“سويسرا مستعدة لاحتضان اجتماع دولي حول سوريا”
أكد وزير الخارجية السويسرية ديديي بوركهالتر في تصريحات صحفية "استعداد سويسرا لاحتضان اجتماع لجنة الاتصال "الخاصة بسوريا والتي يسعى كوفي أنان لتشكيلها. وفي انتظار الاتفاق حول أعضائها، أعرب الوزير عن جاهزية سويسرا لاحتضان ها الاجتماع.
بدون الذهاب إلى حد التأكيد الرسمي “مائة في المائة” لعقد اجتماع لجنة الاتصال حول سوريا، في جنيف، أوضج وزير الخارجية في تصريحات صحفية، من بينها حواره المنشور يوم الجمعة 22 يونويو 2012 في يوميتي “لاتريبون دي جنيف”، و “فانتكاترور”، بأن سويسرا جاهزة لاستقبال الاجتماع المزمع عقده يوم الأحد 30 يونيو الجاري حول الوضع في سوريا.
إسهام سويسرا في إنجاح مخطط عنان
وزير الخارجية السويسري ديديي بوركهالتر أشار أيضا إلى أن كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا تقابل معه في بداية شهر يونيو في جنيف، وناقش معه كيفية إسهام سويسرا في دعم مخططه للبحث عن مخرج من الأزمة السورية.
وقال عضو الحكومة الفدرالية: “لقد عبر السيد عنان عن رغبته في تشكيل مجموعة اتصال تكون مكونة من الأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، ومن بعض الشركاء الذين يقومون بدور هام في المنطقة”. وأوضح الوزير بوركهالتر أن “سويسرا سارعت الى اقتراح استقبال المجموعة في جنيف”.
في انتظار حسم مشكلة المشاركة
في المقابل، أوضح الوزير بلغة دبلوماسية أنه “لا يمكن تأكيد ذلك 100% في الوقت الحالي” في إشارة الى الخلافات التي لازالت قائمة حول تركيبة مجموعة الإتصال هذه خصوصا وأن روسيا تصر على أن تكون إيران ممثلة فيها، بينما تعارض ذلك كل من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والعربية.
وقد دار حديث مؤخرا عن مشاركة كل من تركيا وإيران والسعودية وقطر في هذه المجموعة إضافة الى ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا السياق، أوضح وزير الخارجية السويسري أن “عدم التأكيد 100% لعقد الإجتماع راجع الى ضرورة التأكد من الدول التي قد تشارك فيه” منوها إلى أن “الأمور تتحرك بسرعة في هذا المجال من ساعة لأخرى”.
من جهتها، رفضت السيدة كورين مومال فانيان، الناطقة باسم قسم الإعلام في منظمة الأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء الماضي تأكيد عقد الإجتماع في جنيف يوم 30 يونيو الجاري.
“واجب قبل أن يكون نجاحا دبلوماسيا”
في الأثناء، ذهب الكثير من المراقبين إلى إقامة شبه بين احتمال احتضان جنيف لمجموعة الإتصال حول سوريا، وما شهدته جنيف في منتصف تسعينيات القرن الماضي من مفاوضات بخصوص الأزمة التي كانت تعصف بالبوسنة والهرسك آنذاك.
وفي صورة ما تم التوصل إلى اتفاق بشأن الدول الأعضاء التي يُسمح لها بالمشاركة فيه، وبعد حسم مشكلة التمثيل السوري بشقيه الحكومي والمعارض (إما ضمنيا أو جانبيا)، فمن المنتظر أن ينعقد هذا الإجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية، وهو ما يذكر بأيام النشاط الدبلوماسي الكبير لجنيف الدولية.
ولدى سؤاله عما إذا كان ذلك يمثل نجاحا دبلوماسيا لسويسرا وللوزير الذي تولى المنصب مؤخرا، أجاب السيد ديديي بوركهالتر في حواره الصحفي: “قبل أن يمثل ذلك نجاحا دبلوماسيا لسويسرا، أعتبر أنه عبارة عن قيام بالدور الذي عليها القيام به لأنه من الأهمية بمكان أن تتحرك الأمور بالنسبة لسوريا وبسرعة، فاستمرار العنف والمآسي أمر لا يُطاق. إذ على المجموعة الدولية أن تتحرك من أجل إيجاد تسوية سياسية، ومن أجل متابعة مرتكبي هذه الجرائم”.
البحث عن تسوية.. لكن دون الإفلات من العقاب!
وفي سياق حديثه عن مساهمة سويسرا في المجهودات التي تبذلها المجموعة الدولية من أجل إيجاد تسوية سياسية في سوريا، ألمح وزير الخارجية إلى محاربة الإفلات من العقاب بالنسبة لمرتكبي الجرائم.
وعندما انتقده الصحفي بالإشارة إلى أن المواقف السويسرية بخصوص سوريا اتسمت بالليونة، ردّ الوزير ديدي بوركهالتر بأن ذلك “غير صحيح، لأننا وجهنا إدانات قوية في كل مرة”. وذكّـر الوزير بأن سويسرا كانت من المبادرين بطلب إحالة الموضوع السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال “إننا وجّهنا جهودنا الدبلوماسية نحو محاربة الإفلات من العقاب”.
في سياق متصل، أوضح وزير الخارجية أن “الدول الأوربية تتخذ خطوات منسقة في إدانتها، ولا ترغب سويسرا في الخروج عن ذلك أو القيام بما هو أكثر من الآخرين، بل ترغب فقط في الإسهام بطريقة فعالة ومفيدة بالنسبة لوضعية مفجعة. لأن المجازر التي وقعت في سوريا قد صدمتنا جميعا، فنحن حتى وإن كنا مسؤولين حكوميين فإننا بشر، وما يتم هو فظيع” على حد قول الوزير بوركهالتر.
وإذا كان الوزير في هذا الحديث المطول الأول من نوعه بعد توليه وزارة الخارجية قد تطرق للعديد من القضايا الساخنة بالنسبة للدبلوماسية السويسرية، ومن ضمنها مكانة جنيف الدولية في احتضان كبريات الاحداث الدولية والمنظمات الأممية، ومنافسة عواصم ومدن أخرى لها مثل بون بألمانيا، أو فيينا بالنمسا، فإن احتمال احتضان سويسرا الإجتماع المرتقب لمجموعة الإتصال حول سوريا، قد يشكل أول أكبر إنجاز يحققه منذ توليه هذا المنصب في أول يناير 2012 وانتصارا للتوجه الجديد في الدبلوماسية السويسرية التي شرعت في انتهاج سياسة مغايرة لما كانت عليه في عهد الوزيرة السابقة ميشلين كالمي- ري، أي تفعيل “دبلوماسية الكواليس” بدل “الدبلوماسية العلنية”، ودبلوماسية المساعي الحميدة بدل دبلوماسية الإدانة والتشهير.
عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها يوم 20 يونيو 2012 عن مواجهة عمالها وعمال جمعية الهلال الأحمر العربي السوري لصعوبات في إخلاء الأشخاص المحاصرين بالعمليات القتالية المتواصلة في العديد من أحياء مدينة حمص ، أو إيصال أية مساعدات لهم.
وقالت رئيسة قسم العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بياتريس ميجيفون- روغو” إن القتال مستعر منذ أكثر من 10 ايام بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المسلحة في العديد من أحياء مدينة حمص”. واضافت ” بأن العديد من المدنيين يوجدون محاصرين في المدينة القديمة، وليس باستطاعتهم لا الفرار او الاحتماء في مناطق آمنة بسبب المواجهات المسلحة المتواصلة بدون انقطاع”.
وقالت المسؤولة بالصليب الأحمر ” إنه من الضروري بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر و لجمعية الهلال الأحمر العربي السوري أن يتمكنا من الدخول باسرع وقت الى مناطق تواجد من يحتاجون للمساعدة الحيوية وهذا بكل آمان وبدون اية عراقيل”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد وجهت في 19 يونيو 2012 نداءا إلى السلطات السورية والمجموعات المعارضة المختلفة من أجل الالتزام بهدنة مؤقتة في القتال . وقالت “إن السلطات قبلت طلبنا رسميا، في حين أن مجموعات المعارضة أكدت أنها ستحترم الهدنة”.
وقالت اللجنة الدولية، إنها ومعها جمعية الهلال الأحمر العربي السوري مستعدان للتوجه الى المدينة القديمة في حمص، والى أحياء القرابيز، والكسور، وجورة الشياح ، والخالدية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.