سريلانكا: لقاء أطراف النزاع في برن
خصصت الدائرةُ السياسية بوزارة الخارجية السويسرية مؤتمرها السنوي للنزاع المُسلح في سريلانكا.
وحضر المؤتمر يوم الثلاثاء في برن ممثلون عن حكومة كولومبو ونمور التاميل، في أول اتصال مباشر بينهما منذ توقف محادثات السلام بين الجانبين في أبريل الماضي
للسنة الثانية على التوالي، نظمت الدائرةُ السياسية بوزارة الخارجية السويسرية في العاصمة الفدرالية برن ندوة حول سياسة السلام وحقوق الإنسان. وتميز ملتقى هذا العام بتخصيص جلسات النقاش لملف النزاع في سريلانكا.
الندوة التي انعقدت يوم الثلاثاء 09 سبتمبر الجاري، سمحت لمـُمثلين عن حكومة كولومبو و”نمور تحرير إيلام تاميل” بالجُلوس حول طاولة واحدة، في أول اتصال مباشر بين الجانبين منذ توقف محادثات السلام بينهما في شهر أبريل الماضي.
وشارك ممثـِّلُ حكومة سريلانكا برنار غونتيليكي والأمين العام لـ”نمور تحرير إيلام تاميل” س.بوليـدفان في موائد مُستديرة تناولت جوانب النظام الفدرالي ووضعية النساء أثناء النزاعات أو في الهجرة.
وفي كلمة افتتاح الندوة، قالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي: “نحن سعداء أن تنـتهزُ أطرافُ النزاع فرصة الحوار في سويسرا بالذات”. أما بيتر ماورر رئيس الدائرة السياسية بوزارة الخارجية فصرح: “إن توقفت مفاوضاتُ السلام رسميا (بين حكومة سريلانكا ونمور التاميل)، فيظلُّ من المُمكن التحدث بصراحة عن المشاكل العالقة”.
وأعرب ماورر في تصريح لـ”سويس انفو” عن سعادة المسؤولين السويسريين بموافقة ممثلي طرفي النزاع على حضور الندوة والإلتقاء علنا في برن. في المقابل، أشار السيد ماورر إلى أن ندوة يوم الثلاثاء لم تكن محاولة لإحياء محادثات السلام بين الجانبين، وأنها لا تعني استئناف مفاوضات السلام رسميا بين كولومبو ونمور التاميل.
مقترحات في انتظار استئناف المفاوضات
وتحدث المشاركون في الندوة بعـُمق عن النظام الفدرالي السويسري الذي رُبما تتخذهُ سريلانكا نموذجا في المُستقبل. وفي هذا السياق، قال السيد ماورر: “إن لم يكن من المُمكن تصدير النموذج الفدرالي السويسري بكل بساطة، فتظلُّ الاستفادة منه أمرا مُمكنا”. وأضاف المسؤول أنه يجب دائما التوصل إلى توازن دقيق بين وحدة بلد ما، ورغبة المجموعات المختلفة التي تكونُ هذا البلد في تقرير مصيرها”.
ويُذكر أن نمور التاميل وحكومة سريلانكا توصلا بفضل توسط النرويج إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منذ أكثر من عام. ثم توقفت محادثات السلام بين الجانبين في أبريل الماضي. ويسعى “نمور تحرير إيلام تاميل” إلى إبلاغ حكومة سريلانكا بمقترحاتهم الخاصة باستئناف مفاوضات السلام في غضون الأسبوعين القادمين.
من جانبها، أعلنت كولومبو في شهر يوليو الماضي عن عرضها الخاص بإقامة إدارة انتقالية شمال شرقي سريلانكا. وجدير بالإشارة هنا إلى أن محادثات الجانبين كانت قد حققت اختراقا في ديسمبر 2002 حينما تخلى نمور التاميل عن فكرة إقامة دولتهم المستقلة.
وقد حيـّت وزيرة الخارجية السويسرية عزم طرفي النزاع على وضع ملف حقوق الإنسان من بين أولويات عملية السلام، وهي “مسألة تشمل أيضا قضية الإفلات من العقاب.” وشددت السيدة كالمي راي على أن الطرفين عمدا إلى “التعذيب والإعتقالات التعسفية والإختفاء الإجباري والقتل”.
على صعيد آخر، تحدثت السيدة كالمي راي عن الحملات التي تقوم بها وكالات الأسفار الغربية للترويج مجددا لجمال المناظر الطبيعية في سريلانكا. وشددت الوزيرة على أن محاولات استقطاب السياح مجددا إلى سريلانكا “مؤشر إيجابي، لكن غياب الحرب لا يعني عودة السلام بالضرورة”.
سويس انفو مع الوكالات
اندلع النزاع بين الحكومة السريلانكية و”نمور تحرير إيلام تاميل” عام 1984
أوقع النزاع حوالي 65000 قتيلا
تم التوقيع على خطة سلام بين الجانبين في فبراير 2002، بوساطة النرويج ثم برعاية ألمانيا
توقفت محادثات السلام بين الحكومة ونمور التاميل في أبريل الماضي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.