مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أحزاب الوسط تحقق نجاحا ملفتا في الانتخابات الفدرالية السويسرية

أسفرت انتخابات 23 أكتوبر 2011 عن نتائج جيدة للأحزاب الجديدة Keystone

في تطور مثير، سجل حزبان ناشئان في وسط اليمين، وهما حزب الخضر الليبرالي والحزب البورجوازي الديمقراطي، نجاحا ملحوظا في الانتخابات البرلمانية الفدرالية التي جرت هذا الأحد 23 أكتوبر 2011 لتجديد مجلسي النواب والشيوخ.

في المقابل، تراجعت نتائج كل من حزب الشعب (يمين شعبوي)، الذي لا يزال – رغم ذلك – أهم حزب في البلاد، وحزب الخضر اليساري. في الأثناء، يبدو أن أحزاب اليسار هي بصدد تحقيق تقدم ملموس في مجلس الشيوخ. هذا ما كشفت عنه التوقعات الوطنية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (والتي عادت ما تكون قريبة من النتائج النهائية).

 

حسب النتائج غير النهائية للانتخابات الفدرالية، حصل حزب الخضر الليبرالي، الذي انشق عن حزب الخضر في عام 2004، على 12 مقعدا في مجلس النواب (الغرفة السفلى في البرلمان) من أصل 200 مقعدا، وعلى نسبة 5.5% من الأصوات على الصعيد الوطني، مقارنة مع 1.4% في عام 2007. أما حزب الحزب البورجوازي الديمقراطي الذي انشق عن حزب الشعب عام 2008، فقد انتزع 9 مقاعد و5.4% من الأًصوات.

الاشتراكيون يشكلون الاستثناء ضمن الأحزاب الحكومية

ويظل حزب الشعب (يمين شعبوي) أكبر حزب في مجلس النواب السويسري رغم فقدانه لـ 7 مقاعد مقارنة مع انتخابات عام 2007 بحيث لم يعد لديه في الغرفة السفلى من البرلمان الفدرالي سوى 55 مقعدا (-2.1% من الأصوات). الخضر خسروا أيضا 7 مقاعد على المستوى الوطني إذ تبقى لهم 13 مقعدا، -1.3%). الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين) فقد كذلك 3 مقاعد بحيث تراجع عدد مقاعده إلى 28، -2.4%.

أما الحزب الليبرالي الراديكالي (يمين)، الحزب المؤسس لسويسرا الحديثة، فهو خسر أربعة مقاعد مقارنة مع انتخابات 2007، بحيث لم يعد يمتلك سوى 15% من الأصوات على المستوى الوطني. وهو يعتبر، من حيث نسبة الأصوات، الحزب الذي سجل أكبر تراجع  في انتخابات 2011 (-2.7%). وكاد الحزب أن يتلقى ضربية قوية بحيث أعيد انتخاب رئيسه فولفيو بيلي بصعوبة في كانتونه التيتشينو (الناطق بالإيطالية جنوب سويسرا).

من جهته، يعتبر الحزب الاشتراكي (يسار) الحزب الوحيد المشارك في الحكومة الذي لم يــسجل نتيجة سلبية والذي لم يتأثر بصعود أحزاب وسط اليمين، بحيث فاز بمقعد إضافي إذ أصبح ممثلا حاليا بـ 44 مقعدا في مجلس النواب، رغم فقدانه لنسبة 0.6% من الأًصوات على المستوى الوطني مقارنة مع انتخابات عام 2007. وبـحصوله على 18.9% من الأصوات، يحتفظ بسهولة بمركزه الثاني بعد حزب الشعب.

لكن اليسار عموما فقـد بعضا من وزنــه في هذه الانتخابات بسبب تراجع عدد مقاعد حزب الخضر الذي يبدو أنه لم يفلح في الاستفادة من آثار كارثة فوكوشيما باليابان، على عكس حزب الخضر الليبرالي.

ويظل حزب الشعب (يمين شعبوي) أكبر حزب في مجلس النواب السويسري رغم فقدانه لـ 7 مقاعد مقارنة مع انتخابات عام 2007 بحيث لم يعد لديه في الغرفة السفلى من البرلمان الفدرالي سوى 55 مقعدا (-2.1% من الأصوات). الخضر خسروا أيضا 7 مقاعد على المستوى الوطني إذ تبقى لهم 13 مقعدا، -1.3%). الحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين) فقد كذلك 3 مقاعد بحيث تراجع عدد مقاعده إلى 28، -2.4%.

أما الحزب الليبرالي الراديكالي (يمين)، الحزب المؤسس لسويسرا الحديثة، فهو خسر أربعة مقاعد مقارنة مع انتخابات 2007، بحيث لم يعد يمتلك سوى 15% من الأصوات على المستوى الوطني. وهو يعتبر، من حيث نسبة الأصوات، الحزب الذي سجل أكبر تراجع  في انتخابات 2011 (-2.7%). وكاد الحزب أن يتلقى ضربية قوية بحيث أعيد انتخاب رئيسه فولفيو بيلي بصعوبة في كانتونه التيتشينو (الناطق بالإيطالية جنوب سويسرا).

من جهته، يعتبر الحزب الاشتراكي (يسار) الحزب الوحيد المشارك في الحكومة الذي لم يــسجل نتيجة سلبية والذي لم يتأثر بصعود أحزاب وسط اليمين، بحيث فاز بمقعد إضافي إذ أصبح ممثلا حاليا بـ 44 مقعدا في مجلس النواب، رغم فقدانه لنسبة 0.6% من الأًصوات على المستوى الوطني مقارنة مع انتخابات عام 2007. وبـحصوله على 18.9% من الأصوات، يحتفظ بسهولة بمركزه الثاني بعد حزب الشعب.

لكن اليسار عموما فقـد بعضا من وزنــه في هذه الانتخابات بسبب تراجع عدد مقاعد حزب الخضر الذي يبدو أنه لم يفلح في الاستفادة من آثار كارثة فوكوشيما باليابان، على عكس حزب الخضر الليبرالي.

انطلاقة غير موفقة لليمين الشعبوي في مجلس الشيوخ

أما انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة العليا في البرلمان الفدرالي) التي تجري في معظم الكانتونات حسب نظام الأغلبية، فلم تسمح لحزب الشعب بتحقيق الاختراق المنشود. بل إن هذا الحزب اليميني الشعبوي قد يخسر بعض المقاعد، مثلما حصل بالفعل في كانتون غراوبوندن حيث فقد الحزب مقعدا بسبب عدم وجود مرشحين. وفي كانتون أرغاو، سيصعب على أولريخ غيزندانير، الذي احتل المرتبة الثالثة، الاحتفاظ بالمقعد الذي تركه شاغرا ماكسيميليان رايمان.

حتى الوجه القيادي في حزب الشعب، كريستوف بلوخر، وزير العدل والشرطة السابق، لم يأت سوى في الصف الثالث في زيورخ حيث سيتم تنظيم دور ثان. ولا تبدو حظوظ توني برونر، رئيس الحزب، جيدة للفوز في الدور الثاني في سانت غالن حيث احتل المرتبة الثانية، بينما كان قد تصدر قائمة المنتخبين قبل أربعة أعوام.

وكانت النتيجة سلبية أيضا لاسمين بارزين آخرين في حزب الشعب، جون-فرانسوا ريم في كانتون فريبورغ، وكاسبار بادير في نصف كانتون بازل-الريف.

في المقابل، سجل اليسار تقدما ملحوظا في انتخابات مجلس الشيوخ، لا سيما بعد انتخاب الاشتراكية باسكال بروديرير (التي ترأست مجلس النواب في عام 2010) في كانتون أرغاو. وحسب النتائج النهائية المتوفرة في عدد من الكانتونات، انتـــُخب في مجلس الشيوخ سبعة نواب من الحزب الليبرالي الراديكالي، وسبعة من الحزب الاشتراكي، وسبعة من الحزب الديمقراطي المسيحي، وأربعة من حزب الشعب. ولن تتضح الصورة الكاملة لتشكيلة المجلس قبل تنظيم دور ثان من الانتخابات في عشرة كانتونات.

وفي كانتون فريبورغ، تمت إعادة انتخاب الاشتراكي آلان بيرسي، المرشح لخلافة ميشلين كالمي ري (وزيرة الخارجية) في الحكومة الفدرالية منذ الدور الأول إلى جانب الديمقراطي المسيحي أورس شفالر. كذلك الشأن بالنسبة لليبرالي الراديكالي رافاييل كونت، والاشتراكي ديديي بيربورا، المنتهية ولايتهما.

أما في جنيف، فيتوقع أن يعاد انتخاب الثنائي روبير كرامر (من حزب الخضر) وليليان موري-باسكيي (من الحزب الاشتراكي) اللذين يتقدمان بتذكرة مشتركة “وردية-خضراء”. وفي كانتون فو، تتصدر الاشتراكية المنتهية ولايتها جيرالدين سافاري ترتيب المنتخبين لكن ينبغي عليها أن تخوض انتخابات الدور الثاني في شهر نوفمبر القادم.

وفي صفوف الحزب الديمقراطي المسيحي الذي يأمل في الاحتفاظ في مركزه الأول (14 مقعدا) فقد حصل بعدُ على سبعة مقاعد، ولكن الدور الثاني هو الذي سيحسم المسألة، حتى لو كانت فرص احتفاظ الحزب بمقاعده تبدو جيدة.

تُـهيمن أربعة أحزاب رئيسية على الساحة السياسية السويسرية، وتتشكل منها الحكومة، وقد مضى عليها قرن من الزمان، وهي تستحوذ على نحو 80٪ من الناخبين، وتضم: حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي، كانت له 28,9٪ من الأصوات وفق انتخابات عام 2007)، والحزب الاشتراكي (19,5٪)، والحزب الليبرالي الراديكالي (يمين، 17,7٪)، والحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين، 14,5٪).
 
ومنذ ثمانينات القرن الماضي، ظهرت قوة سياسية جديدة، وهي حزب الخضر، الذي ارتقى في انتخابات عام 2007 ليحصد 9,6٪ من الأصوات، ولكنه حتى الآن غير موجود في الحكومة الفدرالية.
 
وفي السنوات الأخيرة، ظهر إلى الوجود السياسي بسبب الانقسامات، حزبان ناشئان آخذان في التمدد: حزب الخضر الليبراليون (انشق عن حزب الخضر في عام 2004) والحزب البورجوازي الديمقراطي (انشق عن حزب الشعب في عام 2008)، وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلى احتمالية فوزهما في انتخابات 23 أكتوبر 2011، ولكن دون تجاوزهما، على التوالي، سقف 5٪ و4٪. غير أنهما تجاوزاه بالفعل حسب النتائج غير الرسمية التي أعلنت عنها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية هذا الأحد.
 
كما يضم البرلمان خمسة أحزاب أخرى، تُمثّل مجتمعة نحو 5,5٪ من الناخبين، ولكل منها ما بين 1 إلى 3 ممثلين، وهي بحسب الفترة البرلمانية الحالية: رابطة تيتشينو، والاتحاد الديمقراطي الفدرالي، والحزب الاجتماعي المسيحي، وحزب اليسار، والحزب الإنجيلي.

يتوزّع البرلمان الفدرالي على مجموعات أو كُـتل تتألّـف من ممثِّـلين عن حزب ما أو عن الأحزاب التي لها نفس التوجّـه السياسي. ويحتاج تشكيل المجموعة أو الكُـتلة إلى خمسة نواب على الأقل.
 
يكون حقّ المشاركة في إحدى اللِّـجان في المجلس الوطني فقط لمَـن كان عضوا في إحدى المجموعات.
 
تقوم اللِّـجان بالأعمال التحضيرية للمداولات وبإعداد التوصيات لكِـلا الغرفتين، كما تقوم، عند اختلاف الآراء، بصياغة الاقتراحات المُـقدّمة، سواء من طرف الأغلبية أو من الأقلية.
 
في المتوسّـط، تُـعقد اجتماعات هذه اللِّـجان ثلاثة أو أربعة أيام في كل ثلاثة أشهر، ويكون انعقادها في الفترات ما بين الدورات البرلمانية، وهي غير علنية.
 
يجتمع مجلسا البرلمان بشكل دوري، أربع مرات في السنة، أي مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، ويستمر الاجتماع لثلاثة أسابيع، ويمكن عقد دورات استثنائية إذا دعَـت الضرورة، وتمتاز الاجتماعات البرلمانية بطبيعتها العلنية.

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية