خبير سويسري: “على الولايات المتحدة توقع هجمات انتقامية من طرف القاعدة”
"على المؤسسات والمواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية أن يُـعـدوا أنفسهم لمواجهة هجمات انتقامية بعد مقتل أسامة بن لادن"، وفقا لما صرح به خبير سويسري في المجال الأمني إلى swissinfo.ch.
وفي هذا السياق، يقول البير ستاهيل، الأستاذ في الدراسات الاستراتيجية بمعهد العلوم السياسية بجامعة زيورخ “إن اتفاقا سريا يكون قد تم التوصل إليه مع باكستان من أجل إلقاء القبض على بن لادن والذي قد تكون له علاقة بالإنسحاب الأمريكي من أفغانستان”.
فقد تم القضاء على بن لادن، العقل المدبر للهجمات الإرهابية المدمرة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 في مخبئه في باكستان، بعد تبادل إطلاق نار مع قوات خاصة أمريكية، مثلما أفاد الرئيس باراك أوباما في وقت متأخر من ليل الأحد 1 مايو 2011.
واستفيد أن ثلاثة رجال قتلوا ايضا في الهجوم الذي تم ضد معقله المجهز خصيصا في مدينة “ابوت أباد” التي تبعد بحوالي 60 كيلومترا عن العاصمة الباكستانية اسلام اباد، ومن ضمنهم أحد أبنائه. وقال رسميون امريكيون في وقت لاحق إن بن لادن تم دفنه في عرض البحر، مثلما أوردت وكالة أنباء أسوشييتد برس.
ويأتي مقتل الرجل الذي يعد من أهم المطلوبين في العالم، قبل أشهر معدودة من حلول الذكرى العاشرة للهجمات التي خطط لها تنظيم القاعدة الذي يشرف عليه بن لادن، ضد مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، والتي خلفت حوالي 3000 قتيل. وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك بمهاجمة أفغانستان، وتعقب القاعدة، ثم غزو العراق فيما بعد.
swissinfo.ch: ما هي تأثيرات مقتل بن لادن على زعامة تنظيم القاعدة والمجموعات الموالية له؟
ألبير ستاهيل: لم يعد بن لادن قبل مقتله سوى مجرد شخصية رمزية. ولم يعد يشرف على إدارة العمليات الإرهابية للقاعدة. أما الان فقد يتحول الى شهيد، ويتم اعتباره بمثابة قديس. كما أن مقتله سيعطي إشارة لما تبقى من تنظيم القاعدة، ومحفزا أكثر لعملياتهم القادمة.
وهل علينا أن نتوقع هجمات انتقامية في مختلف أنحاء العالم؟
ألبير ستاهيل: نعم بالتأكيد قد تكون هناك هجمات تستهدف مؤسسات ومواطنين أمريكيين. وقد يستأنفون تلك الهجمات التي عرفت هدوءا منذ مدة. إذ هناك مجموعات جديدة لا زالت في قوتها. فالقاعدة كانت دوما قوية في اليمن، ونفس الشيء ينطبق على شمال إفريقيا.
وما هي تداعيات مقتل بن لادن على الولايات المتحدة الأمريكية؟
آلبير ستاهيل: هذا يسجل نهاية فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، وانتصارا للولايات المتحدة الأمريكية. وبإمكان الرئيس أوباما الآن أن يقول “لقد هزمنا القاعدة وبإمكاننا أن ننسحب من أفغانستان”. ولديّ اعتقاد من أن صفقة تم إبرامها بين الباكستانيين والأمريكيين، لأنه من المستحيل القيام بعملية مماثلة بدون مساعدة الباكستانيين.
لقد وُجّهت انتقادات إلى باكستان في الماضي على موقفها الغامض من بن لادن. كيف تمكن من الإفلات من الإعتقال كل هذه الفترة؟
ألبير ستاهيل: لقد كان الباكستانيون يوفرون له الحماية. فقد كان بمثابة ورقة المساومة. لقد ظل بإمكانهم القول “إننا نتحكم في بن لادن، وطوال ما هو بين أيدينا، سيمكننا ممارسة الضغوط على الأمريكيين والحصول على النفوذ الكافي للتأثير في الأوضاع”.
وبهذه الورقة الرابحة بين أيديهم، يمكن تصور أنهم قالوا “حسنا، سنتخلى عن بن لادن، وبإمكانكم الحصول عليه، ولكن بمقابل”. ولدي اعتقاد في أن أهم مقابل، هو الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان. فالولايات المتحدة الأمريكية ستشرع في انسحابها من أفغانستان في عام 2014، وهذا يعد من العوامل المهمة التي لا يجب إغفالها.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما: ” إحقاق للعدالة … في حق إرهابي مسئول عن مقتل مئات الأبرياء”.
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش: ” انتصار لأمريكا وللشعوب التواقة للسلام ولكل الذين فقدوا قريبا في أحداث 11 سبتمبر 2001″.
الوزير الأول الباكستاني يوسف رضا: ” انتصار كبير ضد الإرهاب”.
العربية السعودية (موطنه الأصلي قبل تجريده من جنسيته): عبرت عن “الأمل في أن يعمل ذلك على تعزيز محاربة الإرهاب”.
الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي: “بن لادن دفع ثمن أعماله”.
طالبان باكستان: ” قسم بالثأر له لو ثبت أنه قتل”
رحبت السلطة الفلسطينية بقتل اسامة بن لادن على أيدي القوات الامريكية في حين عبرت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) عن أسفها لمقتله. وفيما اعتبر متحدث باسم السلطة الفلسطينية أن “التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم”، قال اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس “اذا صحت هذه الاخبار نحن نعتقد أن هذا استمرار للسياسة الامريكية القائمة على البطش وسفك الدم العربي والاسلامي”.
إيران اعتبرت أن “مقتله ينزع كل الذرائع من بين أيدي واشنطن لتطوير تواجد قوات لها في الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب”.
قالت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي ري “إن القضاء على رأس القاعدة اليوم خبر جيد”، وشددت على أن “أسامة بن لادن ومنظمته مارسوا إرهابا أعمى ووحشيا أسفر عن سقوط آلاف القتلى”. وفي بيان وزع في برن، قالت رئيسة الكنفدرالية إن “سويسرا تدين الإرهاب بأقصى درجات الصرامة وهي ترحب بالأعمال الملموسة التي ترمي إلى وضع حد لهياكل وأعمال الإرهاب الدولي من وسط آسيا إلى المغرب العربي مرورا بالشرق الأوسط”.
في المقابل، قال أولي ماورر وزير الدفاع في الحكومة الفدرالية إن “اختفاء أسامة بن لادن لن يغير الكثير على الفور”، واعتبر أنه من “السذاجة” الإعتقاد بأن المشاكل قد حُلت مؤكدا أن الإيديولوجية الأصولية ستظل قائمة بعد وفاة “المرشد الروحي للقاعدة”. وذهب وزير الدفاع إلى أن القضاء على “زعيم القاعدة يهدد بإطلاق أعمال ثأرية في الفترة المقبلة وخاصة ضد أهداف أمريكية”.
(نقله من الإنجليزية وعالجه: محمد شريف)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.