سمعة عالمية لجنيف الدولية…
يتفق أهل جنيف والموظفون الدوليون على أن تواجد جنيف الدولية بمنظماتها الدولية وغير الحكومية يساهم في إعطاء جنيف وسويسرا سمعة جيدة في العالم.
ولكن الدراسة التي أجراها المعهد الأوربي بجامعة جنيف، تظهر بعض النقاط السلبية كقلة اختلاط أهل جنيف بالموظفين الدوليين.
لأول مرة، يتم إنجاز دراسة شاملة حول نظرة أهل جنيف والموظفين الدوليين العاملين في المنظمات الدولية وغير الحكومية، لمدى إسهام جنيف الدولية في اشعاع سمعة المدينة، ومدى تأثير هذا التواجد الكبير للموظفين الدوليين في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، أو تأثيرهم السلبي على ظروف العيش في هذه المدينة الدولية.
فقد تولى المعهد الأوربي التابع لجامعة جنيف، بمناسبة إحيائه لذكراه الأربعين ، مهمة تحضير الأسئلة التي وجهت إلى 600 شخص من سكان جنيف ، ولحوالي 600 موظف دولي يشتغلون إما في المنظمات الدولية او في المنظمات غير الحكومية التي لها مقر في جنيف.
والنتيجة التي تجلب الانتباه من الوهلة الأولى، تتمثل من جهة في توافق الآراء لدى كلا الطرفيين) 51% لأهل جنيف، و 60% للموظفين الدوليين حول تقدير مدى إسهام جنيف الدولية في السمعة التي تتمتع بها جنيف عالميا. كما تظهر الدراسة أيضا ضعف مستوى الاختلاط بين أهل جنيف وضيوفهم من الموظفين الدوليين وذلك بنسبة 52% مقابل 60%.
الصور الإيجابية
من الصور الإيجابية التي أظهرتها الدراسة، اعتراف 49% من أهل جنيف مقابل 62% من الموظفين الدوليين، بأن لتواجد هذه المنظمات الدولية عائدات اقتصادية هامة على المدينة، كما لها مساهمة في إغناء الحياة الثقافية.
وعن المنظمات التي تسهم أكثر من غيرها في إعطاء جنيف هذه السمعة الدولية، تأتي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المقدمة بنسبة 55/38%، متبوعة بالمقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة ثم منظمة الصحة العالمية ، فمنظمة العفو الدولية، ثم مفوضية اللاجئين ومنظمة العمل الدولية ومفوضية حقوق الإنسان… .
ولئن عبر أكثر من 58% من الطرفين عن عدم وجود أية منظمة دولية تؤثر سلبا في سمعة جنيف، فإن 16% من أهل جنيف، و 20% من الموظفين الدوليين اعتبروا أن منظمة التجارة العالمية ، متبوعة بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي يِؤثران سلبا على سمعة المدينة.
كما أن الميادين او القطاعات التي تحظى بترحيب سواء أهل جنيف او الموظفين الدوليين في جنيف الدولية، ميدان العمل الإنساني وحقوق الإنسان بنسبة 52 مقابل 41 %، متبوعا بميدان البيئة ثم الصحة والميدان الاجتماعي. ونجد أن القطاع التجاري لا يحصل إلى على حوالي 15%، وهو ما يِؤكد تخصص جنيف في الميدانين الإنساني والاجتماعي.
ومن العوامل التي تعتبرها الفئتان هامة في جلب هذه المنظمات الدولية والحفاظ عليها في مدينة جنيف، انتهاج سويسرا لمبدأ الحياد، وكونها في قلب أوربا، وأن لها وسائل نقل واتصال مكثفة، وكونها تنعم باستقرار وأمن، وكون السلطات المحلية والفدرالية تقدم تسهيلات شتى لهذا التواجد الدولي.
الأوجه السلبية
ومن المشاكل الناتجة عن هذا التواجد الدولي في جنيف والتي أشارت إليها الفئتان بنسب متفاوتة، أزمة السكن بحيث يعترف الموظفون الدوليون بنسبة 68% مقابل 52% ، أن تواجدهم هو السبب في أزمة السكن بجنيف.
كما تشير الدراسة إلى كون هذا التواجد الدولي يكلف دافع الضرائب في جنيف نفقات كبرى، 13مقابل 12%، في وقت يعفى فيه هؤلاء الموظفون الدوليون من دفع الضرائب. وهناك من أشار إلى أن هذا الاختلاط الكبير قد يفقد جنيف طابعها الأصلي ويخلق بعض المشاكل الأمنية نتيجة لكثرة المظاهرات الاحتجاجية. وتتخوف أقلية من هيمنة اللغة الإنجليزية على استعمال اللغة الفرنسية في المدينة.
ومن المعطيات الهامة التي توصلت إليها الدراسة، إظهار بأن واحد من خمسة من أهالي جنيف له اتصال دائم بالمنظمات الدولية، وأن الثلث له بعض المعارف في المنظمات الدولية، في حين نجد أن أربعة أخماس الموظفين الدوليين لهم اتصال دائم مع أهل جنيف.
وعلى الرغم من كون الأجانب يشكلون أكثر من 40% من سكان جنيف، تعطي المدينة ، باعتراف أبنائها، صورة من لا يرحب بالأجنبي. ويتم تعليل ذلك بالطابع المحافظ لأهلها.
مستقبل جنيف الدولية
وعلى الرغم من هذه السلبيات المشار إليها، يتعلق كل من أهالي جنيف والموظفين الدوليين بجنيف، ويتوقعون تعزيزا لها في المستقبل، او على الأقل استقرارا لها في مستواها الحالي بنسبة 86/88 %، في حين يرغب 7% فقط من أهالي جنيف، في تخفيض عدد المنظمات الدولية.
وهناك أكثر من 50% لدى الطرفين ممن يعتقدون بأن جنيف قد تصبح في غضون العشرين عاما القادمة العاصمة الدبلوماسية لأوربا.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
جنيف الدولية بالأرقام
28 منظمة دولية
170 منظمة غير حكومية
150 بعثة أجنبية دائمة معتمدة لدى مقر الأمم المتحدة
حوالي 30 ألف موظف دولي في جنيف.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.