مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تأييد شعبي لحرية تنقل الأشخاص

لم يُفلح التلويح بالهجوم المحتمل لعمال أوروبا الشرقية على سويسرا في تخويف أغلبية الناخبين Keystone Archive

وافق 56% من الناخبين السويسريين على توسيع حرية التنقل لتشمل مواطني الدول العشر الجديدة الأعضاء في الإتحاد الأوروبي.

هذه النتيجة الجيدة – التي فاقت أكثر التوقعات تفاؤلا – تعتبر انتصارا حاسما للحكومة الفدرالية وللبرلمان وفاتحة عهد جديد في العلاقة بين برن وبروكسل.

سوق الشغل السويسرية ستفتح أبوابها بوجه بلدان أوروبا الشرقية. فقد وافق الشعب يوم الأحد 25 سبتمبر بأغلبية مريحة تناهز 56% من الأصوات على أن توسع بلادهم مجال تطبيق مبدإ حرية تنقل الأشخاص (المعمول به منذ عام ونيف) مع الإتحاد الأوروبي ليشمل مواطني الدول العشر التي انضمت إليه رسميا في 1 مايو 2004 وعلى أن تعزز الإجراءات التي تحول دون إغراق اجتماعي يمس بمستوى الأجور.

وفيما بلغت نسبة المشاركة 54% من إجمالي الناخبين، كشفت النتائج الرسمية مرة أخرى أن سكان الأنحاء الناطقة بالفرنسية (سويسرا الروماندية) لا زالوا على رأس قائمة المؤيدين حيث صوتت جميع الكانتونات الروماندية (جنيف وفو ونوشاتيل وفريبورغ والفالاي والجورا)، إضافة إلى العديد من الكانتونات الشرقية المعروفة عادة بعدم تحمسها لأوروبا لفائدة التوسيع.

في المقابل، تركز الرفض في ست كانتونات وسط سويسرا (الناطقة بالألمانية) والمعروفة بمعارضتها التقليدية للإنفتاح على أوروبا وهي شفيتز وأوري وأبنزل-رودس الداخلية وغلاريس ونيدفالد وأوبفالد.

ومثلما كان متوقعا، رفض الناخبون في كانتون تيشينو (جنوب) المجاور لإيطاليا بأغلبية واضحة( 64% ) موضوع الإستفتاء.



وإجمالا، يمكن القول أن حجج المؤيدين التي عُرضت بشتى الأساليب على مدى أسابيع الحملة الإنتخابية قد نجحت في إقناع أغلبية محترمة (56%) من السويسريين بالموافقة، فيما تمسك حوالي 44% منهم برأي يرفض التوسيع.

للمرة الثانية

التصويت على توسيع حرية التنقل كان المناسبة الثانية التي يُعرض فيها موضوع يتعلق بالإتحاد الأوروبي على الناخبين السويسريين في هذا العام.

ففي الخامس من يونيو الماضي، وافقوا بأغلبية 54،6% من الأصوات على انضمام الكنفدرالية إلى اتفاقية شنغن ومعاهدة دبلن اللتان تندرجان في سياق الحزمة الثانية من الإتفاقيات الثنائية المبرمة بين برن وبروكسل وتقيمان الأسس القانونية والعملية لتعاون بين الطرفين في مجالات اللجوء والأمن.

تجدر الإشارة إلى أن مسألة توسيع تطبيق مبدإ حرية تنقل الأشخاص لم تـُعرض على التصويت الشعبي إلا بعد أن نجحت مجموعة من المعارضين له (من أقصى يمين ويسار الطيف السياسي) في تجميع العدد الضروري من التوقيعات (في سويسرا، يجب عرض قانون على الإستفتاء الشعبي إذا ما طالب ما لا يقل عن 50 ألف مواطن بذلك) لفرض إجراء استفتاء “اختياري” حول المسألة.

أبواب سويسرا ليست مُـشـرعـة

وكانت مسألة حرية تنقل الأشخاص قد وردت ضمن الحزمة الأولى من الإتفاقيات الثنائية المبرمة بين سويسرا والإتحاد الأوروبي والتي بدأ العمل بها رسميا يوم 1 يونيو 2002 مع الدول الأعضاء الخمسة عشر حينها.

وفي هذا الأحد 25 سبتمبر، كان الشعب السويسري على موعد مع صناديق الإقتراع ليقرر ما إذا كان موافقا على توسيع المبدإ ليشمل مواطني الدول العشر الجديدة (8 منهم توجد في شرق أوروبا) التي انضمت رسميا إلى الإتحاد منذ 1 مايو 2004.

وتسمح حرية تنقل الأشخاص للمواطنين السويسريين بالعمل والإستقرار بحرية في أي بلد من بلدان الإتحاد الأوروبي والعكس صحيح بطبيعة الحال بالنسبة لمواطني الدول الخمسة والعشرين الأعضاء في الإتحاد.

لا بد من التنويه إلى أن هذه الموافقة لا تعني أن أبواب سويسرا ستصبح مفتوحة على مصراعيها بوجه مواطني الدول العشر المنضمة أخيرا إلى الإتحاد. إذ تمنح الإتفاقية السلطات السويسرية إمكانية تقييد الهجرة بمراعاة ملاءمتها لاحتياجات الإقتصاد أو من خلال الحق في الإستمرار بمنح تراخيص عمل لفترات قصيرة أو طويلة الأمد إلى عام 2011.

من جهة أخرى، من المنتظر أن تحول إجراءات مصاحبة دون حدوث تجاوزات لدى تطبيق حرية التنقل. وفي هذا السياق، سوف يتم تشديد الرقابة بشكل خاص على ظروف العمل وقيمة الأجور من طرف مفتشي الشغل وخاصة في الكانتونات الحدودية.

سوف يتوسع تطبيق الإتفاق المبرم بين برن وبروكسيل حول حرية تنقل الأشخاص الذي بدأ العمل به منذ فترة لمواطني الدول الأعضاء الخمسة عشر ليشمل مواطني الدول العشر الجديدة في الإتحاد

الدول الجديدة المعنية بالإتفاق هي: أستونيا و ليتوانيا وليتونيا والمجر وبولونيا وتشيخيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وقبرص ومالطا

من المقرر أن يتم تعزيز الإجراءات المصاحبة للإتفاق المعمول بها حاليا حتى لا تنجم عن عملية التوسيع تجاوزات سلبية وإغراق اجتماعي يُضر بمستوى الأجور في سويسرا

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية