“سويس” .. بعد شهر من انطلاقها
أعرب أندريه دوزيه مدير شركة سويس للطيران عن سعادته بحصيلة العمل بعد ثلاثين يوما على بداية رحلات الشركة الجديدة التي حلت محل سويس اير المفلسة. الشركة الجديدة نقلت طوال الشهر زهاء مليون مسافر.
لم يمر سوى ثلاثين يوما على بداية إقلاع طائرات سويس إلا وبلغ عدد من نقلتهم بين عواصم العالم مليون راكب، ورأى مديرها العام اندريه دوزيه في حديث إلى برنامج Classe eco التلفزيوني والمتخصص في الشؤون الاقتصادية، أن نتيجة الشهر الأول فاقت التوقعات وتجاوزت الخطة المعدة لها، فقد حققت الشركة أكثر من ثمانين في المائة من رحلاتها دوليا عبر القارات وخمسة وخمسين في المائة داخل أوروبا، مشيرا إلى أن أحد أهم أسباب هذا النجاح يعود إلى بعض التخفيضات التي قدمتها الشركة لتشجيع المسافرين.
فطبقا لهذه النتيجة الإيجابية لم يستبعد السيد دوزيه أن تتمكن شركة سويس من الالتحاق بالتحالف العالمي الجديد الذي كونته شركتا الطيران الأمريكية American Airlines والبريطانية British Airways تحت عنوان “عالم واحد” One World حيث بدأت منذ الآن مفاوضات مكثفة بين الطرف السويسري وكل من الشركتين على أعلى مستوى، كما أشار السيد دوزيه إلى التعاون المثمر بين شركة سويس والخطوط الأمريكية American Airlines كأقوى شركة طيران في العالم الآن، حسب قوله.
ويضيف ماركوس باومغارتنر المتحدث الرسمي باسم شركة سويس أن النتائج المشجعة التي حققتها الشركة في شهرها الأول تؤكد أنها تسير في اتجاه، يعتقد أنها تصل به إلى أن تصبح في فترة وجيزة من شركات القمة، مشيرا إلى ثقة المسافرين بالخطوط الجوية الجديدة، حيث استند إلى استطلاع للرأي أجرته صحيفة ” سونتاغ بليك” الأسبوعية مع مائة راكب وراكب، توصلت من خلاله إلى أن المشاركين في الاستطلاع راضين بشكل أو بآخر عن الخدمات المقدمة إليهم، حيث ركز استطلاع الرأي على معرفة مدى سعادة الركاب انطلاقا من الحجز مرورا بالخدمة الأرضية في المطارات ومنها إلى كيفية المعاملة أثناء الرحلة، وهي نتيجة يرى أنها مشجعة للغاية لا سيما وأنها تأتي بعد شهر واحد من تحليق طائرات سويس.
الشهر الأول ليس مقياسا
هذه النتائج الإيجابية وعلى الرغم من سعادة إدارة الشركة بها، لا يمكن أن تمثل اتجاها ثابتا. فهي ركزت على عدد المسافرين الذي قد يتراجع في الفترة القادمة بعد بدء الشركة بالتعامل بأسعارها العادية والتي خفضتها خلال الشهر الأول بشكل لافت للنظر للدعاية والترويج، كما أن الشركة لم تحقق أية أرباح مالية في هذا الشهر بقدر ما حققت ربحا دعائيا، إن صح القول.
“سويس” ولدت من اندماج ما تبقى من “سويس اير” المنهارة و”كروس اير” بإمكانياتها المحدودة، حيث كانت متخصصة في الطيران داخل أوروبا، فجاءت ولادتها متعسرة بسبب التمويل ومخاوف المستثمرين من الدخول في مخاطرة التمويل في عالم الطيران مع انهيار هذا السوق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، علاوة على جدل أندلع حول إمكانية مساهمة الحكومة الفدرالية في رأس مال الشركة بعد إحجام المستثمرين عنها.
وعلى الرغم من أهمية وجود شركة طيران وطنية تحمل اسم سويسرا، إلا أن الحكومة الفدرالية آثرت أن تبقى بعيدة عن مشاكل التمويل والاستثمار تجنبا لمشاكل قانونية متعددة داخليا وخارجيا، ولتقف “سويس” وحدها، فلن يجلب لها الاستثمارات سوى كفاءتها ونجاحها في عالم الطيران وصمودها أمام العمالقة وقوانين السوق التي لم ترحم سويس اير من قبل.
تامر أبو العينين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.