انتهازية الغرب “ساهمت في تنامي نفوذ الجهاديّين”
تحولت الثورة في سوريا من احتجاجات سلمية، أسوة ببدايات الثورة في تونس ومصر، إلى معارك بين ثوار مسلحين والجيش النظامي بعدما استخدمت قوات بشار الأسد الرصاص لمواجهة الإحتجاجات الشعبية. غير أن عناصر "الجيش السوري الحر" التي خاضت المواجهات الأولى مع القوات النظامية، باتت اليوم أقلية مع تدفق عناصر الجماعات الجهادية المسلحة والمُدرّبة على الجبهات السورية سعيا لافتكاك زمام المبادرة من "الجيش الحر" الذي تنعته بـ "العلماني".
وسرعان ما اندلعت اشتباكات بين الفريقين من أجل السيطرة على مناطق محررة، وأبرز مثل على ذلك ما حدث في شهر سبتمبر 2013 في بلدة إعزاز، قرب الحدود السورية التركية، حيث سقط عشرات القتلى في اشتباكات بين عناصر من “الجيش الحرّ” وأخرى من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش). ويُثير انتشار الجماعات السلفية الجهادية كثيرا من المخاوف ليس فقط بين السوريين الذين عاشوا في كنف التسامح والتعايش بين الأديان والطوائف المختلفة طيلة آلاف السنين، وإنما أيضا بين دول الجوار وخاصة تركيا والأردن، اللذان يتعرضان لضغوط من الدول الغربية لضبط حدودهما مع سوريا.
في هذه المقابلة الخاصة مع swissinfo.ch، يرسم الخبير السوري حمزة المصطفى، الباحث في المركز العربي لدراسة السياسات في الدوحة، خارطة الجماعات الجهادية وحجمها وعلاقاتها ببعضها البعض من جهة وبالجيش الحر من جهة ثانية، مع استعراض لأفكارها ومرجعياتها والمحطات البارزة في مساراتها.
يتفق الملاحظون الذين زاروا المناطق التي خرجت من سيطرة النظام في شمال سوريا وتحدثوا مع قادة الجماعات الجهادية هناك على أن رؤية هؤلاء للمستقبل لا تقف عند حدود سوريا، التي يطلقون عليها الإسم القديم “الشام” تيمّنا بإحياء الخلافة الأموية التي كانت توحد المسلمين ومركزها دمشق. ويؤكد هؤلاء أن هدفهم النهائي هو إقامة شرق أوسط جديد محوره دولة إسلامية تضم سوريا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين التاريخية.
ورأى محللون أن جاذبية هذا المشروع للجهاديين المتطوعين الآتين من كل أنحاء العالم العربي، فاقت ما سُجل من قبل في أفغانستان والبوسنة، وعزوا تلك الجاذبية إلى أن “دمشق هي قلب العالم الإسلامي، ولكونها أيضا تقع على حدود فلسطين، أي على طريق القدس”، كما يقول الخبير الأمريكي بروس ريدر الذي يعمل حاليا في “معهد بروكينغز” بعدما اشتغل مستشارا في شؤون الشرق الأوسط لدى أربع إدارات أميركية متوالية.
من جهته، يعتقد أيمن التميمي، الخبير السوري الذي يعمل في معهد الأبحاث الخاص “منتدى الشرق الأوسط” Middle East Forum (مقره في واشنطن) أن “جبهة النصرة”، التي ولدت في العراق وأعلنت ولاءها لتنظيم “القاعدة” ثم أنشأت فرعا في سوريا، استوعبت درس مثيلاتها في العراق التي استهدفت الشيعة بالتفجيرات والسيارات المفخخة في الأسواق والمدارس والقرى، ما خلق عداوة واسعة بينها وبين عموم الناس. وأكد الخبير أن “النصرة” تتقدم على جميع التنظيمات الأصولية الأخرى في القدرة على استقطاب المقاتلين الأجانب مُقدرا عدد المنضوين إليها بـ “ثمانية آلاف” مقاتل.
swissinfo.ch: بماذا تفسر هذا الظهور المفاجئ للتنظيمات السلفية المتشددة على المسرح السياسي السوري؟
حمزة المصطفى: في الحقيقة لم يكن ظهور التنظيمات السلفية المتشددة على المسرح السياسي السوري مفاجئا بمعنى أنه ظهر دون مؤشرات. لكن المفاجئ هو سرعة توافر الظروف الموضوعية خلال الثورة التي مهدت الطريق لهذه التنظيمات للدخول إلى معادلة الثورة السوريّة، على الرغم من كونها لا تعتبر نفسها جزءًا منها حتى وإن تقاطعت في الأهداف معها حول فكرة “إسقاط النظام”.
في البداية يجب القول أن وجود الحركات السلفية والسلفية الجهادية سابق لانطلاق الثورة، وفي التاريخ الحديث لسوريا يمكن أن نتوقف عند تجربتين ساهمتا في تعذية الفكر الجهادي وفي إنضاج تجربة جهادية خلال الثورة تمثلت في “جبهة النصرة لأهل الشام” التي أعلن عن تأسيسها في 24 يناير 2012، وهاتان التجربتان هما تجربة “الطليعة المقاتلة” حيث كان هذا التنظيم الذي أسسه الشيخ مروان حديد أول تجربة جهادية في سوريا، تتخذ من العنف (الكفاح المسلح) سبيلاً وحيدًا للتغيير. وقد شهد عقدا السبيعنيات والثمانينيات مواجهات مسلحة بين هذا التنظيم (انضم إليه التنظيم العام للإخوان المسلمين عام 1980) والسلطة انتهت بخروج معظم قيادات التيار الإسلامي بعد موقعة حماة عام 1982. يمكن القول أن تجرية الطليعة المقاتلة وفرت تربة خصبة لولادة الحركة الجهادية في سوريا، فالسلفية الجهادية المعاصرة تعتبر الشيخ مروان حديد “الشخصية الثانية” بعد سيد قطب والتي ساهمت في نشأة التيار الجهادي. كما أن الجهاديين السويين الذين “هاجروا” إلى ساحات الجهاد المختلفة نشأ معظمهم في كنف “الطليعة المقاتلة”. ولعل أحد أبرز وجوه تجربة مروان حديد هو أبو مصعب السوريّ، الذي سيُصبح منظر الحركات الجهادية في أفغانستان والجزائر والعراق وسوريا.
التجربة الثانية تتعلق بظروف حرب العراق، حيث يمكن القول أن ملابسات تلك الحرب عام 2003، جعلت من سورية ممرًا آمنًا للجهاديين إلى العراق. وتشير الكثير من الدلائل إلى أن النظام السوري اعتبر تدفق الجهاديين مصلحة حقيقة تتمثل في توريط القوات الأمريكية في محاربة الجهاديين وتنظيم “القاعدة”. يضاف إلى ذلك أن الولايات المتحدة الراغبة آنذاك في تحقيق الإستقرار الأمني في العراق كانت مُضطرة إلى فتح قنوات اتصال وتعاون مع النظام السوريّ لتحقيق ذلك.
لقد تركت التجربة العراقيّة تداعياتها المباشرة على التيار الجهادي في سوريا، إذ ساهمت في خلق جيل جديد من الجهاديين السوريين. كما برزت خلالها أسماء عناصر قياديّة سورية من أبرزها خالد سليمان درويش الملقب بـ “أبو الغادية السوري”. أما على صعيد المقاتلين (المجندين)، فقد جاء السوريون في المرتبة الثانية من ناحية العدد، وبنسبة بلغت 13 % من إجمالي عدد الجهاديين في العراق، وذلك بحسب إحصاءات نُشرت في المنتديات الجهادية عام 2007. وعاد معظم هؤلاء إلى سوريا بعد تراجع نشاط التيار الجهادي في العراق، وكان لهم دور ملحوظ خلال الثورة.
swissinfo.ch: هناك جدل ثار بين السوريين في شأن مركزية تنظيم “القاعدة”، ما مضمونه؟ وما علاقته بموقف الحركات الجهادية من الثورة في سوريا؟
حمزة المصطفى: الجدل لم يحصل بين السوريين، فالسوريون لايعرفون تنظيم القاعدة إلا من نشرات الاخبار، حتى أن المجموعات السورية الجهادية الصغيرة التي نشات في سوريا خلال عقد التسعينات لم يكن لها رابط تنظيمي بحركات جهادية عالمية، ولم تجد في سوريا حاضنة لأفكارها فشدت الرحال إلى الخارج لتقاتل في ساحات أخرى كما ذكرنا سابقا.
في هذا السياق طرح نجاح الثورات العربيّة (تونس، مصر، اليمن) عام 2011، ونهجها المرتكز على الحراك الشعبي “السلمي”، إشكاليات عدة على الحركات الجهاديّة، لاسيما حول الأسلوب والطريقة الواجب اتباعها لتحقيق التغيير. فمفهوم “الجهاد” العنفي الذي وضعته هذه الحركات في قلب أولوياتها كأيديولوجيا ثورية انقلابية تهدف إلى الإطاحة بالأنظمة الإستبدادية “الجاهلية” تعرض لانتكاسة بعد نجاح الحراك الشعبي “السلمي” في تحقيق التغيير. وهذا ما شجّع سياسيين ومختصين على إصدار أحكام متسرعة باقتراب “أفول تنظيم القاعدة”.
هكذا أدت ثورات الربيع العربي الى احتدام الجدل واحتدام النقاشات الفكريّة ضمن أوساط التيار الجهادي السلفيّ وتنظيم “القاعدة”، لجهة مركزية التنظيم أو لامركزيته، والتركيز على النشاط “الشعبي” بدلاً من العمليات الفردية العنيفة. لكن التغيرات التي طرأت على مسار الثورات العربيّة والإتجاه إلى العسكرة كما جرى في ليبيا وسوريا أعادت الزخم لمفهوم “الجهاد العنفي” والطروحات الأممية الأخرى.
لم تكن الحركات الجهادية مهتمة بالثورة لأن الأخيرة تعتمد تقليد الثورات العربية في نهجها السلمي وأهدافها الديمقراطية وهو ما لا يتوافق مع نهج “القاعدة”، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الفتاوى التي صدرت عن “منبر التوحيد والجهاد” أباحت للسلفيين والجهاديين المشاركة في المظاهرات السلمية، ولكن شريطة الإمتناع عن المطالبة بالديمقراطية لأنها أمر ممنوع ومحرم. ولكن بعد انتقال الثورة إلى العسكرة وغياب التدخل الخارجي لصالح الثورةكما حصل في ليبيا، وازدياد عنف النظام، بدأت الحركات الجهادية تدخل على خط الثورة السورية لتنتقل من فاعل غير مرحب بمشاركته إلى فاعل “مرغوب به”. وهذا بالضبط ما يسميه عبد الله بن محمد في كتابه “استراتيجية الحرب الإقليمية على أرض الشام” بـ “التقاء المسارات”، أي أن عدم التدخل الخارجي جعل من القاعدة حليفا للثورة في مواجهة النظام. وعليه ستدخل الحركات الجهادية الثورة إلى جانب الشعب السوري ضد نظام الاسد بما يسمح لها مستقبلا بإعداد مشروع جهادي. ومن هنا يمكن القول أن الغرب من خلال امتناعه عن التدخل وعدم معاقبة الأسد وانتهازيته في التعامل مع الثورة السورية وحصرها بهواجسه ساهم في تنامي نفوذ الجهاديين. كما لعب النظام دورا في ذلك من خلال الإفراج عن الجهاديين المعتقلين من أجل إثبات روايته بأن الثورة جاءت بفعل حركات جهادية متطرفة وليس حراكا شعبيا ضد الإستبداد. هذه الظروف ساهمت في إنضاج أول مشروع جهادي في سوريا هو “جبهة النصرة” الذي أعلن عن تأسيسه بداية عام 2012.
أظهرت تحقيقات قامت بها عدة صحف عربية وأجنبية في المخيمات المنتشرة في البلدان المجاورة لسوريا أن ظروف العيش القاسية للاجئين السوريين والجراح العميقة التي تركتها الحرب في نفوسهم، جعلت الكثير منهم فريسة سهلة للجماعات المتشددة التي عملت على تجنيدهم لتنفيذ عملياتها.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بلغ عدد اللاجئين السوريين حتى يوم 15 أكتوبر 2013 حوالي 2175263 شخصا، من بينهم نحو 790 ألفا في لبنان، و544 ألفا في الأردن، و504 آلاف في تركيا. وفي مقال نشرته مؤخرا في صحيفة “لوموند” الفرنسية، حذرت الطبيبة السويسرية سوفي دوريو بايار Sophie Durieux-Paillard من أن اللاجئين في المخيمات، الموجوعين من هول ما عاشوه في بلدهم، يشعرون بأن الديمقراطيين (في العالم) تناسوهم وتخلوا عنهم بالرغم من أن “الربيع السوري” تبنى نموذجهم الديمقراطي على الأقل في بداياته.
وأكدت الدكتورة بايار أن ظروف العيش في تلك المخيمات تشكل “أرضا خصبة للتيارات المتشددة”، معتبرة أن على الديمقراطيات (الغربية) أن توسّع دعمها للسوريين “ليس فقط من أجل نيل شرف الوقوف مع الثورة وإنما أيضا لمصلحتها هي أيضا لو فكرت في نتائج سياستها الحالية في مجال الهجرة على الأمد المتوسط”.
swissinfo.ch: كيف استطاعت أن تفعل ذلك؟
حمزة المصطفى: مرت “النصرة” بثلاث مراحل الأولى هي البناء والتعشيش من خلال استطلاع البيئات المحلية السورية الجاهزة لتقبل الفكر الجهادي في الأرياف المُهمّشة والمفقرة لبناء خلايا فيها، والمرحلة الثانية المشاركة حيث دفعت النصرة مقاتليها إلى الخطوط الأمامية وكانوا يستبسلون في قتال قوات النظام ما جعل وجودهم مصلحة حقيقية للجيش الحر من أجل تخفيف الخسائر وتحقيق انتصارات سريعة.
أما المرحلة الثالثة فهي التغلغل في المجتمعات المحلية من خلال تقديم مساعدات اغاثية ومادية وتنظيم الامن ومكافحة الفوضى التي نجمت عن غياب السلطة المركزية في بعض المناطق، الأمر الذي جعل “النصرة” تصبح من أقوى الفصائل العسكرية في سوريا قبل أن تتراجع قوتها بعد الشرخ الذي حصل داخلها إثر إعلان زعيم تنظيم ما يسمى “دولة العراق الإسلامية” أبو بكر البغدادي والذي ساعد “جبهة النصرة” في مراحلها التأسيسية، عن دمج تنظيمه مع “جبهة النصرة” في تنظيم جديد سماه “الدولة الإسلامية في العراق والشام” والذي رفضه المسؤول العام لـ “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، الأمر الذي أدى إلى حصول انشقاقات بنيوية في “جبهة النصرة” حيث انضم معظم المقاتلين الأجانب والذين يقدر عددهم تقريبا بـ 3000 مقاتل إلى تنظيم البغدادي، في حين بقي قسم من السوريين تحت راية “جبهة النصرة”، وفضّل قسم آخر هجر التنظيمين والإنضمام إلى تنظيمات إسلامية أخرى ليس لها صلة بالقاعدة مثل أحرار الشام ولواء الاسلام وغيرها.
swissinfo.ch: ما هي المرجعيات الفكرية لهذه التنظيمات؟
حمزة المصطفى: هذا سؤال شائك ومعقد ويحتاج إلى دراسة معمقة نسعى في “المركز العربي” إلى ايضاحه من خلال مشروع كتاب يتناول المرجعيات الفكرية لهذه التنظيمات. ويجدر الإشارة إلى أن الاختلاف الفكري ساهم في الخلاف بين “جبهة النصرة” ودولة العراق الإسلامية لأن النصرة مثلت نموذجا جهاديا جديدا وغير مألوف يمكن أن نطلق عليه اصطلاحا “الجيل الثالث من السلفيين الجهاديين”، وهو ما رفضه زعيم تنظيم دولة العراق الإسلامية أبو بكر البغدادي وحاول القضاء عليه.
وتتعدد المرجعيات الفكرية لـ”جبهة النصرة” مثل ابن تيمية وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي وأبو عطية الليبي وأبو المنذر الشنيقطي، لكن كتابات أبو مصعب السوري تعتبر “مركزية بالنسبة لها”، وخاصة كتبه الثلاثة “ملاحظات حول التجربة الجهادية في سورية”، و”أهل الشام في مواجهة النصيرية والصليبية واليهود” والكتاب الأهم والذي يعتبر الأساس التنظيمي لجبهة النصرة وهو “دعوة المقاومة الإسلامية”.
في هذا الكتاب يعتبر أبو مصعب السوري أن التنظيمات الجهادية التقليدية المغلقة التي تعتمد البيعة لأمير محدد لم تعد صالحة في ظل المتغيرات الدولية لذلك يطرح السوري على “سرايا المقاومة الإسلامية” فكرة إنشاء خلايا يجمع بينها الفكر والعقيدة والهدف دون أن تكون في تنظيم يعتمد على هيكيلة التنظيمات التقليدية، وتكون فكرة السرايا نظاما للعمل أكثر من كونها تنظيما، لتشكل شبكة تُجمع من خلالها نتائج العمل الجهادي بأكلمه، وتكون هذه السرايا مرنة بحيث تتعاون مع الآخرين دون فرض البيعة أو الولاء، ويكون هدفها “دفع الصائل” أي المقاومة العسكرية دون التسرع في مشاريع مثل الدولة الإسلامية أو الخلافة.
اعتمدت النصرة هذا الأسلوب وحققت نتائج كبيرة إلى درجة شعر معها تنظيم دولة العراق الإسلامية – بحسب اعتقادنا – بالتهديد الوجودي من نجاح هذا النموذج، فعمل على إضعاف النصرة ودمجها في تنظيمه. وتجدر الإشارة هنا إلى أن سوريا هي البلد الوحيد في العالم الذي يتواجه فيها تنظيمان لهما نفس الأفكار والهدف ويتبعان اسميا لتنظيم القاعدة.
حمزة المصطفى، باحث في المركز العربي لدراسة السياسات في الدوحة
سوريا هي البلد الوحيد في العالم الذي يتواجه فيها تنظيمان لهما نفس الأفكار والهدف ويتبعان اسميّا لتنظيم القاعدة
swissinfo.ch: بكم تُقدر عدد أعضاء تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)؟
حمزة المصطفى: في المجمل كانت أعداد مقاتلي جبهة النصرة حوالي 6000-7000 يشكل المقاتلون الأجانب 3000 منهم. وهؤلاء انضموا في غالبيتهم إلى دولة العراق والشام التي أصبح عددها في سوريا يقارب 4000 مقاتل يتواجدون في مناطق معينة مثل الرقة والحسكة وريف دير الزور وحلب وبعض قرى ادلب.
swissinfo.ch: كم يبلغ عدد المغاربيين؟ وأية جنسية تتقدم الآخرين؟
حمزة المصطفى: عدد المغاربة في التنظيمات الجهادية قليل مقارنة بالأردنيين والخليجيين والمصريين، لكن ميزة المغاربين الجهاديين أنهم يتصدرون قائمة العمليات الإنتحارية، فلديهم رغبة كبيرة في تنفيذ هذه العمليات. وتجدر الإشارة إلى وجود مقاتلين من دول المغرب العربي يُحاربون إلى جانب الجيش الحر وباقي الفصائل دون أن ينضموا إلى الحركات الجهادية، ودافع هؤلاء ليس العقيدة دائما بل ربما مساعدة السوريين في قتال الإستبداد على نمط حركات التحرر القديمة، التي كانت تجتذب جنسيات كبيرة. وهنا يخلط الغرب والدول الأخرى بين المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى تنظيمات مرتبطة بالقاعدة وبين هؤلاء المقاتلين الذي يأتي بعضهم بدافع دعم الثورة وليس لهدف آخر.
swissinfo.ch: ما دور السلاح الآتي من ليبيا في تقوية مركز التنظيمات الجهادية وتحقيق التفوق لها في الصراع؟
حمزة المصطفى: لا توجد جهة وحيدة مصدرة للسلاح لأنه لا يوجد دعم دولي معترف به بامدادات السلاح. هناك أسواق سوداء كثيرة منها ليبيا، وقد تكون ليبيا أكثر أهمية من غيرها بحكم الحالة المسلحة التي نجمت عن الثورة. لكن التنظيمات الجهادية ذات العدد المحدود لا تحتاج إلى أنواع سلاح كثيرة وهي تعتمد أسلوب المواجهة المباشرة والتفجيرات المفخخة والإنتحارية، وغالبية ما يأتي تسليحها داخليا من الغنائم التي تحصل عليها من قتال قوات النظام، ومن قتال الجيش الحر أيضا كما جرى في مدينة أعزاز مؤخرا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.