غزة: قلق وفد برلماني أوروبي من الحصار والجدار!
زار ثلاثةُ برلمانيين سويسريين قطاع غزة ما بين 14 و18 يناير الجاري ضمن وفد برلماني أوروبي، وعادوا بانطباعات وتساؤلات عن مصير سكان القطاع بعد إكمال بناء الجدار المصري، وعن استمرار الحصار الإسرائيلي، وعدم تحقيق وعود المجموعة الدولية لإعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية.
شارك في الوفد البرلماني الأوروبي الذي زار قطاع غزة بمناسبة مرور عام على نهاية الهجوم الإسرائيلي على القطاع، ثلاثة برلمانيين سويسريين هم السيد جوزيف زيزياديس من حزب العمال الشعبي في دويلة فو، وكلود رييال من الحزب الاشتراكي في جنيف، وجيري مولـّر من حزب الخضر من دويلة آرغاو، والذين انضم لهم المطرب السويسري ميشيل بولر.
swissinfo.ch أجرت بعد ظهر الإثنين 18 يناير اتصالا هاتفيا مع البرلماني جوزيف زيزياديس لدى تواجده في القاهرة وهو في طريق العودة إلى سويسرا، للإطلاع على حصيلة هذه الزيارة.
swissinfo.ch: ما هي المراحل التي اشتملت عليها الزيارة التي قمتم بها ضمن الوفد البرلماني الأوربي لقطاع غزة، ومن هي الشخصيات التي تمكنتم من مقابلتها؟
جوزيف زيزياديس: في الواقع، إنها زيارة هامة ضمن وفد ضم حوالي 50 برلمانيا أوروبيا. وقد اشتملت الزيارة على عدة مراحل خصوصا أثناء اليومين الذين قضيناهما في القطاع، سواء من حيث مقابلة المنظمات غير الحكومية العاملة هناك، أو مقابلة البرلمانيين، أو زيارة المنشآت، وبالأخص المدرسية منها، والإطلاع على ظروف معيشة السكان وسكنهم. وأخيرا مقابلة أعضاء حكومة حماس التي تدير أمور القطاع.
وما هي الانطباعات التي عدتم بها من هذه الزيارة؟
جوزيف زيزياديس: الحصيلة بكل بساطة مخزية. لأنه بعد عام من الحرب لم يتم القيام بأي شيء من أجل إعادة بناء القطاع. وهذا يعني أن استمرار الحصار اليوم هو أمر مخز في حق سكان قطاع غزة. ليس من حيث مستوى توفير مواد الغذاء، بل من حيث توفير مواد إعادة البناء، وعلى مستوى المدارس وتوفير الأدوات والمعدات الضرورية لحسن تسييرها. وفي هذا الإطار، لم يتم القيام بأي شيء يُذكر.
ما هي الجهات التي قابلتموها في القطاع؟
جوزيف زيزياديس: على مستوى قطاع غزة، قابلنا الوزير الأول السيد هنية، كما قابلنا الممثلين البرلمانيين الفلسطينيين في القطاع الباقين على وجه الحياة أو الذين لم يتم اعتقالهم. كما قابلنا العديد من المنظمات المهمة، مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي ترعى المنشآت المدرسية، وباقي المنظمات غير الحكومية.
ما هي التوصيات التي ستعودون بها سواء في اتجاه السلطات السويسرية أو البرلمان الأوروبي؟
جوزيف زيزياديس: النقطتان الهامتان اللتان على كل الدول العمل من أجل إنجازهما هما: أولا إنهاء الحصار، وفي هذا الصدد كانت سويسرا قد عبرت عن معارضتها لهذا الحصار ولكن يجب العمل على تشديد الضغوط الدولية من أجل رفع هذا الحصار؛ إذ أنه بدون وجود أنفاق (بين مصر وقطاع غزة) سوف لن يكون بإمكان سكان قطاع غزة البقاء على وجه الحياة. فنحن إذن أمام وضعية ستزداد خطورة وتعقيدا.
والنقطة الثانية هي إعادة بناء قطاع غزة. فأين هي الوعود التي قطعتها المجموعة الدولية على نفسها لتوفير قرابة أربعة ملايير دولار؟ يضاف الى ذلك أن الحصار لا يسمح بأية إمكانية لتمرير مواد البناء لإعادة بناء المنازل. كما نطالب بأن تسهم الدولة التي قامت بهذه الحرب، أي إسرائيل، في إعادة البناء.
وهاتان النقطتان من أهم النقاط، والتي يضاف إليها بالطبع تعزيز المصالحة الفلسطينية لأنه بدون مصالحة بين كل الفصائل الفلسطينية لا يمكن الاستمرار في مسار سلامي.
وفي هذا الإطار، أي المصالحة الفلسطينية، هل حصلتهم على تعهدات من قيادة حماس بالعمل على تحقيق هذه المصالحة بشكل جاد؟
جوزيف زيزياديس: لقد لمسنا بشكل جيد لدى الوزير الأول السيد هنية تفتحا كبيرا من أجل أن تسير الأمور بشكل أسرع في اتجاه المصالحة. كما لمسنا بأن هناك إرادة للتسريع بالاعتراف بوجود دولة إسرائيل. وهذه أمور ليست بالمستحيلة لأنه يجب أن تعترف الحكومات الغربية من جهتها بنتائج الانتخابات الديمقراطية لعام 2006 (الانتخابات التي سمحت لحركة حماس بالفوز ديمقراطيا)، وأن يتم كسر الطوق المفروض على حركة حماس من أجل الشروع في حوار مع كافة الأطراف.
كان هناك لقاء مبرمج في نهاية هذه الزيارة مع مسؤولين مصريين في مصر. على أي مستوى تم هذا اللقاء وحول أية مواضيع؟
جوزيف زيزياديس: تم لقاءان في مصر الأول على مستوى الأمين العام لجامعة الدول العربية والثاني مع رئيس البرلمان المصري ومع وزير الخارجية المصري.
وقد كانت هذه اللقاءات عبارة عن لقاءات برتوكولية بالدرجة الأولى، ولم تسمح بالتوصل إلى خلق أجواء تسمح بإعطاء دفع.
فمع الأمين العام لجامعة الدول العربية، كررنا مناشدتنا لضرورة تحرك الجامعة العربية بقوة ضد الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة. وعبرنا عن استغرابنا لكون الأمين العام لهذه الجامعة لم يتوجه ولا مرة لقطاع غزة، وهذا ما قلناه له. وقد وعدنا بأنه سيتوجه أخيرا لزيارة قطاع غزة ، وهذا خبر قد يبدو مهما.
ولكن على مستوى رئاسة البرلمان المصري، كنا على حافة الأزمة الدبلوماسية، لأن التصريحات التي رددت أمامنا كانت تصريحات غير مقبولة.
وعندما نتحدث عن حصار قطاع غزة، هناك حصار جديد عبر الجدار المصري الذي شرع في تشييده. هل أثرتم هذا الموضوع مع الجانب المصري؟
جوزيف زيزياديس: بالفعل هذه النقطة هي التي أثارت غضب رئيس البرلمان المصري من زيارتنا لقطاع غزة بحيث صرح بأن كل ما قلناه بخصوص الجدار المصري الذي يتم تشييده كان غير مقبول بالنسبة لهم؛ إذ يرى رئيس البرلمان المصري أنهم يشيدون هذا الجدار من أجل تعزيز أمنهم، هذا الجدار المصري الذي سيمثل معاناة إضافية بالنسبة للشعب الفلسطيني.
محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch
زار مجددا الممثل البرلماني السويسري جوزيف زيزياديس قطاع غزة بعد الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد القطاع مباشرة بعد نهاية الحرب، وعاد بانطباع جيد عن السمعة التي تحظى بها سويسرا لدى قطاع غزة.
بعد التصويت الذي تم في سويسرا على مبادرة حظر بماء المآذن يوم 29 نوفمبر 2009، وما تردد عن صدور انتقادات في القطاع حول هذا الإجراء الذي استهدف المسلمين، هل تغيرت نظرة الغزاويين لسويسرا؟
يجيب البرلماني جوزيف زيزياديس عن هذا السؤال قائلا: “لقد أثرتُ هذا الموضوع عندما تحدثت باسم البرلمانيين السويسريين أمام الوزير الأول الفلسطيني السيد هنية. وتحدثت خصيصا عن التصويت على حظر المآذن لكي أوحي أننا نمثل القسم الثاني من الشعب السويسري الذي كان معارضا لنتائج هذا التصويت ولئن كان تصويتا ديمقراطيا. وبزيارتنا لقطاع غزة، نشدد على ضرورة استمرار سويسرا في انفتاحها، وعلى خوض حوار عل نطاق أوسع وبالأخص استمرار سويسرا في تنفيذ برامج التعاون والتنمية في قطاع غزة. ويمكن أن أقول بأن صورة سويسرا ممتازة في قطاع غزة رغم التصويت الشعبي لصالح حظر بناء المآذن”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.