المجلس الوطني السوري يشدّد على حماية المدنيين وتوحيد تحرك المعارضة
شدد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، في أول لقاء له في جنيف مع وزيرة الخارجية الأمريكية، على "ضرورة حماية المدنيين"، في الوقت الذي أكدت فيه هيلاري كلينتون على "ضرورة بناء مجتمع قائم على اساس حكم القانون واحترام الأقليات" بعد رحيل النظام الحالي.
وفي حديث خاص مع swissinfo.ch بعد لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية، أوضح الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري مدى الدعم الأمريكي للمجلس الوطني السوري، ومسار عملية الإعتراف بالمجلس الوطني دوليا، ورؤيته بخصوص الجهود الرامية لتوحيد صفوف المعارضة حول “برنامج مُوحّـد وبرعاية الجامعة العربية”، إضافة إلى انتظارات المعارضة السورية اليوم من السلطات السويسرية.
swissinfo.ch: تقابلتم بعد ظهر اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر في جنيف ولأول مرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بصحبة ستة أعضاء من المجلس الوطني السوري. بطلب من كان هذا اللقاء ويدخل في أي إطار؟
برهان غليون: في الواقع نحن على اتصال بالدبلوماسية الأمريكية منذ فترة. وهم أيضا على اتصال بالأوربيين ومع العرب. لكن هذا اللقاء كان بطلب من الأمريكيين أنفسهم. وأعتقد بأنه كان أيضا من أجل تأكيد تأييدهم لحقوق الشعب السوري، وتأييدهم ايضا للجهد الذي يبذله المجلس الوطني السوري من أجل دعم شعبه في الوصول الى أهدافه.
ما هي اهم النقاط التي تطرقتم لها مع الوفد الأمريكي في هذا اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة وربع في جنيف؟
برهان غليون: أهدافنا هي دائما واضحة مع كل الدبلوماسية العربية والدولية. وأهم شيء اليوم هو تقديم المعونة المستعجلة الإنسانية لشعب يتعرض الى كارثة حقيقية، بمدن منكوبة في حماه وحمص وبقية المدن السورية. هناك اجتياح أمني كبير للأحياء. وهناك قتل واختطاف واغتصاب وتدمير للمساكن. أكدنا للأمريكيين كما أكدنا لغيرهم من الدبلوماسيين، أنه لا بد من وقف هذا، والقيام بإجراءات تسمح بتقديم المعونة للسكان المنكوبين.
النقطة الثانية بالطبع التي نبحث فيها دائما مع كل الدبلوماسيات، هي تأمين حماية للمدنيين العزل الذين يُقتلون من قبل مرتزقة النظام. كل يوم، والبارحة كما تعلمون، قُتل 50 شهيدا في عمليات القمع والقهر التي يمارسها النظام. ونحن نقول إنه لا يمكن للمجموعة الدولية، والأمريكان منها، أن يقفوا مكتوفي الأيدي أو أن يتأخروا في العمل من أجل خلق آليات لحماية المدنيين في سوريا. هذه هي أهم النقاط التي طرحناها للبحث.
كيف كان الرد الأمريكي على مطالبكم أو على الأقل ما الذي لمستموه أنتم بعد هذا اللقاء؟
برهان غليون: ما لمسناه هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أنها تتعاون مع بقية الدبلوماسيات العربية والدولية. وأكدت أكثر من مرة سابقة على أهمية أن يلعب العرب الدور الرئيسي في أي عمل مستقبلي يهدف إلى حماية المدنيين. يعني أن الأمريكيين يعتقدون بأنه عليهم أيضا مسؤوليات ولكن مسؤوليات مشتركة مع بقية الدول، والمجموعة العربية بشكل أساسي.
طالبت بعض الأصوات مؤخرا بتأمين ممرات إنسانية لتقديم المساعدة للمدنيين السوريين، ما هو موقف المجلس الوطني من ذلك؟
برهان غليون: نحن قلنا كل الخيارات مفتوحة من أجل تأمين الحماية الدولية للمدنيين، ووقف آلة القتل، وإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان، وأيضا من أجل تأمين المساعدة الإنسانية للسكان المنكوبين. فإذن كل الخيارات مفتوحة وهذا هو موضوع التداول بين أطراف الدبلوماسية الدولية والمجلس الوطني السوري والمعارضة السورية.
من بين النقاط التي حددها المجلس الوطني أثناء تأسيسه في شهر أكتوبر إلى جانب الدعوة لحماية المدنيين، مسألة الحصول على اعتراف دولي. إلى أين وصلت الجهود فيما يتعلق بالإعتراف الدولي بالمجلس الوطني؟
برهان غليون: الإعتراف الدولي بالمجلس موجود. ومجرد اللقاء في جنيف بوفد أمريكي كبير وعلى رأسه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هذا يعني أن هناك اعترفا بنا كمنظمة سياسية ممثلة لإرادة الشعب السوري في التغيير وإلا لماذا هذا اللقاء؟ لكن نحن لسنا بعد حكومة بديلة حتى يُعترف بنا كبديل عن الحكومة القديمة، لكن يُعترف بنا كقوة رئيسية في تنظيم كفاح الشعب السوري من أجل التحرر من النظام الراهن.
المعروف عن المعارضة السورية أنها لا زالت غير موحدة. ألا ترون أن استمرار هذا الإنشقاق قد يُسهم في إطالة فترة تردد المجموعة الدولية في الإعتراف بالمعارضة كبديل عن النظام الحالي؟
برهان غليون: هذا صحيح. ولكن ليس هناك بلد فيه معارضة واحدة أو موحدة، وهذا ليس هو المطلوب. المطلوب منا، وهذا واجبنا في المجلس الوطني، وأعتقد أننا نعمل من أجله، هو توحيد خطط المعارضة وإيجاد رؤية موحدة وبرنامج عمل واحد وخطة طريق واحدة للمعارضة السورية بمختلف تياراتها وأطيافها، ولو أننا نمثل اليوم الطرف الأكبر والأقوى والأكثر تمثيلا.
لكننا نعتقد بأنه لا بد من إيجاد خطة عمل موحدة للمعارضة، وهذا ما حصل الآن في القاهرة حيث اتفقت أطراف المعارضة المختلفة على ورقة عمل مشتركة. وسوف نعقد مؤتمرا للمعارضة في الأيام القليلة القادمة تحت إشراف الجامعة العربية من أجل مناقشة هذه الورقة والخروج بموقف موحد للمعارضة السورية.
بما أنكم تتواجدون حاليا في جنيف، هل لديكم اتصالات بالجانب السويسري؟ وما الذي ينتظره المجلس الوطني السوري من برن في المرحلة الحالية؟
برهان غليون: حتى الآن لم تحصل اتصالات مع الجانب السويسري، لكننا نحضّر للإتصال بالدبلوماسية السويسرية. وبالتأكيد لسويسرا دور ينبغي أن تلعبه في هذا المجال لدعم الشعب السوري وحماية السكان العزل من القتل. وأعتقد بأنه لا يجب التقليل من أهمية الدبلوماسية السويسرية. وإسهامُها سيُرحّب به ليس فقط من طرف المجلس الوطني السوري بل أيضا من الشعب السوري.
في اللقاء الذي جمعها مع أعضاء المجلس الوطني السوري المعارض في جنيف يوم الثلاثاء 6 ديسمبر شددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على ضرورة قيام دولة القانون واحترام الأقليات في سوريا ما بعد نظام بشار الأسد.
وقالت كلينتون في لقائها مع أعضاء المجلس بقيادة برهان غليون: “إن مرحلة الانتقال الديمقراطي تشمل أكثر من مجرد إزاحة نظام الأسد. وهذا يعني توجيه سوريا على درب دولة القانون وحماية الحقوق الدولية لكل المواطنين بغض النظر عن طائفتهم او عرقهم او جنسهم”.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية أيضا “إن المعارضة السورية الممثلة هنا تعترف بأن الاقليات السورية لها شرعية التساؤل والاهتمام بالمستقبل، وأنه يجب تقديم الضمانات لها من أن المستقبل سيكون افضل في ظل نظام يتميز بالتسامح والحرية وتكافؤ الفرص واحترام الكرامة على اساس التوافق… وليس حسب نزوات ديكتاتور”.
وأوضحت الوزيرة الأمريكية “إننا سنناقش ما يقوم به المجلس لضمان بأن يكون برنامجه شاملا لكل الأقليات من أجل مواجهة محاولات النظام للتفرقة وتحريض هذه المجموعة العرقية أو الدينية ضد الأخرى”.
وقد تم أثناء انعقاد لقاء كلينتون مع ممثلي المجلس الوطني السوري، الإعلان عن عودة السفير الأمريكي إلى دمشق بعد أن غادرها في 24 أكتوبر 2011.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.