المسلمون الأمريكيون بين مطرقة رومني وسندان أوباما
عندما يتوجّـه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في السادس من نوفمبر القادم للإختيار ما بين منح الرئيس أوباما فترة رئاسية ثانية، وبين التصويت للمرشح الجمهوري مت رومني..
.. سيقف الناخبون من المسلمين الأمريكيين حائرين، بين التصويت لمرشح ديمقراطي أفرط في وعوده البراقة للمسلمين، ولعلاقة جديدة مع العالم الإسلامي ولم ينفِّـذ تلك الوعود، وبين مرشح جمهوري يغالي في التقرب لإسرائيل، ويناصب برنامجه الحزبي المسلمين العداء. فكيف سيخرج المسلمون الأمريكيون من خيار “أهْـوَن الشرّين”؟
استطلعت swissinfo.ch آراء عدد من الخبراء العرب الأمريكيين للتعرّف على الأجواء السائدة بين الناخبين من المسلمين الأمريكيين، الذين يشعر الكثير منهم بالإحباط من الرئيس أوباما.
ويعدد السيد سابا شامي، مؤسس التجمع الديمقراطي للعرب الأمريكيين، الوعود التي لم يفِ بها أوباما للمسلمين فيقول: “عندما بدأ أوباما فترته الرئاسية، ارتفع سقف التوقعات من المسلمين الأمريكيين، بسبب ما أبداه من تفهّم لقضايا المسلمين والمضايقات التي تعرضون لها في المجتمع الأمريكي بعد هجمات سبتمبر الإرهابية، ووعدهم بالوقوف ضدّ حملات التخويف من الإسلام والمسلمين في أمريكا وحماية حقوقهم المدنية في مواجهة التصنيف العِرقي، الذي سمح به قانون باتريوت، الذي استخدمه جورج بوش في استهداف مواطنين، معظمهم من المسلمين، استنادا إلى ما يُعرف بالأدلة السرية، وتعهَّـد بإغلاق معتقل غوانتانامو، سيِّـئ السُّـمعة، كما أسرف أوباما في وعوده بعلاقة جديدة مع العالم الإسلامي، تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ولم يتم الوفاء بتلك الوعود، بل تجدد العمل بقانون باتريوت ثلاث مرات في عهد أوباما”.
وفي رده على نفس السؤال، أعرب السيد نهاد عوض، امدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي، عن شعور المسلمين الأمريكيين، بخيبة الأمل إزاء عدم وفاء أوباما بوعوده، رغم اتسام خطابه السياسي باللُّطف والتفهُّم لاهتمامات وقضايا المسلمين، وقدم تقييمه لما تحسن وما ساء خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما، بالمقارنة مع فترتي رئاسة جورج بوش الإبن: “الذي تحسن في مجال السياسة الخارجية التي تهم المسلمين الأمريكيين، كان التزام أوباما بوعده إنهاء الحرب في العراق وسحب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، ولكنه لجأ إلى التصعيد في أفغانستان، ومع أنه أبدى اهتماما مبكّـرا بملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنه سرعان ما تراجع أمام ضغوط أنصار إسرائيل في الكونغرس، خِشية من فقد أصوات اليهود الأمريكيين.
وعلى المستوى المحلي، زاد عدد المدرجين على قائمة المشتبه بهم من 700 ألف، معظمهم من المسلمين في عهد الرئيس بوش الإبن، إلى أكثر من مليون ومائتي ألف، معظمهم من المسلمين في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس أوباما، مما يعني استمرار السياسات الأمنية التي تستهدف المسلمين، بل واتساع نطاقها في عهد أوباما، حيث قامت إدارة الشرطة في نيويورك بعملية تجسّس واسعة النطاق على المسلمين الأمريكيين، ولم يحرِّك أوباما ساكِنا، ولجأ المسلمون الأمريكيون إلى القضاء لوقْـف تلك الممارسات التي تشكك في وطنيتهم”.
هل سيصوت المسلمون الأمريكيون لأوباما؟
يُجيب السيد سابا شامي، فيقول: إنه رغم الإحباط الذي يشعر به معظم الناخبين من المسلمين الأمريكيين إزاء عدم وفاء أوباما بوعوده للمسلمين، فإن الغالبية العظمى منهم ترى أن أوباما، رغم مساوئه سيكون أصلح من منافسه الجمهوري مت رومني. ويضيف قائلا: “أعتقد أن الناخبين المسلمين الأمريكيين لن ينتخبوا انطلاقا من الرغبة في الانتقام من عدم وفاء أوباما بوعوده، وإنما بالمقارنة بين أهون الشرين. فأوباما حاول على الأقل أن لا يذهب باتجاه تعكير صفو العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامي، مثلما فعل الجمهوريون والمحافظون الجدد في نطاق حربهم ضد الإرهاب، والتي تحولت إلى الربط بين الإرهاب والإسلام، إلا أن حرص أوباما على الفوز بفترة رئاسية ثانية جعله يتّخذ من السياسات ما تعارض مع وعوده للمسلمين، ولكن المرشح البديل وهو مت رومني، لا يبشر المسلمين الأمريكيين بأي خير ولا ينبِّئ برنامج الحزب الجمهوري بالتخلّي عن سياسات التشكك في المسلمين ورفع شعارات ضد الشريعة الإسلامية مع استمرار حملات الإسلاموفوبيا”.
ويتفق السيد نهاد عوض مع هذا التحليل ويقول: “مع أن 90%في من الناخبين المسلمين الأمريكيين أعطوا أصواتهم في انتخابات عام 2008 لباراك أوباما، فإن هؤلاء الناخبين يدخلون انتخابات الرئاسة عام 2012 على طريقة “أمران أحلاهما مُر”. فهم محبطون من عدم التزام أوباما بوعوده، ولكنهم متخوِّفون من منافسه الجمهوري الذي يسعى حزبه في مؤتمره القومي بعد أيام، إلى تبني سياسات واضحة ضد المسلمين ومواصلة التخويف منهم، لذلك سيضطر معظم الناخبين المسلمين في أمريكا لانتخاب أوباما، ولكن بأعداد أقل بكثير بالمقارنة مع انتخابات 2008، ولكنهم أرسلوا رسالة واضحة إلى الحزب الديمقراطي بأنه إذا أراد أوباما أن لا يخسر أصوات المسلمين الأمريكيين التي تميل إلى انتخابه، فيجب أن يتضمن برنامج الحزب في مؤتمره القومي على الأقل ضمانات للوفاء بوعوده للمسلمين وانتهاج سياسات تحترم حقوقهم المدنية”.
ماذا إذا نجح أوباما؟
يعتقد السيد سابا شامي، مؤسس التجمع الديمقراطي للعرب الأمريكيين، أنه مع التقارب المتزايد بين شعبية أوباما وشعبية منافسه الجمهوري مت رومني، يمكن للمسلمين الأمريكيين اكتساب وزن سياسي أكبر على المسرح السياسي الأمريكي، إذا أدّى تصويتهم في الولايات المتأرجحة بين أوباما ورومني، إلى ترجيح كفة أوباما، خاصة وأن الناخبين المسلمين الأمريكيين يتركزون بأعداد مؤثرة في عدد من تلك الولايات المتأرجحة، خاصة ميشيغان وأوهايو وإيلينوي وكاليفورنيا وبنسلفانيا وفلوريدا ويقول: “تدرك حملة إعادة انتخاب أوباما، أهمية أصوات العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة، لذلك عمدت إلى توظيف أعداد منهم في الحملة، للتأكد من استمرار التواصل مع الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين من خلال تواجد ممثلين لهم في حملة أوباما، بينما لم تحرص حملة رومني على استمالة الناخبين العرب ولا الناخبين المسلمين الأمريكيين”.
ويعتقد السيد سابا شامي، أنه لو نجح أوباما في الفوز بفترة رئاسية ثانية، فيمكن التكهُّـن بأنه سيكون أكثر قدرة على الوفاء بالوعود التي لم يلتزم بها في فترته الرئاسية الأولى، ويستخدم السوابق التاريخية المعاصرة للتدليل على هذا الاعتقاد: “لو عدنا إلى سجِـل الرؤساء الأمريكيين الذين فازوا بفترة رئاسة ثانية، خاصة الرئيس الجمهوري رونالد ريغن، سنجد أنه تمكن في فترته الثانية من اتخاذ خطوات جسورة لم يكن بوسعه اتخاذها في الفترة الرئاسية الأولى، مثل قراره بكسر الحظر الذي كان مفروضا على التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية والشروع في عملية سلام تعترف بها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، كما أن الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون استطاع في فترته الرئاسية الثانية الإفلات من ضغوط اللوبي الموالي لإسرائيل، وخطا خطى جريئة نحو التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل وقام بزيارة غزة والضفة الغربية. أما جورج بوش الإبن، فلم تتغير سياساته في فترته الثانية، لأنه واصل إحاطة نفسه بنفس المجموعة من غلاة المحافظين الجدد، لذلك يمكن للمسلمين الأمريكيين الشعور بأمل أكبر في أن ينجز أوباما في فترته الرئاسية الثانية، ما تخوف من القيام به في فترته الأولى، خاصة وأن الجمهوريين نجحوا خلال فترته الرئاسية الأولى في إرهابه بمواصلة اتِّهامه بالتعاطف مع المسلمين أو أنه مسلم في السر”.
من جهته، كشف السيد نهاد عوض النقاب عن جهود تقوم بها حملة أوباما لتشجيع المسلمين الأمريكيين، خاصة الشباب، على المشاركة في دعمه لفترة رئاسية ثانية ومحاولة إقناعهم بأنه سيكون في وضع أفضل للالتزام بما وعد به في حال إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية: “مع استرجاع ما حدث في الماضي، نجد أنه عندما يعاد انتخاب الرئيس الأمريكي، فإنه يتخلص من تهديدات جماعات الضغط السياسي ولا يخشى المعارضة الحزبية من الحزب المعارض، فيصبح أكثر استقلالا في قراراته ويتخذ من الخطوات ما لم يكن قادرا على اتخاذها في فترته الأولى، لذلك يمكن للمسلمين الأمريكيين الشعور بالأمل في أنه، لو نجح أوباما فسيكون أكثر التزاما بالوعود التي قطعها في خطابه البليغ بالقاهرة، سواء في السعي لتسوية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو فتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الإسلامي أو ضمان الحقوق المدنية للمسلمين الأمريكيين والوقوف بحسم ضد سياسات التصنيف العِرقي ضدهم ومحاربة الصور السلبية النمطية، التي شاع استخدامها في السنوات الأخيرة للتخويف من الإسلام والمسلمين”.
القدس (رويترز) – قال مساعد كبير لميت رومني، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية ان رومني سيدعم اسرائيل اذا قررت انها يجب ان تستخدم القوة العسكرية لمنع ايران من تطوير سلاح نووي.
وقال مساعد رومني بشأن الامن القومي دان سينور للصحفيين المرافقين للمرشح الجمهوري في رحلته لإسرائيل “اذا اضطرت اسرائيل لاتخاذ تحرك من جانبها لمنع ايران من تطوير تلك القدرة فسوف يحترم الحاكم (رومني) ذلك القرار”. وصدر التصريح قبيل الاجتماعات المقررة لرومني في القدس مع الزعماء الاسرائيليين.
وسيكون رومني المنافس الرئيسي في انتخابات نوفمبر القادم للرئيس باراك اوبامان الذي يحاول اقناع اسرائيل بتجنب اي هجوم اجهاضي وترك مجموعة من العقوبات الدولية تضغط على اقتصاد ايران الى ان توافق على تقديم تنازلات نووية.
ووصل رومني الى اسرائيل مساء السبت في المحطة الثانية من جولة خارجية تهدف الى تعزيز مكانته على الساحة الدولية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة يوم السادس من نوفمبر.
وواجهت الرحلة صعوبات منذ البداية حين اغضب رومني البريطانيين لما تساءل عما اذا كانت لندن مستعدة لاستضافة الدورة الاولمبية وهو تصريح اضطر للتراجع عنه بعد انتقاد من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
ويأمل رومني ان تسير الامور بسلاسة اكبر في اسرائيل رغم المخاطر السياسية التي تموج بها المنطقة.
وقال سينور للصحفيين ان رومني يعتقد ان التهديد من ايران يقترب عبر مسار يتضمن جدولين زمنيين.
وأضاف ان الأول هو المسعى الذي تنكره طهران والخاص بتطوير مقدرة على انتاج اسلحة نووية والثاني هو امتلاك القدرة على اختراق الدفاعات الايرانية قبل ان تستحكم لدرجة تتسبب في فشل اي ضربة توجه لها.
واظهرت مقاطع من كلمة من المنتظر ان يلقيها رومني أن حاكم ماساتشوستس السابق يعتزم القول انه ينبغي التعامل بحسم مع ايران لتجنب اي تهديد لوجود اسرائيل اوثق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وسيقول رومني “حين ينكر زعماء ايران المحرقة او يتحدثون عن محو هذه الدولة من على الخريطة، فان الساذجين فقط – او من هم اسوأ منهم – سيعتبرون ذلك مبالغة في لغة التصريحات”.
“لا تخطئوا في أن آيات الله في طهران يختبرون دفاعاتنا الاخلاقية. يريدون ان يعرفوا من يعترض ومن سيفكر في الطريق الاخر”.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 29 يوليو 2012)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.