حلّ المصور الفوتوغرافي ألبرتو كامبي وارتحل عبر طرقات المنافي والإغتراب لملاقاة المهاجرين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بحثا عن اللجوء في أوروبا. منذ أول أكتوبر 2018، يُسلط معرض يقام في لوزان حتى 21 ديسمبر الجاري الضوء على عمله ويطرح تساؤلات حول مفهوم الحدود.
تم نشر هذا المحتوى على
صحفية مقُيمة في برن. أهتم بشكل خاص بالقضايا الإجتماعية، كما يهمني مجال السياسة ووسائل التواصل الاجتماعي. عملت سابقًا لوسائل الإعلام الإقليمية ضمن هيئة تحرير صحيفة "لو جورنال دو جورا" وفي إذاعة "جورا بيرنوا" المحلية.
يستوقفك “بالافان” بواحدة من تلك الإبتسامات التي لديها القدرة على تبديد أجواء الكآبة. فمن فوق أرجوحته المُرتجلة الشبيهة بالسجاد الطائر، يُطل اللاجئ الأفغاني من علٍ على مخازن مهجورة في ميناء ترياستي الإيطالي. إنها لحظة أمل على مسارات الهجرة المتعرّجة في الكثير من الأحيان، التقطتها عدسة المصور ألبرتو كامبيرابط خارجي المقيم في جنيف.
“بالإمكان رسمُ منحنى للأمل”، كما يلاحظ هذا المصور الذي يستعرض الإجهاد الشديد للمهاجرين في كل عبور لحدود، والأمل في حياة أفضل الذي يُولد مجددا لدى الوصول إلى بلد جديد. ثم، كيف ينطفئ هذا البصيص من الأمل مرة أخرى لدى مواجهة العقبات العديدة.
الرجل الفائز بالجائزة السويسرية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2012 جال القارة الأوروبية ما بين عامي 2012 و2017 موثّقا أوضاع المهاجرين. واليوم، يُشكل عمله مادة لمعرض بعنوان “ما وراء الحدود: هجرات واختلافات” قام بتنظيمه “تحالف الجنوب” وهو ائتلاف مدني سويسري يضم في صفوفه أهم المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال التنموي. أما المعرض فيتمحور حول مفهوم الحدود بالمعنى الجغرافي وبالمعنى الذي يفصل بين الكائنات البشرية من ذوي الخلفيات المتباينة.
نشأة على الحدود
ولد ألبرتو كامبيرابط خارجي في عام 1982 في شمال إيطاليا، على بعد بضعة كيلومترات من سويسرا، ويقول: “أنا شخص نشأ على الحدود، في العصر الذهبي للإتحاد الأوروبي”. ومن وجهة نظره، فإن منع العبور الحر للبشر أمر يتسم بالسّخف. في عام 2012، أي في بداية اندلاع الأزمة السورية، قضى ثلاثة أشهر في اليونان، ويتذكر قائلاً: “لقد صُدمت من العنف الممارس تُجاه المهاجرين، من طرف السلطات ومن قبل الشرطة”.
إثر ذلك، قادته رحلته إلى البلقان. في صربيا، اكتشف “العلاقة الرائعة بين السكان واللاجئين”، على حد تعبيره. ثم يُضيف ألبرتو كامبي: “بالنسبة لي، كان ذلك مثالاً على معاملة إنسانية للمُهاجرين. لقد تم الترحيب بهم بشكل جيّد، دون إشعارهم بأنهم ضحايا”.
من خلال عدسته، عاين المصور الحدود بانتباه لكن التغييرات التي اكتشفها أثارت مخاوفه، ويقول مستنكرا: “كل شيء مُوصد. إننا بصدد إعادة ترسيم الحدود داخل عقول الناس”. في الواقع، لم يعد يعتقد بوجود إرادة لاقتراح حياة جديدة على المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا. بل إنه لم يعد يعتقد بذلك إلى حد أنه يُريد التوقف تماما عن الإشتغال على مسألة الهجرة، جاعلا من هذا المعرض نقطة نهاية. فهل سينجح في ذلك؟
في الوقت الراهن، ستذهب صوره لملاقاة الأطفال، لأنها سترتحل خلال السنة المقبلة – بعد أن تم عرضها في مقر “تحالف الجنوب” في لوزان – عبر المدارس. وفي هذا الإطار، يعتقد المصور السويسري أن “هذا أكثر منطقية من مجرد تقديم معرض في رواق فني. يجب أن نذهب للبحث عن الجمهور في المكان الذي يُولد فيه”.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
انطباعات من جزيرة ساموس اليونانية
تم نشر هذا المحتوى على
يقول متطوعون سويسريون في أحد مخيمات اللاجئين التي أقيمت لإيواء آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الذين اكتظت بهم الجزر اليونانية في شرق بحر إيجه إنهم يعتقدون أن السلطات اليونانية – وبدعم من الغرب - بصدد انتهاك بعض الحقوق الإنسانية للاجئين.
تم نشر هذا المحتوى على
يقول المخرج والمصور الفوتوغرافي ريكاردو توريس الذي تحول رفقة مجموعة من ستة أشخاص يقدمون من التيتشينو إلى اليونان قبل عملية الإجلاء وبعدها بهدف تقديم المساعدة إلى اللاجئين ومُعاينة هذه المأساة الإنسانية بشكل مباشر: “كانت الأوضاع في مخيم إيدوماني رهيبة: فقد كان اللاجئون ينامون في عربات القطار أو داخل خيام نُصبت على سكة الحديد. كان تساقط…
تم نشر هذا المحتوى على
"المشكلة هي الحدود" هذا الغرافيتي على جدار أحد المباني المهجورة في العاصمة الصربية بلغراد يُلخص وضع ألف لاجئ يعيشون الآن هناك وسط درجات حرارة تصل إلى الصفر.
تم نشر هذا المحتوى على
في إطار مساعيها الرامية لتوفير أماكن صالحة لإيواء الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء المتوافدة على البلاد، تقترح السلطات السويسرية حلولا غير تقليدية، بل غير مألوفة أحيانا.
خلف أبواب مُغلقة: فضاءاتُ إيواء اللاجئين في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يمكن للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات لجوء في سويسرا البقاء في البلد بانتظار قرار السلطات المعنية الذي يُمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا. وهم يحصلون على إقامة مؤقتة في أحد مراكز اللجوء خلال الأشهر الثلاثة الاولى من تاريخ تقديمهم لطلباتهم. وفقا لأمانة الدولة للهجرة، بلغ عدد المتقدمين بطلبات لجوء في سويسرا في عام 2017 حوالي 18888…
تم نشر هذا المحتوى على
منذ سنوات طويلة، تعودت ليزا بوزيا، العاملة الإجتماعية في كانتون تيتشينو جنوبي سويسرا، أن تكون في خدمة "المعذبين في الأرض".. فمساعدة الآخرين تعني بالنسبة لها "كلّ شيء".
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.