سويسرا .. والحرب العالمية الثانية
تبدأ لّجنة الخبراء المستقلّة المكلفة بتقصّي دور سويسرا أثناء الحرب العالميّة الثّانية والمعروفة باسم "لجنة بيرجييه" بنشر سلسلة من التقارير اعتبارا من الثلاثين من أغسطس – آب، بعد عمل استمر خمس سنوات، وتركّز المجموعة الأولى من التقارير على العلاقات الصّناعيّة والماليّة بين سويسرا وألمانيا النّازيّة.
تشكّل الدّراسات الثّمانية التي سيتم نشرها جزءا من أصل خمسة وعشرين مؤلّفا أعده فريق من خمسين مؤرخا وباحثا وخبيرا تحت إشراف اللجنة المستقلة التي يترأسها جان فرانسوا بيرجييه. التقرير الإجمالي يتضمن سبع عشرة دراسة تاريخيّة مفصّلة وستّ مساهمات بحثية وتقيمين أعدتهما اللجنة القانونية.
لجنة الخبراء المستقلة تكونت بقرار برلمانيّ عام ستة وتسعين للتّحقيق في حجم وقدر الأصول المالية التي انتقلت إلى سويسرا أثناء الحرب العالميّة، وتحددت نهاية هذا العام لتقديم نتيجة عمل اللجنة النهائي.
ومنذ أن بدأت لجنة الخبراء المستقلة في العمل حتى ثار الجدل حولها، فبعد نشر التقرير الأول عام ثمانية وتسعين حول عمليات نقل الذهب إلى سويسرا، والتقرير الثاني حول سياسة الكونفدرالية تجاه اللاجئين الفارين من جحيم الحرب الذي نشر عام تسعة وتسعين، بدأت الأجنحة اليمينية في الأحزاب وجمعيات قدامى المحاربين تنقد اللجنة بشدة.
إلا أنه من المتوقع ألا يتسبب نشر تقارير جديدة في إثارة جدل سياسي جديد في أوساط الرأي العام، الذي بدأ اهتمامه يقل بهذا الموضوع بعد توقيع تسوية بين المصارف السويسرية والمنظمات اليهودية في أغسطس – آب عام ثمانية وتسعين، والذي بموجبه تسدد المؤسسات المالية السويسرية قرابة ملياري فرنك.
مجالات اخرى قد تفتح باب الجدل
إلا أن ثلاثة تقارير من الممكن أن تكون سببا لفتح النقاش مرة أخرى وخاصة وأنها تتعلق بالتشغيل القصري للأسرى واللاجئين في بعض الشركات السويسرية الكبرى، والعمليات المالية بين الكونفدرالية ودول المحور، وخاصة دور شركات ألمانيّة تحولت إلى سويسرية يقال انها استخدمت كغطاء للتهرب من المصادرة أو معاملتها كشركات نازية مثل شركة “إي.ج. فاربين” IG Farben التي حامت حولها الشبهات على الرغم من أنها تحولت ملكيتها من ألمانيا إلى سويسرا في الفترة ما بين عامي ثمانية وعشرين وتسعة وعشرين وتعاونت من شركات أخرى من خلال شركة “إي.ج. كيمي” IG chemie في بازل.
وعندما دخلت الولايات المتّحدة الحرب عام واحد وأربعين تغير الوضع تماما، وبقي الشك في أنها محاولة لإخفاء أصول شركة “فاربين” فصادرت واشنطن شركات كانت تابعة لـ”فاربين” في أمريكا، وتغوص التفاصيل إلى علاقة معقدة بين الولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا بسبب الاشتباه في اختفاء أصول شركات أو تحويلها إلى مسميات أخرى.
ولا تقتصر دراسات لجنة بيرجييه على هذا الجانب فقط بل يطرق أيضا إلى التجارة في الأعمال الفنّيّة النادرة وصفقات تنظيف الاموال، والتعامل حتى في مجالات مثل السكك الحديدية والطاقة الكهربائية وصناعة الكيماويات.
بعض تقارير لجنة بريجييه نشرت بالألمانية والأخرى بالفرنسية لكن التقرير النهائي سيكون بلغات سويسرا الرسمية أضافة إلى الانكليزية.
سويس أنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.