علاقات إسرائيل العربية في مهبّ رياح “الربيع العربي”!
تتباين الرؤى المصرية حول ما قام به بعض المتظاهرين المشاركين فيما سُمي "جمعة تصحيح المسار" ليوم 9 سبتمبر من الاعتداء على مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وتبديد مخزن الأوراق والمستندات التابع لها وإنزال العلم الإسرائيلي للمرة الثانية خلال أسبوعين.
وفيما ترفض الجهات الرسمية ممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، ما حدث جملة وتفصيلا، تنقسم وجهات النظر الشعبية والرأي العام إلى مؤيد يراه رد فعل طبيعي على مقتل الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل ومتحفظ يراه متناقضا مع أخلاق ثوار التحرير الذين أطاحوا بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ومعارض يرفض الاعتداء ويطالب بضرورة الالتزام بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وقواعد القانون الدولي التي تلزم دولة المقر بالمحافظة على أمن وسلامة السفارة والعاملين بها.
وفي سياق متصل، أوضح خبراء ومحللون سياسيون عرب، أن الثورات العربية التي اندلعت هنا وهناك، قد أثرت سلبا على العلاقة مع إسرائيل، وذلك على المستوى الشعبي فقط، فيما لم يظهر لها على المستوى الرسمي – حتى الآن – أي تأثير فعلي، خاصة في تلك الدول التي ترتبط معها باتفاقيات سلام كمصر والأردن.
وقال الخبراء في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “في حال وصول الإسلاميين للسلطة في مصر أو تونس أو المغرب …إلخ، لن يمتلكوا القوة لقطع العلاقة مع إسرائيل، وإنما سقومون بالتطبيع معها بأشكال جديدة، وذلك في إطار قواعد اللعبة الدولية التي يدير الغرب والولايات المتحدة”.
وفي محاولة منها لرصد تأثير الثورات العربية على العلاقة مع إسرائيل واستكشاف مستقبل هذه العلاقة في حال وصول إسلاميين إلى السلطة، التقت swissinfo.ch خبراء ومحللين سياسيين عرب، من مصر والأردن وفلسطين وسوريا والمغرب.. فكان هذا التحقيق.
مصر: سلام شامل وعادل!
في السياق ذاته، قال الدكتور طه عبد العليم، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: “من المؤكّـد أن الثورات العربية ستغيِّـر من طبيعة العلاقة بين إسرائيل والدول المرتبطة معها بعلاقات سلام، لأن الشعوب التي ثارت من أجل الكرامة، لن تقبل بالعنصرية والغطرسة الإسرائيلية، وفي نظم ديمقراطية لا تستطيع النظم أن تواصل الإذعان، متجاهلة الرأي العام القادِر على تغييرها.
وأما السلام، فإنه سيستمر، ولكن في ظل “علاقات طبيعية”، تحفل بالتناقض والصراع ولا تقبل بالتعاون، إلا في ظل سلام شامل وعادل وعلى أساس توازن وتبادل المصالح”.
وأضاف عبد العليم، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch “وفي حال وصول الإسلاميين للحكم، فإن معادلة السلام، كما أوجزتها، سوف تتبدل مع تزايد الحضِّ على الكراهية من جانب المتطرفين، اليهود والعرب، وإن استمر السلام، وذلك حتى (تتعزّز الإمارات الإسلامية) ومع تزايد الكراهية من الجانبين، قد ينهار السلام من جانب القوى الأكثر تطرفا، والتي عادةً ما تتمكن من الإطاحة بالقوى ذات الحسابات العملية، وستكون الخسائر فادِحة للعرب وإسرائيل على السّواء”.
واعتبر الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن “الحل، في تقديري، يتلخّص في (سلام شامل وعادل)، يستند إلى مبادرة السلام العربية وعلاقات طبيعية وإنهاء للغطرسة والتوسع والعنصرية والاستيطان، من جانب إسرائيل، وهذا نفسه ضروري لقطع الطريق على قوى التطرّف العربية والإسلامية”.
الأردن.. ستتأثر على مراحل!
متَّـفقا مع عبد العليم، أكَّـد المحامي نضال العبادي، السياسي الأردني أن “الثورات العربية التي نجحت في الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا، وما زالت حبْـلى في سوريا واليمن، والبقية تأتي، قد أثرت وستؤثِّـر على طبيعة العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، خاصة تلك المرتبطة معها بعلاقات سلام، ولكن على مراحل. وهناك فروق بين الدول ذات العلاقة مع الكِـيان الصهيوني وغيرها من الدول، التي ليست لها علاقة”.
وقال العبادي، النائب السابق في البرلمان الأردني في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch “في تقديري، أنه سيحدث تعليق للبعض وتجميد للبعض وبُـرود للبعض، وستتخوف الأنظمة من الشوارع العربية، وسيُـعيد العالم حساباته في نظرته للعرب وللشارع العربي، وذكاؤهم ومكرهم سيجعلهم يحوّلون اكتساب الشارع العربي، وليت الأنظمة البالية المهترئة، التي لا رصيد شعبيا لها، يحاولون”.
وعن العلاقة في حال وصول إسلاميين للسلطة، أوضح العبادي أنها “علاقة تُـشبه الشمعة التي إما أن تفنى وحدها قريبا، وإما أن نورها سيخفت بسبب عودة الضياء. فالشمعة لها عُـمر، ولو أشعلناها، فهي ستنقص رويدا رويدا، حتى تنطفِـئ وحدها، هذا هو الاحتمال الأول. أما الثاني، فهو أن الكهرباء الأصلية تعود فتُـضيء المكان ونصبح في غنىً عن الشمعة، لأن نورها يضيع مهْـما كان قويا في العتْـمة، أما مَـن ليس له علاقات حتى الآن، ففي ظل الثورات، لن يفكر فيها”.
فلسطين: ستقطع في النهاية!
متفقا مع العبادي وعبد العليم، قال المحلل السياسي الفلسطيني ياسر البنّـا: “لاشك أن الثورات العربية ستغيِّـر من طبيعة العلاقة بين إسرائيل والدول المرتبطة معها بعلاقات سلام، وإن كان الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت، لكن في تصوّري أن الأمور ستصِـل في النهاية إلى قطع هذه العلاقات، حيث أنه من الواضح أن الثورات العربية تُـقاد بحكمة، وقادة الثورات يسعوْن إلى تجاوز هذه المرحلة الصّـعبة والمعقَّـدة، من خلال عدم فتح جبهات جديدة، وخاصة مع واشنطن”.
وأضاف البنا، الكاتب الصحفي المُـقيم بغزة في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch: “رأينا في مصر، وطوال أيام وليالي، الثورة في ميدان التحرير، أنه لم يُـحرَق عَـلَـم إسرائيلي واحد ولم تجد واشنطن أي ذريعة كي تناصب الثورة العداء. فقد كان الأداء ذكيا، وكذلك الحال في البلاد الأخرى، التي اندلعت فيها ثورات كتونس وليبيا وسوريا واليمن”، مشيرا إلى أن “الكل يعتقِـد أنه لو وصلت جماعة الإخوان للحُـكم في مصر، فلن تعمل على قطع العلاقات مع إسرائيل بشكل فوري وسريع، منعا للتَّـصادم مع أمريكا وحلفائها”.
وتابع البنا: “لكن على المدى المتوسط والبعيد، ستتأثَّـر هذه العلاقات بشكل كبير، وأعتقد أنها ستقطع حتما استغلالا لحوادث الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين أو العرب، في تكرار لسيناريو العلاقات الإسرائيلية التركية، وستجد إسرائيل نفسها معزولة تماما عن محيطها وستفقد الثغرات التي تمكَّـنت من فتحها في الجدار العازل المحيط بها”، أي دول الطوق.
وفي حال وصول إسلاميين للسلطة بمصر أو تونس أو المغرب، فإنني “أعتقد أنه في ظل موازين القوى العالمية الحالية، فإن كِـلا الفريقين، الحركات الإسلامية وإسرائيل، ستحاولان الوصول إلى نوع من الهُـدنة غيْـر المعلنة، والتعايش الاضطراري”، معتبرا أن “هذا واضح من خلال تعامُـل إسرائيل مع حُـكم حركة حماس في غزة، حيث أنها بدأت بالتعايش القسْـري معها، وواضح كذلك في تعامل حركة حماس مع إسرائيل”.
واختتم البنا بقوله: “حماس تعمل الآن على منع الفصائل الأخرى من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حتى لا تستغلها الأخيرة لشنّ حرب على غزة”، متصورا أن “الحركات الإسلامية التي قد تصل إلى سدّة الحكم، لن تحاول الوصول إلى حالة حرب مع إسرائيل، لكنها ستحاول عَـزل الدولة العِـبرية وإنهاء العلاقات معها بشكل تدريجي، ودعم كِـفاح الشعب الفلسطيني، من أجل نيْـل حريته وحقوقه”.
سوريا: مستويان.. رسمي وشعبي!
ومن جهته، أوضح الباحث السوري الدكتور معتز الخطيب أنه: “على مستوى الاتفاقات الرسمية الموقعة، كما في مصر والأردن، لا أعتقد أن العلاقات سيطرأ عليها تغيّـر جوهري في المدى المنظور أو القصير، لاعتبارات مختلفة. أهمها، أن المراحل الانتقالية تشهَـد نقاشات وصراعات ومعارك من أجْـل البناء، والسياسة الخارجية هي آخر ما يتغيّـر عادة بالنسبة للدول”.
وقال الخطيب، مُـعدّ برامج في قناة الجزيرة الفضائية في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch “أما على مستوى الوعي الشعبي والرأي العام، فسيطرأ تغيير كبير لصالح المقاومة، وسيشكل تهديدا لمستقبل إسرائيل بالمنطقة، لأن الثورات العربية تعكِـس ما أسمَـيْـته (الزمن العربي الجديد)، بمعنى أنها تحمل حسًا عربيًا، ولكن ليس أيديولوجيا، والحِـس الشعبي ضد إسرائيل ومع المقاومة”، معتبرا أنه “سينعكس على رسم السياسات الخارجية للدول التي شهدت ثورة، لأننا سنكون أمام رأي عام يُـؤخَـذ في الحسبان، بحجم الديمقراطية التي سيتم تطبيقها”.
وأضاف: “أما بخصوص سوريا تحديدا، فالمسألة ملتبسة وبحاجة إلى توضيح الصورة السائدة عن النظام السوري أنه نظام ممانعة ومعادٍ لإسرائيل، ولكن في الحقيقة، أن من أشد معارضي سقوط النظام السوري، هي إسرائيل وإيران وحزب الله، وهذا يحيل إلى التقاء مصالح الأطراف المتعادية على بقاء النظام السوري”.
واستطرد: “لنتذكر جيدا أن معاهدة السلام مع إسرائيل في مصر والأردن، لم تؤسس لتهدئة واستقرار على الحدود مع إسرائيل، ولكن علاقة العداء بين سوريا وإسرائيل حملت مكسب استقرار الحدود لنحو أربعين سنة!! فهل يقتضينا هذا التشكيك في مفهوم العداوة بين إسرائيل والنظام السوري؟”، موضحا أن “الشخصية السورية، تاريخيا، هي شخصية عربية تُـعادي أيّ تدخل أجنبي وتساند المقاومة، وهذه ليست مسألة من اختراع نظام البعث، بل على العكس، فإن نظام البعث هو من وظّـف هذا الحسّ التاريخي وركب عليه”.
وعن مستقبل العلاقة حال وصول إسلاميين إلى السلطة، قال: “وصولهم واستمرارهم محكوم، ليس فقط باعتبارات داخلية وديمقراطية، بل باعتبارات التفاهم مع القوى الدولية، وخصوصا أمريكا، وسنشهد سياسة خارجية أمريكية موحَّـدة تُـجاه الإسلاميين في المرحلة القادمة، وهي تتطلب تفاهمات مع الإسلاميين، ستقتضي منهم (التفاوض) حول الموضوع الإسرائيلي، وهو ما سينقله من العداء المُـطلق إلى السياسة البرغماتية”.
المغرب: التطبيع لن يتوقف!!
ومن ناحيتها، ترى الكاتبة والمحللة السياسية المغربية مريم التيجي أن “العلاقة مع الدولة العبرية ستتغير سلبا على المدى البعيد، أما على المدى القريب والمتوسط، فيصعب أن تغيّـر الثورات العربية كثيرا في العلاقات القائمة، لأن ما يُـسمى بالربيع العربي، لا يزال في بداياته، والثورات لحد الآن، لم تستطع أن تنتج نخبا جديدة ولا خطابا جديدا بالمعنى العميق للكلمة”.
وقالت التيجي في تصريحات خاصة لـ swissinfo.ch “قد يبدو للمتتبِّـع أن هناك خطابا جديدا أكثر تمردا وأكثر تحررا، لكن بعيدا عن اللافتات والشعارات، لا تزال الثورات العربية جنينية وقد تحتاج الشعوب العربية لسنوات طويلة حتى تتضح لها الرؤيا وتبني منظومتها الحضارية الجديدة، وقد نفاجَـأ بصعود نُـخب قديمة، بعد الثورات، بأقنعة جديدة وستستمر اللعبة القديمة تحت الطاولة في السنوات القليلة المقبلة وستستمر حالة اللاستقرار بعض الوقت”.
وأضافت: “أعتقد أن مشهدا سياسيا واجتماعيا بهذه الضبابية، سيخدم إسرائيل بلا شك ويعزِّز مصالحها، دون أن نغفل دور الولايات المتحدة والغرب عموما في دعم الثورات الوليدة والوقوف إلى جانب الأنظمة الصاعدة والنخب المؤهلة للحكم في المستقبل القريب، وهذا عامل آخر سيجعل تحوّل العلاقة مع إسرائيل أمرا صعبا، رغم إرادة الشعوب العربية التي لا تميل عموما لتطبيع هذه العلاقة”.
وتابعت: “مسلسل التطبيع لن يتوقّـف، قد يأخذ أشكالا أخرى، لكن لديْـه من أسباب الحياة ما يكفيه ليستمِـر بعد الثورات، هذا على المدى القريب والمتوسط، أما على المدى البعيد، فلا أعتقد أن لإسرائيل مستقبل بين شعوب لا تقبلها، وقد يكون عنوان الثورة المقبلة هو فلسطين، الحُـلم الذي لا يمكن تحقيقه، دون تهديد وجود الدولة العبرية”.
وقالت التيجي: “وصول الإسلاميين للحكم لن يغيِّـر شيئا في عُـمق العلاقة مع إسرائيل، بسبب قوة اللوبيات التي ترعى هذه العلاقة والمتجذرة في دواليب الدول، وبسبب مصالح نخب اقتصادية، تعتبر لاعبا رئيسيا في الدول العربية، والتي باتت مرتبطة بالعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، فضلا عن أن الإسلاميين لا يمتلكون الخِـبرة والحِـنكة السياسية التي تمكِّـنهم من إدارة معركة بهذا الحجم بنجاح في ظل الضغوط الدولية المرتقبة”.
وأضافت: “الإسلاميون سيكونون حديثي عهْـد بالحكم وبالسياسة الدولية في أغلب الأقطار، وإن وصلوا للحكم، فسيكون ذلك برعاية ورضا الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وقد يسبِّـبون بعض التشويش لإسرائيل، لذا فإنه من غير المتوقع أن يغيِّـر الإسلاميون كثيرا في السياسة الخارجية للدول التي قد يتسلّـموا زمام الأمور بها، خصوصا ونحن نعلَـم أن الفاعلين الحقيقيين لا يزالون يتمتّـعون بنفوذهم السابق، وسيستمر لبعض الوقت ريْـثما تنضج مقوِّمات الثورة”.
اعتبرت المؤسسة الدولية للدراسات الإستراتيجية في تقريرها السنوي، الذي صدر يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 في لندن، أن المجموعات الإسلامية يمكن أن تستفيد من الفراغ الأمني الذي أحدثته الثورات في عدد من الدول العربية، إلا إنه من المستبعد أن تسعى إلى تسلم السلطة.
وقال إميل حكيم، الخبير في المؤسسة في مؤتمر صحفي عقده في لندن “لا أقول إن أعمالا إرهابية ستحصل بالضرورة، إلا أن سقوط أنظمة أمنية، يتيح بالتأكيد فرصا أمام هذه المجموعات للتحرك”.
ورأى حكيم أن الثورات التي اندلعت في دول عربية عدة خلال الأشهر القليلة الماضية، أعطت الدليل على أن التغيير ممكن من دون الجهاد المقدّس. وتابع هذا الباحث المقيم في البحرين “حتى فترة قصيرة، كانت المجموعات الجهادية الدولية تعتقد أنها غير قادرة على القيام بأي نشاط في بلدانها، لذلك قاتلت في أماكن أخرى (…)، إلا أن الفرصة باتت متاحة لعناصرها حاليا لإسماع صوتها في أمكنة أقرب إلى بلدانهم”.
وتابع أن “مجموعات إسلامية، وخصوصا مجموعات تعتمد العُـنف، باتت تعتقد اليوم أنها لتكون أكثر فاعلية، عليها أن تدخل في السياسة الجديدة للعالم العربي، وهذا يعني المشاركة في الانتخابات”. وقال أيضا “لن أتعجب إذا شهدنا دخول مزيد من المتشدِّدين السابقين في العمل السياسي، خصوصا في مصر”.
وحذّر المدير العام للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية جون شيبمان من أن الثورات الشعبية في الدول العربية، لن تؤدي حكما إلى الديمقراطية. وقال “سنقول لاحقا إن هذه السنة كانت سَـنةَ اليقظة العربية وما حملته من تداعيات. إلا أننا لن نقول حكما إنها كانت السَّـنة التي سجَّـلت فيها الديمقراطية تقدما”.
وتابع شيبمان أن “التحولات التي حصلت حتى الآن تبقى نِـصف إنجاز، وتحقيق الوعود الديمقراطية يبقى مرتبِـطا بالمخاطر التي تحملها الطوائف والمؤسسات العسكرية والمجموعات التي قد تكون قادرة على حرف العملية السياسية” القائمة حاليا عن مسارها.
وأضاف أن “المعركة بين القوى الأمنية والعناصر الليبرالية والمجموعات الإسلامية لإنشاء حكومة مستقرة ديمقراطية وذات صفة تمثيلية، ستكون العامل الحاسِـم خلال مرحلة ما بعد اليقظة العربية”.
وشهدت الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي انتفاضات شعبية غير مسبوقة، انتهت بسقوط الرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وفرار الزعيم الليبي معمر القذافي.
وأدى سقوط نظاميْ زين العابدين في تونس ومبارك في مصر إلى اعطاء دفع لحركة الإخوان المسلمين المصرية وحركة النهضة الإسلامية التونسية، اللتين باتتا عُـنصرا حاسما في كلا البلدين.
(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 6 سبتمبر 2011)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.