مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“لا زالت هناك نقاط كثيرة تحتاج إلى توضيح من قبل الرّوس”

عبد الأحد اسطيفو، أحد أعضاء وفد الائتلاف الوطني لقوى الثوة والمعارضة السورية الذي حضر مشاورات جنيف يوم 25 نوفمبر 2013 swissinfo.ch

في أعقاب زيارة قام بها وفد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى جنيف تزامنت مع الإعلان عن تاريخ 22 يناير 2014 موعدا لعقد مؤتمر جنيف 2، أكد عضو الوفد السيد عبد الأحد اسطيفو لـ swissinfo.ch أن "أمورا كثيرة ما زالت تحتاج إلى توضيح من قبل الجانب الروسي"، إضافة إلى أن "الظروف ليست مُكتملة لعقد مؤتمر جنيف 2"، على حد قوله.

في أعقاب اجتماع عقدته يوم 25 نوفمبر 2013 الثلاثية حول سوريا، المُتركبة من ممثلة الولايات المتحدة، وممثل روسيا، والسيد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك الأممي العربي، تم الإعلان في جنيف ونيويورك عن تحديد تاريخ 22 يناير 2014 موعدا لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي يُفترض أن يسمح للأطراف السورية بالدخول في مفاوضات من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة القائمة في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف.

بالتزامن مع انعقاد هذا الإجتماع، تواجد وفد يمثل الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أجرى لقاءات مع العديد من الأطراف في سياق التحضير لعقد اجتماع جنيف 2. في الحوار التالي، يسلط السيد عبد الأحد اسطيفو، عضو المكتب التنفيذي للإئتلاف الضوء على آخر التطورات ويتحدث عن مدى استعداد الإئتلاف للدخول في المفاوضات المرتقبة.

swissinfo.ch: ما هي محاور المهمة التي قام بها وفد الإئتلاف إلى جنيف؟ 

عبد الأحد اسطيفو: كانت لنا في الحقيقة ثلاثة أهداف من هذه الزيارة. أولها أن نستمع الى كافة الأطراف وبالأخص الطرفين الروسي والأمريكي بالإضافة بالطبع إلى المبعوث الأممي العربي المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي، ولطلب المزيد من الإيضاحات حول المواقف وحول النقاط الرئيسية الموجودة في وثيقة جنيف 1. الهدف الثاني فيتعلق ببعض الإلتباسات في بعض مواقفنا كائتلاف، فنحن نود بدورنا أن نعطي بعض الإيضاحات ونُزيل الإلتباسات الموجودة على بعض الوثائق التي أصدرناها. أما الهدف الثالث، فيتمثل في الإتصال بالمنظمات الدولية والأممية وغير الحكومية، بالإضافة الى لقاءات ومشاورات جانبية ولقاءات مع وسائل الإعلام.

يتشكل الإئتلاف من عدد من الكتل السياسية التي تضم حزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي، وحركة “معا من أجل سورية حرة وديمقراطية”، والكتلة الوطنية الديمقراطية، وتيار مواطنة.

يضم الإئتلاف في صفوفه أيضا التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية، والشخصيات الوطنية والمستقلة، والمجالس المحلية السورية، والمجلس الوطني السوري، والمنتدى السوري للأعمال، ورابطة العلماء السوريين، ومجلس القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، ومكتب الحراك الثوري.

ابتداء من تاريخ 6 أغسطس 2013 يترأس الإئتلاف الشيخ أحمد عوينان الجربا، أما أمينه العام فهو بدر جاموس.

swissinfo.ch: ما هي النقاط الرئيسية التي تطرقتم لها في لقائكم مع الجانب الروسي تحديدا؟

عبد الأحد اسطيفو: لنا مع الجانب الروسي بعض المشاكل والإشكاليات، ولربما أن بعضها هو بمثابة سوء تفاهم. هناك بعض النقاط في وثيقة جنيف 1 التي تحتاج إلى توضيح. وقد حاولنا مع مجموعة الأحد عشر، أي أصدقاء سوريا إزالة كل أوجه الغموض عن هذه النقاط الخمسة بالإضافة الى نقطة الحل السياسي. وأقصد بذلك موضوع الجدول الزمني (التحرير: لتطبيق ما جاء في جنيف 1)، ولماذا تنظيم اجتماع جنيف 2 وما هي الأهداف، وما هي الضمانات الدولية لتطبيق جنيف 2، و(طبيعة وتشكيلة) الوفد السوري الذي سيمثل المعارضة والثورة، والدول التي ستُدعى إلى حضور حنيف 2.

من طرفنا أعطينا في بيان لندن الصادر عن اجتماع أصدقاء سوريا تفسيراتنا لكل هذه الأمور، ولكن الطرف الآخر، ودعنا نقول الطرف الروسي وطرف النظام والطرف الإيراني، لا زالت لديه تفسيرات، وفي مواقفه  غموض ورمادية قد تكون مقصودة حول هذه النقاط الخمسة التي ذكرتها. وهذا ما طلبناه من الوفد الروسي أكثر من مرة وطالبنا بإصدار بيان يمكن أن نسميه “بيان موسكو”.

في الحقيقة، كانت لنا لقاءات معهم قبل اجتماع أمس (26 نوفمبر 2013 – التحرير) الذي تم فيه الإعلان عن موعد 22 يناير 2014 لعقد مؤتمر جنيف 2، ولم يتفقوا فيه على الدول التي قد توجه لها الدعوة لحضور المؤتمر، وهو ما قد يُحدّد في الاجتماع التحضيري القادم (أي قبل موعد 22 يناير).

swissinfo.ch: هل أنتم على استعداد في الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للدخول في هذه المفاوضات؟

عبد الأحد اسطيفو: الهدف الأهم في زيارتنا هذه لم يكن تحديد موعد جنيف 2، فقد كنا قبل عدة أسابيع قد بيّنّا من خلال الهيئة العامة للإئتلاف استعدادنا للمشاركة في هذا المؤتمر الذي نأمل ونرجو في أن يؤدي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. فبالتالي نحن استعدادنا موجود، وقد أتينا في الحقيقة ليس لمناقشة موعد الإنعقاد لأننا نعتقد – من وجهة نظرنا – أنه إذا كانت الأجواء وأرضية عقد المؤتمر مُهيئة، فنحن جاهزون من الغد لنشارك في هذا المؤتمر، لكن ما نراه وما استشفيناه من جميع لقاءاتنا ومشاوراتنا، أن هناك أمورا لا زال الغموض يحُوم حول كثير منها.

swissinfo.ch: وما هي هذه النقاط التي تقلقكم؟

عبد الأحد اسطيفو: سأكون صريحا معك، مازالت هناك تفسيرات غير واضحة بالنسبة لموضوع هيئة الحكم الإنتقالي وصلاحياتها، مازال هناك أكثر من غموض حول هذا الموضوع. ما زال موضوع دور (بشار) الأسد غير واضح بالنسبة لتشكيل هذه الهيئة. وهناك أيضا موضوع مهم، وهي مسألة الدول التي ستُدعى للمشاركة في هذا المؤتمر. ونقولها بكل أسف لازالت هناك أكثر من إشكالية ينبغي العمل عليها بشكل أكثر، وبجدية أكثر، لكي تكون جميع الأطراف جاهزة لعقد هذا المؤتمر. نحن لا نريد مؤتمرا فقط لكي نأتي، ونحضر، ونلقي خطابات ومهرجانات، فالثورة السورية والشعب السوري شبع من هذه الخطابات ومن الكلام غير العمليّ. نحن نرغب في إنجاح مؤتمر جنيف 2. وفي الظروف والأوضاع الراهنة، ومن خلال ما عشناه هنا في جنيف، يمكن القول بكل أسف أن الأمور ما زالت غير مُكتملة.

swissinfo.ch: عندما تتحدث وثيقة جنيف 1 عن “هيئة حكم انتقالية بجميع الصلاحيات”، ألا يعني ذلك بدون وجود الأسد؟

عبد الأحد اسطيفو: على الأقل، هذا ما نفهمه نحن من جنيف 1، لكن يبدو أن الطرف الروسي لا يُشاركنا هذا التفسير. وأكيد أن النظام أيضا، وقد صرح بذلك في أكثر من مرة بدون لُبس بانه غير مستعد للتنازل عن أي شيء. فإذن كما ترى لا زالت هناك بعض المشاكل ونحن نتمنى من الجميع اليوم وحتى 22 يناير العمل على إزالة كل هذه العوائق والإتفاق على نص تفسيري يُوضح ماذا تعني في الحقيقة وثيقة جنيف 1.

نحن في الحقيقة ارتحنا جدا إلى تصريح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر وكذلك لما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوسيط المشترك الأممي العربي السيد الأخضر الإبراهيمي، إذ نعتبر أن الأمور من هذا الطرف تسير في الإتجاه الصحيح. والآن، على الجانب الروسي أن يتحرك ويخرُج لنا بمواقف أكثر وضوحا. نحن نعتمد في مواقفنا على  القرارات الدولية وتحديدا القرار 2013 إضافة إلى بيان جنيف 1 والتصريحات الرئاسية الصادرة عن الأمم المتحدة.

المزيد

المزيد

“ليس من مصلحة الشعب السوري تأجيل لقاء جنيف المرتقب”

تم نشر هذا المحتوى على ويبدو أن هناك سباقا محموما بين الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السورية لممارسة الضغوط على المعارضة، لكي تشارك في جنيف 2. فالأمريكيون تكفّلوا بإقناع الائتلاف الوطني، وهو ما حدث في اجتماع اسطنبول فعلا (أنظر الخبر الجانبي)، والروس على المعارضة الداخلية من خلال ما تم في جنيف والاجتماع الذي دعت له في موسكو في وقت لاحق من…

طالع المزيد“ليس من مصلحة الشعب السوري تأجيل لقاء جنيف المرتقب”

swissinfo.ch: يلوم البعض الإئتلاف الوطني على تأخر تشكيل الوفد الذي يُفترض أن يتفاوض باسم المعارضة. هل حددتم المشاركين ومن يحق له التمثيل في الوفد أو لا؟

عبد الأحد اسطيفو: كنا قد حددنا في بيان لندن بأنه ليس من المعقول أن تعترف أكثر من 133 دولة بالإئتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري وكمظلة سياسية، وأن لا يكون هو الجهة التي ستشكل الوفد، لكننا نعتقد بأن هذه مشكلة سورية – سورية، وأن الإئتلاف على قدر من الوطنية والمسؤولية لكي يعمل على إشراك جميع الشرفاء الذين يتفقون (حول نظرة واحدة)، لأن مشكلتنا مشكلة ثقافية، إذ لا يمكن أن نشكل وفدا، جزء منه يريد رحيل بشار الأسد، وجزء آخر يريد بقاءه. لكن من المؤكد أن هذا الوفد (عندما سيتشكل) سيكون ممثلا لأغلب أطراف الثورة والحراك الثوري. وعلى كل حال، هذا مرتبط بالداخل لأن شركاءنا في الداخل هم الذين سنقرر معهم. وفي الواقع، يعود تشكيل الوفد للهيئة العامة للإئتلاف، وهناك سنقرر هذا الموضوع، ونحن جاهزون بالنسبة لأي تسوية سياسية.

swissinfo.ch: وماذا عن تمثيل المجموعات المسلحة في الوفد الذي سيشارك في جنيف 2؟

عبد الأحد اسطيفو: هذا ما كنت أقصده عند حديثي عن الداخل. إذ لنا منذ أكثر من ثلاثة أشهر محاولات تنسيق معهم بخصوص موضوع جنيف 2. وأعتقد، من وجهة نظري الشخصية، أنهم سيكونون ممثلين في الوفد المفاوض إذا عُقد، وأُركز على كلمة “إذا عقد” مؤتمر جنيف.

swissinfo.ch: هل لديكم طلبات محددة من السلطات السويسرية، وهل حصلتم على أي دعم في سياق هذه المحاولات الرامية للتحضير لعقد مؤتمر جنيف 2؟

عبد الأحد اسطيفو: نحن بالطبع نشكر سويسرا لأنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بدعم نشاطات وفعاليات تذهب باتجاه التسوية السلمية. فقد تم قبل بضعة أسابيع تنظيم دورة تدريبية لإطارات الإئتلاف في مجال التفاوض والوساطة. ومن المؤكد أن جنيف ستشهد تنظيم عدة لقاءات تحضيرية أخرى من الآن وحتى موعد 22 يناير المقبل.

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية