من ربع السكان إلى الخارج.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية