سيرونو .. الأمور تبقى على حالها
أعلن إيرنستو بيرتاريللي كبير المساهمين في شركة سيرونو للتقنيات الحيوية مطلع هذا الأسبوع، عن تراجعه عن بيع حصته في الشركة، بعد فشله في العثور على المشتري المناسب وخوفا على مشاريع الشركة مستقبلا.
الشركة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، ستتغلب على مشكلاتها المالية بطرح أسهم جديدة في البورصة لتعويض خسارتها وذلك للمرة الأولى في تاريخها.
بعد شد وجذب منذ خريف 2005 حول بيع شركة سيرونو المتخصصة في تقنيات الكيمياء الحيوية وتطبيقاتها في المجال الطبي، عدلت أسرة بيرتاريللي أكبر مالكي أسهم الشركة عن قرار بيع حصتها، وفضلت مواصلة نشاطها، ولكن من المحتمل أن يتم إجراء تعديلات مختلفة عليها.
ويرى بعض المحللين أن من بين أسباب عدم العثور على مشتري لسيرونو هو أنها متخصصة في مجالات محددة، بما يجعل شريحة أنشطتها محدودة، فقرابة نصف أرباحها تأتي من بيع نوع واحد من الدواء هو “ريبيف – Rebif” وبالتالي فيمكن أن تتأثر أرباحها بقوة مع أية عوامل خارجية مثلما حدث مؤخرا في الولايات المتحدة.
كما يشير العديد من خبراء سوق صناعة الدواء إلى أنهم نصحوا إدارة الشركة أكثر من مرة، بأن تكون لها مجموعة من الأدوية تتعامل فيها، لتشكل حقيبة مبيعات يمكنها التنقل بها بين الأسواق العالمية، وبالتالي تتمكن من منافسة الشركات الأخرى الدولية التي تعمل في نفس المجال وتعوض خسارتها في قطاع من خلال النجاح في مبيعات دواء آخر وهكذا.
المشكلة الثانية التي وقفت عقبة في طريق بيع سيرونو، كانت الأفاق المجهولة التي تواجه الشركة بسبب ما وصفته ياسمينا إرسان المحللة المالية في بنك كانتون زيورخ، بأنه قنوات الإرباح الضيقة وارتفاع الرسوم التي تطالب بها مقابل منح تراخيص إعادة التصنيع.
الحل في زيادة رأس المال
في المقابل تعتقد دنيس إيتر من بنك ساراسان بأن الموقف الحالي للشركة يقتضي إعادة تقييم حجمها المالي وهو ما يتطلب أولا شفافية في الإفصاح عن المعلومات الخاصة بمخزونها المالي كالرصيد أو المواد (مثل الاكتشافات والابتكارات) التي لها قيمة مالية، لاسيما وأن قيمة أسهمها قد انخفضت بنسبة 20% منذ مطلع عام 2006، بعدما كانت ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة 40%.
وكان كبير وكيل كبار المساهمين قد التزم الصمت حول المبالغ التي كان يتفاوض فيها مع الراغبين في الشراء، وذلك لاعتبارات إستراتيجية في المقام الأول، إلا أن دوائر المال في المصارف رجحت أن يكون عزوف شركات صناعة الأدوية الكبرى عن الاقتراب من عرض الشراء ناجما عن ارتفاع السعر المطلوب.
وكانت الشائعات قد تناولت أسماء شركات مثل نوفارتيس السويسرية وفايزر الأمريكية وميرك الألمانية وغلاكسو البريطانية
وفي مطلع عام 2006، نزلت سيرونو بسقف مطالبها، المالية، التي قيل آنذاك بأنها كانت في حدود 15 مليار فرنك، فهوت إلى ما بين 11 و12 مليارا، ولكن يبدو أن العروض التي حصل عليها إرنستو بيرتاريللي كانت أقل من ذلك بكثير، إذ قال في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشركة يوم الإثنين 10 أبريل بأن العروض التي تلقتها الشركة “لا تتناسب مع قيمتها وحجم أعمالها ونشاطاتها المستقبلية”.
ومع فشل جميع المحاولات المباشرة وغير المباشرة من خلال مكاتب الوسطاء الدوليين لم تجد سيرونو مفرا سوى الكف عن البحث عن مشتر لها، واللجوء إلى أسلوب آخر لرفع قيمة رأس المال، وذلك بطرح 7.62 مليون سهم جديد في الأسواق المالية من المتوقع أن تدر عليها 7.3 مليار فرنك جديدة.
سويس انفو مع الوكالات
سيرونو هي ثالث شركة على مستوى العالم والأولى أوروبيا في مجال أبحاث وتصنيع الأدوية على اساس تقنية الكيمياء الحيوية.
تباع منتجات سيرونو في 90 دولة في العالم.
يعمل بها 4900 شخص.
منيت في العام 2005 بخسائر مالية فادحة للمرة الأولى في تاريخها.
طرحت الشركة مؤخرا 4.62 مليون سهم جديد للحصول على 7.3 مليار فرنك.
فشلت شركة سيرونو في العثور على مشتر مناسب لها، وتقول دوائر المال أن أصحاب الشركة طلبوا مبالغ لا تتناسب مع حجمها الحقيقي، إذ تحدثت الأرقام عن سعر للشراء بدأ بحوالي 15 مليارا ثم هبط إلى ما بين 11 و 12 مليارا.
يرى الخبراء أن الشريحة الضيقة التي تتعامل فيها الشركة جعلت المشترين يتخوفون من دفع هذه المبالغ، رغم شهرتها ومكانتها في أوروبا والعالم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.