مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زيـارة في وقت مناسب

وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي Keystone

تقوم وزيرة الخارجية السويسرية ابتداء من 3 فبراير بزيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل أيام قليلة من لقاءات رفيعة المستوى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في حديث خاص لسويس إنفو، أشارت السيدة كالمي راي إلى أن هدفها الرئيسي من الزيارة يتمثل في التطرق إلى ملفات جوهرية مع الطرفين.

توجهت وزيرة الخارجية السويسرية السيدة ميشلين كالمي – راي بعد ظهر يوم الأربعاء 2 فبراير إلى تل أبيب في زيارة تستمر ستة أيام إلى الشرق الأوسط.

سويس إنفو أجرت عشية الزيارة التي تشمل أراضي السلطة الفلسطينية ودولة إسرائيل الحديث التالي مع السيدة كالمي – راي في العاصمة الفدرالية برن.

سويس إنفو: ما هي أهداف زيارتك لإسرائيل وللأراضي الفلسطينية؟

ميشلين كالمي راي: تعتبر منطقة الشرق الأوسط منطقة هامة للحفاظ على مصالحنا. ويمثل الصراع الدائر هناك منذ عقود تحديا للمجموعة الدولية بأكملها.

إن لنا علاقات وثيقة مع دولة إسرائيل سواء على المستوى الرسمي، أو على مستوى المجتمع المدني. كما ندعم تطلعات الشعب الفلسطيني الرامية الى إقامة دولته الديمقراطية والمستقلة ولنا علاقات مكثفة مع السلطة الفلسطينية.

والهدف من هذه الزيارة الوقوف على عين المكان على الواقع المعاش من قبل الشعبين ومؤسساتهما. كما ستسمح لي هذه الزيارة بإجراء محادثات مع الشركاء من الطرفين سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، او بخصوص التطورات التي عرفتها المنطقة مؤخرا والتي تفتح مجالات وفرص استئناف مسار السلام. كما سأقوم بزيارة بعض المشاريع التي تدعمها الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية أو التي تدخل في إطار المساعدة الإنسانية.

سويس إنفو: هل يعتبر انتخاب السيد محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية وعودة شمعون بيريز الى الحكومة الإسرائيلية من العناصر المشجعة على حدوث انفراج في الأوضاع بالمنطقة؟

ميشلين كالمي راي: إن انتخاب السيد محمود عباس ودخول حزب العمل من جديد الى الحكومة الإسرائيلية بقيادة شمعون بيريز يعتبران من المؤشرات المشجعة، لما يوحيان به من تفاؤل بخصوص استئناف محتمل للحوار السياسي حول العديد من القضايا الحساسة مثل التعاون في مجال محاربة العنف، أو من أجل تحسين ظروف معيشة الفلسطينيين او الإفراج التدريجي عن السجناء الفلسطينيين، وهذا تمهيدا للدخول في المراحل العملية لقرار الانسحاب من قطاع غزة المعلن عنه.

سويس إنفو: هل هناك حظوظ لإعادة إحياء مبادرة جنيف التي تعرف جمودا في الوقت الحالي؟

ميشلين كالمي راي: أولا من غير المناسب استعمال لفظة “إعادة أحياء”، نظرا لكون مبادرة جنيف هي محط ترويج متواصل على المستويين المحلي والدولي، وفقا لما تم التخطيط له من البداية وعلى المدى المتوسط.

وسوف تتواصل جهود وزارة الخارجية في هذا المجال في عام 2005. ومما لا شك فيه أن مبادرة جنيف ساهمت بشكل كبير في إعادة إذكاء النقاش حول ضرورة التوصل عن طريق المفاوضات الى سلام شامل قائم على أسس واضحة.

وهذه الأسس ، كما أوضحت عملية سبر للآراء تم القيام بها في شهر ديسمبر من عام 2004 من قبل معهدين أحدهما إسرائيلي والثاني فلسطيني، تعمل على تقبل المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين أكثر فأكثر للمبادرة. فقد أظهرت الدراسة أن 54 % من الفلسطينيين و 64% من الإسرائيليين سيوافقون اليوم، لو طلب منهم، على اتفاق سلام قائم على أساس معايير مبادرة جنيف.

وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار الإنتخاب الأخير لأبي مازن، فانه من الواجب دعم وتعزيز هذا الاتجاه المشجع في صفوف الرأي العام لدى الطرفين. وهذا هو بالتحديد المعنى والهدف الذي نتابعه مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين.

سويس إنفو: هل ستقابلين كلا من محمود عباس وشمعون بيريز، وفي حال الرد بالإيجاب هل من الممكن الحصول منهما على دعم لمبادرة جنيف؟

ميشلين كالمي راي: نعم، كان مقررا إجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني الجديد، ومبدئيا أيضا مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز. ومن المتوقع أن تشمل المحادثات التي سأجريها معهما كل القضايا بما في ذلك السياسية منها والإنسانية التي لها علاقة بالأوضاع الحالية.

وستتناول هذه المحادثات بالخصوص، استئناف الحوار السياسي، وقيام الطرفين بإجراءات كفيلة بإعادة الثقة بينهما تحضيرا لتحويل عملية الانسحاب من قطاع غزة ومن اربع مستوطنات في الضفة الغربية إلى نجاح، كخطوة أولى في مسار أكثر شمولية يتمثل في تطبيق مبادئ خارطة الطريق التي تشرف عليها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة وروسيا.

سويس إنفو: ما هو المجهود الذي تقوم به سويسرا للحصول على دعم الدول لمبادرة جنيف؟

ميشلين كالمي راي: بوصفها “وسيطا مسهلا” بين طرفي هذه المبادرة، تواصل سويسرا بشكل دائم تبادل وجهات النظر مع دول أخرى بخصوص المبادرة مع الأخذ بعين الاعتبار لضرورة وضع عملية الترويج للمبادرة ضمن الاهتمامات الآنية مثل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أو الجهود المبذولة من أجل تطبيق خارطة الطريق.

وتقوم وزارة الخارجية على فترات متتالية بتنشيط ندوات ضمن ما يعرف بـ “شبكة مبادرة جنيف” وهي الشبكة التي تضم 35 دولة من ضمنها عدد من الدول العربية ودول الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة. ومن المقرر أن تنظم شبكة مبادرة جنيف ندوتين خلال عام 2005.

سويس إنفو: هل تنظر الحكومة الإسرائيلية لسويسرا على أنها طرف محايد في هذا الصراع؟.

ميشلين كالمي راي: إسرائيل وسويسرا بلدان صديقان تربطهما علاقات ثنائية جيدة رغم بعض الخلافات في وجهات النظر. فسويسرا تدافع عن موقف قائم على أساس احترام القانون الدولي وقرارات منظمة الأمم المتحدة ذات الصلة.

كما تطالب سويسرا بضرورة التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق المفاوضات. وتطالب الحكومة السويسرية بضرورة الاحترام الكامل لمعاهدات جنيف ولحقوق الإنسان من قبل كل الأطراف.

سويس إنفو: هل ستعملين على إنعاش مشاريع التعاون السويسرية في الأراضي الفلسطينية بشكل عملي؟

ميشلين كالمي راي: لقد احتفلت إدارة التعاون السويسرية في عام 2004 بمرور عشرة أعوام على بداية نشاطها في قطاع غزة والصفة الغربية. فقد شرعت سويسرا عقب التوقيع على اتفاقيات أوسلو في تقديم المساعدة من أجل إقامة مجتمع فلسطيني ديمقراطي وتعددي، بتقديم الدعم لمنظمات المجتمع المدني والجامعات وللقطاع الخاص. كما عملت على دعم سلطة دولة القانون ومن أجل إقامة مؤسسات عمومية قادرة على تحمل مسؤولياتها في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

ومن أدلة الالتزام السويسري بدعم سلام دائم في المنطقة، واصلت الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية طوال الأعوام العشرة الماضية تخصيص حوالي 30 مليون فرنك سنويا لدعم الفلسطينيين بما في ذلك الدعم المقدم للاجئين الفلسطينيين عبر منظمة الأونروا.

ولكن سويسرا قد لا تعتبر من هذه الناحية من أكبر الممولين، ولكنها تقدم خدمات ذات جودة عالية تدخل في إطار مجهودات المجموعة الدولية المقدمة للشعب الفلسطيني.

وتنوي سويسرا مواصلة هذا المجهود في حدود ما تم بذله لحد الآن، علما بأن الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية تجري في الوقت الحالي تقييما لبرامجها من أجل إعادة تحديد القطاعات الأكثر أولوية.

حديث خاص بسويس إنفو

غادرت كالمي راي سويسرا بعد ظهر الأربعاء 2 فبراير وسوف تقضي 3 أيام في إسرائيل و3 أيام في الأراضي الفلسطينية

يشمل برنامج الزيارة لقاءات مع محمود عباس الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية ومع شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي

تأتي هذه الزيارة في وقت حاسم حيث من المنتظر أن يلتقي محمود عباس بأرئيل شارون في مصر يوم 8 فبراير المقبل

يعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه على هذا المستوى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أربعة أعوام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية