سويسرا تشيد بسياستها في الحرب على الإرهاب
أكد الرئيس السويسري صمويل شميد، على أن محاربة الإرهاب واجب يجب أن تلتزم به كل الدول، وأن تتعاون فيما بينها لتحقيقه، وهو ما كان واضحا منذ هجمات سبتمبر 2001 على نيويورك.
وجاءت كلمة شميد في اختتام أعمال مؤتمر مدريد ضد الإرهاب الذي يواكب الذكرى السنوية الأولى للتفجيرات التي أودت بحياة 191 شخصا.
اعتبر الرئيس السويسري صمويل شميد التعاون الأمني بين الكنفدرالية وإسبانيا من الأمثلة الجيدة التي تتضافر فيها الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مؤكدا على ضرورة المحافظة على القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، مع مواصلة تلك الحملة على الإرهاب، منوها في الوقت نفسه على أن سويسرا هي الدولة المؤتمنة على اتفاقيات جنيف ، مما يجعل التذكير بتلك الخطوة أمرا ملزما.
كما أشار الرئيس السويسري إلى الدور الذي قامت به الكنفدرالية في مراقبة ساحتها المالية، خشية سوء استخدامها من قبل الجماعات والمنظمات الإرهابية، إلا أنه في الوقت نفسه أكد على أن نقص الديموقراطية وانتهاك حقوق الإنسان والنزاعات المحلية، هي من أهم الأسباب التي تولد العنف وتؤدي إلى الإرهاب.
ويشير شميد بالتعاون الجيد بين بلاده وإسبانيا، إلى ما شهدته برن ومدريد من تبادل في المعلومات والبيانات، منذ إعتقال محمد أشرف في زيورخ أواخر الصيف الماضي، عن طريق الصدفة المحضة، والذي تقول السلطات الأمنية السويسرية أنه كان يخطط لتفجير المحكمة العليا في مدريد، وعلى اتصال بخلية إرهابية في اسبانيا.
وقد رأت برن من خلال مثل هذا التعاون، أنه يمكن أن يساعد في الكشف عن الشبكات التي تهدد أمن القارة الأوروبية.
سويسرا … دولة آمنة
إلا أن إشتباه السلطات الأمنية السويسرية عادة ما ينتهي إلى لا شيء، أو يثبت عدم تورط المشتبه فيهم بأية جناية خطيرة من النوع الثقيل، مثل عمليات التفجير أو الإغتيالات.
وأقصى ما ثبت صحته حتى الآن هو استعمال بعض الذين لهم صلة مع مجموعة من المتورطين في أعمال إرهابية لشبكة الهواتف النقالة السويسرية خارج البلاد، من خلال البطاقات المدفوعة الثمن مسبقا، قبل إجبار مستعملي الهواتف النقالة في سويسرا على تسجيل بياناتهم لدى شركات توفير الخدمات.
أو حادث إلقاء القبض على ثمانية يمنيين قبل أكثر من عام، اشتبهت السلطات السويسرية بأنهم على علاقة بتفجيرات وقعت في الرياض، ثم تأكدت بأنهم تسللوا إلى سويسرا بحثا عن حق اللجوء فوق اراضيها، وليس لهم أية اتصالات مع جماعات لها أنشطة مريبة، ولكن بعد اعتقالهم والتحقيق معهم لمدة تجاوزت نصف العام.
وتتفق تلك النتائج مع تقارير الأمن القومي السويسري، الذي يؤكد كل عام على أن سويسرا ليست مستهدفة من جماعات ارهابية، وان من بها من جاليات عربية ومسلمة لا تجنح إلى العنف، وإن كان قد أشار على احتمال استغلال الساحة المالية السويسرية في عبور أموال يتم استخدامها في مجالات قد تكون إرهابية.
“دعم منظمات ارهابية واجرامية”
وآخر تلك التحركات ما أعلنت الشرطة الفدرالية السويسرية مساء الجمعة 4 مارس الجاري من انها القت القبض على خمسة اشخاص يحملون الجنسيات التونسية والبلجيكية، بتهمة التحريض على العنف والإرهاب من خلال بعض مواقع الانترنت، وأن من بينهم من يديرها بالفعل من سويسرا.
وقالت الشرطة إن المعتقلين يقيمون بشكل قانوني في سويسرا في مقاطعتي فريبورغ وبرن، وان الحملة جاءت بناء على طلب من المدعي العام السويسري، الذي اتهمهم بدعم منظمات ارهابية واجرامية والمناداة بممارسة العنف والتحريض عليه وتأييده.
وذكر بيان الشرطة الفدرالية إن حملة الاعتقالات تمت في الثاني والعشرين من فبراير الماضي، وانها تمت بعد تحريات واسعة للوصول إلى الأشخاص الذين يدعمون “الأنشطة الإرهابية” على شبكة الانترنت والترويج لأفكار “أصولية اسلامية” من خلال نشر نصوص على ساحات حوار عربية مدعومة “بصور عنيفة”، وأن أحد المقبوض عليهم كان يدير بنفسه واحدة من ساحات الحوار ويمدها بالعديد من أشرطة الفيديو التي تصور عمليات اغتيال المختطفين أو تعذيبهم، بالإضافة إلى نشر شرح تفصيلي لكيفية صنع قنبلة وارشادات لكيفية القيام بعمليات الإختطاف.
نتائج التحقيق قد تطول
وقد أوضحت الشرطة الفدرالية السويسرية أن التحريات بدأت في منتصف العام الماضي، بعدما تبين أن موقع المنبر الإسلامي www.islamic-minbar.com الذي نشر رسائل تهديد ضد مصالح الدول الأوروبية يتم إدارته من سويسرا من خلال شركة محلية، وقد تم وقفه في سبتمبر أيلول 2004، بينما لا تزال المواقع الأخرى تعمل، لان الشركات التي توفر لها الخدمات غير سويسرية، وقد تقدم الإدعاء العام بطلب إلى الدول التي تستضيف الشركات العاملة فيها تلك المواقع لمنع بثها على الفور، وذلك في إطار التعاون القضائي بين سويسرا وتلك الدولة التي لم يسمها البيان، ولكنها على الأرجح في هولندا.
وتقوم الشرطة الفدرالية حاليا بتفريغ عدد كبير من المواد التي صادرتها من منازل المعتقلين الخمسة، وتصنيف محتواها، الذي يتضمن نصوص بيانات مكتوبة باللغة العربية بعضها سبق نشره والآخر كان في طور الإعداد، وبرامج ومعدات خاصة بالحاسبات الآلية.
وقالت بعض المصادر المقربة من الجالية المسلمة المقيمة في كانتوني فريبورغ وبرن بأن المقبوض عليهم، هم على الأرجح من مستخدمي شبكة الإنترنت بكثافة، ومن مؤيدي المشاركة في ساحات الحوار والمساجلات، ولو كانت لهم أنشطة أخرى، لكانت انتشرت بين أعضاء الجالية بسرعة.
تامر أبو العينين – سويس انفو
اختتم مؤتمر مدريد – نظمته الدول الأعضاء في “نادي مدريد” – للإرهاب والأمن والديموقراطية أعماله مساء الخميس 10 مارس، قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الأولى للتفجيرات التي عاشتها العاصمة الإسبانية والتي أودت بحياة 191 شخصا. وأكد الرئيس السويسري في مداخلته على ضرورة الجمع بين احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي في برامج محاربة الإرهاب.
القت السلطات السويسرية في 22 فبراير الماضي القبض على 5 اشخاص بتهمة الترويج لأعمال العنف وتأييد منظمات إرهابية والحض على كراهية الآخرين عبر شبكة الإنترنت.
افرجت الشرطة عن اثنين منهم، والباقون رهن التحقيق.
قال المدعي العام الفدرالي أن 3 منهم يحملون الجنسية التونسية واثنان من بلجيكا ويقيمون في سويسرا بشكل قانوني، في كانتوني فريبورغ وبرن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.