مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
خريطة مقسمة

هل تقوم سويسرا فعلاً بما يكفي لمساعدة العالم العربي؟

هل المساعدات السويسرية كافية على أرض الواقع لتلبية احتياجات أسرة سورية لاجئة، أو شابة مغربية معيلة لضمان حياة كريمة أو لإحلال السلام الدائم؟ هل هي أكثر من قطرة ماء في بحر ؟

يستفيد الكثيرون من المساعدات الإنسانية والإنمائية المتنوعة التي تقدمها سويسرا للعالم العربي: فهي تتراوح من برامج للأطفال والمراهقين في مرافق الرعاية المصرية إلى مشاريع لصغار المزارعين في تونس وورشات الرقص والفنون للتخفيف من الضغط النفسي على ضحايا الحرب وحتى جهود الوساطة السياسية في لبنان وليبيا.

لكن هل المساعدات السويسرية كافية على أرض الواقع لتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرة لاجئة؟ هل تستطيع شابة مغربية مثلا تتمتع بدعم سويسري الحصول على وظيفة تضمن لها ولأطفالها حياة كريمة؟ وهل ساهمت المشاركة السويسرية على المستوى السياسي في تحسين الواقع في الدول العربية؟

المزيد
وجهات نظر

المزيد

“الشرق الأوسط ليس بحاجة إلى مساعدات، بل إلى استثمار قدراته البشرية وموارده”

تم نشر هذا المحتوى على  انفجار 2750 طنًا من نترات الأمونيوم في ميناء بيروت في 4 أغسطس الماضي، أدى إلى تشريد حوالي 300 ألف شخص وتدمير العديد من المنازل. على التلفزيون السويسري شاهدت الانتشار الفوري لفريق صغير قدم من سويسرا لتقديم الدعم في المجال الطبي ودعم المباني الآيلة للسقوط. “حتى قبل الانفجار، لم يذهب دعم سويسرا أبدًا إلى المؤسسات الحكومية. وسنواصل…

طالع المزيد“الشرق الأوسط ليس بحاجة إلى مساعدات، بل إلى استثمار قدراته البشرية وموارده”


ما يمكن الجزم به هو أن الحاجة إلى المساعدة السويسرية أصبحت أشد من أي وقت مضى، فقد أدى اندلاع موجة الاحتجاجات وما ترتب عليها في مدها وجزرها من تدهور في الوضع الأمني إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي. ومع تزايد عدد المتضررين من العنف المستمر ، ازدادت الحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

في ظل هذه التطورات، ظل الشرق الأوسط محور المساعدات السويسرية في إطار رؤية متكاملة لتحقيق هدف شامل في الشرق الأوسط يتمثل في دعم الاستقرار وخلق بيئة آمنة للمتضررين من النزاعات.

هذا وإن كانت سويسرا تواجه انتقادات بأنها تسعى في المقام الأول إلى تمثيل مصالحها الاقتصادية.

المزيد
أطفال اليمن في أتون حرب لا ترحم

المزيد

الحرب في اليمن وما الذي يُمكن أن تفعله سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على نحن في سويسرا، لا نكاد نسمع عن حرب اليمن إلا إذا تعلّق الأمر بتصدير الأسلحة والعتاد الحربي إلى المملكة العربية السعودية التي تناوشها الانتقادات بسبب تورطها في تلك الحرب وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. وفي منتصف شهر يناير، عاد الموضوع إلى واجهة الأحداث بالكشف عن استخدام الرياض لمدافع مضادة للطائرات سويسرية الصنع في مواجهة هجوم شنه المتمردون…

طالع المزيدالحرب في اليمن وما الذي يُمكن أن تفعله سويسرا

لكن تبقى الرؤية المتكاملة للمساعدات السويسرية شاملة لعدة مستويات. فعلى صعيد المساعدات الإنسانية، تهدف سويسرا إلى إنقاذ الأرواح في حالة الكوارث الطبيعية والحروب وتقديم المساعدات الأساسية للمتضررين. وهذا يشمل بناء المساكن وتقديم الطعام وضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، كما حدث في لبنان، على سبيل المثال. 

المزيد
Man kneeling over a hole in a field where water is illegally pulled.

المزيد

المُهندس السويسري الذي يعمل في سهل البقاع

تم نشر هذا المحتوى على يعمل لوكاس بيك في مشروع سويسري لإدارة المياه في منطقة سهل البقاع. قامت swissinfo.ch بمرافقة الخبير في وحدة المساعدات الإنسانية السويسرية، لتنشر لكم هذا التحقيق الصحفي حول المناطق الحمراء، والكلور، وإجادة المحادثات القصيرة اللبنانية.  نحن الآن على الطريق السريع بين مدينة بيروت وزحلة، عاصمة البقاع. وبين الضجيج والغبار، وصخب أبواق السيارات، والسرعة الفائقة، تتجاوز سيارة لوكاس بيكرابط…

طالع المزيدالمُهندس السويسري الذي يعمل في سهل البقاع

المساعدات الإنسانية والتنموية غالبًا ما ترتبط ارتباطًا وثيقاً لا ينقطع ، لأنه عندما تتولد الحاجة إلى المساعدات الطارئة، تكبر الحاجة لمشاريع طويلة الأجل لبناء البلاد ودعم الضحايا في شق طريقهم في حياتهم الجديدة.

وعلى النقيض من ذلك، تهدف المساعدات الإنمائية طويلة الأجل إلى الحد من التداعيات الاقتصادية للنزاعات من خلال تسهيل الوصول العادل إلى التعليم والدخل وصقل المهارات المهنية لتعزيز التماسك الاجتماعي ومنع وقوع المزيد من العنف، حيث أدت النزاعات المسلحة وانعدام الاستقرار السياسي إلى زيادة الضغط على الاقتصادات المحلية الهشة أصلا في العالم العربي.

أما على مستوى السياسات، فتهدف سويسرا إلى معالجة الأسباب الجذرية للعنف ومنع النزاعات ودعم شروط تحقيق السلام والمصالحة وذلك من خلال عمل الجهات الحكومية وغير الحكومية على مستوى المجتمع المحلي أو الوطني ومن خلال العمل على الأطر القانونية والسياسية لتعزيز السلام ومبدأ الحكم الرشيد وكذلك احترام معايير حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي.

تسير المساعدات التنموية السويسرية  جنباً إلى جنب مع جهود السلام ، لأن المساعدات وحدها لا تكفي لإنهاء معاناة الناس بشكل جذري، بل يحتاج الأمر إلى حلول سياسية طويلة الأجل.

وهذه المهمة أصبحت أكثر صعوبة ، كما يقول يوليان هوتينغر ، وسيط وزارة الخارجية السويسرية (EDA) في مقابلة مع SWI: «لم يعد كافياً التفاوض على هدنة. تريد أطراف النزاع معرفة ما يخبئه لها المستقبل. »

المزيد
رجل يجلس أمام بطاقة تشرح شيئًا ما.

المزيد

“رُغم أننا محاطون بالأشخاص باستمرار لكننا وحيدون دائماً”

تم نشر هذا المحتوى على يقضي هوتينغر حياته مُتنقلاً من بلد إلى آخر، ومن قارة إلى أخرى، وهو لا يَمَلّ من التفاوض لأيام طويلة – حتى مع الشيطان لو تَطَلَّب الأمر ذلك. في سياق الحوار التالي، تسلط swissinfo.ch الضوء على وظيفة كثيراً ما يشعر أصحابها بالوحدة. swissinfo.ch: يُقال أن حياة الوسيط تُشبه حياة المندوب؛ فهو يسافر من مكان إلى آخر بالنيابة…

طالع المزيد“رُغم أننا محاطون بالأشخاص باستمرار لكننا وحيدون دائماً”

ومع مرور الوقت بدأت الدبلوماسية السويسرية بشكل متزايد في تكليف منظمات المجتمع المدني والاستعانة بها في تحركاتها الرامية للتوسط لحل النزاعات وهذا الانفتاح مرتبط بتطور طبيعة الحروب ذاتها، فالنزاعات المسلحة بين الدول تتجه إلى الاختفاء، في حين أن الحروب داخل بلد معيّـن بين قوات حكومية ومجموعات متمردة، تكاد تصبح القاعدة. لكن وإن اختلفت طبيعة النزاعات إلا أن الحصيلة الكارثية للحروب وتداعياتها الإنسانية تبقى واحدة.

المزيد
رهائن مُحتجزون من طرف طلبة إيرانيين بعد اقتحام السفارة الأمريكية في طهران سنة 1979

المزيد

“كلما زادت السرية.. كلما كان ذلك أفضل”

تم نشر هذا المحتوى على كيف يمكن لعدويّن لدودين أن يظلا على اتصال؟ في إطار تفويضها لحماية المصالح، تساعد سويسرا المُحايدة على عدم انقطاع حبل المباحثات وتُسهم في الإبقاء على “شعرة مُعاوية” بين السعودية وإيران مثلا. حوار خاص مع تيم غولديمان عن هذه المهمة التي عاينها مباشرة خلال شغله منصب سفير للكنفدرالية في طهران من خلال لعب دور قناة اتصال بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية.

طالع المزيد“كلما زادت السرية.. كلما كان ذلك أفضل”

لكن في المقابل يرى البعض في المساعدات التنموية وجهود تخفيف حدة النزاعات حيلة جديدة للدول لتخدير الشعوب للقبول بواقعها الاقتصادي والسياسي والإقلاع عن حلم الهجرة وتنتقد عدد من المنظمات بوضوح ربط سياسات الهجرة بالمساعدات الخارجية. من ناحية أخرى، تؤمن المنظمات غير الحكومية مثل كاريتاس إيمانا راسخا بأن سويسرا بحاجة إلى الانخراط أكثر وتقديم المزيد في هذا المجال.

المزيد
Un bâtiment détruit à Raqqa, dans le nord de la Syrie

المزيد

الحرب في سوريا: “سويسرا مطالبة بتقديم المزيد من الدعم”

تم نشر هذا المحتوى على  لقد أجبرت حرب الثماني سنوات الملايين من البشر على النزوح عن مناطقهم أو الهجرة إلى البلدان المجاورة. ويقول فابريس بوليه، مسؤول الاتصال بمنظمة كاريتاسرابط خارجي في المناطق السويسرية الناطقة بالفرنسية: “المرافق الاجتماعية في كل من الأردن ولبنان على حافة الانهيار”. في شهر يناير الماضي، زار بوليه مخيمات اللاجئين في ضواحي دمشق وفي بيروت وفي سهل…

طالع المزيدالحرب في سوريا: “سويسرا مطالبة بتقديم المزيد من الدعم”

ورغم كل هذه الجهود، تبقى أسئلة مثارة حول مدى نجاعة المساعدات التنموية السويسرية في تغيير واقع المواطن والمواطنة في العالم العربي وحول النتائج الملموسة لتعزيز السلام عملياً على الأرض. 

المزيد
وجهات نظر

المزيد

نعم، يُمكن لسويسرا أن تفعل المزيد!

تم نشر هذا المحتوى على استنادا إلى حصيلة الدعم السويسري للانتقال الديمقراطي في بلد عربي مثل تونس، يرى الصحافي رشيد خشانة أن هذا الإسهام المقدر والمفيد يحتاج إلى أن يكون “أكثر صرامة ودقة في اختيار المنظمات الأهلية والمشاريع الخاصة والمؤسسات العمومية التي تحظى بالدعم، لكي يذهب إلى من يستفيد منه” فعلا.

طالع المزيدنعم، يُمكن لسويسرا أن تفعل المزيد!

فما هو رأيك حول السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تقوم سويسرا فعلاً بما يكفي لمساعدة العالم العربي ؟ اكتب وأكتبي لنا في قسم التعليقات.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية