تم نشر هذا المحتوى على
سيلفيا أولريخ كانت واحدة من بين عدد قليل من النساء المسجّلات في معهد الزراعة. ولكنّها لم تتعرّض إلي أي مضايقة من زملائها الذكور. لقد التحقت بهذه المؤسسة، لكي تتولى العمل في مزرعة والديْها، والحصول على دبلوم في المجال الزراعي، قد يصبح ضرورة قانونية في يوم من الأيام. (Raffaella Rossello, swissinfo.ch)
عندما عُزِلَت سويسرا المُحايدة خلال الحرب العالمية الثانية، كان المزارعون السويسريون هم من وَفَّر الغذاء للأمة. واليوم، تشكل المروج والمراعي ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية السويسرية، مع اقتصار زراعة الحبوب والخضروات في الأراضي المنخفضة. ويشارك حوالي ثلث المزارع في إنتاج المحاصيل الزراعية. للمزيد من المعلومات حول الزراعة في سويسرا، راجع موقع المكتب الفدرالي للزراعةرابط خارجي.
فبالإضافة إلى زراعة المحاصيل، يحتفظ المزارعون بقطعان الأبقار والأغنام والماعز التي تعيش في الوديان المنخفضة أثناء فصول الشتاء الطويلة، وتُساق إلى المراعي في المرتفعات – أو كما يقول السويسريون “إلى الألب” – لقضاء موسم الصيف، الذي يستمر من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر.
وبرفقة قطيعهم، يتوجه الرُعاة بدورهم الى المراعي المُرتفعة في جبال الألب ويُقضون فصل الصيف هناك في شاليهات ريفية تقليدية، ويمضون وقتهم في رعاية الحيوانات وصناعة الأجبان. وهم ماضون بهذا التقليد إلى اليوم، على الرغم من أن توفر السيارة والهواتف النقالة لعب دوراً كبيراً للحَد من عزلتهم.
وفي حين يُعتَبَر إنتاج الألبان أكثر ما يشتهر به المزارعين السويسريين، إلّا أنَّ بواكير الثورة الصناعية حفَّزت بدايات التصنيع الغذائي أيضا.ً وعلى نحوٍ أدَق، يمكن إعتبار صانعي الأجبان من بين أوائل مُصَنّعي الأغذية.
أزمة في الزراعة
كما هو الحال في بلدان أوروبية أخرى، تجد الزراعة السويسرية نفسها اليوم في موقف صعب.
وبالنظر إلى الإنفتاح المتنامي على السوق الزراعية العالمية، لم تَعُد الكثير من المُلكيات الزراعية الصغيرة مُربحة أو قادرة على البقاء حتى. كذلك تضررت بعض الأقليات مثل السكان الناطقين بالرومانش في كانتون غراوبوندن بشدة جراء الهجرة إلى “الأراضي المُنخفضة”.
وبالمُقارنة مع الفترة السابقة للحرب العالمية الثانية وأثناءَها، حيث كان نحو 25% من السكان يعملون في الزراعة، نجد أن هذه النسبة لا تزيد عن 3% اليوم. ولا يستطيع بقية المزارعين الصمود والاستمرار في عملهم هذا إلا بفضل مزاولتهم لمهنة ثانية.
مع ذلك، يلاحظ أن المزارع التي تتعدى مساحتها 20 هكتاراً قاومت هذا الاتجاه، وبدأت أعدادها بالتزايد. ويحتاج المزارعون السويسريون سنوياً إلى 2.5 مليار فرنك سنوياً كمدفوعات مباشرة أو إعانات من الدولة، سواء واجهوا منافسة أم لا. وتشير بعض التقديرات إلى أن دعم الزراعة يكلف دافعي الضرائب السويسريين 4 مليارات فرنك سنوياً.
المزيد
المزيد
قرون الأبقار في الإعلانات وفي الأدبيات السياحية
تم نشر هذا المحتوى على
في سويسرا، فقط 10% من الأبقار لها قرون. رغم ذلك، الصور في الإعلانات الإشهارية وفي أدبيات السياحة، تشير إلى غير ذلك. وبحكم الطبيعة، معظم الثيران والابقار تمتلك قرنيْن. لكن في سويسرا، غالبا ما يتم حرق هذه القرون، عندما يكون الحيوان لا يزال عجلا صغيرا. والدافع إلى ذلك هو الإعتقاد بأن هذا ضروري للحفاظ على سلامة…
وللمدفوعات المباشرة ميزة عدم مكافأة الإنتاج المُفرَط. وبإمكان هذه الدفوعات تعزيز تلك القطاعات الزراعية التي تتماشى مع السياسة الزراعية السويسرية بشكل انتقائي، كما هو الحال بالنسبة للزراعة العضوية على سبيل المثال. واليوم، تُزرع أكثر من 12% من التربة الصالحة للزراعة وفقا لمتطلبات عضوية صارمة.
وفي نهاية المطاف، يمكن استيراد العديد من المنتجات الزراعية بأسعار أرخص من المُنتَج المحلي، لكن سويسرا تسعى مع ذلك للحفاظ على مستوى معين من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء.
مستقبل الزراعة
من جانبها، رأت الحكومات السويسرية أن من المناسب دعم الزراعة على نحو يفوق الإتحاد الأوروبي، الذي ينفق 59 مليار يورو سنوياً كمساعدات زراعية.
كذلك يوجد هناك لوبي زراعي قويرابط خارجي يتمسك بالمحافظة على هذا القطّاع ودعمه. وهذا على عكس دول الاتحاد الأوروبي المحيطة بسويسرا، التي هيمنت فيها قوى السوق، ومع عواقب وخيمة في أغلب الأحيان.
(ملاحظة من التحرير: هذا المحتوى ظل مُحيّنا إلى حدود شهر يونيو 2017، إلا أنه لم يتم تحديثه فيما بعدُ).
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
ذهب في حدائق سويسرا… ثروة مدفونة بعيداً عن البنوك!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
لماذا توقّف كلود بيغيرون عن استخدام المواد الكيميائية في مزارعه؟
تم نشر هذا المحتوى على
كلود بيغيرون من العاملين في الأرض الذين يتمتعون بطباع عنيدة ولكن من غير ذلك الجانب الصامت الذي غالبا ما يُنسب إليهم. هذا المُزارع الذي يعيش في مِكس Mex، وهي قرية صغيرة تقع على بُعد بضعة كيلومترات فقط من لوزان، شخص اجتماعي وثرثار ويستطيع أن يقضي ساعات وهو يذكر أسباب تحوله والرضى الذي يشعر به بالإضافة…
المُزارعات السويسريات بين مطرقة القانون وسندان التقاليد
تم نشر هذا المحتوى على
كما أنَّها تعاني من ضغوط ضيق الوقت بِشكل مُتزايد، بسبب الحاجة للعمل خارج المنزل في كثير من الأحيان من أجل توفير النفقات اليومية. هذه الحقائق وغيرها حول وَضع المرأة السويسرية العصرية العاملة في القطاع الزراعي اليوم، كشفت عنها الدراسة الجديدة التي أصدرها المكتب الفدرالي للزراعة. وفي حين أبدت ثلثا المُستطلعات رضاهن عن حياتهن وعَمَلهن بشكل…
سويسرا تراقب عن كثب السباق العالمي للإستيلاء على الأراضي الخصبة
تم نشر هذا المحتوى على
“ما يحصل من استحواذ على الأراضي على المستوى العالمي هو نموذج حقيقي للاستعمار الجديد، حيث أن الدول الغنية مستمرة في الاستيلاء أكثر فأكثر على أفضل أراضي البلدان الفقيرة، في الوقت الذي يعاني فيه ثلثا سكان هذه الدول من الجوع “، وفق قول هانس رودولف هيرينرابط خارجي، المهندس الزراعي وخبير الحشرات، السويسري الحائز على العديد من…
المعادلة الصعبة بين تحقيق الإكتفاء الذاتي والحفاظ على الموارد
تم نشر هذا المحتوى على
تقتضي حالة التوازن المطلوبة في المجال الغذائي توفّر ما يكفي من الإنتاج الزراعي للإستهلاك وللتصدير. ومن أجل تحقيق ذلك، تسعى ثلاثُ مبادرات شعبية سويسرية منفصلة عن بعضها البعض إلى تشجيع الزراعة الوطنية وضمان الأمن الغذائي المستدام، ومن المنتظر أن تشغل الساحة السياسية في الفترة المقبلة.
مُنتجو الألبان السويسريون يخوضون صراعاً من أجل البقاء
تم نشر هذا المحتوى على
تُعَدُّ حظيرة الأبقار التي يمتلكها من بين الأكبر والأحدث في قطاع صناعة الألبان السويسرية. حَلب الأبقار يتولاه روبوت كلما رغبت هي بذلك، كما تتم تغذيتها بشكل أوتوماتيكي تماماً. أما عملية تنظيف الحظيرة من الفضلات فتنجز من قبل روبوت آخر. “لقد تخصصنا في صناعة الألبان، واستثمرنا الملايين، ولجأنا إلى الترشيد ورفع مستوى الكفاءة”، كما قال مزارع…
مُزارع جبلي ينجح في إطلاق “مُعجزة ديمقراطية شعبية”
تم نشر هذا المحتوى على
في أحد الأماكن الريفية النائية من منطقة جبال الجورا في كانتون برن، يدير الزوجان آرمين وكلوديا كاباول مع أبنائهم البالغين مزرعة “فالينغيرون” Valengiron الجبلية الصغيرة. ومن الملاحظ عند إلقاء نظرة على حظيرة المزرعة، أن قرون الأبقار والماعز كانت قد تُرِكَت لتنمو بشكل طبيعي. لكن ما يبدو مسألة عادية للبعض، ليس أمراً بديهياً بالمرة: ففي سويسرا،…
مُـولّـد الأبقار لا يهدأ له بال حتى تعود إلى ديارها
تم نشر هذا المحتوى على
أصوات أجراس الأبقار على الطرف الآخر من خط الهاتف توقِنني بأنني أتحدث مع الشخص المُناسب. إنه كريستيان هانّي، المُزارع المتقاعد الذي يُقضّي فصل الصيف في رعاية الماشية فوق المراعي الجبلية لشرق غراوبوندن. “أنتِ موضع ترحيب لزيارتي هنا – طالما لا أكون مشغولاً جداً بتوليد العجول”، كما يخبرني هانّي، وهو يسلّط الضوء على أحد مسؤولياته الرئيسية…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد أن حل ضيفا على "أكسبو 2015"، عبّر هانس رودولف هيرّن، عالم الحشرات السويسري عن تفاؤله بإمكانية توفير الغذاء للكرة الأرضية في العشريات القادمة ولكن شريطة إدخال تغيير جذري على نظام الصناعات الزراعية على المستوى العالمي وتقدير أفضل لثمرة العمل الذي يقوم به صغار المزارعين. التفاصيل في هذا الحوار الخاص.
مزارعو سويسرا يشعرون بوطأة التكيّف مع إكراهات العولمة
تم نشر هذا المحتوى على
إيرنست فلوكيغر يُقدم النصح والمشورة للمزارعين الذين يبدو أن عالمهم قد انقلب رأسا على عقب في السنوات الأخيرة، على إثر التخلص من أسعار السوق في عام 1999، ثم إلغاء دعم الصادرات في عام 2008، والتخلي عن نظام الحصص في إنتاج الحليب العام الماضي؛ علما أن المدفوعات المُباشرة للمزارعين ستصبع في غضون بضع سنوات أكثر ارتباطا…
احتفاء بالمنتجات الزراعية العضوية لكن الإقبال عليها لا يزال ضعيفا
تم نشر هذا المحتوى على
ولسائل أن يسأل: لماذا يُبدي المستهلكون السويسريون استعدادا مُلفتا لإنفاق مبالغ باهظة على مواد غذائية فقط لأنها تُنتج بطريقة عضوية؟ تجيب هذه الأم التي ترعى ثلاثة أبناء، والتي تتبضّع بانتظام من سوق مدينة برن القديمة لاقتناء ما تحتاجه من الخضر والغلال من المنتجات العضوية: “إننا نريد إنفاق أموالنا في ما يُحافظ على صحتنا”. وكما هو معلوم، تنفق هذه السيدة هنا ضعف ما كانت…
تم نشر هذا المحتوى على
هذا الأمر عاينتُه للمرة الأولى في الأراضي الزراعية لولاية داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة. هناك، شاهدت على جانب الطريق موقفاً للسيارات، إصطفت عليه مجموعة من الجرارات التاريخية النظيفة المطلية باللون الأخضر والأصفر من نوع “جون دير”. أمرٌ “أمريكي” جداً، أو هكذا ظننت. الناس معجبون هنا بكل ما هو كبير، وإذ اما تعلق الأمر بالمحركات الكبيرة،…
الزراعةُ تُـعـانـق الثقافة والتاريخ في جزيرتي بريســّاغو
تم نشر هذا المحتوى على
عاشت الحدائق الزراعية المنتشرة في أرجاء البلاد، وعددها 22 حديقة، مهرجانا وطنيا خلال الأسبوع الممتد من 19 إلى 27 من شهر يونيو المنصرم. وقد تعددت وتنوعت فعاليات المهرجان حتى فاق عددها 80 لونا، اشتملت على عروض ومعارض وحفلات موسيقية ومشاهد فنية واحتفالات بقدوم فصل الصيف، بالإضافة إلى العديد من ورش العمل والأنشطة الليلية والمحاضرات والحوارات…
المحاصيل المُعدّلة وراثيا تثير الجدل والتوجس في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
عاد النقاش إلى الساحة السويسرية حول المحاصيل المعدلة وراثيا، وسط مخاوف من احتمالية وصولها إلى أطباق المستهلكين في غضون سنتين، مع أن سويسرا تُعتبر من البلدان الرائدة في مجال الزراعة العضوية، ويحظر قانونها زراعة المحاصيل المعدّلة وراثيا لأغراض تجارية، وبموجب الاستفتاء الشعبي الذي أجري في عام 2005، تمّ تمديد هذا الحظر حتى شهر نوفمبر لعام…
تطور شبكة الطرقات.. تحدّ يُواجه المراعي في جبال الألب
تم نشر هذا المحتوى على
بشيء من الأسف، يقول السيد بيات يانس، عضو مجلس النواب عن الحزب الإشتراكي: “اليوم يرتبط كل مرعى جبلي تقريبا بطريق.. وهذا لا ينسحب فقط على المراعي المخصصة للأبقار الحلوب بل ينطبق أيضا في الغالب، على المناطق الجبلية، التي ترعى بها الماشية. فهي باتت مجهزة على نحو متزايد، لا بمجرد مسارات ترابية فحسب، بل بطرق معبَّـدة”. وحسب السيد يانس،…
تم نشر هذا المحتوى على
لا تبعد المزرعتان الواقعتان في بلدية “هاسله” (Hasle) في كانتون لوتسيرن، سوى بضعة أمتار عن بعضهما البعض. وفي السابق، كانت العلاقة بين الأسرتيْن منحصرة على الاحترام المتبادل ومدّ يد العون عند افتقار أحد الطرفيْن إلى الأيدي العاملة، ولم تكن قريبة بشكل خاص. وبين الفينة والأخرى، كان الجاران يُـلوِّحان بأيديهما مُحيّين بعضهم بعضا، كما كان الأطفال…
تم نشر هذا المحتوى على
قد لا يعرف الكثيرون أن سويسرا من البلدان التي يُزرع فيها التبغ. لكن عدد المُنتجين فيها يتراجع بشكل مُلفت لدرجة التشكيك بجدّية في وجود هذه الزراعة التي يعود ظهورها في بلاد الألب إلى القرن السابع عشر.
تم نشر هذا المحتوى على
في الطبعة الأخيرة من مجلة “دير لاندفوند”، التي تهتم بالزراعة في سويسرا ، أطلق العديد من خبراء التسويق تحذيرا مفاده أن بعض الأصناف التقليدية من الأجبان السويسرية ، مثل “امينتالر Emmentaler” و “تيلسيتر Tilsiter” ، قد تختفي من الأسواق إذا ما فشلت في النأي بنفسها عن المنافسة وفي التغلب على مشكلة تراجع الصادرات. في أعقاب الأزمة…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.