مقاضاة شركة دواء فرنسية تسبّبت في إعاقة أطفال جسديا ونفسياً
رفعت عشرة أسر في سويسرا دعوى قضائية مدنية ضد شركة أدوية وأطباء نصحوا بتعاطي عقار ديباكين المضاد للصّرع أثناء فترة الحمل.
واتهم الأهالي أخصائيي الأعصاب وشركة سانوفي الفرنسية (Sanofi) المصنعة للأدوية بالفشل في التحذير من المخاطر التي يتعرض لها الجنين والناتجة عن تناول العقار أثناء الحمل، وفقًا لتقارير منشورة يوم الأحد 5 يناير الجاري في أسبوعيتي “لوماتان ديمانش” و” سونتاغس تسايتونغ”.
عقار ديباكين (Depakine) ما يزال يُستخدم على نطاق واسع اليوم لعلاج الصرع والصداع النصفي. وقد أثبت العلماء أن فالبروات الصوديوم الموجودة في الدواء تؤدي إلى نشوء اضطرابات نمو حركية وإدراكية وعقلية في 30 إلى 40٪ من الحالات.
ولم تكن النساء الحوامل في سويسرا على علم بهذه المخاطر، ذلك أن التحذير الذي أصدرته الهيئة السويسرية للرقابة على الأدوية والمنتجات العلاجية (Swissmedic) لم يأت إلا في وقت متأخر.
في الأثناء، ولد 39 طفلاً في سويسرا يعانون من تلف في الدماغ بسبب استخدام عقار “ديباكين”، وفقًا لمعطيات وردت في تقرير صادر عن الحكومة الفدرالية.
من جهته، أعرب تييري بوسلين، أستاذ علم الأدوية السريري في مستشفى لوزان الجامعي، عن شكوكه مشيرا إلى أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وفق نفس التقارير الإعلامية، أكد الأساتذة المُستجوبون أن الدراسة الحكومية غير مكتملة ولا تأخذ بعين الاعتبار تأثير عقار “ديباكين” عبر الأجيال والذي تم تسليط الضوء عليه من خلال دراسات علمية حديثة.
يُذكر أن هذا الدواء المثير للجدل مرخّص به في سويسرا منذ سبعينيات القرن الماضي. ولم يتم ذكر هذه الآثار الجانبية في النشرة المرفقة بالدواء حتى عام 2015.
وفي فرنسا المجاورة، تضرر ما يصل إلى 6500 طفل من عقار “ديباكين”، وفي نهاية عام 2016، تحرك الضحايا ضد شركة سانوفي للمطالبة بالحصول على تعويضات.
أما في سويسرا، فقد قدمت الشكوى الأولى امرأة في عام 2017، حيث كانت تتعاطى الدواء منذ المراهقة ونصحها الطبيب الأخصائي بزيادة جرعة الدواء أثناء إحدى فترات حملها. وقد أنجبت المرأة طفلين يعانيان من اضطرابات معرفية شديدة ومن الإصابة بمرض التوحّـد.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.