سويسرا تنضم إلى فضاء شنغن في موفى 2008
بعد أن صادق الناخبون في عام 2004 على انضمام الكنفدرالية إلى فضاء شنغن، من المتوقع أن تُـصبح سويسرا عضوا فيه ابتداءً من غرّة نوفمبر 2008.
هذا الموعد، جاء على لسان وزير العدل والشرطة في أعقاب اجتماع عقدته لجنة مشتركة حول شنغن يوم الثلاثاء 18 سبتمبر في بروكسل.
اعتبر الوزير السويسري أن الجدول الزمني المقرر لدخول سويسرا في فضاء شنغن لم يطرأ عليه أي تغيير. وأكّـد كريستوف بلوخر، الذي تحوّل إلى بروكسل لحضور اجتماع للجنة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة، وهي إيسلندا والنرويج وسويسرا، التمسُّـك باندماج سويسرا ابتداءً من غرّة نوفمبر 2008.
في هذا السياق، حثّ الوزير شركاءه في الاتحاد الأوروبي على اختتام إجراءات التصديق على الاتفاق، الذي وقعت عليه الحكومة الفدرالية في عام 2006.
وفي الوقت الحاضر، لا زالت ثلاث دول أعضاء، وهي جمهورية التشيك واليونان وبلجيكا، بحاجة إلى أخذ رأي مجالسها البرلمانية. وفيما عزا السيد بلوخر التأخر المسجل إلى “مشاكل تقنية”، أكّـدت اليونان (التي لم تتقبل بسهولة استبعادها من قائمة المستفيدين من المليار فرنك، الذي منحته سويسرا للأعضاء الجدد في الاتحاد)، أن برلمانها الجديد المنتخب يوم 16 سبتمبر، سينظر سريعا في الملف.
مع إمارة الليختنشتاين
من جهة أخرى، وسعيا منه لعدم تأجيل موعد انضمام الكنفدرالية إلى فضاء شنغن، اقترح عضو الحكومة الفدرالية تسوية مشكلة انضمام إمارة الليختنشتاين، وهي نقطة أدرجتها ألمانيا والنمسا على جدول أعمال اجتماع اللجنة المشتركة.
وفيما يُـفترض أن يتم دخول الإمارة المحاذية لسويسرا في فضاء شنغن عن طريق بروتوكول إضافي يُـشركها في الاتفاق المُـبرم بين سويسرا والاتحاد الأوروبي، لا زالت بروكسل تُـماطل في المصادقة على هذه الوثيقة، نظرا لأن بعض البلدان الأعضاء ترى فيه وسيلة جيدة لممارسة الضغط على الليختنشتاين لكسب بعض النقاط في ملف آخر، يتعلق بالتهرب الجبائي.
لتجاوز هذا “المأزق”، عرض وزير العدل والشرطة المساعي الحميدة للكنفدرالية، حيث اعتبر أن المنطق وطبائع الأشياء تقضي بانضمام سويسرا وجارتها في نفس الوقت إلى فضاء شنغن، وقال “إننا نعلِّـق أهمية كبيرة على أن تنضم سويسرا والليختنشتاين في نفس الوقت”.
وفي صورة عدم سير الأمور على هذا النحو، عبّـر السيد بلوخر عن الأمل في إقرار “حلّ انتقالي” واعتبر أن إغلاق الحدود بين البلدين، التي ظلت مفتوحة إلى حد الآن، سيكون “عملا سخيفا”.
من جهته عبّـر فرانكو فراتّـيني، مفوض الاتحاد الأوروبي للعدل عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق في الخريف المقبل، فيما تحدّث وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شوبلي عن “التزام متوافق عليه” لوزراء البلدان المتحدثة بالألمانية لفائدة الليختنشتاين، مؤمّـلا أن يتم رفع التحدي المتمثل في انضمام سويسرا والإمارة في وقت واحد إلى فضاء شنغن.
مهام للتقييم
إجمالا، يمكن القول أن دخول سويسرا إلى فضاء شنغن/دبلن قد وُضِـع علي السكة الصحيحة، ويرى الخبراء في بروكسل أنه من المحتمل جدا أن يختتم الاتحاد الأوروبي عملية المصادقة (من طرف جميع الدول الأعضاء) في يناير 2008.
إثر ذلك، ستقوم لجان متخصصة بمهام تُـقّـيِّـم من خلالها ما إذا كانت الكنفدرالية مهيأة تقنيا لفتح حدودها، وهو ما يُـضفي مِـصداقية على موعد 1 نوفمبر 2008، نظرا لأن موعد فتح الحدود داخل الاتحاد الأوروبي، يجب أن يتزامن مع بدء العمل بالمواعيد الجديدة للرحلات الجوية، مع الأخذ بعين الاعتبار تجهيز فضاءات محددة في المطارات، مخصصة للقادمين من البلدان الواقعة داخل فضاء شنغن وأخرى للوافدين من بقية دول العالم.
الوزير بلوخر دُعِـي إلى حضور مجلس وزراء الشؤون الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رفقة نظيريه الأيسلندي والنرويجي، حيث تمت مناقشة التحاق الدول الأعضاء التي انضمت في مايو 2004 إلى الاتحاد بفضاء شنغن، وتقرر إدماجها (باستثناء قبرص) قبل موفى العام الجاري. أما بلغاريا ورومانيا، اللتان انضمتا هذه السنة إلى الاتحاد، فلا زالتا غير معنيتين بعد بهذه القرارات.
في المقابل، ظلت مسألة المشاركة السويسرية المستقبلية في تشكيلات قوة Frontex الأوروبية المشتركة وفي دوريات المراقبة الحدودية، معلّـقة، في حين لم تُـحسم مسألة ارتباط سويسرا بنظام المعلومات الرقمي لفضاء شنغن، المعروف باسم «I SIS »، نظرا للتأخر المسجل في تهيئة نظام « SIS II »، الذي يتميز بشمولية وتطور أكبر.
سويس انفو مع الوكالات
كل مواطن من إحدى البلدان الموقعة على اتفاقية شنغن، يمكن له الدخول إلى البلدان الأخرى بدون تأشيرة.
نفس هذا المبدأ يُطبق على الأجانب المتحصلين على ترخيص إقامة في أي بلد عضو في شنغن.
إلغاء الحدود داخل فضاء شنغن عـُوِّض بتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية له.
الدول الأعضاء في فضاء شنغن هي: فرنسا وألمانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والنمسا واليونان والدنمرك والسويد وهولندا وفنلندا، كما أن أيسلندا والنرويج شريكان في الفضاء دون أن يكونا عضويي في الاتحاد الأوروبي.
بريطانيا وايرلندا بلدان عضوان في الاتحاد، لكنهما لم ينضما بعد إلى فضاء شنغن.
يوم 5 يونيو 2005، صادق السويسريون في اقتراع شعبي على مشاركة بلادهم في فضاء شنغن.
هذا الانضمام سيكون فعليا بعد أن يصادق جميع الدول الأعضاء في فضاء شنغن على الاتفاق المبرم مع سويسرا، ومن المتوقع أن يتم ذلك في غرة نوفمبر 2008.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.