هيثم مناع :”لا يُوجد أيّ مؤشــر على نجاح جنيف – 2″
أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا (معارضة داخلية) عدم مشاركتها في جنيف - 2. وفي حوار خاص، شرح هيثم مناع أن "أربعة أيام قبل تنظيم المؤتمر لن تسمح للمعارضة بالدخول في المفاوضات بصوت مُوحّد وبرنامج موحد ووفد موحد"، كما حمّل الروس والأمريكيين مسؤولية "عدم الضغط بما فيه الكفاية لتوفير ظروف ملائمة للتفاوض"، والإئتلاف الوطني مسؤولية "التخلي عن استقلالية قرار المعارضة وتركه بين أيدي قوى أجنبية وإقليمية".
أصدرت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية، بيانا يوم 15 يناير 2014 توضح فيه أسباب رفضها المشاركة في المفاوضات حول الملف السوري المزمع افتتاحها يوم 22 يناير في مدينة مونترو غرب سويسرا لكي تتواصل فيما بعد في جنيف، فيما يُعرف بمؤتمر جنيف – 2.
في الحوار التالي الذي أجرته معه swissinfo.ch في جنيف، يوضح السيد هيثم مناع، رئيس الفرع الخارجي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار السلبي وتوقعاته بشأن جنيف – 2، ورأيه بخصوص من يتحمل المسؤولية في كل ذلك.
swissinfo.ch: ما هي الأسباب التي دفعت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية إلى رفض المشاركة في مفاوضات جنيف – 2؟
هيثم مناع: هناك مثل عربي يقول ” كالساعي إلى الهيْجاء بدون سلاح”. نحن كنا نُعدّ العدة من أجل أن نكون في وضع جيد وقادرين على الدفاع عن الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري في مشاركة متزنة، وتمثيلية للمعارضة السورية في جنيف – 2، وبناء على أساس إعلان جنيف – 1 في 30 حزيران 2012 والذي كنا أول طرف يوافق عليه رغم ما لدينا من تحفظات على ما جاء فيه. لكن مع الأسف، ورغم كل مشاركاتنا البناءة، ومحاولاتنا الوصول إلى أجواء مؤهلة ومساعدة على عقد هذا المؤتمر، لم تبذل الدول الراعية أيّ جهد من أجل تحضير ذلك وتوفيره.
على الصعيد الموضوعي، طالبنا بأشياء أقل مما قد تُطالب به جمعية خيرية وليس منظمة حقوق إنسان. كوفي أنان طالب في نقاطه الستة بضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، نحن قلنا نكتفي بالمطالبة بالإفراج عن الأطفال والنساء والمُعاقين والمرضى من المعتقلين لأن هذا وضع لا يمكن تحمله كإنسان. ولم نتكلم عن 70% من المعتقلين الذين هم في المعتقل دون أن تكون لهم ناقة ولا جمل (فيما يحدث). نحن لم نطالب بالكهرباء ولم نطالب بالمواصلات إلى المناطق المحاصرة التي وصلت إلى 22 منطقة بعضها محاصر من قبل المجموعات المسلحة. هذه المناطق المحاصرة يجب أن يصل إليها الخبز والماء، أي وسائل البقاء على قيد الحياة. ومع ذلك لم يُبذل أي شيء في هذا الإطار.
نحن لم نُطالب بوقف إطلاق النار، بل اكتفينا بالقول فلتكن هناك حرب بقوانين الحرب. وهناك جرائم حرب تُرتكب عندما يتم القصف ببراميل الديناميت على المدنيين. وطالبنا بوقف هذا الجانب من الحرب الذي يُعتبر جريمة حرب، وأكملوا حربكم. حتى هذا لم تجر ضغوط جدية من أجل وقف القصف على المدنيين. إذن نحن طالبنا بأجواء مُهيأة تجعل المجتمع السوري ينتسب للحل السياسي بأغلبيته الساحقة.
تتراوح الإنتقادات والتقييمات المتعلقة بـ “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية” بين من لا يتردد في وصفها بـ “معارضة النظام”، وبين من يرى أنها تحظى – لمجرد كونها معارضة من الداخل – بمصداقية أكثر من غيرها.
في رده على هذه الإنتقادات، أجاب هيثم مناع المسؤول عن الفرع الخارجي للهيئة: “الأطراف الدولية لن تثق إلا بمن يعمل في خدمتها: الخواجات يحبون أن يبقوا خواجات، ويتصورون أن نهاية عهد الإستعمار لم تأت بعد. وهناك شكل جديد من الإستعمار هو عبر الوُكلاء المحليين. الوكيل المحلي يُدلل، والمناضل الديمقراطي يُهمّش. نحن لم نتفاجأ بالتصرف الأمريكي، وليس لنا أن نتفاجأ منهم لأنهم فعلوا ذلك في كل مناطق أمريكا اللاتينية. فنحن لم تكن لدينا أوهام في أن يشكل منطق الخواجات حلا بالنسبة لمستقبل الشعب السوري. واضطررنا لتدويل القضية لأننا لم نعد في صراع سوري. لدينا أكثر من 50 ألف مقاتل غير سوري، وهؤلاء بإمكانهم أن يخلقوا حربا أهلية لفترة عشر سنوات. من هنا قبلنا ولجأنا إلى التدويل على أمل أن يكون هذا التدويل أكثر رأفة بالشعب واحتراما لمطالبه. وناضلنا من أجل ذلك بكل الوسائل منذ 3 يوليو 2012 عندما وافقنا على إعلان جنيف – 1، وكنا الطرف الأول الذي قبل بذلك، لأننا حريصون على إنهاء محنة الشعب السوري”.
ولكن، إذا كان هذا هو الموقف الأمريكي من “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية”، فلماذا لم يكن هناك تفهم من الجانب الروسي؟ أجاب هيثم مناع: “الجانب الروسي سعيد بالمعادلة الجديدة. وهو يعتبر أنه قد حقق مكاسب في ذلك. والأسلوب الروسي قائم على أساس الطريقة التي تم بها حل الأزمة الكيماوية. يعني تركهم يصعدون إلى رأس الشجرة. ولما أصبح الرئيس الأمريكي أوباما في وضعية لا يستطيع فيها أن يتراجع عن الحرب ولا أن يقوم بالحرب، جاؤوا وأنزلوه، لكن باعتبار أنهم هم المُخلص والمنقذ. ونفس الشيء يتم الآن: يتركون الأمريكيين يذهبون في الطريق الذي يُمكن أن يُمزق المعارضة السورية أكثر، ثم يقولون ها قد فشلتم في تشكيل وفد للمعارضة جيد، ووضع متزن في جنيف وكذا … وأنتم مضطرون للعودة لنا. وقد قلت للسيد بوغدانوف (نائب وزير الخارجية الروسي)، هناك مثل شعبيّ يقول “أدفشوا وشوف ما أجحشو” وهذه السياسة ستكلفنا على الأقل حوالي عشرة آلاف قتيل إضافي. فإذا كنتم أنتم تأخذون وقتكم، فنحن (أي الشعب السوري) هو الذي يدفع ثمن الموت والدمار يوميا. لذلك لا يمكن أن نقبل طريقة تعاملكم مع الأمريكيين في الملف السوري بهذه الطريقة الباردة..”.
swissinfo.ch: ومن يتحمل المسؤولية في ذلك؟
هيثم مناع: أظن أن المسؤولية الرئيسية تتحملها الدولتان الراعيتان، لأن المسائل التي نُوقشت بينهما منذ قضية الكيماوي حتى اليوم كانت ترتيبات تتعلق بنظرتهم للأمر ولا تتعلق باحتياجات الإنسان السوري ومصالح الشعب السوري. ورغم أننا لم نكن مُبالغين في مطالبنا، فمع ذلك لم تجر ممارسة الضغوط من أجل ذلك.
على صعيد تحديد الوفد (المشارك في مفاوضات السلام)، يبدو وكأن الأمور تُحدّد من فوق. وفد المعارضة يُحدده المندوب الأمريكي، ووفد السلطة يحدده الممثل الروسي، ونحن نتفرج. يعني أن الأمريكي أتى بأصحابه وشكل وفده على أساس المحاباة والموالاة وليس وفق الكفاءة. ومن كان له صوت مستقل، ويصر على أن يكون للشعب السوري صوتٌ في هذا المؤتمر يجري تهميشه وإبعاده. والمسؤولية في ذلك مسؤولية أمريكية روسية .كيف يقبل الروس بأن يُعهد بذلك للسفير الأمريكي روبيرت فورد المعروف بما قام به الى جانب الكونتراس في نيكاراغوا، وكان في العراق، والذي رفضته الحكومة المصرية والمنظمات المدنية المصرية كسفير.
اليوم نحن في السادس عشر من يناير ولم يقرر الطرف الذي اختاره السيد فورد وجماعته ليمثل الشعب السوري، بعدُ ما إذا كان سيذهب إلى جنيف 2 أم لا. وإذا قرر غدا (الجمعة 17 يناير – التحرير) فهو مضطر – وفق إعلان جنيف وحسب فقرة خاصة في هذا الإعلان – لكي يتصل بالأطراف الأخرى من أجل تشكيل وفد متوازن ومقنع وليس فقط وفد الإئتلاف. إذن حتى ولو قرر الإئتلاف المشاركة، كيف يمكن أن نكون في وضع يسمح لنا بالدخول في هذه المعركة بعد أربعة أيام ببرنامج مشترك، وتصور مشترك ووفد مشترك؟
إذن هم وضعونا في ركن لكي نكون الطرف الأضعف في هذا الإجتماع إذا جرى شيء من هذا القبيل. ومن هنا فإن هذه الطريقة التي جرت بها الأمور هي جريمة في حق المعارضة السورية والشعب السوري.
swissinfo.ch: هل يعني هذا أنه لم يتم الإتصال بهيئة التنسيق لحد اليوم من أجل تشكيل وفد المعارضة؟
هيثم مناع: من سيتصل بك؟ إذا كان صاحب الإتصال (أي رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) قد اتصل بنا قبل ذلك، واتفقنا معه على عقد اجتماع تحضيري في القاهرة تشارك فيه 40 شخصية من التعبيرين الأكبر ومن المنظمات الأخرى والشخصيات الإعتبارية الكبيرة المهمة في المعارضة لإمكانية الخروج بوفد مشترك، وبرنامج مشترك وصوت مُوحّد وقوي. وكان هذا النقاش ليُعقد في التاسع والعاشر من ديسمبر الماضي، لكنه خرج ولم يعد، وحتى اليوم لم تأت أي إشارة لأن هناك صراعات في داخل الإئتلاف، والرئيس ليس قادرا حتى على تمرير حتى ما تحدثنا بشأنه. الإئتلاف يُوجد اليوم في وضع لا يُحسد عليه، فإن اختار الذهاب الى جنيف – 2، فسيخسرون وحدتهم الداخلية وقوتهم وما تبقى لهم من سمعة، وإذا ما قرروا عدم المشاركة فسيخسرون الدعم الدولي، لأن الأطراف التي تُمولهم وتدعمهم ستقول لهم: “إذا لم تذهبوا فسنقطع عنكم الدعم”.
swissinfo.ch: إذن أنتم تُحمّلون الإئتلاف أيضا المسؤولية؟
هيثم مناع: من يتحمل المسؤولية الأولى هو من جعل طرفا من المعارضة السورية طرفا تابعا لا يملك قراره المستقل ويخضع لقرار الأطراف التي تموله وتساعده وتعطيه الشرعية. لأنه عندما يكون هناك طرف غير قادر على اتخاذ قرار أو تنظيم اجتماع إلا بقرار سعودي أو قطري أو فرنسي أو أمريكي أو بريطاني أو تركي.. يحصل الآتي: فالأتراك يسحبون القائمة التركمانية عندما لا يُعجبهم الأمر، والقطريون يسحبون جماعتهم عندما لا يعجبهم الأمر، والسعوديون يهددون بوقف المساعدات إذا ما لم يعجبهم الأمر.. إذن نحن أمام قرار غير سوري، ويا ليت هذا القرار غير السوري موحد، لأن كلا من هؤلاء له نظرته الضيقة لمصالحه، وحصة الشعب السوري من هذا كله هي الأضعف. لذلك نحن في الحقيقة في مشكلة، من جهة بنيوية، ومن جهة أخرى سياسية عميقة تحتاج إلى مؤتمر وطني جامع للسوريين لإعادة تكوين المعارضة السورية بأكبر هيكل مُمكن لكي نكون على الأقل صوتا قادرا على فرض احترامه على العالم.
swissinfo.ch: وهل اقترحتم شيئا من هذا النوع؟
هيثم مناع: طبعا اقترحنا ذلك، وباشرنا بالأمس (15 يناير) في اجتماع تشاوري مع كل الأطراف من داخل وخارج هيئة التنسيق الوطنية داخل البلاد في دمشق. والآن ستبدأ هذه المشاورات في المحافظات وهنا في الخارج في بلدان المهاجر السورية من أجل التحضير بأسرع وقت ممكن لمؤتمر وطني يتجنب نقاط الضعف التي حدثت في مؤتمر القاهرة الذي دعت إليه الجامعة العربية ويكون أكثر استقلالا، يملك قراره ويملك القدرة على التعاون مع أكبر قدر ممكن السوريين الديمقراطيين القادرين على الدفاع على مصالح الشعب السوري بشكل قوي وبصوت قوي.
swissinfo.ch: عندما تقول “أكبر قدر ممكن من ممثلي الشعب السوري”، تقصد كل الفئات؟ وهل يشمل ذلك المجموعات العسكرية؟
هيثم مناع: بالطبع بما فيه المشاركين في الإئتلاف والذين لا نعرف ما إذا كانوا سيشاركون باسم الإئتلاف أو من خارجه. بالنسبة للجماعات المسلحة هناك صنفان: صنف يقبل عموما بالعملية السياسية، ويطالب بدولة مدنية وبمشروع ديمقراطي، وصنف لا علاقة له بذلك سواء كان سوريا أو مهاجرا. فالصنف المهاجر الجهادي التكفيري الذي بوده إقامة خلافة والذي نصفه أو أغلبيته من عناصر غير سورية هذا لا علاقة لنا به. ولدينا مشروع يطالب مجلس الأمن منذ أربعة أشهر بوضع كل المقاتلين الأجانب على الأراضي السورية خارج الشرعية الدولية. لكن مع الأسف كل طرف في مجلس الأمن يضع الحجة على الآخر ويقول نحن موافقون على مشروعكم. لكن لحد اليوم لم يُطرح هذا المشروع على الطاولة لعدم إحراج كل من يُساعد على الدخول إلى الأراضي السورية وعلى المشاركة في القتال في سورية سُنّة كانوا أم شيعة، في طرف النظام أم في طرف المعارضة، أم حتى ضد النظام وضد المعارضة.
swissinfo.ch: لكن، ألا تخشون من اللوم عليكم من أنكم تركتم الكرسي فارغا في مفاوضات حاسمة بالنسبة لمستقبل الشعب السوري قد تخرجه من محنته الحالية؟
هيثم مناع: والله إذا نجحوا، سنقول للعالم أجمع لقد كنا، ومَن وقف موقفنا، على خطأ. ولكن كل المؤشرات تدل على فشل المؤتمر إذا حدث في هذا التاريخ. لهذا نفضل أن نقول كلمتنا ونُحذّر من هذا الفشل حتى يبقى عند الناس أمل وتمسك بالحل السياسي، لأن الحل العسكري مستحيل. وحتى لا يُصبح عندنا إحباط من الحل السياسي، لا نريد عملية تشويه وتقزيم لهذا الحل بالشكل الذي تجري به الأمور الآن.
وفقا لصحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة يوم الجمعة 17 يناير 2013 ، أجريت قبل بضعة أشهر دورات تدريبية قام فيها دبلوماسيون سويسريون وخبراء بمساعدة مجموعات المعارضة السورية على تعلم فن التفاوض تمهيدا لمفاوضات مؤتمر جنيف – 2.
الدورات تمت بناء على طلب تلقته الوزارة من المبعوث المشترك الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي لسوريا. ومن المعلوم أن عددا من الخبراء السويسريين يشتغلون ضمن فريق السيد الإبراهيمي في جنيف.
الصحيفة اليومية التي تصدر في زيورخ بالألمانية، أفادت أيضا أن وزارة الخارجية السويسرية نظمت دورتين تدريبيتين في مجال مفاوضات السلام في كل من مونترو واسطنبول في شهر نوفمبر 2013 حضرها أعضاء من الإئتلاف الوطني السوري الذي يضم في صفوفه معظم أطياف المعارضة في الخارج.
بعد أيام من ذلك التاريخ، نظمت الخارجية السويسرية دورة أخرى في مدينة مونترو شارك فيها أعضاء في المجموعة المعارضة الأخرى أي “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية”.
swissinfo.ch: لماذا تتوقعون فشل جنيف – 2؟
هيثم مناع: لا يُوجد أي مؤشر لنجاح الإجتماع لأن النظام السوري لم يقدم أي تنازل. حتى الآن يقول “بدون شروط” بما فيه عدم الإعتراف بإعلان جنيف – 1. وحتى الإئتلاف الوطني لم يعترف بهذا الإعلان لجنيف 1. وبالإمكان أن يُدخلوا غدا عناصر أخرى غير إعلان جنيف في التفاوض الذي يطالب بحكومة انتقالية ومراحل أساسية لتراجع العنف وبداية التفكير للإنتقال من دولة أمنية الى دولة قانون، ومن العنف الى الأمان لكل مواطن، ومن الهدم إلى عملية إعادة البناء. المؤشرات الحالية لا تعطي انطباعا من أن أحدا أعدّ العُدّة لكل هذه الأشياء.
swissinfo.ch: إذا كانت شروط عقد مؤتمر جنيف – 2 غير متوفرة، وإذا كان تشكيل وفد معارضة موحد لم يتم لحد الآن، وإذا كان الاعتراف بقاعدة جنيف 1 لم يتم بعد من قبل أطراف فاعلة من النظام والائتلاف الوطني، ما هو الهدف برأيكم من الإصرار على تنظيم المؤتمر في 22 يناير؟
هيثم مناع: الحاجة الدولية لذلك. لقد استعجلوا علينا جنيف – 2 بعد أن ناموا ثمانية عشر شهرا لأنهم يخافون اليوم من توسع الحرب السورية إلى حرب إقليمية تهز الأمن الأوروبي والدولي. للأسف إنهم يفكرون في أنفسهم ولا يفكرون بأن ما حصل في سوريا هو أكبر نكبة تحصل في بلد منذ الحرب العالمية الثانية. لذا هم يصرون على تاريخ 22 يناير، ولكن لماذا هذا التاريخ المقدس؟ بالإمكان إعطاء المعارضة الوقت وإعادة النظر في طريقة تكوين وفد المعارضة لتشكيل وفد شامل وقوي وتمثيلي وقادر على أن يخوض المفاوضات بنجاح ضد الوفد الرسمي الحكومي. لقد رفضوا طلب التأجيل الذي تقدم به الإئتلاف في اجتماع باريس، ولا يُفكرون إلا في مصالحهم.
swissinfo.ch: وكيف تتصورون ما بعد اللحظات الأولى من بداية مفاوضات جنيف – 2 بالنظر إلى مصير الشعب السوري في الداخل والخارج ووضع اللاجئين والمُرحّلين؟
هيثم مناع: أعتقد بأن عمليات صغيرة قد تحدث لإنقاذ ماء الوجه في حال انعقاد المؤتمر، إلا أن المسار الكارثي سيستمر لربما بوتيرة أقل، لكن المشكل يتمثل في أن الأطراف التي تحارب الحل السياسي ستحاول إثبات العكس. وحتى محاولات التهدئة الصغيرة سوف لن تكون مرئية بالعين المجردة لأنه سيكون هناك تصعيد من كل الأطراف المتطرفة التي لا تريد حلا سياسيا. وبالتالي نحن سنسقط في فخ اسمه: إعطاء صورة سيئة عن الحل السياسي وإعادة الناس إلى مربع اليأس، لأنها يئست لحد الآن من الحل العسكري.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.