سويسرا تروجُ لإبداعها السينمائي في كان
تدرك السينما السويسرية أنها لن تلتقط كافة الأضواء لدى صعودها درجات السلم الأحمر الشهير لمهرجان كان الذي يفتتح دورته التاسعة والخمسين مساء الأربعاء 17 مايو.
لكن مشاركة سويسرا تتميز بحضور أكبر مقارنة مع العام الماضي، إذ اختير شريطان قصيران وعدة انتاجات مشتركة ضمن مسابقات المهرجان الدولي. كما ينظم “يوم سويسري” لتقديم المواهب الشابة.
بعد سنة 2005 “الكارثية نوعا ما”، على حد وصف مدير جمعية الترويج للأشرطة السويسرية (Swissfilms) ميشا شيوو، سيتميز الحضور السويسري في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان كان السينمائي الدولي بنشاط أكبر.
ولخص السيد شيوو أجواء المشاركة السويسرية قائلا “توجد حركية لا تطلب سوى أن يلمع نجمها! لا يمكننا بعد إعلان الانتصار لأننا لم ننجح لحد الآن في وضع شريط روائي واحد ضمن المسابقة الرسمية. لكن إذا لم يحدث ذلك اليوم، سيحدث غدا بلا شك”.
في المقابل، تم اختيار فيلم الصور المتحركة السويسري “Banquise” (طوف جليد) لكلود بارا وسيدريك لوي في المسابقة الدولية للأشرطة القصيرة، وفيلم “Hunde” (كلاب) لماتياس هوزر في قسم “Cinéfondation” (مؤسسة السينما) المخصص لأفلام المدارس السينمائية.
مواهب جديدة
وإلى جانب روسيا وسنغافورا وتونس وبوركينا فاسو وإسرائيل وفنزويلا، استدعيت سويسرا لتقديم الجيل الصاعد والتوجهات الجديدة للسينما السويسرية في قسم “كل سينمات العالم” الذي أطلقه مهرجان كان العام الماضي.
وسيعرض السويسريون أربعة أفلام طويلة: “Verflixt verliebt” لبيتر لويزي، و”Strähl” (شعاع) لمانويل فلورين هاندري، و”Garçon stupide” (الصبي الغبي) لليونيل باير، و”Mein Name ist Eugen” (إسمي أوجين) لميكاييل شتاينر، النجم الجديد للسينما السويسرية. ويتضمن البرنامج أيضا عرض تسعة أشرطة قصيرة.
وقال السيد شيوو “إن هذا القسم (كل سينمات العالم) يسمح لنا، في مرحلة صاعدة لصناعة السينما السويسرية، بعرض أفلام بعض المخرجين الشبان الواعدين. وهو فرصة بالنسبة لهم لتُكتشف مواهبهم”.
حضور قوي عبر الإنتاج المُشترك
هذا العام، وكما جرت العادة في مهرجان كان، ستعزز سويسرا حضورها من خلال العديد من الانتاجات المشتركة مثل “Ça brûle” (حريق) للمخرجة الفرنسية كلير سيمون، بالتعاون مع شركة الإنتاج “فيغا فيلم” في زيورخ.
ويشار إلى أن مهرجان كان يقدم هذا الإنتاج كفيلم سويسري “لأسباب سياسية” بلا شك حسب السيد شيوو، نظرا لأن فرنسا مُمثلة بقوة في المسابقة الرسمية.
ويقول مدير جمعية الترويج للشرائط السويسرية “يجب الاعتراف بأن هذا الحضور عبر الانتاجات المشتركة هو مؤشر ضعف لأنه يظهر أننا لا نقوى على دفع إنتاجنا الخاص أو الانتاجات المشتركة التي تساهم فيها سويسرا بالقدر الأكبر”.
في المقابل، يعتقد السيد شيوو أن الانتاجات المشتركة تشهد على “نشاط ومستوى قدير” في قطاع السينما السويسرية.
وبلهجة مُتحمسة، ذكّـر بشغف الجمهور السويسري بالأعمال السينمائية الوطنية. ويتوقع السيد شيوو أنه “طال الزمن أو قصر، سيـُترجم ذلك بنجاحات في المهرجانات الدولية الرئيسية مثل كان”.
مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة…
وقد أدركت جمعية الترويج للأشرطة السويسرية “سويس فيلمز” ومهرجان لوكارنو السينمائي الدولي (وهو من أبرز المهرجانات السويسرية) أهمية التواصل مع الأوساط السينمائية خارج قاعات العرض أيضا إذ أقاما في مهرجان كان جناحا سويسريا يمتد على مساحة 50 مترا مربعا قبالة البحر، يتيح فرصة اللقاء وإقامة الاتصالات بين مهنيي السينما.
وكان الجناح السويسري قد سمح في دورة العام الماضي للمخرج فريدي مورر بلقاء موزع دولي لشريطه “فيتوس” الذي كان بعد في فترة المخاض.
وأوضح السيد شيوو أن ذلك اللقاء ساهم في عرض الفيلم لاحقا في مهرجان برلين، مما سمح له بإيجاد مشترين بسرعة في بلدان كثيرة.
وأكد المروج للسينما السويسرية في هذا الصدد أن هذا القطاع يحقق عائدات ملموسة بالفعل و”إن لم تكن دائما جلية على الفور”، على حد تعبيره.
تفاؤل سويسري
ولئن كان المندوب الفني لمهرجان كان، تييري فريمون، قد أعلن بالفعل أن الدورة التاسعة والخمسين ستتميز بالتجديد، فإن مهرجان كان سيستضيف هذا العام، وكعادته، الأسماء السينمائية الكبيرة (مثل بيدرو ألمودوفار، وناني موريتي، وكين لوش).
ويقول السيد شيوو الذي يعلق آمالا كبيرة على الجيل الصاعد “طالما لم تتمتع بعد بسمعة في مجال السينما، فإنك تجد صعوبة في دخول هذا النادي الضيق. ولتكوين تلك السمعة، يجب أن تكون ضمن الأفلام المختارة”.
في المقابل، يقر مدير جمعية الترويج للأشرطة السويسرية بأن مهرجان كان يتمتع بارادة جميلة لإبراز المواهب الجديدة بفضل الاقسام التي تُعرض بالموازاة مع المسابقة الرسمية.
ويختتم حديثه لسويس انفو بالقول “لهذا السبب أظل متفائلا. يوما ما، سنتواجد بدورنا على درجات سلم القصر…”.
سويس انفو – أليكساندرا ريشار
(نقلته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)
سويسرا في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان كان 2006:
– “Banquise” (طوف جليد) لكلود بارا وسيدريك لويس، في المسابقة الدولية للأشرطة القصيرة.
– “Hunde” (كلاب) لماتياس هوزر، في مُسابقة “Cinéfondation” (مؤسسة السينما) المخصصة لأفلام المدارس السينمائية.
– إنتاجات مشتركة كثيرة تم اختيارها ضمن الأقسام الرئيسية للمهرجان، من بينها “Juventude em marcha” (إلى الأمام أيها الشباب) لبيدرو كوستا، في المسابقة الدولية.
– اليوم السويسري، الثلاثاء 23 مايو، في قسم “كل سينمات العالم”.
– مشاركة المخرجة أورسولا ميير في “ورشة المهرجان” بمشروعها شريطها الروائي “Home” (البيت).
– مشاركة المنتج كريستوف بيراشر من زيورخ في قسم “منتجون في تحرك” (Producers on the Move).
– من الجانب الرسمي، يحضر مهرجان كان وزير الداخلية السويسري باسكال كوشبان.
يتواصل مهرجان كان السينمائي الدولي من 17 إلى 28 مايو 2006.
تضم لجنة التحكيم نجوما سينمائية مثل مونيكا بيللوتشي وسامويل إيل جاكسون، وتيم روت، والمخرج باتريس لوكونت. ويترأس اللجنة المخرج الصيني ونغ كار واي.
الجيل الجديد (صوفيا كوبولا، ريشارك كيلي، باولو سوريتينو، إلخ) سيلتقي هذا العام بأسماء كبيرة (ألمودوفار، لوش، موريتي).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.