بعد انفجار طردين مفخخين في سفارتي سويسرا وتشيلي بروما.. التحقيقات تتجه نحو “الفوضويين”
أكد وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني أن الشرطة الايطالية تتجه نحو فرضية "الفوضويين" في قضية الطرود المفخخة التي انفجرت الخميس 23 ديسمبر في سفارتي سويسرا وتشيلي واسفرت عن جريحين وأدت الى إعلان حالة الاستنفار في كل البعثات الدبلوماسية في العاصمة روما.
وقال الوزير لدى تسجيل برنامج تلفزيوني “في ما يتعلق بالاعتداءات بطرود مفخخة، نتجه نحو فرضية الفوضويين الثوريين”. واضاف ماروني ان المؤشرات التي تتيح الاتجاه نحو هذه الفرضية “متأتية من وقائع مماثلة حصلت في نوفمبر الماضي في اليونان”.
ومساء الخميس أيضا، أعلنت مجموعة فوضوية باسم “الاتحاد الفوضوي اللاشكلي” مسؤوليتها عن الطردين المفخخين اللذين انفجرا في وقت سابق من يوم 23 ديسمبر. واوضح المصدر نفسه ان نص التبني جاء في علبة صغيرة وضعت الى جانب احد الجريحين.
وجاء في الرسالة المقتضبة الموجودة بين ايدي شرطة مكافحة الارهاب بحسب وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا”: “قررنا اسماع صوتنا بالكلمات والافعال. فلندمر نظام الهيمنة هذا. يحيا الاتحاد الفوضوي اللاشكلي، تحيا الفوضوية. الاتحاد الفوضوي اللاشكلي، الخلية الثورية لامبروس فونتاس”.
وفي شهر نوفمبر الماضي ارسل اربعة عشر طردا مفخخا الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والى مؤسسات وسفارات بلدان اوروبية اخرى. وعزت الشرطة تلك الاعتداءات الى متطرفين فوضويين محليين.
وقال فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي “هذا امر خطير، وتهديد خطير ضد البعثات الدبلوماسية”، داعيا الى “تجنب تعميم اجواء الخوف”.
وفتحت النيابة العامة في روما تحقيقا قضائيا حول “اعتداء كانت الغاية منه ارهابية” بادارة نائب المدعي بييترو سافيوني رئيس خلية مكافحة الارهاب. ونقلت وسائل الاعلام الايطالية عن المحققين قولهم ان هذه المتفجرات كانت موضوعة في مغلفات صفراء متشابهة والطرود بحجم شريط فيديو.
وتفيد العناصر الاولية للتحقيق ان الطرد الذي ارسل الى السفارة السويسرية قد انفجر في حوالى الساعة 11,00 (بالتوقيت العالمي الموحد)، بعدما فتحه احد الموظفين.
وذكر الجهاز الاعلامي للدرك في روما لوكالة الصحافة الفرنسية فرانس برس، ان هذا الموظف (53 عاما) الذي اصيب بجروح خطرة في يديه، نقلته على الفور اجهزة الاسعاف الى المستشفى، وحياته ليست في خطر. لكن قد يخضع لعملية بتر يدين.
وبعد ساعتين، انفجر طرد في سفارة تشيلي. واصيب رجل تشيلي الجنسية في وجهه ويديه. وقال سفير تشيلي “هذا عمل ارهابي غير معقول”.
وعلى اثر هذين الاعتداءين، وضعت السفارات في روما في حالة استنفار شاملة وعمدت قوات الامن الى تفتيشها. وتبين ان الطرد المشبوه الذي عثر عليه قرب السفارة الاوكرانية انذار كاذب.
وقد عثر على رزمة حارقة في شهر أكتوبر الماضي امام السفارة السويسرية في روما، تطالب بالافراج عن “كوستا وسيلفيا وبيلي” الفوضويين الثلاثة الذين اعتقلوا في ابريل 2010 في سويسرا للاشتباه في انهم كانوا يعدون للاعتداء على مؤسسة دولية.
وصباح الخميس 23 ديسمبر، حصل انذاران كاذبان بالقنابل في مكاتب بلدية، احدها مكتب انتخابي في المنطقة الجنوبية من روما حيث كان يحتشد 400 شخص.
ويوم 21 ديسمبر، عثر على طرد مشبوه في مترو روما، فاستنفرت الشرطة وخبراء المتفجرات، لكن معاينة الطرد بينت انه لا يحتوي إلا على انابيب مليئة بالأسمنت. الا ان رئيس بلدية روما جياني اليمانو اكد ان هذه الانذارات الكاذبة غير مرتبطة بالطرود التي انفجرت في السفارات. واضاف “إنها موجة ارهابية ضد السفارات، وامر يثير من القلق اكثر مما يثيره اعتداء واحد”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.