مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شابات نيجيريات كثيرات ينقلن الى اوروبا للاستغلال الجنسي

مومسات تغادرن فندقا في بنين سيتي كبرى مدن ولاية ايدو جنوب نيجيريا في 29 آذار/مارس 2017 afp_tickers

في بنين سيتي اهم مدن انطلاق المهاجرين غير الشرعيين من نيجيريا، لا احد يتحدث عن “بغاء”، ولا يقال في لغة التخاطب المحلية ان الشابات اللواتي يتوجهن الى ايطاليا او فرنسا يمارسن البغاء بل يقال انهن “يتدبرن امرهن”.

تملك نيجيريا التي يقطنها اكثر من 190 مليون نسمة، الرقم القياسي في عدد المهاجرين الافارقة بحرا باتجاه السواحل الايطالية. وفي 2016 بلغ عددهم 37500 بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

والغالبية الساحقة منهم يتحدرون من بنين سيتي (ولاية ايدو في جنوب نيجيريا).

ولاحظت منظمة الهجرة ان عدد النساء تضاعف عدة مرات (433 نيجيرية وصلن في 2013 مقابل نحو خمسة آلاف في 2014 بحسب آخر الارقام المتوفرة).

كما لاحظت “زيادة كبيرة في عدد القاصرات اللواتي يسهل التلاعب بهن”.

واضافت المنظمة “ان الغالبية الساحقة بينهن موجهات للاستغلال الجنسي”.

وتتساءل الراهبة بيبيانا التي تحاول مساعدة الشابات لدى عودتهن من اوروبا طوعا او طردا “لماذا ايدو؟ ولماذا بنين سيتي؟ تدور هذه الاسئلة في رأسي وتسبب لي صداعا”. وتضيف “لكنهن تتحرقن للسفر مجددا”.

وفي قاعة الاجتماعات للجمعية الصغيرة التي تتولاها بيبيانا التي تعلوها صورة للسيد المسيح، تقول ميراكل التي كانت غادرت الى اوروبا في 2012 “في اوروبا الناس طيبون، انهم مثل المسيح، وانا ادعو الله كل يوم ليجد لي وسيلة للرحيل” الى هناك.

وكانت ميراكل عادت من ايطاليا قبل عامين. والرواية التي ترويها للصحافيين غامضة. وهي تقول انها لم تمارس البغاء الا لبضعة اسابيع قبل ان تنقذها جمعية من ذلك. لكن بيبيانا التي تعرف جيدا ملفها تؤكد انها مومس.

– عصابات –

والنساء اللواتي يأتين من اوساط فقيرة مع مستوى تعليمي متدن جدا، لا يملكن المال للوصول الى ايطاليا. لكن في بنين سيتي تكثر عصابات الاتجار في البشر. ويكفي ان تعثر على “مدام” (صاحبة ماخور) لتنظيم الرحلة مع اوراق مزيفة ووعد ب “وظيفة”.

بعضهن تعتقدن انهم سيعملن في تصفيف الشعر واخريات انهن ستمارسن البغاء في فنادق فخمة، وكثيرات لا تطرحن اي سؤال.

ولدى وصولهن الى اوروبا، تعمل الشابات لعدة سنوات على ارصفة باليرمو او باريس لقاء ما بين 5 و15 يورو لتتمكن من تسديد دينهن الذي يتراوح بين عشرين وخمسين الف يورو.

وتقول ديفينيتي انها لم تتوجه الى ايطاليا او فرنسا بل الى دبي. وبلغ دينها 15 الف يورو دفعته لتحقيق حلمها. وتقول كان عمري 18 عاما و”حلمت طوال عمري بالسفر الى الخارج”.

وتقول الفتاة “كنت ارتاد الملاهي الليلية كنت منهكة. وفي يوم فاجأت صاحبة الماخور تتحدث في الهاتف مع والد احدى الفتيات”.

وتضيف “كانت تقول له ان جوجو (موكب سحر اسود ينظمه المهربون للمهاجرين قبل الرحيل) لم يعد ناجعا وان الفتاة يجب ان تعود الى نيجيريا للعودة لاحقا الى دبي. وعليها ان تعيد كل شيء من الصفر وتدفع دينا جديدا”.

وادركت ديفينيتي انه لن يكون بامكانها التخلص من شبكات مهربيها وقررت ان تتوجه الى الشرطة. وطردتها السلطات لتعود الى نيجيريا.

وفي شوارع المدينة تختلط مظاهر الفقر بالكنائس العديدة ومكاتب وسترن يونيون حيث يتلقى بعض الاهالي مالا من بنات ذهبن “لتدبر امرهن” في الخارج.

– بلوغ القمم –

النساء اللواتي “فشلن” في رحلتهن غالبا ما يلتحقن بارصفة المدينة ويروين قصص جحيمهن في اوروبا ومنها عشرات الزبائن ليلا على طرقات الارياف، و”الممارسات الجنسية للبيض” وليال امضينهن في محطات القطار. والاسوأ العبور بليبيا.

وتزايد عدد النساء في بنين سيتي اللواتي سمعن بالجانب المظلم من رحلة الهجرة غير الشرعية. وبات المهربون يفضلون الترويح لاوروبا بين مراهقات القرى.

وهن لا تعرفن حتى ان هناك مدينة اسمها لاغوس العاصمة الاقتصادية لنيجيريا التي تبعد عنهن 300 كلم. ولا تملكن الا فكرة مبهمة عن العالم لكنهن واثقات ان العالم افضل خارج بلادهن.

وتقول باسيونس انها سبق ان زارت دبي “وحيدة في سيارة” في حين كتمت صديقاتها بالكاد ضحكات السخرية. وتضيف “الجميع يريد ان يسافر ويصبح شخصا مهما، الجميع يريد بلوغ القمم”. وتواصل “السبب هو قيمة المال هناك. العملة هنا ليست لها القيمة نفسها”.

ومع الركود الذي تعانيه نيجيريا منذ اكثر من عام وادى الىى انهيار العملية المحلية (نايرا) بات 30 يورو مبلغا مهما. ويمثل مرتبا ادنى يرسل الى الاسرة ليصبح مرسله الشخص “الذي نجح ويحترمه الاخرون”.

ويؤكد ذلك ايدوجا اوكيوكونو الاستاذ في جامعة بنين سيتي “انهن ترغبن في الرحيل باي ثمن ولا يحبذن ان تكافح منظمات غير حكومية تهريب” البشر.

ويضيف “اجمالا لا احد هنا يرى مكمن المشكلة. النساء لسن ضحايا الاتجار في البشر، انهن تركضن اليه، بل هن ضحايا الفقر”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية