الرهانات الكامنة وراء فشل الحوار الفلسطيني
لم تكَـد القاهرة تُـعلن تعليق جولات الحوار الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، "وفقاً لطلب من حماس"، حتى تفجّـرت الاتهامات المُـتبادلة بين الفصيلين، وقد وصلت إلى حدّ إطلاق الشتائم والتخوين والوعيد.
فوزي برهوم، الناطق باسم حماس، حمّـل الرئيس عبّاس تبِـعات الفشل الكامل، واتّهمت مصادر قيادية في حماس السلطة بتنفيذ أجندة أمريكية – إسرائيلية ضدّ الحركة. فردّ الناطق باسم حركة فتح، أحمد عبد الرحمن، بسَـيل من الاتهامات والشتائم ضد قادة حماس مؤكّـداً أن موقع بعضهم الحقيقي في “السجن” وليس المجلس التشريعي الفلسطيني!
وإذا كان تبادُل الاتِّـهامات والإدِّعاءات بين الطرفين بات أمراً طبيعياً مألوفاً في المشهد الإعلامي والسياسي العربي، إلاّ أنّ المُـفارقة المُـدهشة أنّ انهيار الحوار (وما تلاه من حرب إعلامية)، جاء بعد تسريبات وتصريحات مصرية وفلسطينية متفائلة ومبشّرة بنقطة انعطاف إيجابية في العلاقة بين الطرفين.
فماذا حدَث كي يتبدّل الموقف بين ليلة وضُـحاها، وتذوي طموحات الفلسطينيين بتجاوز الانقسام والصراع الذي ينهش في الرصيد الإنساني والأخلاقي لقضيتهم أمام العالم، فضلاً عمّا يؤول إليه هذا الانقسام من تبعات وخيمة على الصعيد السياسي؟
دعاوى متضاربة واتِّـهامات بالجملة
في سياق الموقِـف المعلن، فإنّ كلاًّ من فتح وحماس سارَعتا إلى اتِّـهام الطرف الآخر بإفشال الحوار وعدم الجدية في المصالحة.
حماس علّقت مشاركتها مطالِبةً بإطلاق فوري للمعتقلين من أبناء الحركة في الضفة الغربية، والذين وصل عددهم، وفق مصادر في الحركة، إلى (500) معتقل. ووصل الأمر بقادة الحركة ومواقعها الإعلامية إلى إحالة الاعتقالات الأخيرة والمُـطاردة بحق أبناء الحركة في الضفة الغربية، لتطبيق السلطة لخطة أمريكية وإسرائيلية، بإشراف من الضابط الأمني المعروف الجنرال دايتون، التي تُـشير مصادر من حماس وأخرى مستقلّـة إلى أنه الشخص الموكّل بتدريب وإعداد أفراد قوى الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية.
على الجهة الأخرى، رفضت قيادات فتح “مزاعِـم” حركة حماس ورأت أنها تتصرّف من منطِـق الطرف القوي، وليس الضعيف. وأكّـد مصدر مقرّب من قيادات في حركة فتح (رفض الكشف عن اسمه) في تصريح خاص بسويس أنفو، أنّ حماس تراهن على “العوامل الإقليمية” وضعف الإدارة الأمريكية، لتحسين شروطها في الحوار الفلسطيني وتدهْـوُر قُـدرة حركة فتح مع مُـرور الوقت، “ما يُـرشّح الحركة أن ترِث فتح في المرحلة القادمة وتتفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني”.
الرِّهانات الحقيقية وراء “المشهد”؟
العديد من المراقبين يرفض القبول بالإدِّعاءات السابقة، باعتبارها الأسباب والعوامِـل الحقيقية وراء فشل الحوار، ويرى أنّ ثمّـة عوامِـل وأسباب أخرى أكثر وجاهة وواقعية تغطس وراء المشهد وتمثل “مفتاحاً” أفضل لتفسير الفشل.
فؤاد أبو حجلة، المحلِّـل السياسي في صحيفة “الغد” الأردنية”، يلقي ضمنياً المسؤولية على حركة حماس، موضِّـحاً الفجوة الواسعة بين رهانات كِـلا الفصيلين ويقول: “حركة فتح، معنية بإنجاح الحوار للخروج من مأزقها الداخلي، ولسَـدّ ثغرات مُـمكنة في الضفة الغربية، إذا توسّـعت سوف يصل الوضع إلى واقع مشابه بغزة”، ويضيف أبو حجلة، في تصريح لسويس إنفو أنّ “فتح تُـراهن على إطالة أمَـد الحوار، لعقد المؤتمر العام السادس للحركة. فهنالك أمل كبير بالخروج بقرارات تاريخية تؤثِّـر إيجاباً على مسار الحركة”.
أمّا رِهانات حركة حماس، فيضعها أبو حجلة في سِـياق بَـقاء الوضع الرّاهن “والتعويل على الانتخابات الرئاسية، التي ستغيِّـر الوضع لصالح حماس، خلال المرحلة القادمة”، على حد تعبيره.
يتّـفق المحلِّـل السياسي، جميل النمري مع أبو حجلة وينوه إلى أن “المؤشِّـرات العامة من “مقترحات الورقة المصرية”، كانت تدفع إلى حكومة انتقالية وانتخابات رئاسية وتشريعية مُـتزامنة، وهو ما ترفضه حماس، ولا تريد أن تصِـل إليه”.
الدّور المصري في إفشال الحوار!
على الجِـهة المقابلة، يرفُـض المعلّق السياسي، ياسر أبو هلالة في تصريح لسويس أنفو تلك الدعاوى ويرى أنّ “مَـن أفشل الحوار، هو الطرف المصري”، ويرى أبو هلالة أنّ “مصر تريد من الحِـوار فقط تمديد الولاية لمحمود عباس، وتُـمارس في غزة ما ماَرسه السوريون في لبنان خلال الحِـقبة السابقة”.
ويضيف أبو هلالة أنّ “حماس، وعلى الرغم من أنّها ترفض ذلك، لا تُـعلن ما يجري بينها وبين مصر. فهي مُـضطرّة للتعامل مع مصر لاعتبارات إستراتيجية وحيوية، مرتبطة بالحياة اليومية للفلسطينيين في غزة، وكي لا تعمّـق عُـزلتها”.
ويذهب أبو هلالة إلى أبعد من ذلك، حين يصف السياسة المصرية تُـجاه غزة، بأنّها أقرب إلى “طنجرة الضّغط”، من خلال ممارسة ضغوطات على الحركة وفرض إملاءات عليها وتصعيب حياة الناس، وصولاً إلى انفجار شعبي ضدّ سيطرة الحركة على القطاع، لكن أبو هلالة يرى أنّ “الضغط سيكون باتِّـجاهات مختلفة، منها نحو مصر”.
ويكشف أبو هلالة نقلا عن عن مصادر داخل قطاع غزّة، أنّ حماس اكتشفت داخل ما سُـمي بـ “مربّع حلّس الأمني”، الذي هاجمته بعدَ أن كان يتواجد فيه أحد قادة حركة فتح، أسلحة مصرية، وهو ما يُـثير التساؤل حول “حياد الطّـرف المصري” في الأزمة الفلسطينية في التصعيد الإسرائيلي ورسالته السياسية.
من جهته، يتفق عريب الرنتاوي في تصريح خاص لسويس أنفو، في أنّ قصة الأسرى هي بمثابة مبرّرات وذرائع لإيقاف الحوار، لكنه يحيل موقف حماس إلى مسألة أخرى، ترتبط بالورقة المصرية ذاتها، والتي يرى الرنتاوي أنّها “غير متوازنة”، وتميل لصالح فتح بصورة واضحة.
يقول الرنتاوي: “الورقة المصرية تطلب من حماس تنفيذ خطوات عاجلة ومباشرة، تمثل تنازلات جوهرية من حماس عن حكومتها ومكاسبها الواقعية خلال المرحلة السابقة، بينما تطلب من فتح مطالب طويلة الأمد غير متوازية مع حماس”، من هنا، طالبت حماس بالتعامل مع الأزمة الفلسطينية باعتبارها حِـزمة واحدة، وليس قضايا متفرّقة مجزّأة.
ويضيف الرنتاوي إلى ذلك، رهان حماس على المتغيِّـرات الدولية بعد وصول أوباما وإمكانية تحول التعامل معها إلى اعتبارها عنصرَ استقرار وأمن، وليس عنصرَ أزمة وتصعيد، بخاصة أنّ هنالك مواقف عالمية أخرى بدأت تلِـين في توجّهها نحو الحركة.
ويربط الرنتاوي رهانات حماس أيضاً بالانتخابات الإسرائيلية، إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدّم الليكود، ما يعني أن كاديما ربما سيسعى إلى تسريع عقد صفقة مع حماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط، وصولاً إلى تغيير موقفه الانتخابي، ما يعني أنّ من مصلحة حماس تأجيل استحقاقات معيّـنة في حوارها مع فتح، لرُبّـما تحقّـق مكاسب واقعية وسياسية من صفقة شاليط حالياً.
على صعيد الموقف الإسرائيلي، يرى الرنتاوي أنّ إسرائيل تُـرسل رسائل تهديد ووعيد، من خلال الغارات وعمليات القنص والقتل ضدّ أفراد كتائب القسّام، للتأكيد على صلابة الموقف الإسرائيلي.
ومن هنا، يرجح الرنتاوي ربط التصعيد الإسرائيلي الأخير باستحقاق الانتخابات الإسرائيلية واللّـعبة الداخلية، وليس بالانتخابات الأمريكية، إذ ذهب بعض المحلِّـلين إلى أنّ الهدف من التصعيد الآخير، “اختبار” للرئيس الأمريكي الجديد وموقِـفه من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
الخاسرون من نجاح الحوار الفلسطيني
يُـضيف محلِّـل سياسي قريب من فتح، رفَـض ذِكر اسمه، سبباً آخر لإفشال الحوار الفلسطيني يكمُـن في “وجود أطراف داخل حركة فتح ترفُـض ما تعتبره تنازلات من قِـبل الرئيس عباس لحركة حماس”، ويضيف المحلل أن “داخل فتح اليوم تياران، الأول يقوده محمد دحلان ومعه نبيل عمرو وآخرون، يرفضون تقديم تنازلات لحركة حماس، ويُـصرّون على استباق أي حوار بشروط صارمة، تتضمّـن تراجع حماس عن انقلابها واستحقاقاتها، بينما هنالك تيار آخر يقوده جبريل الرجوب ونبيل شعث وآخرون، يسعون لاسترضاء حماس وتحقيق بعض مطالبها.
ويؤكد عريب الرنتاوي على وجود رِهانات داخل المشهد الفلسطيني على إفشال الحوار، ويضيف أنّ المسألة لا تتعلّـق فقط بفتح، بل بالسلطة الفلسطينية بأسرها، إذ هنالك مَـن هُـم في مواقِـع السلطة، من خارج فتح، من سيخسِـرون كثيراً في حال نجح الحوار، “لأنهم لا يمتلكون ثقلاً شعبياً وسياسياً، ويستثمرون في الأزمة الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، لا تتوافق مع حجمِـهم الحقيقي على الساحة”، حسب قوله.
في المقابل، هنالك تيار داخل حركة حماس، وِفقاً للرنتاوي، استساغ السلطة ومواقعها ويرفض أن يعود إلى مواقِـع يكون فيها ملاحَـقاً أو مُـطارَداً من السلطة الفلسطينية، “كما أنّ هنالك أمراء حرب داخل حماس”، على حد تعبير الرنتاوي، الذي يضيف: “وهنالك أمراء أنفاق مستفيدون من تهريب السلاح والمؤن، ومتضررون من الانفراج الفلسطيني مالياً”.
من الواضح تماماً أنّ رهانات فشل الحوار الفلسطيني لمكاسب سياسية فصائلية أو شخصية أو اقتصادية، لا تقِـل أهمية، بل تزيد في وطأتها الواقعية عن رهانات المواطن الفلسطيني الطبيعية بنجاح الحوار، كي لا تضيع حقوقه السياسية والإنسانية وتختفي في غبار المعارك السياسية، وربما الأمنية والعسكرية الفلسطينية الداخلية.
محمد أبو رمان – عمّـان
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء 11 نوفمبر حركة حماس الى القبول باجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لانهاء حالة الانقسام في الاراضي الفلسطينية. وقال عباس في خطاب له امام عشرات الالاف من الفلسطينيين الذين احتشدوا في مقر المقاطعة في رام الله لاحياء الذكرى الرابعة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات “نطالب اليوم قبل غد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية”.
وتحدى عباس ان تقبل حماس باجراء الانتخابات وقال “اتحداهم اذا كانت لديهم الثقة بانفسهم، فلنحتكم الى الشعب الى الانتخابات، واذا لم يريدوا فلنذهب الى استفتاء شعبي”، واضاف “عندما تحصل اي مشكلة في اي دولة في العالم يذهبون الى الشعب اذا كانوا يؤمنون بالديمقراطية، اما الديمقراطية كعود الكبريت لمرة واحدة فهذا لن يحصلوا عليه”.
وحمل عباس حركة حماس مسؤولية فشل الحوار، الذي كان مزمعا عقده يوم الاثنين 10 نوفمبر برعاية مصرية وقال “حماس لا تريد حوارا. وانظروا لما يجري في قطاع غزة اليوم.. حملة شرسة تقودها ميليشيات الانقلاب ضد كل من يخالفهم الرأي، والصور التي ترد من غزة حول تعذيبهم لكوادرنا صُـور تقشعر لها الابدان”.
ورفض عباس اتهامات حماس له بالخضوع لفيتو امريكي واسرائيلي لعدم اجراء الحوار معهم وقال “الفتيتو الامريكي والاسرائيلي الحجة الواهية التافهة. نحن لا نخضع لا لفيتو امريكي أو اسرائيلي، بل نبحث عن مصلحتنا، وعندما تتطلب مصلحتنا أن نقول نعم، سنقولها ولا نخاف أحدا، وعندما تتطلب مصلحتنا أن نقول لا، سنقولها ولا نخاف أحدا”.
ودافع الرئيس الفلسطيني عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وقال “مصلحتنا هنا في فلسطين ارض فلسطين ولن نقبل املاء من احد كائنا من كان.”
وطالب عباس الجامعة العربية باتخاذ موقف من المتسبب بتعطيل الحوار وقال “قبل شهرين كنت في الجامعة العربية تحدثت في اجتماع وزراء الخارجية العرب عن كل شيء وقلت لهم لن يحصل حل دون موافقتهم، وقالوا من يكون سببا في تعطيل الحوار سنتخذ منه موقفا”. واضاف “نحن الان نطالب الاشقاء في الجامعة العربية ان يتخذوا هذا الموقف معنا او ضدنا ما دام اشقاؤنا العرب قبلوا ان يلعبوا هذا الدور الايجابي فليتفضلوا ويقولوا كلمتهم ويجيبوا على السؤال من الذي عطل الحوار.. سيكون هذا الاجتماع قريبا في الجامعة العربية”.
ورغم تبادل حركتي فتح وحماس الاتهامات حول مسؤولية تعطيل الحوار الوطني الذي كان ينظر اليه الفلسطينيون على انه قد يشكل بداية لانهاء الانقسام الفلسطيني، اكد عباس تمسكه بالحوار وقال “السلطة ستبقى مع الحوار ومع الجهود والدعوات العربية لانهاء الانقسام، مؤكدا ثقته بمصر التي قدمت الكثير للشعب الفلسطيني”. وطالب عباس مرارا انصاره الذي قاطعوه بهتافات ضد حماس الى الهتاف فقط الى الوحدة والوطنية وقال “شعارنا الوحدة الوطنية، ومن يرفض الوحدة الوطنية سيبقى على هامش التاريخ”.
ووصف فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس عباس في تصريح له تعقيبا على خطابه بانه “غير مؤهل لقيادة الشعب الفلسطيني وتحدّث بصفة حزبية مقيتة”. وأضاف برهوم في بيان بثه موقع تابع لحماس “أنه (عباس) لم يعد أمينا على شعبنا وعلى حقوقنا وثوابتنا ويكشف عن مخططه الاستئصالي لحركة حماس، ولا يمكن أن نبني على هذا الخطاب امالا وفرصا لانجاح الحوار ويجعلنا أقرب ألا نعطيه فرصة أخرى للتحكم بمصير شعبنا”.
وأصدر وزير الداخلية في الحكومة المقالة في غزة سعيد صيام بيانا قال فيه ان كلمة الرئيس الفلسطيني تظهر أنه ورفاقه في مقر الرئاسة في رام الله “يعانون من أزمة أخلاقية ونفسية”.
وشدد عباس على تمسكه بخط الرئيس الراحل ياسر عرفات وقال “في ذكرى رحيل الرمز ياسر عرفات نؤكد على اننا متمسكون بخطه السياسي ولن نقبل اي حل يتجاوز حقوقنا بالحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 والقدس عاصمة لها وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين”. وتعهد عباس باجراء المؤتمر العام السادس لحركة فتح التي فقدت السيطرة على قطاع غزة في يونيو حزيران من العام الماضي وقال “وقبل نهاية هذا العام سيعقد مؤتمر فتح”.
ورحل عرفات بعد سنوات من الحصار قضاها في مقره برام الله، حيث غادره للعلاج عام 2004 الى فرنسا وعاد جثمانه على متن مروحية ليوارى الثرى في ذات المكان الذي بقي فيه محاصرا.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 11 نوفمبر 2008)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.