مُستجدات مُتلاحقة في مسلسل الأزمة الدبلوماسية بين سويسرا وليبيا
أوضحت وزارة الخارجية السويسرية مساء الأربعاء 9 سبتمبر الجاري أن أحد المُحتجزيـْن السويسريـين في ليبيا منذ أكثر من عام لديه اتصالات خاصة بعائلة رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي، لتؤكد بذلك معلومات نشرتها في نفس اليوم الصحيفتان السويسريتان الناطقتان بالفرنسية "لا تريبون دو جنيف" و"فانت كاتر أور" (لوزان).
من جهة أخرى، أكدت الوزارة أنها درست في وقت سابق بالفعل فكرة استقبال سويسرا للمواطن الليبي عبد الباسط المقرحي لأسباب إنسانية.
بالنسبة لعلاقة أحد المحتجزين السويسريين بالسلطات اليبية، يتعلق الأمر، حسب اليوميتين السويسريتين، بالمحتجز المزدوج الجنسية، السويسري-التونسي رشيد حمداني (68 عاما).
كما نقلت وكالة الأنباء السويسرية أن وزارة الخارجية أكدت أيضا في البيان الصادر عنها بأن أحد رجلي الأعمال المُحتجزين يقيم بصفة دائمة في السفارة السويسرية في طرابلس، وفقا لرغبته الخاصة.
أما المواطن السويسري الثاني فلم يود الإقامة باستمرار بالسفارة السويسرية، بل يقطن في بيت خاص في منطقة تبعد حوالي 200 كيلومتر عن العاصمة طرابلس، لكنه يتردد بانتظام على السفارة، حسب توضيحات وزارة الخارجية في برن.
كما ذكرت الوزارة أنه عُرض على الرجلـين إنجاز بعض المهام الإدارية لصالح مكتب التمثيل الدبلوماسي السويسري في طرابلس بهدف شغلهما أثناء إقامتهما القسرية في ليبيا.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا العرض قوبل بالشكر من طرف أحد الرجلين، لكنه لا يمارس العمل رسميا ككاتب في السفارة لأن ذلك كان سيقتضي إجراء اتصال خاص بالسلطات الليبية لاعتماده.
وحرص بيان الخارجية السويسرية على التذكير بأن هذا الوضع لا يغير شيئا على مستوى اتخاذ العدالة الليبية إجراءات ضد المواطنيـْن السويسريين بتهمة مخالفتهما المزعومة لقوانين الهجرة والإقامة، وبأن كليهما ممنوعان من مغادرة التراب الليبي.
زوجة أحد المُحتجزين تكسر الصمت
وفي حديث نشرته صحيفة “لوتون” يوم الخميس 10 سبتمبر الجاري على موقعها الإلكتروني، خرجت زوجة المحتجز السويسري – التونسي من تحفظها، إذ أعربت عن غضبها إزاء ما وصفته بالمعلومات الخاطئة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام عن زوجها.
كما أكدت أنها لم تكن تتوقع أن يعود رئيس الكنفدرالية هانس-رودولف ميرتس بالمحتجزيْن بعد الزيارة الخاطفة التي أداها إلى طرابلس يوم 20 أغسطس المنصرم.
واستطردت قائلة: “من الواضح أن ليبيا لم تكن لتسمح بذلك”. وبالنسبة لهذه السيدة، فإن وضعية زوجها تتوافق جيدا مع تعريف “الرهينة”، مضيفة أن المُواطنين السويسريين يعيشان “تحت ضغط لا يصدق، (…) وتحت رحمة النظام الليبي”.
ولم تُسأل زوجة المواطن السويسري عن اتصالات زوجها الشخصية بأسرة رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي التي أكدتها وزارة الخارجية مساء الأربعاء 9 سبتمبر.
في المقابل، نفت بشدة الشائعات حول سفر زوجها إلى تونس، موضحة بالخصوص أن جوازي السفر تمت مصادرتهما من قبل السلطات الليبية، وأن السويسريين “لا يتحركان ولا يزالان ينتظران” منذ زيارة السيد ميرتس إلى ليبيا.
كما أشارت إلى الوضعية الصحية لزوجها الذي يعاني من مشاكل في القلب، مؤكدة أنها كانت قد طلبت ترحيل زوجها لأسباب إنسانية.
استقبال المقرحي في سويسرا؟
على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية يورغ فاراغو مساء الأربعاء المعلومة التي بثتها قناة التلفزيون السويسري الناطق بالألمانية والتي مفادها أن وزارة الخارجية، وفي سبيل إيجاد حل للازمة القائمة بين سويسرا وليبيا، درست إمكانية استقبال سويسرا للمواطن الليبي عبد الباسط المقرحي لأسباب إنسانية، علما أنه أدين بتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي باسكتلندا عام 1988، وعاد مؤخرا إلى ليبيا بعد أن أفرجت عنه عدالة اسكتلندا لأسباب إنسانية.
وتعود الفكرة للمقاول إدوين بوليي (من كانتون زيورخ الذي بعث برسالة إلى وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري، ثم استُقبل من طرف الخبراء المكلفين بتسوية الازمة مع ليبيا، حسب توضيحات السيد فاراغو.
وبعد أن درست وزارة الخارجية السويسرية أفكار المقاول، استنتجت بسرعة نسبيا بأن الشروط القانونية من أجل استقبال إنساني للمقرحي في سويسرا ليست مجتمعة.
إدوين بوليي إسم معروف لدى السلطات السويسرية إذ أن تحقيقا أوليا كان قد فُتح ضد شركته “Mebo AG” التي تم الإشتباه في أنها باعت للحكومة الليبية المُوَقت الذي استخدم لتنفيذ تفجير لوكربي. ويشكك بوليي منذ سنوات في تورط ليبيا في ذلك التفجير ويُدين ما يصفه بالمؤامرة.
من جهة أخرى، تقرر في العاصمة الفدرالية برن حيث تتواصل أعمال الدورة الخريفية للبرلمان السويسري، أن لا يفتح البرلمان نقاشا عاجلا حول الأزمة مع ليبيا بعد أن رفض مكتب مجلس النواب تخصيص استجواب لهذا الملف طالب به حزب الشعب السويسري (يمين متشدد).
swissinfo.ch مع الوكالات
15 يوليو 2008: توقيف هانيبال القذّافي أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وزوجته الحامل في شهرها التاسع بفندق فخم بجنيف على إثر اتهامهما من قبل اثنين من الخدم الخاص بسوء المعاملة والضرب.
17 يوليو 2008: إطلاق سراح الزوجين بعد يومين من الاعتقال.
19 يوليو 2008: السلطات الليبية توقف شخصين سويسريين بتهم مزعومة تتعلق بعدم احترامهما قوانين الإقامة والهجرة وغيرها.
23 يوليو 2008: ليبيا تهدد بوقف الإمدادات النفطية إلى سويسرا.
26 يوليو 2008: ليبيا تطالب سويسرا بالاعتذار ووقف الملاحقة الجنائية لنجل القذافي وزوجته.
29 يوليو 2008: الإفراج عن السويسريين المعتقلين، مقابل دفع كفالة مالية لكن السلطات رفضت السماح لهما بمغادرة الأراضي الليبية.
5 أغسطس 2008: المتحدث باسم الخارجية السويسرية يعلن أن “طرابلس تشترط تقديم اعتذارات عن الطريقة التي تمت بها معاملة هانيبال القذافي وزوجته لدى اعتقالهما يوم 15 يوليو الماضي في جنيف”.
20 أغسطس 2009: رئيس الكنفدرالية هانس-رودولف ميرتس يقدم اعتذاره للسلطات الليبية في ندوة صحفية في طرابلس بعد زيارة خاطفة، ويوقع على اتفاق مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي لحل الأزمة.
25 أغسطس 2009: توجهت طائرة تابعة لسلاح الجو السويسري الى ليبيا بعد الحصول على موافقة السلطات من أجل إعادة المواطنيين السويسريين المحتجزين واللذان حصلا بالفعل على جوازي سفرهما وعلى تأشيرة الخروج من ليبيا.
31 أغسطس 2009: عودة الطائرة بدون الرهائن رغم تأكيدات خطية من الوزير الأول الليبي.
9 سبتمبر 2009: وزارة الخارجية السويسرية تؤكد بأن أحد المُحتجزين السويسريين في ليبيا له علاقة بأسرة رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.