عندما استُقبل اللاجئون في سويسرا بأذرع مفتوحة
قبل ستين عاما، اندلع في الثالث والعشرين من أكتوبر 1956 تمرد شعبي في المجر (هنغاريا) ضد الشيوعيين الذين كانوا يحكمون البلاد آنذاك. لكن الثورة لم تستمر إلا بضعة أيام. ففي بداية شهر نوفمبر، غزا الجيش الأحمر البلاد ووضع حدا للإنتفاضة الشعبية. هذا التدخل العسكري تسبب في حدوث هجرة جماعية للسكان حيث فرّ حوالي 200 ألف لاجئ مجري إلى أوروبا الغربية وصل 14000 منهم إلى سويسرا.
في صفوف اللاجئين المجريين كان يُوجد العديد من الأشخاص الحائزين على تكوين جيد. ولكنهم وجدوا أنفسهم مُرغمين – في ظل الحكم الشيوعي الجديد القائم في بلادهم – إلى خفض مستوى معيشتهم، بل فقدوا أيضا الأمل في التمتع بالحرية. وعلى إثر وصولهم إلى سويسرا، تم استقبالهم في كل مكان تقريبا بالترحيب وبأذرع مفتوحة.
في تلك الفترة، أبدى السكان السويسريون مشاعر التعاطف تجاه هؤلاء الأشخاص الذين تجرؤوا على تحدي المنظومة الشيوعية السوفياتية. وفي بعض مدن الكنفدرالية، نزل المئات من المواطنين في الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع الثورة. إثر ذلك، اندمج معظم اللاجئين المجريين الذين التحقوا بسويسرا بشكل سريع. فقد كانوا واعين بأنه سيتعيّن عليهم الإنتظار لفترة طويلة جدا قبل أن يتمكنوا من العودة مجددا إلى بلادهم.
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.