علاء عبد المنعم: “يوم الغضب بمصر كسر حاجز الخوف”
أوضح علاء عبد المنعم، المعارض المصري والنائب البرلماني السابق أن خروج هذه الآلاف المؤلفة من جماهير الشعب المصري؛ للتظاهر في "يوم الغضب" أمس الثلاثاء 25 يناير 2011 قد حمل رسالة واضحة للحكومة وللنظام الحاكم مفادها أن هناك غضب عارم، واحتقان شديد، في الشارع المصري بمختلف فئاته، وأنه لم يعد ممكنًا الانتظار أكثر من ذلك؛ مشددًا على أنها كانت مجرد البداية، وأنها ستتكرر كثيرًا، وستستمر حتى تتحقق مطالب الشعب التي أجملها في ثلاثية "التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية".
وفي حوار خاص لـ”swissinfo.ch“؛ نفى المحامي والناشط الحقوقي علاء عبد المنعم؛ أحد أبرز قيادات المعارضة المصرية، ما جاء في بيان وزارة الداخلية من اعتبار أن جماعة الإخوان المسلمين هي من تقف خلف هذه المظاهرات؛ وقال: ليس هناك حزب سياسي بعينه، أو قوة سياسية محددة، هي من نظمت أو وقفت وراء تنظيم هذه التظاهرات الشعبية في معظم محافظات مصر؛ معتبرًا أن “من يستطيع أن يحرك كل هذه الجماهير، بهذه الأعداد الغفيرة، في نفس الوقت، وفي معظم المحافظات؛ يستحق أن يحكم هذه البلاد”!.
swissinfo.ch: كم بلغ عدد المشاركين في القاهرة والمحافظات حسب تقديراتكم ؟
علاء عبد المنعم: المشاركون في يوم الغضب تجاوزوا أرقامًا كبيرة، تعد بالآلاف، ففي المظاهرة الأساسية التي كانت في قلب العاصمة بميدان التحرير، وحسب البيان الرسمي لوزارة الداخلية، تجاوز عددهم عشرة آلاف متظاهر، بينما هم في تقديري كانوا من 15 إلى 20 ألف متظاهر، كما وصل عدد المتظاهرين في مدينة الإسكندرية الساحلية وحدها أكثر من 20 ألف متظاهر، إضافة إلى أعدد أخرى تتراوح بين 5 – 10 آلاف متظاهر في كل من المحافظات الأخرى، وهناك تقديرات إجمالية لعدد المتظاهرين يوم أمس تتراوح بين 100 – 150 ألف متظاهر.
ما هي المحافظات الأخرى التي تظاهرت في نفس اليوم مع العاصمة؟
علاء عبد المنعم: هناك العديد من المحافظات التي شاركت العاصمة (القاهرة) في التظاهر؛ كان أبرزها: الإسكندرية، والسويس، والغربية (المحلة الكبرى)، الجيزة، دمياط، كفر الشيخ، الفيوم، سوهاج،… إلخ.
كيف تم الترتيب والتنسيق لمظاهرة الثلاثاء الغاضب بين الأحزاب والقوى السياسية وجموع الناشطين؟
علاء عبد المنعم: ما حدث أمس لم يتم بالترتيب أو التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية، وإنما فقط انطلقت الدعوة ليوم الغضب من بعض الشباب الغاضبين مما وصل إليه الحال في مصر، وذلك من “ساحات الحوار”، و”المنتديات الإلكترونية”، و”المدونات”، وبعض المواقع الاجتماعية الشهيرة وأبرزها “الفيس بوك”، وتوتير، وهؤلاء الشباب هم من فجّر البداية، وتفاعل مع دعوتهم شباب الجامعات المصرية، واستجابت لهم بعض العناصر من بعض أحزاب المعارضة، إضافة إلى بعض عناصر القوى السياسية الأخرى مثل: الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة كفاية، وجماعة الإخوان المسلمين، والبرلمان الشعبي.
هل فوجئتم بالأعداد الكبيرة التي شاركت في يوم الغضب أمس الثلاثاء؟
المعارض علاء عبد المنعم: بالفعل نحن فوجئنا بخرج هذه الآلاف المؤلفة من المتظاهرين، وكنا نتوقع ألا يزيد عدد المشاركين في يوم الغضب عن خمسة آلاف مواطن، لكننا عندما وصلنا إلى ميدان التحرير وجدنا قرابة 20 ألف متظاهر، وهناك علمنا أن هناك مظاهرات بالآلاف في الجيزة وحدائق القبة وشبرا والمطرية وامبابة، هذا غير مظاهرة الإسكندرية التي تعدت العشرين ألفًا وحدها، ناهيك عن مظاهرات تراوح أعداد المشاركين فيها من 5 -10 آلاف في السويس والمحلة الكبرى ودمياط وكفر الشيخ والفيوم وسوهاج وغيرها من المدن والمحافظات الأخرى. وإجمالا فقد كان العدد مفاجئًا لكل توقعات قيادات المعارضة من الأحزاب والقوى السياسية بمصر.
لماذا حددتم يوم الثلاثاء 25 يناير (الموافق للاحتفال بيوم الشرطة) يومًا للغضب ؟
علاء عبد المنعم: من وجّهوا الدعوة ليوم الغضب من الشباب عبر موقع الفيس بوك اختاروا هذا اليوم؛ الثلاثاء 25 يناير ؛ لأنه يوافق الاحتفال بعيد الشرطة، ليوصلوا رسالة لرجال الشرطة بأننا لسنا ضد الشرطة، لأنها ملك الشعب كله، وليست ملك الحكومة أو الحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم)، كما أنه يوافق يوم عطلة رسمية؛ مما يتيح الفرصة لمشاركة اكبر عدد ممكن المتظاهرين.
ما هي أهدافكم من هذا الخروج العلني للتظاهر؟
علاء عبد المنعم: أعتقد أن أبرز هذه الأهداف والمطالب وهي سياسية بالأساس؛ يمكن إجمالها في مثلث المطالب الشعبية (التغيير/ الحرية/ العدالة)، ولتحقيق هذه المطالب هناك مطالب تفصيلية يمكن تحديدها في النقاط التالية:
1) حل فوري لمجالس الشعب والشورى والمحليات؛ لأنها تمت جميعا بالتزوير الفاضح.
2) الدعوة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بنظام القائمة النسبية.
3) أن تتم الانتخابات تحت الإشراف الكامل والشامل للقضاء المصري.
4) محاسبة ومحاكمة لفاسدين والمفسدين، حسابا عسيرًا وسريعًا.
وما هي الرسالة التي وجهها الغاضبون أمس إلى النظام السياسي بمصر؟
المعارض علاء عبد المنعم: الرسالة الأساسية التي وجهها المتظاهرون أمس في يوم الغضب للحكومة وللنظام الحاكم هي أن هناك غضب عارم، واحتقان شديد، في الشارع، وأنه لم يعد ممكنًا الانتظار على هذه الحال أكثر من ذلك.
هل كان للنموذج التونسي دورٌ في استلهام ثورة الغضب؟ وإلى أي مدى؟
علاء عبد المنعم: طبعًا؛ كان للنموذج التونسي دور كبير في استلهام ثورة الغضب، فمنه حاكي المتظاهرون ما حدث في تونس، ومنه أدرك الشعب المصري أنه يمكن للشعوب التغيير دون انتظار السياسيين وقادة الأحزاب والقوى السياسية، كما كان فيه غيرة مشروعة مما فعله التونسيون.
لا شك أن أحد أهم أسباب نجاح الثورة التونسية أنها كانت شعبية بامتياز، فما توصيفك لثورة الغضب المصري هل كانت حزبية أم شعبية؟
علاء عبد المنعم: أؤكد أنها كانت ثورة شعبية بامتياز؛ فليس هناك حزب أو قوة سياسية بمصر يمكنها أن تحرك كل هذه الآلاف الكبيرة، ولا حتى الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم)، الذي يدعي أن عدد أعضائه قد تجاوز الثلاثة ملايين عضو (!)، ولو كان يستطيع لفعلها؛ ولحرك مظاهرة حاشدة مضادة. كما أود أن أوضح أن الغالبية العظمى للشباب المشاركين في يوم الغضب هم ممن لم يسبق لهم التظاهر من قبل.
ولكن بيان وزارة الداخلية اتهم جماعة الإخوان بأنها وراء هذا الحشد الكبير من المتظاهرين؟
علاء عبد المنعم: هذا الكلام غير صحيح؛ وهو في الوقت نفسه يدين النظام الذي طالما يردد أن الإخوان جماعة محظورة، وأنها ليس لها شعبية بمصر؛ إذ لو كان بوسع جماعة الإخوان وحدها أن تحشد كل هذه الآلاف للتظاهر في الشارع بهذه الأعداد، وفي نفس الوقت، وفي كل محافظات مصر، لكانت تستحق أن تحكم مصر!، وفي قناعتي أنها كان يومًا للغضب الشعبي، وأي إنسان يدعي أنه كان وراء تنظيم هذه التظاهرات التي اندلعت في كل المحافظات فهو كاذب.
هل تعتزمون الإستمرار في التظاهر وإعلان الغضب أم أنه كان يومًا للغضب وولـّـى؟
علاء عبد المنعم: بالتأكيد؛ وخاصة بعدما رأيناه أمس في ثلاثاء الغضب من إقبال منقطع النظير من جماهير الشعب الغاضبة، والتي كنا نظنها سلبية، سنستمر حتى يذعن الحكومة لمطالب الشعب، ويحدث التغيير ونحصل على الحريات، وتتحقق العدالة الاجتماعية. ولعل أكبر الفوائد التي تحققت أمس أنها كسرت حاجز الخوف لدى المصريين.
كيف تعاملت مختلف طوائف الشعب المصري مع يوم الغضب؟ وكيف كانت ردود فعلهم؟
علاء عبد المنعم: صحيح أن أغلبية المتظاهرين كانوا من الشباب؛ لكن جميع فئات الشعب انضموا إليهم، والتحموا معهم، في لوحة جميلة لاقت استحسان الشعب بأكمله.
أخيرًا؛ ما تعليقكم على التعامل الأمني مع المتظاهرين إجمالا؟
علاء عبد المنعم: الحقيقة أن التعامل الأمني خلال النهار كان جيدًا، وامتاز بالحيادية، واكتفى بتطويق المتظاهرين، وحفظ النظام؛ ومع مرور الوقت حدثت بعض الإحتكاكات مع المتظاهرين في بعض المناطق، والمحافظات أسفرت عن ثلاثة قتلى وبعض المصابين من الجهتين، فيما قامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين بالقوة بعد الساعة الحادية عشر مساءً، مستخدمين مدافع المياة، وقنابل الغازات المسيلة للدموع، لكنه إجمالا أقل مما كان متوقعًا أو متبعًا منهم في مثل هذه التجمعات.
القاهرة (رويترز) – قالت مصر يوم الاربعاء انها تمنع التظاهر وسارعت قوات الأمن الى تفريق المُحتجين الذين حاولوا التجمهر بعد أكبر احتجاجات في عهد الرئيس حسني مبارك.
ودعا نشطاء المصريين الى الخروج للشوارع مجددا يوم الاربعاء لانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أطلق عليها “يوم الغضب” في أنحاء مصر وأسفرت عن مقتل ثلاثة محتجين وشرطي.
وأطلقت الشرطة الغازات المُسيلة للدموع ومدافع المياه في الساعات الاولى من صباح يوم الأربعاء لتفرقة المتظاهرين الذين احتلوا ميدان التحرير في وسط القاهرة.
قال شهود عيان ان قوات الأمن ضربت محتجين بالهراوات يوم الاربعاء أمام مبنى نقابة الصحفيين بوسط القاهرة. وقال الشهود ان المحتجين أمام النقابة حاولوا النزول الى الشارع لتنظيم مسيرة وان المجندين أوسعوهم ضربا.
وبحلول الفجر كان الهدوء قد عاد للشوارع في القاهرة ومدن أخرى. وانتشرت الشرطة بأعداد كبيرة في أنحاء العاصمة.
وسارعت قوات الأمن الى إحباط محاولات المحتجين للتجمع مجددا يوم الأربعاء أمام دار القضاء العالي بالقاهرة وفي مدينة المحلة الكبرى. وفي ميدان التحرير استجوبت الشرطة او تحركت تجاه كل من بدا يتلكأ.
وفي الوقت الذي نظف فيه عمال البلدية بقايا احتجاجات الثلاثاء من شوارع القاهرة خرجت صحيفة المصري اليوم اليومية المستقلة بعنوان رئيسي كتب باللون الأحمر من كلمة واحدة ” إنذار”.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية عن وزارة الداخلية “لن يسمح بأى تحرك إثارى أو تجمع احتجاجى أو تنظيم مسيرات أو تظاهرات وسوف تتخذ الاجراءات القانونية فورا وتقديم المشاركين الى جهات التحقيق.”
واجتذبت الدعوة الى المظاهرات نحو 20 الف متظاهر يشتكون من الفقر والبطالة والفساد والقمع خرجوا الى شوارع القاهرة وعدد من المدن الأخرى مطالبين مبارك بالتنحي ومستلهمين الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي هذا الشهر.
ونشر عدد من المطالب السياسية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت وتم توزيعها على أوراق قبل أن تتدخل الشرطة.
ومن بين المطالب تنحي مبارك واستقالة رئيس الوزراء احمد نظيف وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكرر ناشط بأحدى النقابات العمالية المطالب على الجموع في مكبر للصوت.
ويبلغ عدد سكان مصر 80 مليون نسمة ومعدل النمو السكاني بها اثنين في المئة ويشكل من هم دون سن 30 عاما 60 في المئة من السكان يمثلون 90 في المئة من العاطلين. ويقل دخل نحو 40 في المئة من المصريين عن دولارين يوميا ويعاني ثلثهم من الأمية.
ودعت واشنطن لضبط النفس. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان حكومة مبارك مستقرة وانها تسعى الى سبل لتلبية احتياجات المصريين.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري “أعتقد ان من حق المرء أن يتظاهر دون عنف… ودون سقوط قتلى.”
وفي منتجع دافوس شرق سويسرا، قال الامير تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق في بريطانيا والولايات المتحدة لخدمة تلفزيون رويترز انسايدر ان مستقبل حكومة مبارك يتوقف على قدرتها على فهم أسباب الاحتجاجات. وأضاف “سنرى ما اذا كانوا كقادة سيحققون مطامح الشعب.”
وقال موقع تويتر الذي اعتمد عليه المتظاهرون بشكل أساسي في التنظيم ان خدماته في مصر حجبت.
وقال صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الحاكم لصحيفة الأخبار المصرية الحكومية ان الفارق كبير بين حرية التعبير وبين الفوضى.
وقال مصدر حكومي انه تم إبلاغ الوزراء بأنه يجب ضمان عودة الموظفين الى العمل يوم الأربعاء وعدم انضمامهم للاحتجاجات.
وأنحت وزارة الداخلية باللوم على جماعة الاخوان المسلمين في أعمال العنف التي وقعت يوم الثلاثاء على الرغم من أن الجماعة المحظورة لعبت دورا محدودا في الاحتجاجات مما أغضب أعضاءها الشبان.
وقال عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين “ان موقف الاخوان لم يتغير. نحن مع الشعب… شبابنا شارك يوم الثلاثاء في المظاهرات التي كانت أمام دار القضاء العالي… وزارة الداخلية القت باللائمة في المظاهرة علينا كي تعطي نفسها عذرا امام الناس في استعمال القوة لتفريق المتظاهرين كي تبدو انها لاتضرب المصريين بل تضرب الاخوان.”
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 26 يناير 2011)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.