سويسرا تشجع الفيتنام على التوجه إلى اقتصاد السوق

التقت دوريس ليوتهارد بالوزير الأول الفيتنامي نغوييان تان دونغ في هانوي يوم 15 يوليو 2007 Keystone

شكّـلت الزيارة التي قامت بها وزيرة الاقتصاد دوريس ليوتهارد إلى الصين وهانوي، فرصة أخرى لإقامة الدليل على الاهتمام السويسري المتنامي بالفرص الاستثمارية في هذه المنطقة من العالم.

الوزيرة ليوتهارد وقّـعت يوم 16 يوليو في هانوي، على أربع اتفاقيات تهدف إلى جذب الاستثمارات السويسرية إلى الفيتنام وإلى مساعدة هذا البلد على الدخول في اقتصاد السوق.

لقد كانت سويسرا حريصة على التوقيع على هذه الاتفاقيات، التي تتعلّـق بالخصوص بالملكية الفكرية وبإصلاح القطاع المصرفي، والتي من شأنها أن تزيد من جاذبية هذا البلد الآسيوي للمستثمرين السويسريين.

لإنجاز المشاريع، التي تضمّـنتها الاتفاقيات، وضعت سويسرا على ذمة فيتنام مبلغا إجماليا يُـناهز 9 ملايين فرنك، وفي هذا الصدد، تمّ التوقيع على اتفاقية مبدئية حول حماية الملكية الفكرية بين وزيرة الاقتصاد السويسرية ووزير العلوم والتكنولوجيا الفيتنامي.

المساعدة، التي ستُـقدم من طرف كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية لفائدة هذا البرنامج، تمتد على 3 أعوام وخُـصِّـص لها 1،2 مليون فرنك، كما سيواصل المعهد الفدرالي للملكية الفكرية ونظيره الفيتنامي تعاونهم في هذا المجال.

تطبيق ناجع

الاتفاق تضمّـن أيضا جدولة للفترة، التي ستلي المرحلة الأولى، التي ستتركز فيها الجهود على بلورة تشريعات متلائمة مع قوانين منظمة التجارة العالمية، حيث سيتم تقديم دعم للسلطات وللشركات الفيتنامية لمساعدتها على تطبيق ناجع للتشريعات الجديدة، وفي نفس الوقت، سيهتم الطرفان بتطوير تدريس مادة قانون الملكية الفكرية في الجامعة الفيتنامية.

ونظرا لأن الفيتنام، يشهد على غِـرار الصين، ظاهرة التقليد الواسع النطاق للمنتجات والآلات أو التجهيزات التقنية، فإن قطاعي صناعة الساعات والأدوية، يُـعتبران أكبر المتضررين، لذلك، شددت دوريس ليوتهارد في تصريحاتها أمام الصحافة في هانوي يوم 16 يوليو على أن “هذا الاتفاق مُـهم لصناعة الأدوية، التي تجد فيه أساسا جيدا للمبادلات”.

أبواب مفتوحة بوجه سويسرا

من جهة أخرى، ستساعد سويسرا الفيتنام على الدفاع عن مصالحه التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية وعلى تنفيذ تعهّـداته في مجال تحرير الاقتصاد. وقد تم التوقيع على اتفاقية بهذا الخصوص، تنُـص على تقاسم جملة من المعارف مع الموظفين الفيتناميين، وهو مشروع ستُـخصص له كتابة الدولة للشؤون الاقتصادية، مليون فرنك.

وقالت السيدة ليوتهارد، “جميع هذه المشاريع ستساعد الاقتصاد السويسري على فتح عدة أبواب في وقت لاحق”، وأشارت إلى أنها ستسمح بالزيادة في حجم المبادلات التجارية والاستثمارات، ونوّهت إلى أنه “يجب على المدى الطويل، التفكير في إبرام اتفاقيات اقتصادية وللتبادل التجاري الحر مع بلدان، مثل الفيتنام”، إلا أن ذلك لا زال يتطلب المزيد من الوقت.

المشروع الثالث، الذي تم الاتفاق عليه في زيارة وزيرة الاقتصاد إلى فيتنام، ينُـص على تحويل 5،8 مليون فرنك لفائدة القطاع المصرفي، وقد تم إبرام اتفاق مع البنك المركزي الفيتنامي، يُـفترض أن يسمح بتحديث المؤسسة وتطبيق برنامج إصلاحات للقطاع وتحسين للتأهيل والتكوين.

من أجل مزيد من المنافسة

أخيرا، وقّـعت السيدة ليوتهارد مع الوزير الفيتنامي للتجارة، على اتفاقية لتعزيز التنافس، ومن المنتظر أن تساعد الأموال المرصودة لهذا المشروع (900 ألف فرنك)، على تطوير خِـبرات السلطات المكلّـفة بملف المنافسة في هذا البلد، كما يرغب السويسريون في تعريف نُـظرائهم المحليين بالفوائد المترتِّـبة عن اقتصاد تنافسي.

السيدة ليوتهارد أقرّت بأن “التنافس في الفيتنام، لا زال ميدانا صعبا”، فالبلد، الذي لا زال يعتنق ويمارس النظام الشيوعي، يضم عددا كبيرا من الشركات التابعة للدولة، ولا زال الغموض يحيط بكيفية ووتيرة انتقالها إلى القطاع الخاص.

سويس انفو مع الوكالات

فيتنام

المساحة: 330363 كلم مربّـع (أي ثمانية أضعاف سويسرا).
عدد السكان: 84 مليون شخص، تقل أعمار ثلثهم عن 30 سنة.
في عام 2006، كان الناتج الإجمالي الداخلي لكل فرد 723 دولار (869 فرنكا).
نسبة النمو الاقتصادي في عام 2006: 2،8%
يشتغل 60% من الفيتناميين في الزراعة، التي لا تُـنتج سوى 20% من إجمالي الناتج الداخلي.
تحقق الصناعات التحويلية، أقوى نسبة نمو اقتصادي وتشمل بالخصوص، إنتاج الملابس والأحذية.

الميزان التجاري

في عام 2006، بلغت قيمة الصادرات السويسية إلى الفيتنام، 140 مليون فرنك، أما الواردات فقد ناهزت 224 مليون فرنك.

تتشكل الصادرات بالخصوص من الآلات والمنتجات الصيدلانية والكيماوية.

تتمثل الواردات بالخصوص في المواد الزراعية والأحذية والنسيج وبعض المنتجات الجلدية.

يُـعتبر الفيتنام أحد البلدان الـ 17، التي تحظى بالأولوية في برامج الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.