روسيا ترفض مبادلة أراض محتلة مع أوكرانيا

afp_tickers

رفضت روسيا الأربعاء مبادلة أراض محتلة مع أوكرانيا في إطار أي اتفاق مستقبلي للسلام بعدما أطلقت وابلا من المسيرات والصواريخ باتّجاه كييف أسفر عن سقوط قتيل.

من جانبه، رأى الرئيس الأوكراني الذي طرح فكرة مبادلة الأراضي التي يحتلها كل من جيشي البلدين بأن الضربات على كييف هي دليل على أن الكرملين غير مهتم بالسعي لتحقيق السلام.

واقترح زيلينسكي مبادلة أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من منطقة كورسك الروسية بمناطق خاضعة للسيطرة الروسية في شرق وجنوب أوكرانيا، وذلك خلال مقابلة نشرت في وقت متأخر الثلاثاء. 

ورد الكرملين برفض المقترح بشكل واضح. وقال الناطق باسمه دميتري بيسكوف إن “ذلك مستحيل.. لم تناقش روسيا قط ولن تناقش مسألة مبادلة أراضيها”.

وتعهّد بأن يتم إما “تدمير” أو إخراج القوات الأوكرانية التي تسيطر على أراض داخل روسيا.

شنت القوات الأوكرانية هجوما عبر الحدود في آب/اغسطس العام الماضي للسيطرة على أراض تأمل بأن تشكّل أساسا لأي اتفاق مستقبلي لوضع حد للنزاع المتواصل.

– هجوم صاروخي –

جاء رد الكرملين بعد وقت قصير على إعلان زيلينسكي مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح، بينهم طفل، في هجوم استهدف كييف. ألحق الهجوم أضرارا بمجمعات سكنية وأبنية تضم مكاتب وبنى تحتية مدنية.

سمع مراسلو فرانس برس دوي انفجارات في المدينة ورأوا جثة مغطاة بغطاء بلاستيكي أسود في طريق حيث تناثر الركام.

وأفاد زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يستعد للسلام، بل يواصل قتل الأوكرانيين وتدمير المدن”.

وأضاف “لا يمكن إلا لخطوات وضغوط قوية على روسيا أن تضع حدا لهذا الإرهاب. نحتاج الآن إلى الوحدة ودعم جميع شركائنا في المعركة من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب”.

ذكرت وزارة الدفاع الروسية من جانبها بأنها نفّذت “مجموعة ضربات صاروخية” على مواقع أوكرانية مرتبطة بالصناعات العسكرية والتي تنتج المسيرات، وأكدت بأنها نجحت في ضرب جميع أهدافها.

جاءت التطورات الأخيرة بعد أسابيع من التصريحات المتزايدة الصادرة عن موسكو وواشنطن وكييف بشأن إمكانية إجراء مفاوضات تطوي صفحة الغزو الروسي المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات.

ومن المقرر بأن يجتمع زيلينسكي مع نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الجمعة على هامش “مؤتمر ميونيخ للأمن” الذي يتوقع أن تتصدر الحرب الأوكرانية التي أودت بحياة عشرات الآلاف جدول أعماله.

– سلسلة اجتماعات –

ومن المقرر أن يزور مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص كيث كيلوغ الموكل مهمة وضع مقترح لوقف القتال، أوكرانيا الأسبوع المقبل بعد اجتماع زيلينسكي وفانس في ميونيخ.

وستأتي هذه الزيارة قبل أيام فقط من حلول الذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي في 24 شباط/فبراير.

تعهّد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا، على الأرجح من خلال استخدام المساعدات الأميركية المقدرة بمليارات الدولارات التي قدمتها إدارة سلفه جو بايدن، كورقة ضغط على كييف لإجبارها على التنازل عن أراض.

والثلاثاء، استقبل ترامب في البيت الأبيض مارك فوغيل، وهو أميركي كان مسجونا في روسيا بتهم تتعلق بالمخدرات منذ العام 2021. أطلقت موسكو سراحه وعاد إلى الولايات المتحدة بعدما أمّن الموفد الأميركي ستيف ويتكوف عملية الإفراج عنه.

وأفاد الرئيس الأميركي بأن روسيا تعاملت بشكل “جيد جدا” مع فوغيل وعبر عن أمله بأن تكون خطوة الإفراج عنه “بداية علاقة يمكننا من خلالها إنهاء هذه الحرب”.

وقال بيسكوف إن الجانبين اتفقا على إطلاق سراح فوغيل مقابل مواطن روسي معتقل في الولايات المتحدة. وأضاف بأنه لن يتم الكشف عن هوية الروسي المفرج عنه إلا لدى عودته إلى روسيا. 

لكنه استبعد فكرة أن تكون عملية التبادل تمثل “نقطة تحول” في العلاقات، مشيرا بدلا من ذلك إلى أن التبادل يمكن أن يساعد تدريجيا في تخفيف التوتر في العلاقة التي تعد حاليا عند “أدنى مستوياتها”.

– تقدّم ميداني روسي –

وميدانيا في كييف الأربعاء، أعلنت أجهزة الطوارئ نشر حوالى 120 مسعفا في ثلاث مناطق في العاصمة غداة الهجوم مؤكدة بأنه تم إخماد الحرائق التي أشعلها وابل الصواريخ.

وقال حاكم منطقة تشيرنيغيف الواقعة شمال كييف فياتشيسلاف تشاوس إن القوات الروسية استهدفت “بنية تحتية حيوية” في القصف وإن شخصين أصيبا بجروح.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأنه أسقط ستة صواريخ و71 من المسيرات البالغ عددها 123، بما فيها من طراز “شاهد” المصممة في إيران.

ويأتي الحديث المتزايد عن إمكانية إنهاء النزاع في فترة صعبة تعيشها أوكرانيا ميدانيا إذ يخسر الجيش الأوكراني أمام القوات الروسية التي تحظى بموارد أكبر في نقاط استراتيجية على طول خط الجبهة.

بور-جبر/لين/ص ك