مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نساء سويسرا ينزلن مُجددا إلى الشوارع للمطالبة بالمساواة في الأجور

طغى اللون الأرجوانــي على شوارع مدن سويسرا هذا الثلاثاء 14 يونيو 2011 بمناسبة يوم الإضراب ويوم التحرك الذي نظمته حوالي خمسين من النقابات والأحزاب والمنظمات في كافة أنحاء البلاد للمطالبة بالمساواة في الأجور التي لم تتحقق بعد، رغم مرور 20 عاما على إضراب النساء الشهير، و30 عاما على تدوين مبدأ المساواة بين نساء سويسرا ورجالها في الدستور الفدرالي.

يوم 14 يونيو 1991، نزلت إلى شوارع سويسرا حوالي 500000 امرأة للمطالبة بالمساواة، أي أن عددهن فاق عدد المشاركين في الإضراب العام التاريخي الذي شهدته سويسرا عام 1918.

وفي منتصف اليوم، 14 يونيو 2011، أوضح اتحاد النقابات السويسرية “أونيا” أن يوم النساء يحظى باهتمام جيد، مشيرا إلى أن العديد من النساء العاملات قمن بالتعبئة من أجل المطالبة بالمساواة في العديد من الشركات.

الفعاليات التي انطلقت منذ الفجر في مختلف أنحاء سويسرا بلغت أوجها في الساعة 14:06 ظهرا بإطلاق الصفير في عدد من عواصم الكانتونات احتجاجا على أوجه عدم المساواة بين النساء والرجال، خاصة على مستوى الأجور بحيث لازال متوسط أجور النساء يقل بـنسبة 20% عن راتب زملائهن.

وقالت في هذا السياق كورين شارير، أمينة مكتب المساواة في في النقابة: “من غير المقبول في زمننا أن تتقاضى النساء أجورا تقل بـ20% عن الرجال. فالنساء تضطر في الكثير من الأحيان إلى القبول بظروف عمل أقل استقرارا من الرجال، وهذا أمر مثير للصدمة في نظري”.

وشاركت في موجة التصفير مئات من النساء والرجال المتعاطفين مع قضيتهن. وكان عددهن في بداية الظهيرة أقل مما كان متوقعا بحيث اضطرت العديد من النساء للعودة إلى مكان عملهن لأن إضراب النساء لم يكن عاما. وناهز عدد النساء اللاتي شاركن في موجة التصفير 400 في برن، و300 في لوزان، و250 في بازل و150 في سانت غالن، و100 في زيورخ، و60 في شافهاوزن، و50 في لوغانو (كانتون التيتشينو)، و40 في لوتسرن. لكن يتوقع أن يتزايد عدد المتظاهرات هذا المساء في كافة أنحاء سويسرا.

ومنذ بضعة أيام، وزعت الجمعيات المنظمة لتظاهرات 14 يونيو 2011 أكثر من 40 ألف صفارة، حسبما صرحت إحدى المنسقات لوكالة الأنباء السويسرية، معربة عن استيائها من المشاركة المتواضعة، لكنها قالت “إنه سُمع ذوي الكثير من الصفارات داخل الشركات”.

 وانطلقت العديد من فعاليات يوم الإضراب فجر اليوم وسط بازل حيث نظمت تحركات في جميع أنحاء المدينة، أمام المصارف والمحطات،…، إلخ. وفي أولتن (كانتون زيورخ)، شارك موظفو شركة الاتصالات في مؤتمر للنساء العاملات في هذا القطاع، بينما زارت وفود نسائية رؤساء كبريات شركات السكك الحديدية لمطالبتهم بالمساواة بين الجنسين.

وكانت أولى التظاهرات قد انطلقت في سانت غالن وفي كانتون الجورا. وفي جنيف، احتجت النساء أمام منظمة العمل الدولية، كما جالت قافلات من السيارات شوارع الجورا ومنطقة الجورا المتواجدة في كانتون برن. وفي لوزان،عـــُرضت العديد من الأفلام عن الموضوع، كما نظمت فترات استراحة مطولة، فضلا عن نقاشات في العديد من الشركات، وخاصة في قطاع الصناعة الغذائية وقطاع صناعة الآلات والصناعات الكيماوية. ووزعت في العديد من شوارع سويسرا آلاف قطع الشوكولاطة التي كتب غلافها “عملنا يستحق أكثر بكثير!”. كما التقت النساء في الحدائق حيث تناولت معا وجبات خفيفة وشربت كأسا على “نخب المساواة”.

وفضلا عن المساواة في الأجور، تطالب المتظاهرات بتوزيع عادل لكافة الأعمال، وتذكرن بأن العمل العائلي والمهني يوزع دائما بطريقة غير متساوية تماما بين الرجال والنساء. كما تنادين بتحقيق التوفيق بين الحياة الأسرية والعملية بشكل نهائي، وتنوهن في هذا الصدد إلى استمرار النقص في أماكن استقبال الرضع والأطفال (دور الحضانة ورياض الأطفال).

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية