يوميات عائـد من تمبُـوكْـتو في شمال مالي
شكّـل عبور الحدود بين موريتانيا وإقليم أزواد في شمال مالي، تحديا حقيقيا كان علينا أن نواجِـهه مهْـما كلَّـف الثمن.
فالأمر ليس مجرّد عبور حدود بين بلدين متجاورين، بل هو اقتِـحام لعالم جديد، الكلمة الأولى فيه، للسلاح والسلاح فقط، عالم تتقاسم السيطرة عليه، مليشيات المتمرِّدين الطوارق ومجموعات السلفيين المسلحين وعصابات السَّـطو وتهريب المخدرات، وغيرها.
بعد عبور حوالي أربع مائة كيلومتر داخل أزواد وعبْـر طريق غير معبّـدة، تقاذفنا فيها كثبان الرِّمال الصحراوية والوديان والغابات، مررنا خلالها على قُـرىً ومُـدن تعيش خارج سيطرة أي سلطة، مهْـما كانت. فقد فاجأنا سكّان مدينتي “لَرنب” و”غُوندام”، شمال مدينة تمبوكْـتو، بالحديث عن وضعٍ استثنائي للمدينتيْـن، اختصره أحدهم بالقول “نحن حائرون، الحكومة المالية وجيشها هربوا وتركونا وراء ظهورهم، والمتمردون الطوارق لم يدخلوا مدينتيْـنا، والمجموعات السلفية لم تفرض سيطرتها علينا، حتى الآن، إننا نعيش خارج الزمن، لا ندري لأي سلطة نتبع..”.
كان أول منظر عسكري نشاهده في أزواد، عند البوابة الشمالية لمدينة تمْـبوكْـتو، أو “جوهرة الصحراء”، كما يسميها الباحثون والمؤرِّخون. فعلى مشارف المدينة، نصَـب عناصر القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحلفاؤهم من حركة أنصار الدين، نقطة تفتيش، رفعت عليها أعلام سوداء، وحفت بالخنادق التي أدخلت إليها سيارات عابرة للصحاري وأسلحة مضادّة للطيران.
بين يدَيْ المسلّحين السلفيين
أحسَـسْـت بشعور غريب يُـراودُني. فأنا الآن بين أيدي عناصر تنظيم القاعدة، فهُـم أصحاب السلطة في تلك المنقطة والأمر أمرهم والكلمة الأولى والأخيرة لهم. بعد إجراءات التدقيق في الهوية والمهمّة، حضر مسؤول أمني في المدينة، وهو أحد قادة سرية الفرقان، التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، واصطحبنا إلى فندق وسط المدينة، قائلا: “هذا الفندق كان لغربيِّـين من النصارى، وهو الآن أنعم الله به على المجاهدين”.
تحوّل الفندق إلى إقامة، لا تقدَّم فيه أي خدمات. فقد هجره عمّاله وبقيت مجرّد غُـرف مكيفة، على القائمين فيها خِـدمة أنفسهم بأنفسهم.
أمضيْنا في مدينة تمبوكْـتو التاريخية قرابة الأسبوعين، تخلَّـلتهما زيارة لمدينة “غاواه”، عاصمة إقليم أزواد، وكانت تلك الفترة كافية، لأنْ أغادر تلك المنطقة، وفي ذهني لوحة قاتِمة عن أزواد، ماضيه وحاضره، ومستقبله.
أزواد.. صحراء روَتها الدِّماء
في أزواد، أريقت دماء كثيرة خلال العقود الماضية، ومعظم الرجال الذين تلاقيهم هناك، شاركوا في معارك خِـيضت على تلك الرِّمال التي رُويت بدماء غزيرة، أحيانا طلباً للتحرير من السلطة المالية، وأحيانا باسم الدِّفاع عن الدِّين، وتارة أخرى لحماية شُـحنة من المخدرات، وقد يكون دافع الإقتتال، نزاع بين قبيلتين أو طلباً لثأرٍ كاد أن يُـنسى لو لا أن سارع أحدهم لإحيائه، وآخرون قاتَـلوا ضد القاعدة أو في صفوفها، فلا يكاد يخلو بيت في إقليم أزواد من أيتام أو أرامل أو ثكالى، فالموت هناك، يُـوزَّع بالمجان، وفي مقدِّمة أسبابه، القتل.
واليوم، تعيش مدينة تـمبوكتو، إحدى ثلاث أكبر مدن في الإقليم، مرحلةً غيْر مسبوقة من تاريخها. فلأوَّل مرّة يغادرها الماليون نهائيا، وتبقى نهْـبا لمليشيات متعدِّدة التشكيلات ومتباينة الأهداف. فعلى الأطراف الغربية للمدينة وفي مطارها، تنتشر قوات تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) التي أعلنت استقلال أزواد من جانب واحد، أما المدينة وأحياؤها، فتقع في قبضة عناصر حركة “أنصار الدِّين” بقيادة الزعيم الطارقي إياد غالي”، وحلفائها من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا.
مظاهر إسلامية وعقوبات مؤجلة
شوارع المدينة تشهد حركة غيْر عادية للسيارات العابرة للصحراء، التي تقِـل مسلّحين إسلاميين، يحاولون بسْـط نفوذهم وإعادة الحياة إلى مجاريها الطبيعية، يعلنون في الناس أنهم جاؤوا لتطبيق الشريعة الإسلامية، لكنهم يتمهّلون في تنفيذ بعض العقوبات فيها، باعتبار أن الأمر جديد على السكان، لذلك، أجَّـلوا تنفيذ بعض العقوبات، من قبيل قطع اليد والقتل، وشرعوا في تنفيذ عقوبات أخرى كالجلد بسبب السّكر. فقد نفَّ،ذوا عدة عمليات جلد في مدينة كانت حتى الأمس القريب تعيش صخب حياة المدن السياحية وتنتشر فيها البارات والفنادق والملاهي الليلة، كما شنّوا حملة لمُصادرة الخمور وإتلافها، وإغلاق أوكار الدّعارة.
وفَرَض مقاتلو التنظيم على نساء المدينة عدم الخروج، إلا إذا كُـنّ محجَّبات، لكنه فرضٌ بدأ يتراخى. فقد كنا نرى أثناء تجوّلنا في شوارع المدينة، النساء حاسِرات عن رؤوسهن، حتى إذا شاهدن سيارة لمُقاتلي التنظيم غطَّـين رؤوسهن، وأحينا كُـن يُـسارعن لتغطية أجسادهن، حين يروننا ظنّـاً منهُـن أننا عناصر من التنظيم، وحين يُـدركون أننا صحفيون، يضحكن ويعدن سيرتهن الأولى، وبعضهُـن كن يفزعن لمشاهدة سيارات المسلحين فيركضن إلى داخل المنازل والمحلات، وهو تصرّف فسّره الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الدِّين في تمبوكتو “سنده أبو عمامة”، حين استفسرناه عن سببه، بالقول “إنها الرّهبة من الحق قذفها الله في قلوب العصاة”.
الشرطة الإسلامية
على بوابة أحد بنوك المدينة، رُفِـعت لافتة كُـتِـبت عليها عبارة “الشرطة الإسلامية”، هناك يتمرْكز قائد شرطة تمبوكتو “خبيب” مع رجاله، وهو فتىً في عقده الثالث، ينحدِر من وسط موريتانيا، لا يعرف التَّـعب إليه سبيلا، يُـحدِّثك عن عزمهم “تطبيق شرع الله على عباد الله فوق أرض الله أو الموت في سبيل ذلك”، ويطلب منك أن تسأل الله له الشهادة قريبا.
تنتاب الفتى حالة نشوة كبيرة وهو يحدِّثك عن مشاركته في معارك ضدّ الجيش الموريتاني خلال السنوات الأربع الماضية، وكيف رأى رِفاقه يسقطون “شهداء” أمام عينيه، ويتركوه دون وداع، وحين تسأله عن سِـرِّ سيطرتهم السريعة على معظم مدن الشمال، يُجيب “لقد سلّط الله الذلّة والخوف على أعداء الدِّين، ففرّوا وتركوا تلك المدن للمجاهدين”.
يشكل “خبيب” نموذجا لمُقاتلي السلفيين المسيطرين على مدينة تمبوكتو، قادَني الحديث معه إلى ذِكر مطربة موريتانية راحلة، فطلبت منه الترحّم على روحها، لبَّى طلبي دون تردد، وطلب لها الرحمة من الله.
تائهون في الصحراء
في أحد أحياء مدينة تمبوكتو، زُرنا مجموعة من الشباب يعملون كتجّار في السوق، حاولنا أن نعرف منهم نبْض الشارع عن حال مدينتهم ومستقبلها، بدا الكل حائرا، وكانت الإجابة الوحيدة التي اتّفق عليها الجميع، هي أن المستقبل مُظلِم ومُخيف، وأن الأمر لن يستمر على هذه الحال، حدّثونا عن هروب جماعي للسكان، بعضهم إلى موريتانيا وبعضهم إلى الجزائر، والكثيرون تاهُـوا على وجوههم في الصحراء.
حاولنا تتبّع بعض الهاربين في أعماق صحراء أزواد، وهناك وقفْنا على مخيّم في بلدة “آغوني” ( حوالي أربعين كلم شمال شرق تمبوكتو)، سألنا شيخا طاعِـنا في السِّـن كان يستجير من حَـرّ الشمس بخباء شفّاف مع أفراد أسرته، عن سبب هروبهم من المدينة ولجوئهم إلى الصحراء القاحلة، فردّ قائلا، “هربنا لأن مدينتنا أصبحت نهبا لسلاح المليشيات، ولأن السلفيين هُـم المسيطرين عليها، فنحن نخاف قصْف الطيران، ولم نستطع اللجوء إلى الجزائر ولا موريتانيا، لأننا علمنا أن القادِمين من أزواد مشبُوهون، حتى تثبت براءتهم، فخشيْنا الإعتقال وآثرنا الهروب إلى الصحراء، لكن لا أحد يسأل عنّا، فأنتم أول من يصِل إلينا، وهذه حالنا كما تروْن، لا غذاء ولا دواء ولا ماء، سنفنى عن بكرة أبينا جميعا في هذه الصحراء، إن لم يفرج الله عنا هذه الغمّـة”.
.. متظاهرون ضدّ صمْـت العالم
خلال أحد الأيام التي صادفت وجودنا في مدينة تمبوكتو ضاق سكانها ذِرعا بحالهم فقرّروا الخروج للتظاهر، وكانت شروط الحاكمين الجُدد للمدينة، أن نقْـد المجاهدين والشريعة الإسلامية، غيْـر مسموح بهما، وما سِـوى ذلك، يمكن رفعه من شعارات. خرج المتظاهرون وهم يرفعون شعارات تركت معظمها الانطباع لدينا بأنهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم تابعين لجمهورية مالي. فقد هاجموا زعيم الانقلابيين في باماكو “آمدو سنوغو”، قائلين “إنه جلب الفضيحة وضيّع الوطن”، كما حملوا شعارات تُـندِّد بتخلِّـي الدولة المالية عنهم، وتساءل الموظفون منهم عن رواتبهم ومستقبل حياتهم.
بالطبع، لم يكن الحكّام الجدد لتمبوكتو معنِـيين بتلك المسيرة ولا بالمطالب المرفوعة بها، وإنما كانوا مهتمِّـين بمرافقتها وتأمينها ورصْـد الشعارات التي يرفعها المتظاهرون. تحدّثنا إلى إحدى المتظاهرات وسألناها عن سبب خروجها في تلك المسيرة، كانت الحسْـرة تملأ قلبها والدموع تغرق عينها، وقالت: “نريد أن نعرف هل نحن من هذا العالم.. هل نحن بشَـر.. وإذا كانت دولتنا مالي تخلّت عنا، فلماذا العالم تركنا، أطفالنا بلا تعليم ومرضانا بلا علاج وموظفونا بلا رواتب وحياتنا انقلبت رأسا على عقِـب، ما ذنبنا؟ وما هو مصيرنا؟ أجيبونا بالله عليكم!”.
المستشفى.. جانب من المُعاناة
حين زُرت مستشفى المدينة، كان هناك طبيب واحد وبِضعة ممرِّضين، يحاولون جاهِـدين تلبية حاجيات المرضى، بمساعدة منظمة غيْـر حكومية، أرسلت كميات من الأدوية إلى المستشفى. سألنا الطبيب عن أهَـم مشاكل المستشفى في ظلّ الأوضاع الجديدة، فردّ قائلا، “إننا نعمل بأقلّ من الحدِّ الأدنى لطاقة المستشفى. فالأخصائِـيون جميعا ومعظم الموظفين غادروا، ولدينا أزمة حقيقية تتعلّـق بأصحاب الحالات التي تتطلّب تدخلا جراحيا سريعا، وكذلك مرضى الكِـلى، الذين تتطلب حالتهم التصفِـية كل أسبوع مرّة أو مرتين، كما انقطعت أدوية أصحاب الأمراض المُـزمنة، كالسكري والسل الرِّئوي والسيدا وغيرها، والمصابون بتلك الأمراض يواجهون الموت المحقَّـق بسبب انقطاع تلك الأدوية، ولا ندري متى ستتوقّـف تلك المأساة؟”.
على أسِـرّة المستشفى، يرقد عدد من المرضى، بعضهم بدا مرتاحا للحدّ الأدنى من الخدمات التي يتلقّاها هناك، وآخرون لا يقِـل خوفهم من تطوّر تداعيات أوضاع مدينتهم، عن خـِشيتهم من مضاعفات الأمراض، التي أوصلتهم إلى ذلك المستشفى، لكنهم لا يملكون سبيلا إلى الانتِقال والعلاج خارجه.
خلال اليومين الأخيرين من وجودنا في تمبوكتو، كان الكهرباء ينقطِـع نهارا، الأمر الذي برّره متحدِّث باسم حركة أنصار الدّين بالقول، “إن المخزون الإحتياطي من الوقود المشغِّـل لمولِّـدات الكهرباء، بدأ يتناقَـص، لذلك، بات لِـزاما اعتماد سياسة تقشُّـفٍ لتوفير أكبَـر وقت ممكن.
وفي السوق المركزي للمدينة، كانت البضاعة تتناقَـص والأسعار ترتفع، وسط هروب عشرات التجّار ببضاعتهم إلى موريتانيا والجزائر، مقابل حركة تهريب نشِطة باتجاه تمبوكتو وباقي المدن الأزوادية.
أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر الاربعاء 16 مايو حول أعمال العنف التي ارتكبت منذ خمسة اشهر في مالي، ان عمليات اغتصاب وإعدامات عشوائية واعتقالات تعسفية وتجنيد اطفال قامت بها “كل أطراف النزاع” في مالي.
وفي تقرير بعنوان “مالي: عودة الى خمسة اشهر من الازمة”، وصفت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان الفوضى التي انتشرت في شمال البلاد الذي سيطر عليه متمردو الطوراق والاسلاميون، ووثقت اعمال العنف والاعتقالات التعسفية التي مارسها الانقلابيون في الجنوب.
واعتبر غايتان موتو، الباحث حول غرب افريقيا في منظمة العفو الدولية واحد واضعي التقرير ان “مالي تواجه اخطر ازمة منذ استقلالها عام 1960”. ازمة ارغمت نهاية ابريل 300 الف شخص على مغادرة شمال البلاد في اطار النقص الغذائي الذي “اثر على 15 مليون شخص في منطقة الساحل”.
واعتبرت منظمة العفو الدولية التي حققت لمدة ثلاثة اسابيع في ابريل في العاصمة المالية باماكو، ولكن ايضا في اربع مخيمات للاجئين في النيجر، ان “كل اطراف النزاع ارتكبت وتواصل ارتكاب انتهاكات” لحقوق الانسان.
ونقلت المنظمة غير الحكومية شهادات جنود سجنوا لوقت قصير في معتقلات مجموعة انصار الدين الاسلامية خلال السيطرة على اغويلهوك (شمال) في يناير الماضي.
وقال احد الجنود ان “95 عسكريا اعتقلوا” بدون مقاومة. واضاف “قال الاسلاميون انهم سوف يذبحونهم كي يظهروا ما يقوم به +الكفار+. وقالوا لي ان الذين قاوموا اطلقت النار عليهم واخرون ذبحوا”. وقال مواطن اخر من اغويلهوك ان “بعض الجنود قتلوا وسلاحهم بايديهم واخرون اسروا وذبحوا عند مدخل المعسكر”.
وتحدث اخر عن ارغام انصار الدين وحلفائهم في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي البعض على “اعتناق الاسلام بالقوة”. وقال انه رأى في صفوف الاسلاميين “شبانا تتراوح اعمارهم بين 12 و17 عاما”.
وفي الشمال، تعرض المدنيون وخصوصا النساء لسلسلة اعمال عنف: سرقة واغتصاب واعتقالات تعسفية. وتحدث الكثير من الشهادات عن اعمال اغتصاب واحيانا جماعية “قام بها مسلحون بينهم عناصر من مجموعة الطوارق المسلحة والحركة الوطنية لتحرير ازواد خصوصا في ميناكا وغاو”. وتحدثت شهادات اخرى عن اعدامات عشوائية بحق عسكريين في الطرقات.
ونددت منظمة العفو الدولية ايضا بالاعدامات التي نفذها الانقلابيون في باماكو، وخصوصا الاعتقالات التعسفية لمسؤولين سياسيين مناهضين للانقلابيين الذين رفضوا السماح للمنظمة بمقابلتهم في معسكر كاتي.
ودعت المنظمة جميع اطراف النزاع الى “احترام القانون الدولي الانساني” وطلبت من السلطات المالية وقف “التعرض للذين يناضلون سلميا لاقامة دولة القانون”.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية فرانس برس بتاريخ 16 مايو 2012)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.