قراءة في النتائج الأولية للإنتخابات الرئاسية
قبيل 48 ساعة من إعلان اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، النتيجة النهائية لجولة الإعادة، التي جرت بين الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، ذي المرجعية الإسلامية، والفريق أحمد شفيق، المرشح المستقل ذي الخلفية العسكرية، والمحسوب على المجلس العسكري، وإذ يحبس الجميع أنفاسه خرجت الصحف المصرية بالعديد من العناوين والأعمدة ومقالات الرأي بشتى تلويناتها.
فيما يلي جولة في صحافة القاهرة القومية منها (المُمولة من طرف القطاع العام) والحزبية والمستقلة الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 19 يونيو 2012، من خلال استعراض أهم وأبرز ما نشر بها من آراء لأشهر الكتاب والمفكرين، حول نهاية السباق الرئاسي، حديث الساعة داخل مصر وخارجها.
استقطاب ومصالحة وترميم
في جريدة الأهرام، كتب الخبير السياسي د.عبد المنعم سعيد، في عموده (من القاهرة)، بعنوان: “الاستقطاب!” يقول: “بصرف النظر عن النتيجة, والفائز فيها, فإن الطريق إلي قصر العروبة لم يكن مفروشا بالورود السياسية. فقد جرى الاصطفاف والاستقطاب، وهي ظاهرة ليست حميدة في الممارسات السياسية”.
وفي عموده (نقطة نور) وتحت عنوان “سواء مرسي أم شفيق!”، كتب النقيب السابق للصحفيين مكرم محمد أحمد يقول: “أظن أن الرئيس المنتخب والمجلس العسكري الأعلى والقوي السياسية والثورية مطالبة بأن تركز جهودها خلال هذه الفترة الخطيرة علي قضية المصالحة الوطنية، وضرورات استيعاب قوي الشباب ودمجها في العملية السياسية، كي تكون طرفًا أصيلا في صنع مستقبل مصر”.
وتحت عنوان (هموم الجمهورية الجديدة) كتب د. عمرو عبد السميع يقول: “بعد أن وضعت انتخابات الإعادة أوزارها, بات الهم الوطني الأول هو محاولة ترميم الصدع الكبير الذي عاني منه البلد طوال الأشهر الفائتة, والذي جعل من كل شيء ساحة مرشحة للصراع أو القتال”.
رئيس بلا صلاحيات و6 قضايا
فيما نبه الكاتب الصحفي عاصم عبد الخالق، الرئيس الجديد إلى ما هو مقبل عليه، فكتب يقول (فخامة الرئيس لا تفرح)، وجاء في مقاله: “لا تفرح بما أتاك. سيسجل التاريخ إنك كنت أول رئيس منتخب بعد الثورة، وسيسجل أيضًا أنك كنت أول رئيس بلا صلاحيات حقيقية…. بلا برلمان ولا دستور ولا سلطات تقريبًا. أنت ضعيف أمام الأخ الأكبر لا تغضبه فتندم, لا تخالف نصائحه وأوامره فتقعد ملومًا محسورًا. قبل أن تجاهر بالخلاف معه تذكر مصير مجلس الشعب. الأخ الأكبر ذو بأس شديد, من إطاعة فهو آمن ومن عصاه فمصيره الحل”.
وتحت عنوان (ميدان التحرير.. المطلوب من رئيسنا المنتخب)، كتبت ريهام مازن، تقول: “أولويات القضايا هي: الأمن، والصحة، والتعليم، والاقتصاد، والبطالة، والنظافة. وأخيرًا أقول للفائز بكرسي الرئاسة: إن مفهوم الرئاسة من أجل الوجاهة والمنافع والمصالح الشخصية “خلاص” قد ولى بلا رجعة”.
نجاح للعسكري ووداعًا لـ99%
وفي عموده (مجرد رأى) قال الكاتب الكبير صلاح منتصر تحت عنوان: “أهلا بالرئيس”: نجح تنظيم الإخوان في دفع مؤسسة الدكتور محمد مرسي لكسب معركة الرئاسة علي حساب منافسه الفريق أحمد شفيق في أول انتخابات حقيقية تشهدها مصر لانتخاب رئيسها فأهلا بالرئيس.. وأسجل هذه الملاحظات: أولا: لم تكن الانتخابات خالية تمامًا من التزوير. ثانيًا: الانتخابات نجاح يسجل للمجلس العسكري, ولأجهزة الأمن، لوقوفهما على الحياد. ثالثًا: البطل الحقيقي للمعركة وهو الناخب. رابعا: لم يكتسح مرسي الانتخابات, كما حسب الإخوان”.
أما الخبير السياسي د.أسامة الغزالي حرب، فكتب تحت عنوان (الجمهورية الجديدة!) يقول: “الحقيقة الرائعة، أن مصر ودعت إلي الأبد عصر الرئيس الذي يفوز بنسبة 99%، عصر الجمهورية التسلطية, إلي عصر الجمهورية الديمقراطية التي يفوز الرئيس فيها بنسبة51%. ويا له من تغير مثير, أن لا يعرف المصريون رئيسهم القادم حتى اللحظات الأخيرة من إحصاء كافة أصوات ملايين الناخبين, كما يحدث في أية أمة عريقة في ديمقراطيتها!”.
إعادة البناء والتشكيك بالنزاهة
وفي جريدة الجمهورية، ذكر المقال الافتتاحي المعبر عن رأي الجريدة (الجمهورية تقول)، تحت عنوان: “حان وقت العمل”: “انتهت عاصفة الانتخابات الرئاسية بما علق بها من شوائب أصابت هذا الطرف أو ذاك، وحان الوقت لكي يبدأ الرئيس الجديد عملية مصالحة شاملة، تزيل آثار الخلافات التي هزت الساحة السياسية المصرية مؤخرا. وإن مصر تحتاج في مرحلة إعادة البناء إلي أبنائها جميعًا بلا تمييز أو إقصاء”.
وفي عموده (خطوط فاصلة)، كتب سمير رجب يقول: “في معظم الديمقراطيات الوليدة بالعالم.. عادة ما يهرع أحد المرشحين المتنافسين علي منصب رئيس الجمهورية لإعلان فوزه.. قبل أن تصدر النتيجة رسميًا.. بحيث إذا ما جاءت الهيئة المكلفة بالإشراف علي الانتخابات وذكرت “أرقامًا” غير الأرقام.. تنطلق علي الفور سهام التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية.. ونشر دعاوى التزييف”.
أداء اليمين في “التحرير”
وفي جريدة المصريون، وتحت عنوان (الرئيس محمد مرسي في المَيدان) كتب محمود سلطان، رئيس التحرير التنفيذي، يقول: “الرئيس مرسي اليوم مطالَب بأن تظهر صورته على خلفية قوى الثورة.. وليس على خلفية “القوة الصلبة” وأصحاب الياقات الميري.. على الرئيس مرسي اليوم أن يستقوي بالجماعة الوطنية.. وبشباب الثورة وبالميادين التي جاءت به رئيسًا للجمهورية.. عليه أن يبدأ بأداء اليمين في ميدان التحرير.. فالشرعية ما زالت للميدان الذي صنع هذا الإنجاز الحضاري والإنساني الجميل.. سيادة الرئيس محمد مرسي.. مصر كلها تنتظرك الليلة في ميدان التحرير”.
وتحت عنوان (رئيس لكل المصريين) كتب إيهاب البدوي يقول: “المؤشرات تؤكد فوز مرسى بفارق يقل عن المليون صوت. ما هي الخطوة القادمة للرئيس الجديد منزوع الصلاحيات قليل الدسم، أو بالأحرى “الرئيس الدايت” هل يستسلم للواقع؟. ومرسى أصبح رئيسًا لجميع المصريين من أعطوه صوتهم، ومن رفضوه، ومن هاجموه، بل ومن كرهوه أيضًا. مرسى أصبح رئيسًا لنا جميعًا ويجب أن نصطف خلفه ونترك له المجال ليعمل دون أن نضع العراقيل في طريقه”.
سجدة شكر ورسالة للرئيس
وفي جريدة البديل، كتب كارم يحيى تحت عنوان: (الدكتاتور القادم) يقول: “الرئيس الذي تنتخبه مصر سيأتي إلى دولة بلا دستور وبلا برلمان. دولة محكومة بقرار يمنح الضبطية القضائية لرجال المخابرات والشرطة العسكرية، في مواجهة حريات المواطنين المدنيين”.
فيما بعث محمد عزت الشريف رسالة (إلى: محمد مرسي.. الخادم والأجير)، يقول: “لك علينا النصيحة، ولنا عليك الإنصات. 1- الشهداء أمانة في عنقكم. 2- محاكمة مبارك ونظامه عن الفساد والإفساد السياسي. 3- ردّ كل أموال الشعب المصري من حرامية المال العام”.
وفي علامات أونلاين، وتحت عنوان: (سجدة شكر) كتب د. حمزة زوبع يقول: “مرسي رئيسًا منتخبًا من شعبه في انتخابات حرة، ولأول مرة ربما في تاريخ مصر يتم انتخاب الرئيس، بعدما فُرضَ علينا أن نحكم بطواغيت. سجدة شكر في ميدان التحرير وفي كل الميادين، هذا ما اقترحه على الجميع، وأتمنى أن أكون أول الفاعلين، تتلوها زيارة لمقابر الشهداء، ثم زيارة لأهليهم ولأهالي الجرحى، ثم لنبدأ رحلة العمل الشاق على درب الحرية”.
الضبابية ونتائج الصندوق
وفي جريدة الوفد، وفي عمود (بدون تردد) كتب محمد بركات تحت عنوان: “الرئيس والديمقراطية” يقول: “سواء تأكد فوز مرسي، أو تغيرت الأمور بعد استكمال فرز الأصوات في كل الدوائر، وجاءت النتائج النهائية بغير ذلك، وفاز منافسه شفيق، فإننا نكون أمام حقيقة واحدة وهي أن الشعب قد اختار رئيسًا جديدًا للبلاد، بناء علي إرادته الحرة في انتخابات نزيهة، وديمقراطية، وأن إرادة الشعب يجب أن تحترم، ويجب علي الجميع الالتزام بها. والقبول بنتائج الصندوق”.
وفي جريدة الوطن، كتب الإعلامي أحمد منصور تحت عنوان: (ما بعد الانتخابات الرئاسية)، يقول: “أيا كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية، وسواء فاز محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين أو أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع حسنى مبارك، فإن الحالة الضبابية أصبحت هي التي تلف المشهد السياسي”.
الواقع أصعب ومقلب الرئيس!
وتحت عنوان (استلم شعبك يا ريس) كتب الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، يقول: “المواد التي تضمنها الإعلان الدستوري المكمل تشير إلى حقيقة أساسية ملخصها أن الرئيس الجديد شرب مقلباً شديد السخونة عندما فاز بالانتخابات، وأنه لن يجلس على كرسي حكم بل على كرسي «دخان»، أقصد كرسي «هوا» طبعاً!”.
وفي صحيفة الدستور، كتب إبراهيم عيسى تحت عنوان: (لا شيء في أول يوليو!)، يقول: “أخشى من صدمة أخرى.. فأحذِّر منها.. كثيرون منا أخذهم الأمل وحلَّق عاليًا إلى سماوات سبع يوم 11 فبراير 2011م، وأحسوا صباح اليوم التالي لرحيل مبارك عن الحكم أن مصر ستكون أعظم وأجمل، وأن الحياة خلاص فتحت ذراعيها للمصريين!، أي رئيس سيأتي لن ينقل البلد إلى ما نتمناه مهما كانت كفاءته، ومهما كانت سلامة نيته ودرجة إخلاصه، فالواقع أصعب كثيرًا من أن يتغير سريعًا، وسريعًا هذه قد تشمل سنوات الرئيس الأربع وربما أكثر!”.
أشد مشقة وأعظم تكلفة!
وفي جريدة الأخبار، وفي عموده (آخر عمود) كتب الكاتب الكبير إبراهـيم سـعده تحت عنوان (.. وداعاً: 99.99٪) يقول: “لا أحد يعرف من هو رئيس مصر القادم. المتنافسان على المنصب يؤكد كل منهما أنه الفائز، به رغم أن النتيجة النهائية لن تعلن قبل الخميس. ورغم هذه البلبلة التي نعيشها إلاّ أنني توقفت أمام تعبير طريف، وبديع، قرأته للزميل الكاتب الصحفي د. أيمن نور ـ رئيس حزب غد الثورة ـ معلقاً علي النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية، قائلاً: [أخيرًا.. أصبح في مصر رئيس بنسبة 50٪ وكسور، وليس ٩٩٪ وكسور!]”.
ونختتم جولتنا في عالم الصحافة بجريدة الشروق، وقد اخترنا لكم مقال: (نبدأ معًا مرحلة ثانية في الثورة)، للكاتب والمفكر جميل مطر، والذي يتساءل فيه: “ماذا أعد الإخوان المسلمون ليوم يفوزون فيه بمنصب رئاسة الجمهورية، بعد أن فقدوا المجلس التشريعي، أو ليوم يخسرون فيه الانتخابات الرئاسية فتتضاعف هزيمتهم بخسارتين متلاحقتين، أعتقد أننا وصلنا إلى نهاية مرحلة مهمة، كانت الثورة تتحسس فيها الطريق، وأننا نبدأ اليوم مرحلة أخرى لا تقل أهمية، وقد تكون أشد مشقة، وأعظم تكلفة، ولن تكون حصيلة إنجازاتها أقل عددًا أو شأنًا من إنجازات المرحلة الأولى”.
الثلاثاء 19/6/2012: آخر موعد لتلقي الطعون على نتائج جولة الإعادة.
الخميس 21/6/2012: البت في الطعون وإعلان رئيس جمهورية مصر العربية.
30 يونيو 2012: أداء الرئيس المنتخب لليمين.
1 يوليو 2012: تسليم المجلس العسكري المفترض السلطة للرئيس المنتخب.
عدد اللجان العامة 351 لجنة، وعدد المراكز الانتخابية 9334، وعدد اللجان الفرعية 13 ألفًا و97 لجنة.
عدد القضاة 75 عضوًا بلجان المحافظات، و231 عضوًا بغرف العمليات، بعدد إجمالي 14 ألفًا و509 قاضيًا.
إجمالي من لهم حق التصويت داخل مصر 50 مليونا و407 ألفًا، و266 ناخبًا.
إجمالي عدد الناخبين داخل وخارج مصر المسجلين في قاعدة البيانات يقدر بـ50 مليونا و994 ألفًا و70 ناخبًا.
إجمالي عدد الأصوات الصحيحة 25.575.973 (خمسة وعشرين مليونًا وخمسمائة وخمسة وسبعين ألفًا وتسعمائة وثلاثة وسبعين صوتًا).
حصل الدكتور محمد مرسي على 13.237.000 (ثلاثة عشر مليونًا ومائتين وسبعة وثلاثين ألف صوت)، بنسبة 52%.
حصل الفريق أحمد شفيق على 12.338.973 (اثني عشر مليونًا وثلاث مائة وثمانية وثلاثين ألفًا وتسعمائة وثلاثة وسبعين صوتًا)، بنسبة 48%.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.