خبراء المعونة على أهبة الاستعداد بعد زلزال الصين
أعربت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء 13 مايو في جنيف عن استعدادها لتقديم المساعدات الضرورية لمواجهة الآثار المدمرة للزلزال العنيف الذي ضرب جنوب غربي الصين يوم الإثنين مخلفا ما لا يقل عن 12000 قتيل، في حصيلة مرشحة للارتفاع حسب المسؤولين في بايجينغ/بكين.
وفي سويسرا، أكدت الحكومة الفدرالية ومنظمات غير حكومية استعدادها أيضا للإسهام في جهود الإغاثة. لكن الصين لم تطلب لحد الآن أي مساعدة أجنبية إذ أكدت يوم الثلاثاء أنها تقبل عروض المعونة التي وجهتها لها دول عديدة، مُشددة في المقابل على أن “الظروف لم تتوافر بعد لإرسال فرق أجنبية إلى المناطق المنكوبة”.
صرحت إليزابيت بيرز، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف (أوتشا) “إن فرق الإغاثة الصينية تقوم بكل ما في وسعها لمساعدة الضحايا، والأمم المتحدة على أتم الاستعداد لتقديم كل المساعدة الممكنة للصين إذا ما طلبت ذلك”.
وأوضحت المتحدثة في ندوة صحفية عقدت صبيحة الثلاثاء 13 مايو أن فرق التقييم والتنسيق في حالات الكوارث وُضعت في حالة تأهب منذ يوم الإثنين”، مضيفة أنه “إذا ما احتاجت الحكومة الصينية لأي خبرة أو مساعدات إضافية، فهي تعرف أننا رهن إشارتها”.
وحرصت السيدة بيرز على التنويه إلى أن الصين تتوفر على “خبراء مكونيين بشكل جيد جدا”، ومن بينهم من تابع تكوين الفرق الأممية، وأن الأمم المتحدة تضع رهن إِشارة السلطات الصينية أيضا خبراء في حالات الطوارئ متخصصين في حالات الكوارث البيئية (الإيكولوجية)، وذلك على إثر انهيار مصنعين كيماويين في سيخوان.
وقد أعلنت الصين يوم الثلاثاء أنها تقبل عروض المساعدة العديدة التي تلقتها من دول كثيرة، معربة في المقابل عن اعتقادها بأن الظروف لم تتوافر بعد لإرسال فرق أجنبية إلى المناطق المنكوبة حيث تظل عمليات إيصال المساعدات صعبة جدا.
ورفضت السيدة بيرز القيام بأي مقارنة بين زلزال الصين وموقف سلطات ميانمار إزاء المساعدات الدولية على إثر الإعصار القوي الذي ضرب البلاد قبل أكثر من أسبوع، قائلة: “لا أعتقد أننا سنقدم على القيام بمقارنات في الوقت الحالي. إن الصين بصدد بذل قصارى جهدها لمساعدة المنكوبين”.
وفي رد حول وقوع الكارثتين في فترة متقاربة، ذكرت السيدة بيرز أن الأمم المتحدة أظهرت “خلال تسونامي أنها قادرة على إدارة مشاكل الكوارث الطبيعية في بلدان عديدة”.
الأسوأ منذ 30 عاما
وقد انهارت العديد من المدارس والمصانع والمساكن بعد وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7,9 درجة على سلم ريختر يوم الإثنين 12 مايو الجاري. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية الصينية “شينخوا” أن عشرات الهزات أعقبت ذلك الزلزال العنيف الذي يعتبر الأسوأ الذي شهدته البلاد منذ أكثر من 30 عاما.
وتفيد التقارير بأن عمال الإغاثة مازالوا ينتشلون الجثث من تحت أنقاض البنايات التي انهارت في حوض سيتشوان، أكثر المناطق تضررا بالكارثة المروعة.
ويوجد من بين الضحايا 900 طالبا دفنوا أحياءً بالقرب من مركز الزلزال على بعد 1500 كيلومترا جنوب غربي العاصمة بكين.
برن على اتصال ببكين
كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية عن وقوع ما بين 3000 و5000 قتيل في مقاطعة بيشاون، الواقعة على بعد 92 كيلومترا من العاصمة الإقليمية شينغدو، وعن وصول تأثير الهزات الأرضية إلى مناطق بعيدة مثل تايلندا وفيتنام المجاورتين.
ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية، لارس كنوخل، لم يتم الإبلاغ (لحد إعداد هذا التقرير) عن وقوع إصابات سويسرية ضمن الضحايا. وأكد مسؤول باسم الوزارة يوم الإثنين أن مسؤولا في الحكومة الفدرالية على اتصال مع السلطات الصينية.
ففي تصريح إذاعي لوسائل الإعلام السويسرية، قال السيد توني فريش، رئيس الفرقة السويسرية للمساعدات الإنسانية التابعة للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون “إننا على اتصال مع الحكومة الصينية عن طريق السفارة، وتمثيلنا الدبلوماسي وأيضا من خلال الأمم المتحدة بطبيعة الحال”.
بعثة من الصليب الأحمر
وقد وافقت السلطات الصينية بعدُ على إيفاد بعثة من الفدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر التي يوجد مقرها في جنيف.
وقال مارتين فورير، من الصليب الأحمر السويسري: “سوف يسافر فريق دولي من الصليب الأحمر إلى شينغدو، وقد سئلنا عما إذا كان بإمكاننا إرسال خبير من سويسرا”.
وقد ردت الحكومة الصينية الفعل على الكارثة التي ضربت البلاد بوابل من قوات التعبئة وشفافية غير معهودة.
ويقول المراقبون إن نهج البلاد في التعامل مع الكارثة يختلف اختلافا كبيرا عن رد الفعل في ميانمار التي ضربها إعصار “نرجس” قبل عشرة أيام.
فقد تحول رئيس الوزراء الصيني، ون جياباو، في غضون بضع ساعات من وقوع الزلزال إلى أكثر المناطق تضررا لتوجيه عمليات الإنقاذ ومواساة الناجين، كما يوجد تحت تصرف الحكومة أكثر من مليوني جندي.
ويذكر أن زلزالا قويا كان قد أوقع في عام 1976 أكثر من 240000 شخص في مدينة تانغشان، قرب العاصمة بكين.
سويس انفو مع الوكالات
ضرب زلزال بلغت قوته 7,9 درجة على مقياس ريختر مقاطعة ونتشوان في حوض سيتشوان الصيني يوم الإثنين على الساعة 14:28 بتوقيت بايجينغ/بكين (06:28 بالتوقيت العالمي الموحد).
وقد سُجلت الهزة على عُمق 29 كيلومترا من سطح الأرض، فيما كان مركز الزلزال على بعد 92 كلم من تشنغدو عاصمة مقاطعة سيتشوان.
وفي الساعة 14:35، سُجلت هزة أرضية أخرى بقوة 3,9 على سلم ريختر في مقاطعة تشنغتشو شرقي بكين.
وشعر بالهزات سكان جميع أنحاء الصين، وحتى في مناطق بعيدة مثل بانكوك، عاصمة تايلندا، وفيتنام.
1960: تشيلي
9,5 درجة على سلم ريختر.
1964: برينس ويليام سواند، ألاسكا
9,2 درجة
2004: شمال سومَطرة (أندونيسيا)
9,1 درجة
1952: شبه جزيرة كامشاتكا
9.0
1906: إكوادور
8.8
1965: جزر رات، ألاسكا
8.7
2005: شمال سومطرة
8,6
1950: أسام، التبت
8.6
1957: جزر أندريانوف، ألاسكا
8.6
1938: بحر باندا، أندونيسا
8.5
1922: الحدود التشيلية الأرجنتينية
8.5
1963: جزر كوريل
8.5
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.