رهانات البنوك الخاصة
فرضت المنافسة والصعوبات التي تواجهها الاسواق المالية على البنوك السويسرية الخاصة تحديات كبيرة، مما دفع بعضها الى تجميع قواه والاندماج بهدف قيام مؤسسات مصرفية متماسكة وذات قدرة تنافسية عالية.
هذا اهم ما جاء في دراسة اعدها اكبر بنك سويسري خاص هو مصرف Pictet الذي يوجد مقره في جنيف. وبينت هذه الدراسة انه على الرغم من اعتماد البنوك الخاصة اجراءات صارمة لتقليص الانفاق، فانها ظلت في حاجة الى استعمال جزء من احتياطاتها المالية التي كسبتها في سنوات الرخاء، لاسيما عامي 1999-2000.
ويذكر ان سويسرا تدير حوالي 35% من الودائع المالية الخاصة في العالم التي تقدر بحوالي 2 تريليون دولار او ما يناهز 2,89 تريليون فرنك سويسري. وتاوي جنيف لوحدها 75 بنكا خاصا من بينها 49 مؤسسة اجنبية.
وتشير الدراسة التي اعدها بنك Pictet الى ان الاضطرابات التي سادت الاسواق المالية خلال عام 2001 وما رافقها من صعوبات، قد ادت الى تراجع الاستثمارات والودائع مما يجعل حصيلة اعمال البنوك الخاصة خلاف عام 2002 متواضعة.
وقد فرضت الصعوبات المالية على عدد من البنوك الخاصة تجميع قواها للاندماج مع مؤسسات اخرى. وكانت آخر عمليات الاندماج تلك التي تمت في 1 يوليو بين اكبر مصرفين خاصين في جنيف، هما Lombard Odier و Darier Hentsch. فقد افرز هذا الاندماج مؤسسة عملاقة خاصة تدير حوالي 140 مليار فرنك سويسري او ما يناهز 97 مليار دولار.
وعلى الرغم من عمليات الاندماج، فان الدراسة الصادرة عن مصرف Pictet بيّنت ان السوق المصرفية الخاصة لا تزال “مجزّأة”، ذلك ان العديد من البنوك الصغيرة لا تزال تعمل على الساحة المالية.
ومن بين المشاكل التي تواجهها المؤسسات المصرفية السويسرية الخاصة، ولاسيما في كانتون التيتشينو، العفو الضريبي الذي اقرته الحكومة الايطالية وانتهى اجله في منتصف مايو الماضي. وتُقدّر الودائع التي عادت من سويسرا الى ايطاليا بموجب هذا العفو ما بين 40 و 50 مليار اورو. كما ان الخسائر التي مُنيت بها بعض البنوك في هذا الكانتون المجاور لايطاليا تتراوح بين 20 و30 % من حصيلة اعمالها.
وتتوقع الدراسة التي اعدها مصرف Pictet في جنيف تحسنا طفيفا في اعمال البنوك الخاصة خلال عام 2003 وعودة الثقة الى المستثمرين.
سويس انفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.