رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي عاد إلى بلاده قادما من ليبيا
عاد رجل الاعمال السويسري ماكس غولدي الى بلاده يوم الاثنين 14 يونيو بعد تقطع السبل به على مدى عامين في ليبيا منهيا بذلك خلافا دبلوماسيا هدد بتسميم العلاقات بين طرابلس واوروبا.
ورافق غولدي في رحلته وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري ووزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس وقد استقبلته في عائلته لدى وصوله الى مطار زيورخ بعد توقف في تونس في طريق عودته من طرابلس.
ومنح غولدي اذنا بالعودة الى وطنه بعد ان وصلت وزيرة الخارجية السويسرية الى العاصمة الليبية ووقعت على اتفاقية قال الطرفان انها استهدفت انهاء خلافهما الدبلوماسي. وكان غولدي الذي يعمل بشركة ايه.بي.بي الهندسية يقضي حتى يوم الخميس الماضي 10 يونيو عقوبة السجن لمدة اربعة اشهر بتهمة مخالفة قواعد الهجرة.
وشارك ايضا موراتينوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي في المحادثات بين سويسرا وليبيا في دلالة على أهمية تمسك الاتحاد الاوروبي بعلاقاته التجارية المزدهرة مع ليبيا المصدرة للنفط.
اتفاق واعتذار و.. تعويض محتمل
ويبدو ان ثمن عودة جولدي كان اعتذار سويسرا عن نشر صورة للشرطة تم تسريبها لنجل القذافي اثناء اعتقاله. وتصف ليبيا الصورة المسربة بانها انتهاك لخصوصيته واضرار بسمعته. وقالت وزيرة الخارجية السويسرية بأن بلادها أقرت بان نشر الصورة لم يكن قانونيا وقدمت اعتذارا وتعهدت بدفع تعويض لنجل القذافي اذا لم يتوصل تحقيق جنائي الى تحديد المسؤول عن تسريب الصورة.
وذكر التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية أن لديه تقارير غير مؤكدة بان سلطات جنيف دفعت 1.5 مليون يورو (1.8 مليون دولار) تعويضا لهانيبال القذافي.
وكانت ليبيا وسويسرا وقعتا يوم الأحد 13 يونيو في طرابلس على مذكرة تفاهم تمهد السبيل لتسوية الخلاف الدبلوماسي القائم بينهما منذ حوالي عامين. وحضر مراسم الإتفاق الذي وقعت عليه وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي راي ونظيرها الليبي موسى كوسة وزير خارجية أسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس الذي تترأس بلاده الإتحاد الأوروبي وسفير ألمانيا في طرابلس.
وقالت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-ري للصحافيين في ختام حفل التوقيع على الاتفاق مع نظيرها الليبي موسى كوسى ان ماكس “غولدي سيغادر (ليبيا) اليوم”. واضافت انه تم التوقيع على “خطة عمل” بين ليبيا وسويسرا واسبانيا والمانيا لتسوية الازمة بين برن وطرابلس.
واكدت الوزيرة ان الافراج عن غولدي هو “مصدر ارتياح بالنسبة له ولنا، وهو ايضا بداية لتطبيع العلاقات بيت ليبيا وسويسرا”. وأضافت وزيرة الخارجية أن سويسرا تعتذر عن نشر صور هانيبال القذافي ابن الزعيم الليبي معمر القذافي بعد اعتقاله في جنيف في 15 يوليو 2008.
خطة عمل.. وأربع نقاط
وتنص “خطة العمل” التي وقعتها سويسرا وليبيا اضافة الى اسبانيا والمانيا، بوصفهما ضامنين، على تشكيل “هيئة للتحكيم” مهمتها التحقيق في ملابسات اعتقال هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في سويسرا في 15 يوليو 2008. واعتقل هنيبال وزوجته بعدما اتهمهما اثنان من خدمها بسوء المعاملة.
وستتخذ “هيئة التحكيم” هذه من برلين مقرا لها وقد سبق لسويسرا وليبيا ان اتفقتا على تشكيلها في 20 أغسطس 2009 ولكنهما لم تتمكنا قبل هذا الاتفاق من تطبيقها. وبحسب خطة العمل التي تم التوقيع عليها الاحد فان سويسرا “تعرب عن اعتذارها للنشر غير القانوني لصور هنيبال” اثر اعتقاله، و”تستنكر نشر هذه الصور وتعترف بمسؤوليتها، وتعتزم سويسرا اتمام سير التحقيق الجاري الآن في ما يتعلق بنشر صور هانيبال”.
وأضاف الاتفاق “يعمل الضامنان (اسبانيا والمانيا) على ضمان خطة العمل بشكل متزامن، وسيعقد لهذا الغرض في مدريد اجتماع مراجعة بعد 15 يوما من التوقيع”.
خلاف ثنائي وتداعيات دولية
وكانت الوزيرة السويسرية وصلت الى طرابلس في الساعات الاولى من صباح يوم الاحد 13 يونيو رفقة وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الاوروبي.
وأطلق سراح غولدي من سجن ليبي يوم الخميس 10 يونيو الجاري بعد أن قضى عقوبة بالسجن لاربعة أشهر بتهمة “مخالفة قواعد الهجرة” لكنه ظل في انتظار التصريح له بمغادرة البلاد. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس أكد مصدر في الوفد الاسباني أن ماكس غولدي كان بعد ظهر الاحد موجودا في احد فنادق طرابلس.
وغولدي ممنوع من مغادرة ليبيا منذ تاريخ 19 يوليو 2008 أي بعد أربعة أيام من القاء الشرطة السويسرية القبض على هانيبال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بتهمة اساءة معاملة خادمين وهي تهمة أسقطت لاحقا. وعلى مدى الفترة الماضية، نفي مسؤولون ليبيون اي صلة بين القضيتين.
وردا على اعتقال اثنين من مواطنيها اعتبرتهما برن “رهينتين” قررت الكنفدرالية السويسرية، العضو في فضاء شنغن، في 2009 فرض قيود على منح مواطنين ليبيين، بمن فيهم عدد من المسؤولين، تأشيرات دخول الى دول الاتحاد الاوروبي ما ادخل الاتحاد الاوروبي طرفا في هذه الازمة.
وردت ليبيا في فبراير بفرض قيود على تأشيرات دخول على مواطني الاتحاد الاوروبي ما اثار احتجاج عدة عواصم اوروبية وادى بالنهاية الى وساطة بروكسل.
وكانت ليبيا اتخذت في 2008 اجراءات انتقامية تجاه سويسرا وسحبت اسهمها من مصارف سويسرية وطردت شركات سويسرية من ليبيا فضلا عن اعلان وقف صادراتها النفطية الى الكونفدرالية. وبالنهاية اعلنت طرابلس في مارس “حظرا اقتصاديا شاملا” على سويسرا وذهب الزعيم الليبي معمر القذافي الى حد الدعوة الى الجهاد ضد سويسرا بعد موافقة السويسريين في استفتاء على منع بناء المأذن في بلادهم.
swissinfo.ch مع الوكالات
10 يونيو 2010: السلطات الليبية تفرج عن ماكس غولدي ومحاميه يقول إنه يقيم في أحد الفنادق وهو بصدد استكمال الإجراءات الإدارية لمغادرة الجماهيرية في الأيام القادمة.
12 يونيو: النائب العام الليبي يسلم ماكس غولدي جواز سفره ووزيرة الخارجية السويسرية تطير من برن إلى مدريد لملاقاة نظيرها الإسباني ثم تصل رفقته إلى مطار طرابلس الدولي قبل منتصف الليل بقليل.
13 يونيو صباحا: التوقيع في طرابلس على اتفاق بين البلدين من طرف وزيرة الخارجية السويسرية ونظيرها الليبي والإعلان عن عودة ماكس غولدي إلى سويسرا في نفس اليوم.
13 يونيو عصرا: العقيد معمر القذافي يستقبل رئيس الوزراء الإيطالي في خيمته بثكنة العزيزية وسط طرابلس مرفوقا بوزير الخارجية الإسباني ووزيرة الخارجية السويسرية والسفير الألماني لدى الجماهيرية.
13 يونيو، السابعة مساء بالتوقيت المحلي: ماكس غولدي يتجه إلى مطار طرابلس الدولي رفقه محاميه الليبي ودبلوماسيين سويسريين.
14 يونيو/ الواحدة والنصف صباحا: ماكس غولدي يصل إلى مطار زيورخ قادما من تونس في رحلة خاصة اصطحبته فيها وزيرة الخارجية ميشلين كالمي ري.
يوم الأحد 13 يونيو 2010 نشرت وكالة أنباء “جانا” الرسمية الليبية نص خطة العمل التي قالت إنه جرى التوقيع عليها في العاصمة الألمانية برلين يوم 14 مايو 2010 بين ليبيا وسويسرا.
( أخذين بعين الاعتبار المحادثات المثمرة بين الوفدين الليبي والسويسري التي تمت بتسهيل من الحكومة الألمانية وكذلك الحكومة الاسبانية بصفتها تتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي .
وأخذين أيضا في الاعتبار الروح البناءة التي سادت الاجتماعات التي عقدت بين الرئيس السويسري ووزيرة خارجية سويسرا من جهة ، وأمين اللجنة الشعبية العامة ، وأمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي من جهة أخرى ، والاتفاق الذي تم توقيعه في 20 – 8 – 2009 .
إتفقت الجماهيرية العظمى والحكومة السويسرية بهدف حل خلافهما الثنائي بسرعة وبروح بناءة على الاجراءات التالية :
أولا : تشكيل هيئة للتحكيم تعمل وفقا للبنود ذات العلاقة في اتفاق 20-8-2009 ويكون مقرها برلين .
ثانيا : تعرب سويسرا عن إعتذارها عن النشر غير القانوني لصور الدبلوماسي ” هانيبال القذافي ” في 4-9-2009 وهو ما يشكل خرقا للخصوصية بموجب القوانين السويسرية .
وتستنكر حكومة ” كانتون جنيف ” نشر هذه الصور وتعترف بمسؤوليتها .
وتلتزم الحكومة السويسرية بسير التحقيق الجنائي الجاري الآن لنشر صور الدبلوماسي الليبي هانيبال والذي سيتم من خلاله إحالة الجناة إلى العدالة وفقا للقانون المعمول به وفي حالة عدم تحديد هوية المسؤولين عن هذا الفعل تقوم الحكومة السويسرية بدفع تعويض للشخص المتضرر يتفق الطرفان على قيمته .
ثالثا : يعمل الضامنان على ضمان تنفيذ خطة العمل بشكل متزامن وصحيح وكامل ، ولهذا الغرض يعقد في مدريد اجتماع للمراجعة خلال (15) يوما من تاريخ التوقيع على خطة العمل ) .
يشار إلى أن هذه الخطة وقع عليها في الرابع عشر من شهر الماء الماضي (مايو 2010) ببرلين الكاتب العام باللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي ووزير الدولة للشؤون الخارجية السويسري ووزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني ، والأمين العام لوزارة الخارجية الاسبانية .
(المصدر: نقلا عن وكالة الأنباء الليبية الرسمية “جانا” بتاريخ 13 يونيو 2010)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.