السويسريون يوافقون على تجديد العمل باتفاقية حرية تنقل الأشخاص مع أوروبا
تأكد مجددا أن السويسريين مقتنعون بنهج الإتفاقيات الثنائية الذي سلكته سويسرا مع الإتحاد الأوروبي منذ بداية التسعينات حيث وافق الشعب بنسبة 59،6% من الأصوات على تجديد العمل باتفاقية حرية تنقل الأشخاص وتوسيعها لتشمل رومانيا وبلغاريا. واقتصر الرفض على 3 كانتونات متحدثة بالألمانية وكانتون تيتشينو المتحدث بالإيطالية.
تم نشر هذا المحتوى على
7دقائق
وكانت آخر النتائج التي توصل إليه معهد gfs.bern الذي يعمل لحساب هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أظهرت أن تجديد العمل باتفاقية حرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والإتحاد الأوروبي ستحظى بتأييد حوالي 59% من الناخبين.
وتقترب هذه النتيجة بشكل مثير من النتائج الرسمية التي يجري الإعلان عنها أولا بأول في الكانتونات السبعة عشر التي انتهت فيها عمليات فرز الأصوات.
وبالفعل، قال 12 كانتونا “نعم” بنسبة تفوق 50% و4 كانتونات بنسبة تزيد عن 60% (فريبورغ وجنيف وجورا وريف بازل) فيما احتل كانتون فو الصدراة بعد أن بلغت نسبة التأييد فيه 70،1%!
ومثلما كان متوقعا، تمسكت نسبة كبيرة من الناخبين في كانتون تيتشينو (جنوب) بالرفض (65%) في حين صوت الناخبون في كانتونات شفيتس وغلاروس وأبنتسل رودس الخارجية بالرفض ولكن بنسب أقل بكثير.
تجديد الإتفاق وتوسيعه
وقد سبق للناخبين السويسريين أن عبّـروا عن رأيهم بخصوص هذا الموضوع في مرات سابقة، حيث أيّـدوا الاتفاق في عام 2000 ولم يُـعارضوا توسيعه ليشمل الأعضاء الجُـدد في الاتحاد الأوروبي في عام 2005.
هذه المرة، اتّـسمت الحملة الانتخابية بقدر أكبر من التشدّد، مقارنة بالمرات السابقة، وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الفارق بين المؤيدين والرافضين، قد يكون ضئيلا جدا.
وكانت الحملة انطلقت مبكِّـرا بالتزامن مع مناقشة البرلمان الفدرالي للمسألة، حيث ردّ اليمين الفِـعل مستنكرا قرار البرلمان (المعاكس لرغبات الحكومة) بضمِّ المسألتين، أي التجديد والتوسيع في مرسوم واحد يُـعرض على تصويت الناخبين.
وفي البداية، تركّـز الجدل حول هذه النقطة، حيث اعتبر اليمين أن ضمّ المسألتين سيحُـول دون تعبير الناخبين بحرية عن رأيهم بخصوص توسيع مجال تطبيق الاتفاق، ليشمل رومانيا وبلغاريا.
في هذا السياق، تميّـز حزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، الذي عبّـر في السابق عن تأييده لحرية تنقل الأشخاص وتردّد في منح تأييده للاستفتاء المعروض على التصويت يوم 8 فبراير، بتركيزه على هذه المسألة، مؤكّـدا أنه لا يعارض في الواقع، إلا توسيع الاتفاق إلى كل من رومانيا وبلغاريا.
على العكس من ذلك، اعتبرت الأغلبية في البرلمان أنه لا يُـمكن الفصل بين المسألتين، لأن الاتحاد الأوروبي لن يقبَـل في جميع الحالات أن تتعرّض دولتين عضوتين فيه إلى تمييز، مقارنة بالدول الأخرى.
الاقتصاد.. والغِـربان
أثناء الحملة الانتخابية، احتلّـت حُـجج أخرى صدارة الاهتمام، فمن جهة، سلّـط المؤيدون لحرية تنقل الأشخاص الضوء بالخصوص على الأهمية الاقتصادية للاتفاقية وعلى الإجراءات الإحتياطية المرافقة لها، والرامية إلى تجنُّـب الظواهر السلبية، مثل الإغراق في مجال الأجور.
جبهة الرفض شدّدت في المقابل على المخاطر التي ستنجم عن هجرة محتملة، لا يُـمكن التحكّـم في عواقبها، بالنسبة لنظام التأمينات الاجتماعية السويسرية وأمن البلد وسلامته. وقد لخّـصت صورة الغِـربان المتكالبين على خريطة سويسرا، التي استُـعملت في الإعلانات الانتخابية للمعارضين، مشاعِـر التهديد التي انتشرت في العديد من الأوساط.
الإعلان الانتخابي، الحامل لصورة الغِـربان، لم يرقَ إلى مستويات الاستفزاز التي بلغها اليمين المتشدد في حملات انتخابية سابقة، لكنه أظهر مرة أخرى قدرة حزب الشعب السويسري على احتلال الساحة على مستوى الصورة، بما يدفع منافسيه إلى ردّ الفعل على استفزازاته.
وفي سياق الحملة الانتخابية، أثيرت أيضا بعض الحُـجج المعارضة لمجمل اتفاقية حرية تنقل الأشخاص، ما يقيم الدليل على أن المشكلة لا تقتصر، بالنسبة للرافضين، على رومانيا وبلغاريا، بل أصبحت تتركّـز على فِـكرة فتح سوق العمل بوجه مواطنين من بلدان أخرى.
المزيد
المزيد
الاتفاقيات الثنائية
تم نشر هذا المحتوى على
تنظم الاتفاقية الثنائية الأولى والثانية العلاقات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي في العديد من القطاعات. الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأهم لسويسرا، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي. في عام 1992، رفض السويسريون الانضمام إلى المجال الاقتصادي الأوروبي، وعلى إثر ذلك، تم اختيار مسار الاتفاقيات الثنائية لوضع أسُـس قانونية وعملية واضحة للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي.…
يمثل اتفاق التنقل الحر جزءً من المجموعة الأولى من الاتفاقيات الثنائية بين برن وبروكسل. وهو يتعلق في الأصل بالدول الخمسة عشر الأولى التي كانت تشكل الإتحاد الأوروبي. ودخل هذا الاتفاق حيز النفاذ في فاتح يونيو 2002.
وفي سبتمبر 2005، قبل السويسريون بتوسيع إطار هذا الاتفاق ليشمل الدول العشر الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى الإتحاد الأوروبي في 1 مايو 2004 (وهي استونيا، ليتوانيا، لاتفيا، هنغاريا، بولونيا، سلوفاكيا، سلوفينيا، تشيكيا، مالطا، قبرص).
ويُقابـَل مرسوم تجديـد وتوسيع نطاق تطبيق اتفاق حرية تنقل الأشخاص بين سويسرا والاتحاد الأوروبي (ليشمل رومانيا وهنغاريا) بمعارضة قوية داخل أوساط اليمين القومي السويسري. ويدعو حزب الشعب (يمين متشدد)، أكبر أحزاب البلاد، و”رابطة أبناء كانتون تيتشينو” و”الديمقراطيون السويسريون” (أقصى اليمين) إلى التصويت بـ “لا” يوم 8 فبراير 2008.
أما الحزب الراديكالي (يمين) والحزب الديمقراطي المسيحي (وسط يمين)، فيوصيان الشعب بالتصويت بـ “نعم”. وقد أعرب اليسار السياسي والنقابي عن مخاوفه من تأثيرات حرية تنقل الأشخاص على مستوى الأجور (من الإغراق)، لكنه يعتقد أن الإجراءات المرافقة لمنع هذا الإغراق كافية. ويدعو اليسار بالتالي إلى التصويت بــ “نعم”. من جهتها، تدعم أهم المنظمات الاقتصاديـة السويسرية اتفاق حرية تنقل الأشخاص.
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
حيوانات فتّاكة: كيف يمكن الحد من الأعداد المفرطة للقطط في سويسرا؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
ترقّـب حذر لنتيجة تصويت السويسريين على حرية تنقّـل الأشخاص
تم نشر هذا المحتوى على
ويعود ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إلى قلب الجدل السياسي في سويسرا، من خلال تصويت الناخبين، على تجديد الاتفاقية المُـبرمة مع بروكسل حول حرية تنقل الأشخاص وتوسيعها إلى رومانيا وبلغاريا. وقد سبق للناخبين السويسريين أن عبّـروا عن رأيهم بخصوص هذا الموضوع في مرات سابقة، حيث أيّـدوا الاتفاق في عام 2000 ولم يُـعارضوا توسيعه ليشمل الأعضاء…
الأزمة الاقتصادية تُلقي بظلالها على تصويت السويسرين على حرية التنقّـل
تم نشر هذا المحتوى على
بدأ العمل بحرية تنقل الأشخاص بين سويسرا وبلدان الاتحاد الأوروبي في عام 2002، ثم اتّـسع مجال تطبيق الإتفاقية لتشمل الأعضاء الجدد في عام 2005 ويمكن القول أنها أدّت إلى إحداث تغيير معتبَـر في سوق العمل السويسرية. وطِـبقا لآخر مؤشِّـر لسوق العمل، نُـشر في موفى نوفمبر الماضي من طرف المكتب الفدرالي للإحصاء، زاد عدد الناشطين المشتغلين…
تم نشر هذا المحتوى على
حزب الشعب لا يزال مُتمسكا إذن بالملصقات المثيرة للصدمة، لكن من لا يزال يُصدم بها بعد؟ ظهر الملصق الجديد أثناء أيام المرور إلى سنة 2009 الجديدة: ثلاثة غربان سوداء الريش وشاحبة الهيئة تتأهب للانقضاض على سويسرا الصغيرة التي شرع اثنان منها في مهاجمتها بمنقارهما المعقوف… “الغربان هي طيور جارحة وعـُدوانية وسارقة، وهي تُهـدّد وجود طيور…
تم نشر هذا المحتوى على
للمرة الثالثة في غضون بضعة أعـوام، دُعي الشعب السويسري إلى الإدلاء بكلمته حول فتح سوق العمل لمواطنـي بـُلدان الاتحاد الأوروبي. وقد تم تنظيم التصويت الشعبي الجديـد بعد نجاح أوساط اليمين المحافظ والقومي في إطلاق استفتاء ضد المرسوم الذي يجمع بين تجديد وتوسيع نطاق اتفاق حرية تنقل الأشخاص المبرم بين سويسرا والاتحاد. الاتفاقيات الثنائية التقارب مع…
تم نشر هذا المحتوى على
ومازال اليمين المتشدد، بزعامة حزب الشعب و”منظمة العمل من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة”، يرفع سلاح الاستفتاء الشعبي للتصدي لتوسيع تطبيق الاتفاق. ولا يبدو أنه سيدخر جهدا لمحاربة السياسة الخارجية لبرن، خاصة مع الاتحاد الأوروبي. يوم الأربعاء 30 يناير الجاري في برن، وضعت الحكومةُ السويسرية للتشاور البروتوكولَ الإضافي للاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي حول حرية تنقل…
برن – بروكسل: حوار صريح بين شريـــكـيـْن واقعـيّـيـْن
تم نشر هذا المحتوى على
السيد كوشبان، الذي كان مُرفقا بوزير المالية هانس-رودولف ميرتس ووزيرة العدل والشرطة إيفلين فيدمر-شلومبف، استُقبل لتناول وجبة غذاء مع السيد باروسو بهدف إجراء جولة أفق حول العلاقات القائمة بين سويسرا والاتحاد الأوروبي. وبطبيعة الحال، لا يصلح هذا النوع من اللقاءات الرفيعة المستوى للمُساومات أو لدارسة دقيقة للغاية لمختلف الملفات، لكنه يسمح في المقابل بوضع النقاط…
تم نشر هذا المحتوى على
أما حزب الشعب السويسري(يمين متشدد)، فلم يحدد موقفه الرسمي بعدُ، في حين فاجأ زعيمه المُفوّه كريستوف بلوخر الجميع بتصريح أعرب فيه عن معارضته الدعوة لاستفتاء حول الموضوع أصلا. ونوّه جيرولد بوهرر، رئيس رابطة الشركات السويسرية، يوم الاثنين 16 يونيو بالتأثير الإيجابي لتلك الاتفاقية على الاقتصاد الوطني، وقال: “لقد ساهم التنقل الحر للأشخاص مع بلدان الإتحاد…
تم نشر هذا المحتوى على
لكن خلافا للقرار الذي اتخذه الشيوخ في أبريل الماضي، رفض النواب ربط الموضوعين في حال عرضهما على تصويت الناخبين، إذا ما نجح حزب الشعب (يمين متشدد) في طرح الاستفتاء الشعبي الذي وعد به. كان مستقبل العلاقات بين سويسرا والاتحاد الأوروبي موضع نقاش مُطول في مجلس النواب يوم الأربعاء 28 مايو في برن. واعتمد النواب تمديد…
مسار الاتفاقيات الثنائية يُواجه خيار الربح الكامل أو الخسارة
تم نشر هذا المحتوى على
ومع أن هذا الرابط الذي أقره مجلس الشيوخ مؤخرا بين المسألتين أثار حفيظة اليمين المتشدد، إلا أنه يحد في الوقت نفسه من مخاطر تنظيم أي استفتاء شعبي محتمل حول المسألة في المستقبل. وتمثل سنة 2009، محطة هامة بالنسبة للسياسة الأوروبية التي تتبعها سويسرا. ومن خلال الاستفتاء على التمديد لاتفاقية التنقل الحر وتوسعة مجاله ليشمل البلدان…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.