سوريون يتظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف احتجاجا على أحداث درعا
نظم عدد من أفراد الجالية السورية في سويسرا، مظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف للاحتجاج ضد أعمال العنف التي قامت بها السلطات ضد المتظاهرين المطالبين بمزيد من الحرية والإصلاحات في مدينة درعا.
وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، لخص المعارض السوري هيثم سرية دوافع الاحتجاج والمطالب التي يوجهها المتظاهرون للنظام السوري والمحافل الأممية.
شهدت ساحة الأمم المتحدة في جنيف، بعد ظهر الأربعاء 23 مارس 2011، مظاهرة نظمها عدة عشرات من أبناء الجالية السورية في سويسرا للاحتجاج ضد أعمال العنف التي قابلت بها قوات الأمن الشباب المحتج في مدينة درعا وباقي المدن السورية منذ أيام، والتي عرفت تصعيدا بما حدث صبيحة يوم الأربعاء، من اقتحام للمسجد العمري وقتل ستة أشخاص على الأقل، مثلما أوردت وكالات الأنباء الدولية. وهي حوادث قالت عنها التقارير الرسمية بأنها “من صنع مجموعة مسلحة…”.
وعن دوافع تنظيم مظاهرة في جنيف أمام قصر الأمم المتحدة من قبل جالية لم تكن متعودة على الظهور في الواجهة، قال الناشط هيثم سرية المقيم في سويسرا منذ عشرين عاما إنه يعيش في المنفى منذ 30 عاما، وأنه انضم للمتظاهرين “لا لشيء سوى لأن له رأيا مختلفا لما يحدث في سوريا، ولم يحمل سلاحا ولم يقتل أحدا ولا حرض على إرهاب ولا دعا لنعرة طائفية”.
روايته لما حدث ليل الثلاثاء وصباح الأربعاء في ردعا هو “أن قوات الأمن المدججة بالسلاح اجتاحت المسجد العمري في درعا، وقتلت في هذا اليوم وحده خمسة أشخاص والعديد من الجرحى”.
“تعليل أنظمة ساقطة، لا تتعلم من أغلاط الآخرين”
وفي تعليقه على ما أوردته السلطات السورية من أن ما حدث في المسجد العمري “هو من صنع مجموعة مسلحة (…) وأن هناك أسلحة وجدت في المسجد (…)”، قال هيثم سرية: “هذه تعليلات الأنظمة الساقطة مثل النظام الليبي والتونسي والمصري الذين اتهموا الشعب واستعانوا بالمرتزقة وبكل الوسائل الشيطانية فقط لتبرير قتلهم ووحشيتهم وإرهابهم ضد هذا الشعب”.
واستطرد قائلا: “الشعب السوري يريد فقط إصلاحا، الشعب السوري يريد فقط الحرية، الشعب السوري يريد فقط القضاء على الفساد، الشعب السوري يريد الحوار مع النظام”.
وتساءل الناشط السوري عن مدى منطقية الرد الرسمي السوري على هذه المطالب قائلا : “ألا ترون كيف يرد النظام، فهو لم يتعلم من تجربة صدام حسين، ولا من تجربة مبارك، ولم يجلس الى مائدة المفاوضات لمعرفة مطالب هذا الشعب المسالم وهذه المعارضة التي تريد فعلا مصلحة البلد بكامله، وترفض أي تدخل من أي طرف كان سواء كان طرفا عربيا أو إيرانيا أو أمريكيا أو اوروبيا”.
“مطالبنا: الحرية والقضاء على الفساد”
الشعارات التي رفعها المتظاهرون في درعا والتي رددها المتظاهرون على لافتاتهم أمام قصر الأمم المتحدة في جنيف يلخصها هيثم سرية في مطلب “الحرية والقضاء على الفساد”. ويشرح ذلك بقوله: “ما بين 8 و 12% يمتلكون خيرات ما يملكه 90% من الشعب السوري. فالشعب السوري يريد العدل والحرية.”
وعن مغزى مهاجمة المتظاهرين وحرقهم لمبنى حزب البعث وبناية المحكمة في درعا، يقول السيد هيثم سرية “لم يعد للشعب ثقة في حزب البعث ولا في القضاء السوري لأن هذا القضاء منحاز للطبقة الحاكمة. كما أن المتظاهرين حرقوا مقر مؤسسة الهاتف سيرياتيل التي هي ملك لرامي مخلوف الذي يملك كل شيء الأرض والبحر والسماء بفضل قرابته ببشار الأسد”.
وعما إذا كانت الاحتجاجات مقتصرة على درعا أم أن هناك مناطق أخرى منتفضة، يقول هيثم سرية: “في البداية، قامت مظاهرات في عدة محافظات في بانياس ودير الزور وفي حمص ودمشق. لكن المواجهات مقتصرة في الوقت الحالي على درعا وهذا خطر كبير على السكان هناك، من أطفال ونساء وشيوخ، لأن النظام يستعمل كل وسائل الإبادة من أجل الوصول الى أمانيه وليس إلى ما يتمناه الشعب”.
خطاب موجه للرئيس السوري
وفي حديثه لـ swissinfo.ch أمام قصر الأمم المتحدة بجنيف، شدد هيثم سرية على “أننا لا نريد إسقاط هذا النظام ولا قتل أحد، بل كل ما نريده هو إدخال إصلاحات جذرية”.
ومن هذه الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون السوريون، ورددها المتظاهرون من أبناء الجالية في سويسرا ما يلخصه هيثم سرية بقوله: “نريد أن نوصل للرئيس السوري، بأننا شعب يحب السلام والحرية ونريد القضاء على الفساد، ونحن شعب يريد المقاومة ضد أعداء الوطن من إسرائيل وغيرها. إنني ابكي على الرئيس بشار الأسد لأنه تعلم في أوروبا وعايش ما معنى الديمقراطية هناك، ابكي عليه لأنه إذا ما استمر في ما هو عليه سيكون مصيره مثل مصير الذين سقطوا من قبله”.
وتساءل هيثم سرية “لماذا لا يتحاور معنا ما دمنا لسنا حاملين لأي سلاح باستثناء عقلنا وأقلامنا من أجل استرجاع كرامتنا المهدورة منذ أكثر من 40 عاما… بسب حالة طوارئ مفروضة منذ عقود لا لشئ سوى مواجهة شعب مسالم”.
وعن موقفه من النظام يقول “نحن لا نريد إسقاط هذا النظام، لكن نريد إصلاحات جذرية يشارك الشعب السوري في إتخاذ القرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وألا يكون ذلك حكرا على عائلة الأسد ومن حولها ممن يتصرفون في أمور البلاد”.
لقاء ومطالب
المظاهرة التي نظمت ابتداء من الساعة الثانية ، انتهت بإجراء لقاء مع مسؤولين أممين في الساعة الرابعة بعد الظهر نقل فيه متحدثون باسم المتظاهرين من بينهم السيد هيثم سرية “هذه المطالب السلمية والشرعية” كما طالبوهم “بالتدخل وبأسرع ما يمكن من أجل وقف أعمال العنف والقتل ضد هذا الشعب في سوريا”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.