انتقادات أوروبية وأممية لدعوة القذافي “للجهاد” ضد سويسرا
تلقت سويسرا يوم الجمعة 26 فبراير 2006 عبارات الدعم والتأييد من كل من الامم المتحدة والإتحاد الأوروبي وفرنسا، بعد إعلان القذافي "الجهاد" عليها في سياق تدهور جديد للعلاقة الدبلوماسية بين البلدين.
فقد انتقد متحدث باسم وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى “الجهاد” ضد سويسرا، معتبرا أنها تأتي “في توقيت غير مناسب” في الوقت الذي تبذل فيه جهود لتسوية الخلاف بين طرابلس وبرن.
وقال لوتز غولنر المتحدث باسم كاثرين اشتون: “إنه إذا تبين أن التصريحات صحيحة فانها ستشكل “تعليقات غير مالوفة” و”تأتي في توقيت غير مناسب من حيث أن الإتحاد الأوروبي يبذل حاليا جهودا كبيرة مع سويسرا للتوصل الى حل دبلوماسي” للأزمة بين ليبيا وسويسرا.
وفي جنيف قال سيرغي اوردزونيكيتش المدير العام للأمم المتحدة بجنيف “إن دعوة زعيم دولة إلى “الجهاد” أمر “غير مقبول”، وقال في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة 26 فبراير في قصر الأمم “أعتقد ان صدور مثل هذه التصريحات عن رئيس دولة أمر غير مقبولة في اطار العلاقات الدولية”.
وفي باريس، رأت الخارجية الفرنسية يوم الجمعة في دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس لإعلان “الجهاد” ضد سويسرا، “تصريحات غير مقبولة” معتبرة ان الخلاف الليبي السويسري يجب أن يُحل عبر “التفاوض”. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في ندوة صحافية ردا على سؤال عن هذه الدعوة الى الجهاد ضد سويسرا، إن “هذه التصريحات غير مقبولة. ومن الضروري حل الخلاف بين ليبيا وسويسرا عبر التفاوض”. وأضاف “إننا ندعم الجهود التي بدأتها رئاسة الاتحاد الاوروبي لهذه الغاية”.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنار أن “التهديد الذي اطلقه القذافي ضد سويسرا غير مقبول” داعيا إلى تسوية النزاع بين البلديْن بالطرق الدبلوماسية.
أما برن، فقد فضلت عدم التعليق على ما ورد في خطاب الزعيم الليبي في بنغازي في ما يبدو محاولة لعدم دفع الأمور نحو مزيد من التدهور، في لحظة تتركز فيها جهود سويسرا الدبلوماسية على حشد جميع الشروط للتوصل إلى تحرير ماكس غولدي الذي يقبع منذ خمسة أيام بأحد السجون الليبية والممنوع من مغادرة البلاد منذ 19 يوليو 2008.
وكان القذافي دعا الخميس إلى “إعلان الجهاد” ضد سويسرا، بسبب حظرها بناء مآذن في استفتاء نظم في 29 نوفمبر 2009. وتدهورت العلاقات بين سويسرا وليبيا بشدة بعد توقيف هانيبال نجل القذافي في يوليو 2008 بجنيف إثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة.
وأوقفت السلطات الليبية إثر ذلك رجلي أعمال سويسريين ثم منعتهما من مغادرة البلاد وقد تمت محاكمتهما بتهمتي “الإقامة بشكل غير مشروع” و”ممارسة انشطة اقتصادية بشكل غير مشروع” في ليبيا. ولا يزال أحدهما ماكس غولدي، يقضي عقوبة بالسجن أربعة أشهر في ليبيا.
ومنذ الخريف الماضي، عمدت سويسرا العضو في فضاء شنغن، إلى تبني سياسة متشددة في مجال منح تأشيرات شنغن للمواطنين الليبيين. وأثار هذا الإجراء غضب ليبيا التي قررت في 14 فبراير معاملة الأوروبيين بالمثل ما أدى الى تدخل عواصم أوروبية في النزاع.
ودعا القذافي الذي وصف الخميس 25 فبراير سويسرا ب “الكافرة”، الى مقاطعة اقتصادية لسويسرا، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات بين البلدين للحصول على عفو عن غولدي. في المقابل تمت تبرئة السويسري الثاني رشيد حمداني من قبل محكمة استئناف في نهاية يناير الماضي وتمكن من مغادرة ليبيا الى سويسرا في وقت متأخر من يوم الاثنين 22 فبراير.
swissinfo.ch مع الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.