دلالات وأبعاد تفجير السفارة الإيرانية في بيروت
أهم مؤشران على طبيعة وأهداف الهجوم الإنتحاري المُزدوج على السفارة الإيرانية في بيروت، هما: توقيته ودقّته. فمن حيث التوقيت، جاء الهجوم عشية استئناف المفاوضات النووية الإيرانية - الغربية التي تُـثير كبير القلق في كلٍّ من الرياض وتل أبيب وأنقرة والقاهرة والعديد من دول الشرق الأوسط الأخرى، إذ أن هذه العواصم تعتبِـر المفاوضات مقدِّمة لاعتراف واشنطن وبروكسل بالدّور الإقليمي الكبير لـ "إمبراطورية قورش الفارسية الجديدة" في الشرق الأوسط، على حدّ تعبير دبلوماسي خليجي في بيروت.
هذه الدول، وخاصة إسرائيل، وإلى حدٍّ ما المملكة العربية السعودية، لا تخفي رغبتها في دفع هذه المفاوضات إلى التعثُّـر أو حتى إلى الفشل. فالأولى تُحرّك الكونغرس الأمريكي الموالي لها بشدّة، لفرض عقوبات جديدة على إيران تحت شعار “لا رفع لهذه العقوبات قبل الوقف الكامل والشامل لكل البرنامج النووي الإيراني”.
فيما الثانية تنشط الآن على أرض الشرق الأوسط لتحويله كلّه إلى “سوريا جديدة” لطهران، أي إلى فيتنام تستنزف ما تبقّى من الموارد الإيرانية التي لم تبتلعها بعدُ الحرب السورية (نحو 20 مليار دولار سنوياً).
التفجير المُـزدوج في بيروت يأتي في هذا السياق، وهو بمثابة رسالة استراتيجية لا تكتيكية، متعدّدة الرؤوس إلى واشنطن وكلّ مَـن يهمّهم الأمر، بمدى “المقاومة والمُمانعة” التي ستبرز في وجه أيّ اتفاق إيراني – غربي ثنائي، يتم من دون موافقة القِوى الإقليمية المعنِية، وهذا يعني أن تفجير السفارة الإيرانية، هو بداية لعملية أو عمليات متّسقة، لا نهاية لها.
معركة القلمون
علاوة على ذلك، جاء التوقيت متطابِـقاً مع حدث ميْداني كبير، يجري هذه الأيام على الأرض المشتركة اللبنانية – السورية، إذ يبدو أن المعركة الكُبرى في منطقة القلمون الاستراتيجية، التي تُعتَبر فائقة الأهمية للتواصل الجغرافي بين خطوط إمداد النظام السوري في كلٍّ من منطقة دمشق ومَعاقِله العلوية في حمص وجبال العلويين والبِقاع الشيعي اللبناني، قد بدأت.
رأس الحربة البرية في هذه المعركة، هي آلاف من مُقاتلي حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية وفصائل إدارة وقيادة من فيْـلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. ومن شأن انتصار النظام السوري في هذه المعركة، أن يسدِّد ضربة عنيفة للمعارضة المسلّحة السورية، وانتصاراً كبيراً آخر للنفوذ الإيراني، وهذا أمر لن تقبَـل به مملكة الوهّابيين بأي حال، وستردّ عليه بكل الوسائل المُتاحة.
هذا عن التوقيت. أما عن الدقّة التي نُـفِّذت فيه العملية، فهي بما تضمّنته من عملية مراقبة متواصِلة للسفارة الإيرانية ومعرِفة موعد مغادرة السفير غضنفر ركن أبادي للمبنى، بهدف اغتياله، يشي بأن التحضيرات للتفجير استلزمت وقتاً طويلاً وأجهِـزة متطوِّرة وعناصر عدّة، وهذا ما ليس بمقدور تنظيم “كتائب عبد الله عزّام”، الذي أعلن مسؤوليته عن العملية، القيام به. هذا ناهيك أصلاً عن أن هذا التنظيم ضبابي للغاية. فهو إيراني النَّـشأة أسّسه صالح عبد الله القرعاوي، الذي كان يتّخذ من إيران مركزاً له ويديره معارضون سعوديون. وتتقاطع كل المعلومات على القول أن هذا التنظيم المُـرتبِط بالقاعدة، مخترق كما الحال مع مُعظم الحركات الإرهابية، من مختلف أنواع أجهِـزة المخابرات، بما في ذلك الموساد.
أدانت وزارة الخارجية السويسرية بشدة الهجوم المزدوج الذي وقع يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2013 أمام السفارة الإيرانية في بيروت. وأكّدت في بيان أصدرته في اليوم نفسه بالعاصمة برن أنه لا يوجد مُبرر لأي عمل إرهابي، معربة عن تعازيها الخالصة لأسر الضحايا وأقربائهم.
وأورد البيان أيضا أن الهجوم المزدوج “أسفر عن مقتل أكثر من عشرينا شخصا، من بينهم دبلوماسي إيراني، وعن جرح كثيرين آخرين، وسويسرا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي، كما أن وزارة الخارجية السويسرية تنتظر أن تتم ملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة”.
وأضافت الوزارة في بيانها أن “سويسرا تود التعبير عن عميق تعاطفها مع أسر الضحايا وأقربائهم، فضلا عن السلطات اللبنانية والإيرانية. وهي تكرر في هذه المناسبة دعمها لجهود الحكومة اللبنانية الهادفة إلى الحفاظ على استقرار البلاد في سياق صعب بشكل خاص”.
(المصدر: وزارة الخارجية السويسرية بتاريخ 19 نوفمبر 2013)
تطور مأساوي
ماذا بعد هذا “الهجوم الاستراتيجي”، سواء على الصعيد الإقليمي أو بالنسبة إلى لبنان؟ صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” لم تجِد ما تقوله حِيال هذا الهجوم، سوى بأنه “يظهِـر كم أن الصراع في سوريا قد انقلب بشكلٍ حادّ إلى حرب سُنّية – شيعية بين القوتيْن الإقليميتين، السعودية وإيران”. لا بل هي نسبت إلى كوادر مُوالية لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت، اتِّهامهم المباشِر للرياض بالوقوف وراء العمليتيْن الانتحاريتيْن، وتهديدهم باستِهداف السفارة السعودية في العاصمة اللبنانية.
هذه المعطيات المتقاطِعة، أي المفاوضات النووية ومعركة القلمون والحرب السورية، مضافاً إليها المجابهة السعودية – الإيرانية فوق أرض العراق، والتي تتَّخذ هي الأخرى طابعاً سُنياً – شيعياً فاقِعا، تعني أن منطقة الهلال الخصيب برُمَّتها باتت ساحة مُجابهة بين الرياض وطهران أو بين الأمير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية المُخضرم، وبين قاسم سليماني، قائد فيْلق القُدس في الحرس الثوري الإيراني (على حدّ تعبير مُقاتل من حزب الله عاد لتوِّه من معارك سوريا).
لبنان كان حتى الآن بمنأى نسبياً عن هذه المجابهة، حيث كانت الأطراف السياسية المُتصارِعة فيه، المُناوئة والمعارضة للنظام السوري (8 و14 آذار)، تكتفي بالحروب بالوكالة داخل الأرض السورية.
لكن الهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت، قد يقلب هذه المُعادلة رأساً على عقِـب، خاصة إذا ما كان لهذا الهجوم ما بعده، وهو أمر مؤكّد تقريباً، بسبب العوامِل الدولية والإقليمية والسورية التي ألمحنا إليها.
المفاوضات النووية ستكون المُحفِّـز لهذه المجابهة، لكن معركة القلمون ستكون هي الوقود الذي قد يشعل أوار التفجير في لبنان، بسبب ما يقال عن تدفّق أعداد كبيرة من المسلّحين السوريين إلى لبنان، الذين سيكون هدفهم الأول، جنْباً إلى جنب مع الأصوليين السُنّة اللبنانيين، الانتِقام من حزب الله عبْر نقل المعارِك إلى مناطقه، وهذا ما جعل بعض المراقبين اللبنانيين يذهبون إلى حدّ تشبيه العملية الانتحارية ضدّ السفارة الإيرانية، بحادث بوسطة عين الرمانة عام 1975 الذي أشعل فتيل الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرّت زهاء 15 عاما.
الأمور لم تصل بعدُ إلى هذه المرحلة، لكنها قد تصِل إليها، إذا ما فشل مؤتمر جنيف – 2 لحلّ الأزمة السورية في الانعقاد، أو في التوصّل إلى نتائج ملموسة في حالِ انعقاده، وبالطبع، إذا ما عجزت المفاوضات النووية عن تهدِئة نفوس المعارضين الإقليميين لها، وأيضاً إذا ما تبيّن أن القِوى الإقليمية سترمي بكلّ ثقلها في معركة القلمون.
ففي هذه الحالة، ستخرج الأمور عن نِطاق السيطرة في لبنان، وستنضَمّ بيروت إلى دمشق وبغداد، بصفتها كلّها ضواحٍ ثلاث لعاصمة حربٍ إقليمة واحدة.
ويخشى الآن أن تكون العملية الانتحارية المُزدوجة ضد السفارة الإيرانية، أول غيْث لمثل هذا التطوّر المأساوي، الذي سيدفع لبنان ثمنه غاليا. وقديماً قيل: حين يتصارَع الفِيَـلة، يكون العشب أول مَن يدفَع الثمَن.
بيروت (رويترز) – هز تفجيران انتحاريان مجمّع السفارة الإيرانية في لبنان يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، الأمر الذي أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا، بينهم الملحق الثقافي الإيراني، وتناثر الجُثث والحُطام المحترق في الشارع.
وأعلنت كتائب عبد الله عزام، المرتبطة بتنظيم القاعدة وتتمركز في لبنان، مسؤوليتها عن التفجيرين وهدّدت بمزيد من الهجمات ما لم تسحب إيران قوّاتها من سوريا، حيث تدعم القوات الحكومية في الحرب الأهلية.
وقال مسؤولون لبنانيون، إن الصور التي التقطتها كاميرات المُراقبة الأمنية، أظهرت رجلا يضع حزاما ناسِفا يندفع مُسرعا نحو السور الخارجي للسفارة ويفجّر نفسه. وأضافوا أن التفجير الثاني نجَم عن سيارة ملغومة كانت متوقِّفة على بُعد بنايتيْن من المجمّع. لكن الجيش اللبناني قال، إن التفجيريْن انتحاريان.
وقال الشيخ سراج الدين زريقات، مرشد كتائب عبد الله عزام في موقع تويتر، إن الجماعة نفّذت الهجوم. وأضاف “غزوة السفارة الإيرانية في بيروت، هي عملية استشهادية مُزدوجة لبطليْن من أبطال أهْل السُنة في لبنان”. وقال “ستستمِر العمليات في لبنان -بإذن الله – حتى يتحقّق مطلبان، الأول: سحب عناصر حزب إيران من سوريا. والثاني، فكاك أسْرانا من سجون الظُّلم في لبنان”.
وقتل عشرات الأشخاص في لبنان هذا العام في سلسلة اشتباكات طائفية وهجمات بالقنابل على أهداف سُنية وشيعية، لها صلة بالصراع السوري.
وقال مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله من موقع الانفجاريْن “عند أحد مداخل السفارة الإيرانية، أحصيت سِت جُثث في الخارج، وشاهدت أشلاء على بُعد شارعين”. وقال وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل، إن 23 شخصا قُـتلوا وأصيب 146 آخرون في الانفجارين.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وصفه للانفجارين بأنهما “عمل غير إنساني وخبيث نفّذته إسرائيل وعملاؤها الإرهابيون”. ونفى النائب الإسرائيلي تساحي هانجبي أن لإسرائيل أي دور، وقال في القدس “إراقة الدماء في بيروت، نتيجة لتدخل حزب الله في الأزمة السورية. لم يكن لإسرائيل أي دور في السابق وليست ضالِعة في هذا”.
وقال سفير إيران في بيروت غضنفر ركن أبادي، إن من بين الضحايا إبراهيم أنصاري، الملحق الثقافي. وقال مصدر أمني لبناني، إن الانفجارين وقعا قبيْل موعِد مغادرة رُكن أبادي وأنصاري السفارة، لحضور اجتماع في وزارة الثقافة اللبنانية، وحرس السفارة يُجهِّزون السيارات التي ستقِـلُّهما.
والتهمت النيران عدّة سيارات أمام السفارة وتحطّمت واجهات بعض المباني. وغطى الزجاج المتناثر الشوارع، التي تناثرت فيها بقع الدماء وسقطت بعض الأشجار، لكن مبنى السفارة المحصّن جيدا لم يتعرّض سوى لأضرار طفيفة نسبيا.
وقال ركن أبادي “أيا كان الذي نفّذ الهجوم في هذه الظروف الحساسة، وأيا كان الفصيل الذي ينتمي إليه، فهو يعرف بشكل مباشر أو غير مباشر أنه يخدِم مصالح الكيان الصهيوني (إسرائيل)”. ولم يذكر ما إذا كان من بين القتلى أي مسؤولين آخرين بالسفارة، لكن محطات تلفزيونية لبنانية نقلت عن مصادر دبلوماسية إيرانية قولها أنه لم يُصب أحد من العاملين في السفارة.
وفي علامة على التحسّن الأولي في العلاقات بين الغرب وإيران في أعقاب انتخاب الرئيس حسن روحاني، تجاوزت فرنسا وبريطانيا الإدانات التقليدية في ردّ فعلهما العلني على الحادث. وعبّرت فرنسا عن “التضامن مع السلطات اللبنانية والإيرانية”، في حين تبرع سفير بريطانيا توم فليتشر بالدّم، في خطوة وصفتها سفارته على موقع تويتر بأنها “تضامن مع جرحى الهجوم الإرهابي على السفارة الإيرانية”. وفي واشنطن، أدان البيت الأبيض التفجيرين ودعا كلّ الأطراف في لبنان إلى الهدوء وضبْط النفس. وأدان ساسة من الطوائف السُنية والشيعية والمسيحية في لبنان الهجوم.
وفي سوريا، قالت الحكومة إن جنودها سيْطروا بالكامل على بلْدة قارة، التي تقع على طريق سريع من دمشق إلى المعاقل الحكومية على الساحل وتستخدمها المعارضة المسلّحة أيضا في العبور إلى سوريا من لبنان. وقد تمثل السيطرة على قارة، بداية هجوم أوسع للجيش السوري الذي استطاع بدعم مقاتلين من جماعة حزب الله ومقاتلين شيعة من العراق استعادة السيْطرة على منطقة القلمون الجبلية الحدودية، وعزز سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد على أراض حول دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية.
وساعد الدور العسكري لجماعة حزب الله في سوريا على إثارة التوتر الطائفي في سوريا وفي لبنان. ويؤيّد كثير من اللبنانيين السُنة المعارضة السورية المسلّحة، في حين يؤيد كثير من الشيعة الأسد المُنتمي للطائفة العلوية الشيعية.
وقال أيهم كامل، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة أوراسيا الاستشارية، إن تفجير السفارة هو محاولة من أنصار المعارضة السُنية لإضعاف دعْم حزب الله وإيران للأسد وتقويض حملة القلمون وربّما الضغط على طهران قبل المحادثات النووية يوم الأربعاء 20 نوفمبر.
وقال “ستزيد التوتّرات الطائفية في لبنان وسيتركّز الردّ الانتقامي لحزب الله على سوريا، حيث سيشارك بقوات عسكرية إضافية للقضاء على تهديد المعارضة السُنية على امتداد الحدود السورية اللبنانية”. وقال تشارلز ليستر، المحلل في مركز آي اتش اس جينز، المتخصص في شؤون الإرهاب والتمرّد، إن كتائب عبد الله عزام، التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، لها صلات قوية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالإضافة إلى صِلات مع الخليج، وإن اثنين من كِبار قادتها العسكريين، سعوديان. وأضاف “هذا الهجوم هو تصعيد كبير. فبعد أشهر وأشهر من التكهّنات، أكدت جماعة على صِلة بالقاعدة ضلوعها الآن في مسرح العمليات اللّبناني المتعلِّق بسوريا”.
واتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ضمنيا السعودية وقطر بدعم متشدِّدين راديكاليين ألقى عليهم بالمسؤولية عن هجمات سابقة على أهداف شيعية. وأظهرت لقطات لقنوات تلفزيونية محلية جُثثا مُحترِقة على الأرض وتصاعد ألْسِنة اللّهب من سيارات محترقة. واستخدم عمال الطوارئ وسكّان البطاطين، لحمل عدد من الضحايا. وقال النائب محمد رعد رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني “هذا النمط من التفجيرات هو تطوّر جديد وخطير ويستوجب من اللبنانيين أن يكونوا على قدر المسؤولية”.
وتعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، لثلاثة انفجارات على الأقل هذا العام. ونسبت تلك الهجمات لجماعات مُرتبِطة بقوات المعارضة السورية، ويعتقد أنها انتقام من تدخّل حزب الله في الحرب الأهلية بسوريا.
وقبل ثلاثة عقود، نفذ متشدِّدون شيعة دعَمَتهم إيران، تفجيرات انتحارية مدمِّرة في لبنان استهدفت السفارة الأمريكية وأيضا قواعد عسكرية أمريكية وفرنسية وإسرائيلية.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 19 نوفمبر 2013)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.