مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويس تحقق أرباحاً … ولكن!

تسعى الخطوط الجوية السويسرية جاهدة للبحث عن بدائل لتخفيض نفقاتها Keystone

لأول مرة تنشر الخطوط الجوية السويسرية بيانات صافي أرباحها للربع الأول من العام الجاري.

ورغم توقعات الشركة السلبية لنهاية السنة، إلا أنها تقول إن صافي أرباحها بلغ لحد الآن 45 مليون فرنك سويسري ومع ذلك تكبدت “سويس” .. خسائر!

حققت الخطوط الجوية السويسرية “سويس” هذه الأرباح بعد الإفراج عن مبلغ 68 مليون فرنك سويسري كان متوفرا في احتياطاتها، في أعقاب تسوية خلاف قانوني في فرنسا.

وقد عقبت شركة الطيران على ذلك بالقول إنه بدون هذا المبلغ، الذي جاء على حين غرة، فإنها كانت ستتكبد خسارة في عملياتها مقدارها 18 مليون فرنك سويسري في الربع الثاني من العام.

وقالت “سويس” في بيان لها صدر في بازل إنها تدرس حاليا إمكانيات كل رحلاتها، وخاصة في أوروبا، والتي يمكن تسييرها من زيورخ وبازل وجنيف.

لكن الشركة تعتزم الإبقاء على مهامها الأساسية، أي توفير خدمات طيران “ضخمة” للتنقل بين القارات، على حين ستستمر في تسيير خطوط مباشرة بين مدن أوروبا الرئيسية، موفرة بذلك المزيد من الركاب في زيوريخ لرحلات الشركة القارية.

تخفيض النفقات!

وتشير “سويس” إلى أنه لا بد من زيادة إنتاجها وتأمين ذلك بتكاليف أقل. وكان هذا أول تعليق لها عن الكيفية التي ستحاول الشركة من خلالها كبح خسائرها المتواصلة، بيد أنها لم تقدم تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع.

وكانت الأسواق العالمية ووسائل الإعلام قد تكهنت بإمكانية لجوء الشركة إلى إجراءات صارمة لتخفيض نفقاتها، إما عن طريق إيقاف تسيير رحلاتها على بعض الخطوط غير المجدية، أو من خلال تسريح عدد من العاملين لديها أو تقليص رواتبهم.

وقد أوضحت الشركة يوم 17 أغسطس أنها تكبدت خسارة تقدر بحوالي 33 مليون فرنك سويسري في النصف الأول من العام الجاري. لكن هذا الرقم يبدو ضئيلاً مقارنة بالرقم الفلكي (346 مليون فرنك) الذي خسرته في نفس الفترة من العام الماضي.

وعقبت الشركة قائلة إن سعيها إلى تحقيق الأرباح تأثر بصورة سلبية بتخفيضات في النفقات لم تكن كافية في مجال صيانة طائرات أسطولها الجوي وبالإرتفاع المسجل في أسعار الوقود، وهي عوامل أدت إلى زيادة في نفقات العمليات في النصف الأول من العام بـ 29 مليون فرنك.

تطورات هامة!

وفي حديث مع سويس إنفو، اعتبر خبير الطيران السيد دييتر شنايدرباور أن تحسن النتائج الذي شهدته “سويس” لم يأت كمفاجأة.

ويقول: “الأكثر أهمية هو أن “سويس” حّسنت من نتائجها العملية بصورة جوهرية مقارنة مع النصف الأول من عام 2003، وهو أمر كان متوقعا مع إجراءات إعادة الهيكلة الكبيرة التي اتخذتها في نصف عام 2003، والتي تركت أثرها كاملاً على أداء الشركة”.

ويضيف السيد شنايدرباور: “بصفة عامة، هي في حال أفضل بكثير، لكنها لا زالت في حاجة إلى المال لتمويل عملياتها”.

ويلفت الخبير السويسري في شؤون الطيران إلى عنصر هام قائلا: “يجب أن نرى ما إذا كانت (الشركة) ستحقق أرباحاً هامة في عملياتها في الربع الثالث من العام. هذا ما يتوقعه الناس، لأنه موسم العطلة الصيفية إضافة إلى أن الكثير من رحلات الطيران على درجة رجال الأعمال تزداد في شهر سبتمبر”.

في المقابل، بدا الخبير في الطيران باتريك شفينديمان في بنك كانتون زيوريخ متحفظاً في تقييمه، حيث يقول: “نتيجة للربح غير العادي، تمكنت سويس من تفادي خسارة بالملايين. صحة “سويس” لازالت غير جيدة”.

هذا ويعتبر بعض المراقبين أن الشركة، التي تأسست إثر انهيار شركة سويس إير وعلى بقايا شركة كروس إير المتوسطة الحجم، لازالت كبيرة أكثر من اللازم مقارنة بحجم سوقها المحلي الصغير لبلد لا يزيد تعداد عدد سكانه عن 7 ملايين نسمة.

وقد علقت الشركة في بيانها على نتائجها الأخيرة قائلة إنها أصبحت في حال أفضل بصورة “جوهرية” بعد برنامجها “الجذري” لإعادة الهيكلة التنظيمية. غير أنها نبهت إلى أنها لازالت تواجه تحديات ضخمة على طريق تحقيق الأرباح من جديد.

سويس إنفو

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية