سويسرا: ارتفاع أعداد عودة طالبي وطالبات اللجوء إلى بلدان المنشأ بمقدار الخمس عام 2023
أعلنت سلطات الهجرة في سويسرا ارتفاع أعداد طالبي وطالبات اللجوء المرفوضة طلباتهم.نّ ممّن غادروا وغادرن سويسرا العام الماضي، مبيّنة أن ذلك لا يعود فقط للارتفاع الإجمالي في طلبات اللجوء.
يتوجّب في سويسرا، مغادرة البلاد طوعًا في حالة عدم الحصول على قرار إيجابي أو الحصول على قبول مؤقّت، وإلاّ فإنه يتمّ إجبار الحالات المعنية على ذلك بمجرد نهاية إجراءات اللجوء الخاصة بها.
يقول ريتو كورمان من أمانة الدولة السويسرية للهجرة، إنّ سياسة “الإعادة” هذه تؤثر بشكل رئيسي على القادمين والقادمات من البلدان التي تأتي منها العديد من طلبات اللجوء والتي يكون احتمال حصولها على قرار إيجابي منخفضًا للغاية.
ويضيف كورمان في حديثه مع قناة الإذاعة والتلفزيون السويسري الناطقة بالألمانية يوم الثلاثاء 13 فبراير: “هذا يشمل الجزائر، على سبيل المثال، حيث تمكنّا [في العام الماضي] من إعادة ما يقرب من 500 شخص تمّ رفض طلبات لجوئهم.ن”، مبيّنًا بأنّ تركيا وجورجيا تأتيان أيضًا في المقدمة في هذا الصّدد.
الاتفاق بعد سنوات من التواصل
ويتأثر طالبو وطالبات اللجوء من بلدان المغرب العربي بشكل خاص بعمليات العودة، حيث يفرّ معظمهم.ن من بلادهم.نّ لأسباب اقتصادية. وتعدّ فرص حصول هذه الفئة على اللجوء في سويسرا هامشية، ولهذا السبب تفتخر أمانة الدولة للهجرة بشكل خاص بتعاونها مع الجزائر، حيث كانت الجهود التي بذلت على مدى سنوات للتوصل إلى اتفاق بشأن الهجرة هي من جعلت هذا التعاون ممكناً.
وقال كورمان: “الثقة عملية تُبنى، ولا يتضمّن ذلك الحفاظ على حوار مستمرّ مع هذه البلدان فحسب، بل يشمل أيضًا التوقيع على اتفاقيات وشراكات في مجال الهجرة والعودة”. كما يتمّ إضفاء الطابع المؤسسيّ على التعاون في مجال العودة ومن ثم تطويره بمرور الوقت، مما يعني سنوات من الثّقة المستمرّة وتطوير آليّات العمل، وبفضل ذلك، أصبحت رحلات الترحيل الخاصة إلى الجزائر ممكنة لأول مرة.
زيادة في طلبات اللجوء
وبالإضافة إلى التعاون الأفضل مع بلدان المنشأ، فإن زيادة العائدين والعائدات كانت أيضاً نتيجة لعدد أكبر بكثير من طلبات اللجوء (التي ارتفعت بنحو 30%)، والتي تمّ البتّ في بعضها بسرعة كبيرة. وعلى الرغم من عودة المزيد من الأشخاص، فإنه لم يتم الانتهاء من إنجاز الأعمال المتراكمة: فهناك تقريبًا نفس العدد من الأشخاص الذين واللّاتي بصدد انتظار إجراءات العودة كما كان الحال قبل عام.
وتُظهر إحصائيات الإعادة إلى بلد المنشأ التي أعدّتها أمانة الدولة للهجرة أيضًا شيئًا آخر: لا تزال سويسرا تستفيد بشكل كبير من نظام دبلن الذي يحكم اللجوء في أوروبا. وفي عام 2023، نقلت ثلاثة أضعاف عدد طالبي وطالبات اللجوء إلى دول دبلن الأخرى مقارنة بما كان عليها أن تستقبله. وهذا على الرغم من حقيقة أن إيطاليا، وهي دولة مجاورة مهمة في شؤون الهجرة، لم تعد تقبل حاليا عمليات الإعادة بموجب اتفاقية دبلن.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.