سويسرا تواجه خطر الأمراض المعدية
يشير تقرير سنوي أصدرته حديثا منظمة الصحة العالمية أن أمراضا معدية بصدد النشأة والانتشار بوتيرة غير مسبوقة.
وتناشد المنظمة الدولية التي مقرها بجنيف جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الدولة السويسرية، تعزيز التعاون لمكافحة هذه الأوبئة.
ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية، وعنوانه “مستقبل أكثر أمنا: أمن الصحة العمومية العالمي في القرن الواحد والعشرين” إلى أن العامل الأساسي الذي يقف وراء انتشار أربعين وباء جديد لم تعرف من قبل كفيروس الإيدز وحمّى الإيبول النزيفية وفيروس الالتهاب الرئوي الحاد، هو يُسر الانتقال من بلد إلى آخر، إذ تتولى شركات الخطوط الجوية اليوم نقل أكثر من ملياري راكب سنويا، ولم تعد الدفاعات التقليدية قادرة على الحؤول دون غزو الأمراض والأوبئة.
وأضافت المنظمة في تقريرها أن أوبئة وفاشيات عرفتها القرون الماضية لا تزال تشكل خطرا، وتبدي مقاومة متزايدة للأدوية وتنال من فعالية النظم الصحية مثل الأنفلونزا والملاريا والسل.
وفي سويسرا، يحيط المسؤولون في القطاع الصحي إحاطة تامة بالوضع. وصرح غودانس سلبرسميث، مسؤول الشؤون الخارجية بالمكتب الفدرالي للصحة لسويس انفو: ” لم يكن أحد يدرك قبل عشرين سنة أن الأمراض المعدية تشكل خطرا كبيرا، أما الآن فهي تحدّي يواجه كل البلدان بما في ذلك سويسرا”.
وأحصت منظمة الصحة العالمية خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ألف ومائة وباء على نطاق العالم منها أنفلونزا الطيور وشلل الأطفال، وأمراض غير معروفة من الممكن أن تنشأ عن التغيرات المناخية المفاجأة والحادة والتلوّث الصناعي وحوادث أخرى. وتؤكد منظمة الصحة أن هذه الأوبئة تهدد الملايين من البشر في العديد من البلدان.
ما المطلوب
يقترح التقرير ست توصيات للحفاظ على أمن الصحة العمومية العالمي تتضمن الدعوة إلى مراجعة قواعد ونظم الصحة العالمية حيز النفاذ منذ يونيو 2007، ويقول سلبرسميث أنه من المفترض أن يعزّز الاتفاق المعمول به في البلدان المائة وثلاث تسعين الأعضاء في منظمة الصحة العالمية حماية الصحة العالمية، ويساعد البلدان الأعضاء في مواجهة الأخطار الجديدة.
وتحدّد التشريعات كيف يجب على البلدان تقييم الطوارئ الصحية العمومية ذات البعد الدولي، والإخبار عنها وكذلك طرق التعامل معها.
ويشرح سلبرسميث ذلك بالقول: “في تلك الحالة تدعو منظمة الصحة العالمية لجنة الطوارئ إلى الانعقاد، وتقترح إدارة المنظمة إجراءات وتضع توصيات يتم تحويلها إلى بلدان الأعضاء”.
و تكون تلك القواعد عادة عصية على التنفيذ في البلدان النامية، لكنها تكون في الغالب مصحوبة بدعم.
ويضيف المسؤول السويسري: “لقد اقترحت سويسرا إنشاء مخزون دولي من التلقيحات في إطار منظمة الصحة العالمية لصالح البلدان الأشد فقرا.. ونحن نشطون جدا داخل لجنة حقوق الملكية الفكرية والابتكار في مجال الصحة العمومية، وفي تنفيذ مشروعاتها”.
وترأس هذه اللجنة روث درايفوس، وزيرة الداخلية السويسرية السابقة، التي تشمل صلاحياتها القطاع الصحي.
تعديلات قانونية مطلوبة
تدعو المنظمة البلدان الأعضاء، بما في ذلك البلدان المتقدمة كسويسرا، إلى إدخال تعديلات وإحداث تغييرات لتنسجم مع القواعد التنظيمية لمنظمة الصحة العالمية. ومن أجل ذلك، تتم مراجعة القوانين المتعلقة بالأوبئة بشكل مستمر. “ويجب أن يسمح القانون الجديد بوضع تحديد دقيق للطريقة التي تتمكن بمقتضاها الحكومة الفدرالية والكانتونات بالعمل سويّا، وبمعنى آخر توضيح المطلوب من كل جهة في حالة حدوث أزمة كبرى”، يقول سلبرسميث.
وتنوي الحكومة الفدرالية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في مجال الصحة، “وسوف يطلب الوزير المعني بالملف الصحي من الحكومة تفويضا للتفاوض باسمها بموفى هذه السنة”.
ومن شأن ذلك أن يمكن سويسرا من الاندماج في المركز الأوروبي للحماية من الأوبئة ومكافحتها، ومقره بستوكهولم في السويد.
سويس انفو – فريديرك برنون – جنيف
(ترجمه من الفرنسية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)
ما تزال الأمراض المعدية تمثل السبب الأول للوفيات في المنطقة العربية حيث تبلغ نسبة 32% من مجموع نسبة الوفايات. ومن هذه الأمراض ما هو جديد كالإيدز الذي يقدر عدد المصابين به في المنطقة بنحو 700 ألف مصاب، ومنها ما هي أمراض معدية خطيرة ظن الناس أنها اختفت للأبد، فعادت تنتشر بأشكال جديدة لا علاج لها. ومن هذه الأمراض المستجدة السل والملاريا وشلل الأطفال، إضافة إلى أمراض حيوانية المصدر قابلة للانتقال إلى الإنسان.
وتظل خطط الدول العربية لمكافحة هذه الأمراض دون المستوى المطلوب وخاصة أن العلاجات متاحة علميا ومقبولة اجتماعيا، ومن هذه العلاجات: اللقاحات واكتشاف الأوبئة مبكرا، والنظافة، والوقاية، والعناية بالبيئة، وتوفير المياه الصالحة للشرب، ومكافحة ناقلات المرض، وهذه كلها إجراءات في المتناول.
ومن الأمراض التي يجب الإسراع في مكافحتها في المنطقة العربية فيروس الإيدز وخاصة أن بعض هذه البلدان قد دخلت في ما يسمى المرحلة الوبائية للمرض كجيبوتي والسودان. وتشهد المنطقة أيضا 600 ألف إصابة بمرض السل سنويا. كذلك تسجل الملاريا 15 مليون إصابة سنويا خاصة في السودان واليمن وباكستان وأفغانستان والصومال. ناهيك عن أمراض الطفولة واسعة الانتشار، والتي تودي سنويا بحياة 250.000 طفل في دول الشرق الأوسط، وهذا معدل مرتفع بالمقاييس الدولية، ومن السهل علاجها لو توفرت العناية والوقاية.
● دعوة كل البلدان إلى التنفيذ الشامل للقواعد الصحية الدولية.
● تعزيز التعاون الدولي في مجال التقييم والإخبار عن أي حالة وبائية.
● التبادل الكامل للمعلومات والتقنيات والوسائل لتحسين أمن الصحة العمومية العالمي، بما في ذلك تحاليل الفيروسات والنماذج المخبرية الأخرى.
● تأكيد المسؤولية العالمية بشأن تعزيز بنية الصحة العالمية في كل البلدان.
● التعاون بين القطاعات المختلفة في إطار الحكومات.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.