بعد 10 سنوات.. “المحمول” بمصر.. سلبيات وإيجابيات
أوضح عددٌ من الخبراء المصريين المتخصِّـصين في الإعلام والسياسة والاقتصاد والإجتماع وعِـلم النفس، أن الهاتف المحمول أحدَث تغييرات ملموسة، سلبية وإيجابية، على المجتمع المصري خلال السنوات العشر الماضية، وطالبوا في الوقت نفسه بوقفة جادّة لتِـقنين المحمول، في محاولة لتعظيم الفائدة المرجوّة منه وتقليل الخطر المتوقّـع على الفرد والأسرة والمجتمع.
وكان عددٌ من خبراء الاتِّـصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أوصَـوا بضرورة اتِّـجاه المصريين نحو الحدّ من الاستخدام المُـفرِط لـ “الموبايلات”، واستعماله في الأغراض الضرورية، والعمل على اختصار مدّة المكالمة، مشيرين إلى أن مستخدِمي المحمول في مصر يتصدّرون قائمة الدّول الثلاثة الأولى، الأكثر استخدامًا للهاتف النقال (أو الجوال) على مستوى العالم.
وأوضح المهندس حسام خضير، خبير الاتصالات وشؤون الصحة والبيئة بشبكات المحمول خلال الندوة، التي نظمتها مؤخرا جمعية محبِّـي العِـلم والعلماء بالإسكندرية، أن هناك نحو 34.2 مليون مستخدم لأجهزة المحمول في مصر، التي يوجد بها ثلاث شركات، تمتلِـك كلٌّ منها 5 آلاف محطّـة إرسال أنشِـئت طِـبقا للمعايير الفنية والصحية العالمية، لتُـحافظ على سلامة البيئة وصحّـة الإنسان.
وفي محاولة لرصد التغيّـرات التي أحدثها المحمول في الواقع المصري، التقت سويس إنفو كُـلاً من: الخبير الإعلامي د. محمود خليل، أستاذ ورئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، والخبير والمحلِّـل السياسي محمد جمال عرفة، والخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور حاتم المقدّم، والخبيرة الاجتماعية حنان زين، رئيسة مجلس إدارة مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية، والمستشارة والإخصائية التربوية نيفين السويفي.
جهاز إعلامي متحرّك!
إعلاميًا، أوضح الخبير الإعلامي الدكتور محمود خليل أن المحمول وفّـر في يد كُـلّ مواطنٍ أداة يستطيع من خلالها أن يُـتابع الأحداث ويرصدها بالشكل الذي يجعل منه إعلاميًا، بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، مشيراً إلى أن “الكثير من الأحداث التي وقعت في مصر مؤخّـرًا، تطوّع مواطنون بتصويرها قبل وصول وسائل الإعلام لموقع الحدث، ومن ذلك حادث الدويقة الأخير، ومن قبله حريق مجلس الشورى، ومؤخّـرًا حريق المسرح القومي، والذي قام مواطن تشادي يعيش بالقاهرة بتصوير بداياته مصادفة”.
وقال د. خليل لسويس إنفو: “بالمحمول، أصبح المواطن العادي قادرًا على التقاط الكثير من الأحداث عن طريق كاميرا الهاتف المحمول، ثم معالجة هذه اللّـقطات من خلال برامج الكمبيوتر، لتُـصبح بعدها صالحة للعرض في القنوات الفضائية وعبر شبكة الإنترنت، في ساحات الحوار أو المنتديات أو المواقع الإخبارية، وعبر موقع اليوتيوب”، مُـعتبرًا أنه جعل من المواطن العادي “جهازا إعلاميا متحركا” و”وكالة أنباء متنقِّـلة”.
وأضاف خليل أن “المحمول، أحدث تحوّلات أخرى في حياة المواطن، على مستوى استقبال المعلومات الإعلامية. فقد أصبح بإمكانه أن يستقبِـل على شاشة المحمول، قنوات البث التلفزيوني ومحطات البث الإذاعي والدخول إلى شبكة الإنترنت والحصول على ما يُـريد من معلومات، من خلال مطالعة المواقع الإلكترونية، ومن بينها النوافذ الإعلامية المحلية والعربية والعالمية، فضلاً عن إرسال واستقبال الرسائل عبر البريد الإلكتروني”.
وأشار خليل إلى “أننا اليوم، أمام حالة من حالات الدّمج الإعلامي، ليتِـم اختزال وسائل الإعلام التقليدية، مقروءَة أو مسموعة أو مرئِـية، في شاشة واحدة، يُـمكن أن نُـطلق عليها الشاشة الدقيقة أو الشاشة العجيبة”، موضِّـحًا أن الهاتف الجوال “حوّل المواطن العادي إلى إعلامي وحوّل الإعلامي الهاوي إلى محترف، والمحلّـي إلى عالمي، وأنه رفع من عدد الساعات التي يقضيها الفرد في الاتصال بمفهومه الواسع، حيث أصبح في مُـتناول الفرد في أي مكان وفي أي زمان”.
واختتم خليل بالقول: “المحمول خلَـق نوعًا جديدًا من الإعلام، يُـمكن أن نُـطلق عليه إعلام الوسائط المتعددة”، مشيرًا إلى “أننا كمصريين، ننتمي إلى الحظيرة العربية، التي يحكمها مفهوم العقلية الصوتية، اندفعنا في استخدام هذه الأداة لإشباع رغبتنا، فيما يُـمكن أن يطلق عليه الاتِّـصال الصوتي من أجل إشباع غريزة (الثرثرة أو الرغي)”.
كشف الفساد والتعذيب ودعم الحراك
وسياسيا، يتّـفق الخبير والمحلل السياسي جمال عرفة مع ما ذهب إليه الخبير الإعلامي د. محمود خليل من أن “المحمول، بتِـقنياته الحديثة، مكّـن المواطن من أن ينقل بالصوت والصورة ما يُـخفيه الإعلام الرسمي من الفعاليات والنشاطات السياسية”، وأضاف أن “المحمول نجح في كشف العديد من حالات الفساد والرشوة، بل ووصل الأمر إلى كشف عدد من جرائم التعذيب، التي تُـمارَس ضدّ المعتقلين والمواطنين، في السجون وأقسام الشرطة” على حدّ قوله.
وقال عرفه لسويس إنفو: “استطاع المحمول أن ينقُـل لحظةً بلحظة وقائِـع المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، كما ساهم في تحديد مكان وموعِـد التجمّـعات السياسية، وهو ما دعم حالة الحِـراك السياسي في الشارع المصري وخلق نوعاً من المعارضة الشعبية الشبابية، وكشف عن هشاشة الأحزاب السياسية الـ 21، التي لا يشعر بها المواطن”، والتي لا تزيد عن كونها هياكل كرتونية أو مقاهٍ يلتقي فيها قِـياديو الأحزاب.
وأوضح عرفَـه أيضا أن “المحمول بتِـقنياته الحديثة، كشف عن حقيقة مهمّـة، وهي أن من يحرِّك الشارع السياسي في مصر اليوم، هم جيل جديد من الشباب الغاضب، الذي لا ينتمي إلى الأحزاب والكيانات السياسية، وهو ما بدا واضحاً في الإعداد والتجهيز والدّعوة لإضراب 6 أبريل 2008″، مشيرًا إلى أن أول من استفاد من هذه التقنية بمصر، هي جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها النظام “محظورة قانونيًا”، حيث استُـثمرت هذه التقنية في حملة الدّعاية الانتخابية لمرشحيها في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت عام 2005 وحصدت فيها الجماعة – للمرة الأولى في تاريخها – خُمْسَ مقاعدِ البرلمان (88/454 مقعدًا).
واستطرد عرفه: “ثم بدأ استخدام المحمول سياسيًا بصورة كبيرة، حيث غيّـر مفهوم وأساليب الدِّعاية الانتخابية، في النقابات والمحليات والانتخابات الطلابية، كما استُـخدم في شنِّ الحملات الالكترونية داخليًا: في الانتخابات، وخارجيًا: في دعم المقاومة بالعراق وفلسطين ولبنان، وكذا في حملات الدفاع عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ضد حملات الإساءة، التي شنّـها البعض في الغرب تحت سِـتار حرية الرأي”!
وربّـما كانت قضية “عماد الكبير”، هي أشهر القضايا التي كان فيها المحمول بطَـلاً. فقد صارت اللّـقطات التي سجّـلتها كاميرا المحمول لأحد الضباط، وهو يُـعذِّب وينتهِـك الشاب المصري عماد الكبير، المتّـهم في قضية ما، أهمّ أحداث عام 2007، وذلك بعدَما تمّ تسريب الفيديو ونشره على الموبايلات، قبل أن يصِـل إلى الصحافة، التي تتبّـعت الأمر، حتى كانت القضية التي عُـرفت باسمه والتي انتهت بسجن الضابط “إسلام نبيه”، الذي قام بتعذيبه ثلاث سنوات.
عِـبء اقتصادي وطلب وهمِـي!
واقتصاديًا، يكشف الخبير الاقتصادي الدكتور حاتم المقدّم أن من أهمّ السلبيات الاقتصادية التي أصابت المجتمع المصري خلال السنوات العشر الأخيرة، التي اقتحم فيها هذا المحمول السّـوق والتي يمكن رصدها بوضوح، أنه خلق نوعاً وهمياً من الطّـلب، وهو طلبٌ غير حقيقي، كما خلق احتياجاً وهمياً. فالكثير من المصريين يشترون المحمول، كنوع من “المُـحاكاة الاقتصادية”، مع عدم الحاجة إليه.
وقال د. المقدم لسويس إنفو: “إذا كان المحمول فتح أبوابًا للرِّزق لبعض الشباب العاطلين، فإنه خلق حالة من السّـخط بين العاملين في الوظائف الحكومية، حينما يسمعون عن الرواتب الخيالية التي يحصل عليها العاملون في شركات المحمول، والتي جعلت الشباب ينظُـر لوظائف مهمّـة في المجتمع، كالمعلم والمدرِّس، بنوع من الاحتقار والتدنّـي”، مضيفًا أن هناك ظواهر تستحِـق الرّصد والتحليل، في مقدمتها ظاهرة الأرباح الخيالية التي تحقِّـقها شركات المحمول الثلاث، التي تحتكِـر الخِـدمة في مصر (موبينيل وفودافون واتصالات)، والتي تجاوزت مئات الملايين.
وأشار المقدّم إلى أن “المحمول عِـبء اقتصادي كبير، أثقل كاهل الأسرة المطحونة أصلاً جرّاء الغلاء الفاحِـش في السِّـلع الأساسية، والتدنّـي الواضح في الخدمات الضرورية، وهذا العِـبء قد يكون سبباً في تفجير العديد من المشكلات الاجتماعية، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وذلك في ظلّ المعاناة الشديدة التي يعيشها المواطن”، معتبرًا أننا “في مصر والعالم العربي والدول النامية منها على وجه الخصوص، نفتقد للثقافة الاقتصادية، ومن ثَـمَّ، فإننا مجتمعات فاقِـدة للرشادة الاقتصادية”.
يُـذكر أن شركات المحمول الثلاث وفّـرت أكثر من 6 آلاف وظيفة مباشرة، كما تُـعتبر “خِـدمة العُـملاء”، أحد “أشيك” الوظائف التي ظهرت في المجتمع المصري “ما بعد المحمول”، إذ يبدأ راتبها الشهري من 1500 جنيه ويصل لأرقام خيالية، فيما خلق ظهور الهاتف المحمول وظائف ومِـهن أخرى، كالتجارة في أكسسوارات المحمول وكروت الشحن، فضلاً عن “السنترالات” (المراكز) الخاصة، التي انتشرت بشكل وبَـائي.
“إثمه أكبر من نفعِـه”؟!
واجتماعيًا، حذرت الخبيرة الاجتماعية حنان زين من خطورة المحمول على الأطفال والمراهقين، لأنه يُـتيح للطفل الذّهاب إلى أي مكان، دون أن يعلم والداه بمكانه، كما طالبت بترشيده والانتباه له بالنسبة للمتزوِّجين، مؤكِّـدة أن “سلبياته أكبر بكثير من إيجابياته، وإثمه أكبر من نفعه. فقد جعلنا نختصر علاقاتنا الاجتماعية في رسالة ورنّـة”.
وقالت زين لسويس إنفو: “المحمول بالنسبة للأطفال والمراهقين، بداية الانحراف، حيث يدفعهم إلى تقليد الشباب والكِـبار، ومن ثَـمَّ تدخل هاتين الشريحتين في مرحلة المراهقة مبكّـراً جداً، كما أنه يؤثِّـر على القُـدرة الجِـنسية لهم مستقبلاً وعلى علاقتهم بالآخرين”، موضِّـحة أن الهاتف المحمول “يدفع الأطفال والمُـراهقين إلى السّـرقة والكذِب، كما أنه يؤثِّـر سلباً على أخلاقِـيات الأسرة”، حسب رأيها.
وبيّـنت زين أن “من العيوب الاجتماعية والنفسية للمحمول أيضًا، أنه يدفع الشباب إلى التَّـمحور حول الذات، وليس هذا لدى الشباب فقط، وإنما ينطبِـق الأمر على المُـراهقين والكبار على السواء”، معتبِـرة أنه “يدفع لاستنزاف الأسرة مادّياً، من خلال كُـروت الشحن وتحويل الرصيد، والأنكى من ذلك، أنه أصاب الشباب الذين هم عِـماد المجتمع في الصميم، حيث اختزل اهتماماتهم في متابعة أحدث ماركات وموديلات وتِـقنيات المحمول، وخلق منافسة وهمِـية حول اقتناء الأرقام المميزة”..
وعن تأثيرات المحمول على العلاقات الزوجية، قالت زين: “لقد أصاب الحياة الزوجية بالرَّتابة وزرع الشكّ في نفوس الزّوجَـين، وجعل كثيراً من الأزواج بعِـيدين عن العواطف والمشاعر الزوجية والحميمية الأسرية، وفتح بابًا من الشرّ للنساء والرجال، الذين يشكون من إهمال الآخر لهم، حيث وفّـر لهم البديل المحرّم لإشباع النّـقص في العواطف والمشاعر”، موضحة في السياق نفسه أن “التواصل مع المحرّم، فِـكرة غريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ويعظم خطورتها أن كلاً منهما مشغول عن الآخر، الزوج بالسعي في طلب الرِّزق، ليكفي احتياجات الأسرة في ظل موجة الغلاء الفاحش، التي تسود المجتمع، والزوجة بقضاء أمور البيت والاهتمام بالأولاد وتهيئة المأكل والمشرب والملبس لهم”.
واختتمت بالإشارة إلى أن “مشكلتنا، أننا أدخلنا تكنولوجيا حديثة دون فلترة أو توعية لأبنائنا، فأصبح المحمول نوعاً من الإدمان”، متسائلة: هل المحمول ضروري لكل الناس؟ والجواب: بالقطع لا.. فالحاجة للمحمول تختلف باختلاف الشخص المستخدم، فهو وإن كان للبعض – كرجال الأعمال والإعلاميين – ضروري، فهو للبعض تحسيني وللآخرين كمالي، كما أنه غير ضروري لبعض الأفراد وضارّ لآخرين”.
ترشيد الإستخدام
وتربويًا، لاحظت المستشارة والإخِـصائية التربوية نيفين السويفي من خلال احتكاكها المستمر بقطاع عريض من الشباب، أنهم أقدر على استخدام المحمول بطريقة مختلفة عن الجيل الأكبر، الذي لا يستخدمه إلا كهاتف، معتبرة أن من مزاياه للشباب “أنه يسهِّـل لهم الشغل والتواصل مع الآخرين ويسرّع بإنجاز الأعمال، وهو بالنسبة لهم، هاتف للاتصال وراديو وتلفزيون ومسجّـل للمحاضرات وكاميرا للرحلات وأجندة للتليفونات.. إلخ”.
وتستدرك السويفي في تصريحات لسويس إنفو: “ومن عيوبه، أنه يقتُـل الإحساس بقيمة وأهمية الوقت، وخاصة لدى الشباب غير الجادّين، ويضيِّـع المال، خاصة لدى الشباب غير العاملين، كما أنه يُـصيب الشباب بنوع من الكَـسل عن أداء المهامّ والواجبات الاجتماعية، ويقلِّـل من تركيز الشباب في محاضراتهم وعملهم”.
وتختتم السويفي تعليقها قائلة: “أما من الناحية الأخلاقية، فالأمر يتوقّـف على الشاب ذاته، وهل هو جادّ أم مستهتر؟ فكما يستخدمه الشباب المستهتِـر في تضييع الوقت والعبَـث والمعاكسات وتسجيل الأغاني والأفلام الهابطة والتقاط الصور للبنات، فإن الشباب الجادّ يستثمره فيما يُـفيد وينفع من الأمور التي تعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالخير الكثير”.
وعلى الرغم من أن الباحث المنصِـف لا يمكنه أن يقلِّـل من الفوائد والمزايا التي جلبها الهاتف المحمول للبشرية، في كل الاتجاهات التقنية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والنفسية، إلا أنه في الوقت نفسه، لا يستطيع أن يُـخفِـي حجم المخاطِـر التي تسبّـب فيها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، والأكيد أن الوعي بأهمية ترشيد استخدامه، سيزيد من الفوائد ويقلّـل من المخاطر.
همام سرحان – القاهرة
تشهد القارة الإفريقية أعلى مستوى نمو في هذا المجال في الفترة ما بين 2005 إلى 2007، تلَـتها آسيا (المصدر: وكالة فرانس برس).
تشكل الاتصالات عبر الهواتف النقالة حاليا 71% من الاتصالات الهاتفية في حركة نمُـو مستمرة على حساب الهواتف الثابتة التقليدية. (المصدر: وكالة فرانس برس).
تم بيع أكثر من مليار (1,1) جهاز خليوي عام 2007 في سوق تغلب عليها إفريقيا وآسيا، فيما سجلت أوروبا ثباتا في المبيعات. (المصدر: دراسة لمؤسسة “جي أف كاي” نشرت في المؤتمر العالمي للتهاتف في برشلونة).
أضافت شركات الهاتف المحمول في إفريقيا 70 مليون مستخدم جديد في العام الماضي، حيث يوجد في إفريقيا الآن 282 مليون مستخدم للمحمول من بين تِـعداد السكان البالغ 960 مليون نسمة. (المصدر: تقرير رابطة شبكات جي.أس.أم للهاتف المحمول).
يوجد في إيران 28 مليون مستخدم للهاتف المحمول، كما يوجد لدى شركة ميغافون للاتصالات حاليا، أكثر من 36 مليون مشترك معظمهم في روسيا. (المصدر: وكالة رويترز).
حتى تتّـضح الصورة، سنعقد مقارنة بين المحمول عندما ظهر في مصر لأول مرة عام 1998، (كان الدولار وقتها = 347 قرشًا) وبين المحمول اليوم في عام 2008، (الدولار اليوم = 540 قرشا)، أي بعد 10 سنوات، وذلك من حيث:
ثمن الخط أو الشريحة: كان سعره في 1998 بـ 1200 جنيهًا، واليوم، تراجَـع أكثر من مائة ضِـعف، ليبلغ سعره 10 جنيهات، وبعض الشركات تقدّمه مجانًا مع عروضها الخاصة!
نوعية المستخدم: كان استخدام المحمول في 1998 قاصرًا على شريحة معيّـنة من الأثرياء ورجال الأعمال فقط، أما اليوم، فقد أصبح “المحمول في يد الجميع” ولم يعُـد استخدامه مقصورًا على الكبار أو الأغنياء أو أصحاب المِـهن العليا أو من يعرِف القراءة والكتابة!!
سعر الدقيقة: كان سعر الدقيقة في 1998 بـ 1.75 جنيهًا، واليوم، وصل في أدنى العروض إلى 15 قرشًا وفي أقصاها إلى 39 قرشًا!
عدد المستخدمين: لم يزد عدد مستخدمي خدمة المحمول في عام 1998 عن عدّة آلاف، فيما وصل عددهم اليوم إلى أكثر من 32 مليون مشترك في بلد يبلغ تِـعداد سكانه 76 مليون نسمة!!
وصل عدد المشتركين في الشركات الثلاث العاملة بمصر، إلى 32.3 مليون مشترك، بلغ نصيب شركة موبينيل منهم “16 مليون”، فيما تأتي فودافون في المركز الثاني بـ 13.3 مليونًا، في الوقت الذي استطاعت فيه شركة اتِّـصالات أن تستحوِذ على 3 ملايين مشترك في عام واحد فقط، علمًا بأن هناك نسبة لا بأس بها، تمتلك أكثر من خطّ تليفون في أكثر من شركة، وهناك من يمتلك أكثر من خطّ في شركة واحدة، وذلك حسب آخِـر الإحصاءات الرسمية التي ظهرت أوائل عام 2008.
الأمريكي “مارتن كوبر”، الباحث في شركة “موتورلا” للاتصالات، هو أول رجل في التاريخ يُـجري اتصالاً هاتفيًا عبر التليفون المحمول، وكان ذلك في 3 أبريل 1973.
يوجد ما مجموعه 3.3 مليار هاتف نقّـال في العالم بنهاية 2007، مقارنة بـ 800 مليون هاتف في عام 2000. (المصدر: دراسة للاتحاد الدولي للاتصالات).
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.